إن البشير يسيطر على ا ُ لجناة ويوجههم. إن ارتكاب جرائم بمثل هذا النطاق ولمثل هذا الوقت الطويل، واستهداف
المدنيين لا سيما الفور والمساليت والزغاوة، والحصانة التي يتمتع ا ا ُ لجناة، والتستر المستمر على الجرائم من خلال
التصريحات الرسمية العلنية، يعتبر بمثابة أدلة على وجود خطة قائمة على تعبئة أجهزة الدولة، من بينها القوات
المسلحة، والأجهزة الإستخباراتية، والبيروقراطيات الدبلوماسية والإعلامية، والجهاز القضائي.
وضع البشير خطة تتضمن: فصل الموظفين الذين يعترضون على ارتكاب الجرائم وتعيين موظفين أساسيين لتنفيذ
ارتكاب الجرائم - أبرزهم أحمد هارون، دمج الميليشيا/الجنجويد بالتعيين الرسمي لزعمائهم في هيكل السلطة
السودانية، التنفيذ الموحد للهجمات ضد الجماعات اُلمستهدفة في الُقرى من خلال اللجان الأمنية على مستوى كل
محلية، رفع تقارير إلى اللجان الأمنية الولائية، رفع التقارير لأحمد هارون خلال الفترة من 2003 إلى 2005 بصفته
مسؤو ً لا عن "مكتب أمن دارفور" وعضوًا بمجلس الأمن الوطني، نظام العقبات المعرقلة لتوزيع العون الإنساني، حملة
التضليل الإعلامي، التعمد في عدم معاقبة ا ُ لجناة.
إن البشير يشرف على تنفيذ مثل هذه ا ُ لخطة من خلال موقعه الرسمي على قمة كل هياكل الدولة وبصفته القائد
الأعلى، كما أنه يتأكد من أن رؤوساء المؤسسات المتورطة يرفعون تقاريرهم مباشرة له وذلك من خلال القنوات
الرسمية وغير الرسمية. إن سيطرته مطلقة.
مع أن جسامة الجرائم المرتكبة جذبت الإهتمام الوطني والدولي، إلا أن البشير لا زال ينفي ويخفي باستمرار الجرائم
المرتكبة ويبرئ نفسه ومر ؤوسيه منها. طوال الفترة المتعلقة ذا الطلب، ينفي البشير شخصيًا ومن خلال مر ؤوسيه
وقوع هذه الجرائم. يستخدم البشير الأجهزة الإستخباراتية والأمنية السودانية لتضليل أكبر للرأي العام المحلي والدولي
حول دارفور، وذلك من خلال مركز السودان للإعلام الذي ُأسس في عام 2002 والذي يوجه توجيهات إلى كل
المسؤولين للمساهمة في الحملة عبر إثارة قصص حول العودة الطوعية لل مشردين داخليًا وبالقول أن دارفور مكان
آمن يستطيع الناس أن يعيشوا فيه عيشة طبيعية.
نظرًا للاهتمام الدولي بدارفور، تعتبر الإبادة الجماعية إستراتيجية فعالة لتحقيق التدمير الكامل بفرض ظروف ترمي
عمدًا إلى الإهلاك المادي المقرون بإستراتيجية التضليل الإعلامي المدروس. بمنع كشف الحقائق المتعلقة بالجرائم،
وبإخفاء جرائمه تحت ذريعة "إستراتيجية مكافحة التمرد" أو الصراعات القبلية أو "أفعال مليشيا مستقلة خارجة عن