الأخ العزيز يحي...
تحياتي و أشواقي الحارة المعتقة في ماء النيل، و الممهورة بدماء أجيال ماتت من أجل أن نعيش...
أنا أتفق معك في تخاذل البعض عن قضايانا... سواء إيجاباً أو سلباً...
ماضياً و حاضراً، فلسان حال الكل "كان أخوك حلقوا ليهو بل راسك"...
رغم كل ما نقدمه من دعم جماهيري لكل شعوب العالم المستضعفة...
إننا لا نطلب من العالم أن يكافئ ما نقدمه و إلا سيكون ما نقدمه مناً و رياءاً و وقفاً على أهوائهم..
إننا لا نطلب من العالم أن يأتي لدعم مواقفنا سواء مع أو ضد ما يحاك...
و لكننا نستنكر أي موقف ينم عن استخفاف و عن شماته فيما نعتز و نفخر به...
الإحباط لن يصل إلى أرواحنا طالما قررنا أننا سنسير إلى الآفاق العلا...
إذا كنا قد صممنا أن نسير وفق ما نرى، فليس من عدالة الشجاعة في شئ أن تحبطنا مثل هذه الأقوال...
إننا لا نريد أن نرد القول بالقول... فليس هذا من شمائل أهل السودان...
و لكننا نقول فقط كما قال أهل غزة من قبل... دعونا و شأننا...
فلا التاريخ و لا الحاضر قد شهد يوماً أن العالم ناصر قضية سودانية...
و من يفعل ذلك يفعله على استحياء، و هم قلة و صفوة تكاد تختفي ملامحها في الكل...
إذا لم نأخذ ما نمر به اليوم على محمل الجد أولاً...
و على أنه شأن داخلي بحت ثانياً...
فإن السودان سيكون نهباً بين الدول.. و تتفرق إرادته بين الأمم..
أعود و أقول...
لكل قضية عدة حلول... و دوماً هناك حل آخر...
فلنعود إلى رشدنا و نحبث عنه...
و غيرنا لا يملك الوقت ليفكر في مصالحه و مصالح غيره...
و الشجاعة صبر ساعة...
أما عن ما يقال عن السودان على أفواه الأقزام...
فأقول:
ما صغر شأنه أعرض القلب عن ذكره سلباً و إيجاباً...
لك التحية يا يحي.. و دعنا نتغنى بحب هذا الوطن الذي يفتخر بأمثالك في مثل هذه اللحظات...
و ليعلم الجميع أن في العمر بقية لنصفي الحسابات بيننا، فعلينا أن نعلم كيف نختار الأوقات،،
ما نحتاجه الآن هو أن نعي ما نفعل لنفعل ما نعي و ننجو بأنفسنا و وطننا...
و دمت