يقول الدكتور خالد الجبير: جاءت إليّ امرأة تجر خطاها تحمل على ذراعيها طفلاً قد أنهكه المرض..
أم قارب عمرها الأربعين.. قد ضمت الصغير إلى صدرها كأنه قطعة من جسدها كانت حالته حرجة تسمع تردد النفس في صدره من على بعد.
سألتها : كم عمره؟ قالت : سنتان ونصف السنة.
عملنا له الفحوصات اللازمة كان يعاني من مشاكل في شرايين القلب، أجرينا له العملية.. وبعد يومين من العملية كان ابنها في صحة جيدة..
ابتهجت الأم وفرحت وصارت كلما رأتني سألتني : متى الخروج يا دكتور
فلما كدت أكتب أمر الخروج .. فإذا بالصغير يصاب بنزيف حاد في الحنجرة أدى إلى توقف قلبه 45 دقيقة .
غاب الصغير عن وعيه.. اجتمع الأطباء في غرفته ومضت الساعات ولم يستطيعوا إفاقته.. تسرع أحد الزملاء وقال لها: احتمال أن يكون ابنك قد مات دماغياً وأظن أنه ليس له أمل في الحياة.
التفت إليه لائماً لم قال ذلك, ونظرت إليها فو الله ما زادت على أن قالت: الشافي الله.. المعافي الله.. ثم تمتمت قائلة : أسأل الله إن كان الشفاء له خيراً أن يشفيه..
ثم سكتت ومضت إلى كرسي جلست عليه وأخذت مصحفها الصغير وجلست تقرأ فيه, خرج الأطباء وخرجت معهم صرت أمر على الصغير حالته لم تتغير جثة على السرير الأبيض.
التفت إلى أمه حالها أيضاً لم يتغير يوماً أرها تقرأ عليه ويوماً تتلو القرآن ويوماً تدعو له.
بعد أيام أخبرتني أحد الممرضات أن الصغير بدأ يتحرك حمدت الله وقلت لها: مباركاً أم ياسر، أبشرك ياسر بدأ يتحسن. قالت كلمة واحدة وهى تدافع عبرتها: الحمد لله.. الحمد لله.
مضت أربع وعشرون ساعة نفاجأ بالصغير يصاب بنزيف حاد مثل نزيفه الأول ويتوقف قلبه مرة أخرى ويتعب جسده الصغير ويفقد الحركة والإحساس, دخل أحد الأطباء يعاين حالته فسمعته الأم يقول : وفاة دماغية, رددت : الحمد لله على كل حال الشافي ربي.
بعد أيام شفي الصغير لكنه لم تمض ساعات حتى أصيب بنزيف في القلب ثم يفقد الحركة والإحساس.. ويفيق بعد أيام ثم يصاب بنزيف جديد.. حالة غريبة لم أر مثلها في حياتي, تكرر هذا النزيف ست مرات ولا تسمع منها إلا: الحمد لله.. الشافي ربي هو المعافي.
بعد فحوصات وعلاجات متعددة سيطر أطباء القصبة الهوائية على النزيف بعد ستة أسابيع بدأ ياسر يتحرك وفجأة إذا به يبتلى بخراّج كبير ( ورم ) .. والتهاب في الدماغ، عاينت حالته بنفسي قلت لها : ابنك وضعه حرج جداً.. وحالته خطيرة .
رددت: الشافي هو الله وانصرفت تقرأ عليه القرآن , زال هذا الخراّج بعد أسبوعين.. مضى يومان تماثل الغلام أثناءها للشفاء , حمدنا الله تعالى على ذلك.
بدأت الأم تهيئ نفسها للخروج , وبعد ثلاثة أيام إذا به يصاب بتوقف والتهاب حاد بالكلى أدى إلى فشل كلوي حاد كاد أن يميته والأم مازالت متماسكة متوكلة منطرحة على ربها وتردد : الشافي هو الله، ثم تذهب وتقرأ من مصحفها عليه
يتبع