| اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:11 am | |
| السادس والعشرون نواصل مع حالات التعذيب
مصطفى عبادة
عضو مركزية النقابة العامة للنقل النهري اعتقل لفترات متفاوتة عدد من المرات حتى الان في ظل هذه الحكومة نوثق للتجربة الاولى
اعتقل مساء 14-12-1989 واخذ وهو معصوب العينين حيث قضى 31 يومًا في مكان مجهول تعرض في هذه الفترة لكل انواع التعذيب بدءًا من الضرب بالعصي حيث كان يجلد يوميًا بالسوط حوالي 70 جلدة يقول انهم كانوا يتعرضون لما يعرف بالسيرة حيث كان يتغنى حراسهم وهم متشابكون على هيئة قطار تم التحقيق معهم لاكثر من مرة ومايديهم مرفوعة الى الحائط وكذلك وجوههم الى الحائط وكانوا يوقفون حفاة على ارض ساخنة لفترات طويلة كانوا يستخدمون في جلده مع عدد من المعتقلين خرطومًا للمياه – تم تحويلهم الى منزل ثان بالقرب من سيتي بنك سابقًا في الخرطوم حيث كان التركييز على التعذيب النفسي ، كان ذلك بعد خمسة عشر يومًا حيث كانوا يأكلون وجبتين فقط في اليوم واحيانًا وجبه واحدة ويتعرضون لاذلال والاهانة ولا يسمح لهم بالاستحمام وكان التحقيقات تتركز حول ( اتجاهك السياسي ) ، محاولة معرفة اسرار العمل النقابي او الحزبي ، محاولة الكشف عن بعض المناضلين المختبئين وعن بعض الشخصيات السياسية وغيرها من اسئلة عامة وشخصية
سعودي دراج
وايضًا نستعرض تجربته الاولى اعتقل لاول مرة في عهد الافلاس الوطني اعتقل في 14- 12- 1989 م تعرض للتعذيب شهرًا كاملا حيث كان معصوب العينين وتناوب على ضربه ثمانية اشخاص بالسياط وبأعقاب البنادق والركل في كل انحاء الجسم واجبر على اداء حركات رياضية كما تمت عمليات اعدام صورية للمتهم وكان يتعرض ضمن عدد من المعتقلين للضرب صباحًا ومساءً ويصل معدل الضرب 8- 12 جلده بالسوط يوميًا عدا الصفعات لا يسمح لهم بالنوم فبرغم انهم يرقدون على البلاط الا ان الحارس المكلف يقوم بالضرب على الابواب حتى الساعات الاولى من الصباح وتكررت هذه الممارسات في المنزلين اللذين تنقل بينهما النقابي البارز سعودي دراج تم ترحيله الى سجن كوبر يوم 14 – 1- 1990 طالب في ختام مذكرته السلطات بالتحقيق في التعذيب والممارسات الوحشية التي تعرض لها
عبد الرحمن الزين محمد
الاعتقال الاول تحت حكم الجبهة اللا إسلامية : في ليلة 7 – 12 – 1989 واقتيد الى مكان مجهول حيث وضع في حمام ( سايفون ) عرضه متر وطوله 160سم ،مقفول بباب خشبي وكان مظلمًا ومغمورًا بالماء مع وجود عدد من المعتقلين قضى في هذا السيفون خمسة ايام وتعرض فيها مع زمللاء المعتقل للضرب المبرح ، ومن بعد نقل الى حمام ( متر ونصف X مترين يحتل ربع مساحته بانيو ، مع استمرار نفس المعاملة ( الضرب والشتائم البذيئة حيث قضى اربعة أيام ، ومن ثم قضى 13 يومًا في أحد المكاتب ثم نقل الى مكان مجهول ( على طريقة الحيوانات المذبوحة ) في 7 فبراير 1990 نقل الى سجن كوبر طالب وزير العدل ورئيس القضاء التحقيق في شكواه
ليكم يوم يا جلادين
| |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:14 am | |
| السابع والعشرون مواصلة لتوثيق حالات التعذيب نقدم اليوم شهادة وافادة جديدة
إفادة عن وقائع تعذيب
مقدمة:-
الأفادة التالية هى إفادة احمد محمد عثمان الذى كان يعمل بسفن الخطوط البحرية السودانية زهاء 19 عاما وهو أيضا نقابى.
