كيف تدخل الغابة
الوطن الذي لا وجيع له
بطانة السوء
فى أحد مساجد المدينة الفاضلة الجريف شرق أمام متعه الله بالصحة والعافية .. دائما ما يدعو فى كل صلاة جمعة بالتوفيق لأميرنا أمير المؤمنين الأخ الفاضل الرئيس المشير البشير قوى الله شكيمته أمام أعدائه وهزمهم بيقينه شر هزيمة .. فالإمام دائماً ما يدعو الله بالتوفيق للسيد الرئيس فى إدارة شئون المواطنين .. ويتبعه بـ ( أللهم جنبه بطانة السوء ) ...
وبالإضافة لعوامل التغيرات فى البيئة فواحدة من مانعات الأمطار هي البطانة السوء .. وجاء فى ذكر الآية الكريمة أن الله إذا أراد بأهل قرية سوء بعث مترفيها ففسقوا فيها .. والمترفين الذين يتصفون بالفسوق ليسوا سواء بطانة السوء سادتي ...
قد أوصف بأنني حاسد من خلال قراءة المقال من أي إنسان .. ولكن عندما تفهم كبد الحقيقة يبين لك الأسى المتفطر الذي ينهش قلوب أصحاب الحق المسلوب ...
فقد قرأت قبل يومين تهنئة وبالخط العريض فى صحيفة الرأي العام السيارة .. والتهنئة مفادها أن بعضهم يهنئ السيد الدكتور الفريق عبد اللطيف عشميق بنيله ثقة رئيس الجمهورية بتعيينه مديراً عاماً لجامعة الرباط .. وما يثير الضحك والسخرية اضطلاع تلكم الشركات بكتابة : أنه كفء لهذا المنصب ...
ولكم سادتي أن تسمعوا حكايا لن تخطر على بال أحد .. فقد إستأجر الدكتور الفريق عشميق منزل بشارع المك نمر .. وهذا المنزل هو ورثة أحد أبناء الجريف شرق .. ألا وهو الشيخ الأمين باعو رحمه الله .. والرائد الأول دونما منازع فى تعليم النساء على نطاق السودان .. والذي تجنى الإعلام عليه بتقديم الرائد العلامة بابكر بدري .. وسيكون ذلك جهل إن أنكرنا ما قدمه بابكر بدري ...
وعوداً على بدء فقد إستأجر عشميق ذلك المنزل .. والذي هو فى الأصل منزل واحد ولكن تم قسمه على نصفين لتستأجر السفارة الألمانية الجزء الشمالي منه وأسمته معهد ( جوته ) .. وهو الفيلسوف الألماني الشهير .. وهذا كان بأيام سابقات والآن الجزء الشمالي صار معهداً لتعليم اللغة الألمانية بينما قام عشميق بإستئجار الجزء الجنوبي منه .. ولحسن معاملة وكيل الوراث وطيبة نواياه .. فقد إنخدع بالإبتسامات الكاذبة التي كان يطلقها له الدكتور الفريق عشميق .. فماذا فعل الدكتور عشميق .. فقد بنى طابق علوي وعندما جاء وكيل الوراث إبتسم دكتور عشميق إبتسامته الصفراء وقال لوكيل الوراث إنه توسع فى عمله لحوجته لذلك التوسع .. وأنه لن يضير الوراث شئ من هذا التوسع ولن يدفعوا شئ مقابل تلك التوسعات .. وقام بعد ذلك بعدة إضافات وفى كل مرة كان يرمى إبتسامته الصفراء لوكيل الوراث .. وسامح الله وكيل الوراث فكلما أراه أتذكر العبارة الشهيرة ( القانون لا يحمى المغفلين ) .. ثم ماذا جرى بعد ذلك .. فقد قام الدكتور عشميق بإستئجار جزء من المبنى للبنك السوداني الفرنسي ليستخدمه البنك كصراف آلي .. وهو مدركاً أنه إستئجار من الباطن .. وهذا ما لا يسمح به القانون السوداني من دون الرجوع للمؤجر او المالك ..
ولنخرج قليلاً عن صياغ الموضوع الرئيسي متجهين لتفرع آخر من الموضوع .. فالقانون السوداني كما هو معروف يقف دائما فى صف المستأجر .. ويرى المؤجر او صاحب الملك الويلات فى جني ما تعب فيه او لنفترض مما تعب فيه أبائه .. وكثيراً ما مرت أمامي حالات تحكى تلك المعاناة التي يلقاها صاحب الملك .. خاصة وإن أخر المستأجر الإيجار لعدة شهور .. فأنا مرت بي حالة وصل الحد الذي سمح للمستأجر بالإقامة فى المنزل سنة وسبعة شهور ولم يدفع المستأجر سنتاً .. وآخر الأمر هرب بما يدينه من مال للمالك .. وهذا سادتي ما يفعله القانون بصاحب الملك ...
وعوداً على بدء .. فقد قام الدكتور الفريق عشميق بإستئجار جزء من المبنى صراف آلي .. وللأسف هو دكتور وليس من منفذي القانون .. وهذا بصفته دكتور .. ولكن بصفته عسكري فهو يعرف القانون تماماً .. وبما يملكه من منازل يعرف أنه لا حق للمستأجر بالإيجار من الباطن دون الرجوع للمالك .. وللأسف فالدكتور الفريق عشميق هو منفذ القانون ومحطمه فى نفس الوقت .. وهذا قيض من فيض لبطانة السوء ...
ثم ماذا جرى بعد ذلك .. فقد أحس وراث الملك بأن العائد ضعيف وعلى المستأجر أن يزيد الإيجار الذي لم يزده سنتاً منذ خمسة سنين .. فتم إخبار الوكيل والذي بدوره قادته قدماه للدكتور الفريق عشميق ليخبره بنبأ أمر طلب الملاك لزيادة الإيجار .. فماذا حدث سادتي .. فقد تكرر ذهاب الوكيل إلى الدكتور الفريق عشميق .. والذي أدرك من نوايا الدكتور الفريق عشميق أنه لا يريد أن يزيد الإيجار .. فرجع الوكيل بخفي حنين لملاك الورث .. والذين إضطروا فى نهاية الأمر لرفع قضية ضد المدعو عشميق .. وبدأت جرجرة المحامين والمحاكم .. فتخيلوا سادتي ماذا طلب الدكتور الفريق عشميق .. لقد طلب أن يدفع نصف قيمة المبنى عندما إستأجره ليمتلك المبنى .. تخيلوا سادتي ذلك الغباء المستعصي على الحدود .. فهو كما أعتقد يظن أن هؤلاء ليسوا سوى رعاع لا حق لهم بأي ممتلكات فى هذه الدنيا .. وبنظري أن ذلك الدكتور الفريق ليس سوى حمار من الحمير التي تحمل أسفاراً .. وبدأ لى أن كل ما تعلمه ضاع هباءاً منثوراً .. وهو يطالب بالتمليك فيما ليس بحقه .. ويذكرني بالمقولة ( القلم لا يزيل بلم ) ...
هذا سادتي ما جرى .. هذا هو الذي نال ثقة رئيس الجمهورية .. هذا هو الشخص الآهل للمنصب الذي أختير له .. فتخيلوا معي إن كان هذا هو الراعي فهل يستقيم حال الرعاة .. هذا المدعى للحضارة ولتقلد المناصب ليس سوى نصاب كبير .. دكتور نصاب .. هذه من الممكن حدوثها .. ولكن أن فريق فى الجيش السوداني ويتمتع بالأهلية الكاملة للنصبة على الرعية .. فهذه سادتي صعبة تقبلها على العقل ...
وقد يقول قائل أن له الحق فيما صرفه من إضافات فى المبنى .. ولكن بشهادة وكيل الوراث أخبره بأن لا دخل للوراث فيما سيفعله فيما بعد .. وهذا حدث بعد أن بدأ الفريق الدكتور عشميق بالإضافة الأولى .. إذن فالوراث خاليين الطرف من أي مطالبات ستأتي فيما بعد ...
هذا سادتي ما يجرى وما قد جرى .. وأنا لم أخترع شئ من رأسي او أضيف أي سيناريوهات مفتعلة فى الموضوع او مخترعة .. فهذه هي الحقيقة كما نقلتها لكم سادتي .. وعيناي تقرأ التهنئة على صفحات الصحيفة وتضحك نفسي بإستهزاء من الوراث ومن وكيلهم لما أقدم على فعله ذلك الدكتور الفريق ...
وهب أن ذلك المدعى بأنه صاحب ملك نجح فى أن يصبح صاحب ملك على حساب آخرين .. وأنه إستطاع نيل حقهم منهم بما يمتلكه من صلاحيات .. فهل سيستطيع أن ينال من الله فى الآخرة ...
هؤلاء هم بطانة السوء سادتي .. من غرتهم الحياة الدنيا بالتعدي والنصب على حقوق آخرين .. هؤلاء هم من يدعوا إمام ذلك المسجد بأن يجنب أمير المؤمنين البطانة السوء .. ولله حق فى أن يمنع عنا غيثه ورحمته .. لنصبح من الزمر الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ولولا البهائم ما أمطروا ) كما ذكرت فى مدونة ( المفاسد المتسلسلة ) ...
هذا حال رعاة رعيتك وطني .. هذا هو حالك دوما فى الهاويات جلوس .. لا وجيع يحمل معك آلامك .. هذا قيض من فيض .. هؤلاء هم بطانة السوء وقد أكالوا لك الكيل بمكيالين .. وأنت الذي سقيتهم منن نيلك وأطعمتهم بفضل الله من أرضك ...
وأنا مدرك سادتي أن ما كتبته يدخل فى حيز التدخل فى شئون المسكوت عنه .. ولكن ترن بأذني عبارات مثل ( لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيك إن لم تسمعها ) .. وكذلك عبارة ( قل الحق ولو كان مرّأً ) .. هذه العبارة هي ما دفعتني وأنا مدركأً تماماً بوقوعي فى وفود الليل لتأتى وتأخذني بأنصاف الليل وتفعل ما تفعل .. ومهما كان الأمر فقد قلت وإنتهى البيان .. فليفعلوا ما يفعلوا كل من تسول له نفسه أن يضر بهذا الوطن او بمواطنيه .. وليكن معلوم للجميع أن لن أعفى سالفة مهما كانت فى يوم الحق العظيم .. لن أتنازل عن أي حق لوطني او لساكنيه أبدأً .. وليعلم كل من أضطلع بمسئولية وأخفق فيها أنني لن أعفى حق لي عليه وكفى ...
كان الله فى عونك وطني وأنت محاط ببطانة السوء أينما حلت رواحلك .. وكلما تمهدّت مكاناً ظننته سهلاً أنبتوا به غابات نواياهم السيئة .. وأينما إستسقيت الخير لأبنائك .. ترجو بهم العيش فى أمن وطمأنينة وسكينة .. جعلوا أمانيك ناراً من قعر أفئدتهم تطردهم نحو الضياع وسوء المنقلب .. كان الله فى عونك ...
والحمد لله على ما أراد الله ...