تم إحتجاز السفينة التى كان يعمل بها وهى سفينة القضارف بميناء انتويرب البلجيكية بواسطة أتحاد العاملين بالمواصلة الدولية بعد أن قامت بعثة من هذا الاتحاد بإن العاملين بالسفينة لا يتقاضون الا مايساوى 30% من مرتباتهم التى تعلنها سلطات البحرية السودانية للمنظمات الدولية ولان العاملين أفادوه بعثة الاتحاد بما يتقاضونه حقيقة كان نصيبهم تعذيباً متواصلا لكى يوقعوا تحت التعذيب بعكس ما ادلوا به فى ميناء انتويرب.
تم اعتقالى مع عدد من الزملاء من داخل الباخرة القضارف، بعد أن رست السفينة صعد الينا ضابط امن يصحبه ثلاثة اشخاص آخرين بزى مدنى فنزلنا معهم على الرصيف، وجدنا فى انتظارنا عربتين فسألنا ضابط الامن الى اين فإجابنا بانه مكلف بإخذ بعض الاقوال والتحقيق بخصوص احتجاز الباخرة القضارف بميناء انتويرب ببلجيكا وقال ان التحقيق أجراء روتينى بسيط سنعيدكم بعده الى منازلكم.
اخذونا الى مكتب الامن وهو مبنى مكون من ثلاثة طوابق. صعدنا الى الطابق الثانى وتم توزيعنا وبعد ذلك لم التقى بالزملاء الآخرين. اخذونى الى غرفة مساحة 2*2 متر (زنزانة) ليس بها أضاءة او مروحة وتركونى فيها ثلاثة ايام وفى اليوم الثالث اخذونى لمقابلة مدير الجهاز ويدعى الكردى. سألنى الكردى عن احتجاز الباخرة وقبل ان اجيبه وقف ثم مال نحوى وصفعنى.. فاجأتنى الصفعة بإبتعدت قليلاً لكى لا تصلنى صفعات اخرى فجاء الحرس من خلفى وقاموا بضربى داخل مكتب رئيس الجهاز حتى نزفت دماً من انفى وتورم وجهى ثم اعادونى لمكان احتجازى. مرت ثلاثة ايام اخرى ثم حضر اثنين من عناصر الامن وقاموا بشتمى واتهامى بانى مخرب ثم جاء ثالث بخشب وحبل نايلون فربط يدى الى الخلف واخذونى الى الطابق الثالث لمكتب شخص آخر. كان بالمكتب ادوات كثيرة ويبدو كغرفة عمليات للتعذيب. طلب الشخص ان اخبره بمن يقف خلف احتجاز الباخرة وقال انه عمل اجرامى يستحق العقاب رمياً بالرصاص فاجبت بانى لست سوى نقابى انفذ رغبات القاعدة فقاطعنى قائلاً "وكمان شيوعى" ثم لوح لى باحد الملفات. طلب منى ان اجلس امامه هجلست فى مواجهته فما كان من الآخرين من هلفى الا ان قبضوا على يدى اليسرى واطفأوا عليها سيجارة ثم عود ثقاب بينما انا اصيحووسط عذا الجو كان رئيسهم يواصل سؤاله لى عن هدف احتجاز الباخرة مهدداً بانه يستطيع قتلى دون ان يتعرض الى اى مساءلة وظل يواصل
اسئلته لى عن اشخاص لا اعرف اكثرهم وعند كل سؤال يشد الزبانيه شعر راسى بطريقة مؤلمة وبعد ذلك اعادونى لمكانى احتجازى حيث افترش الارض دون غطاء. وبعد يومين حضر شخص ومعه فتيل به دواءبلون الكوبيا فوضعه على مكان الحريق وطلب منى مساعدة المسئولين واعطاهم المعلومات التى يردونها والا فإنهم سيجعلونى اراى نجوم النهار. أستمر احتجازى بهذه الزنزانة وكنت اعانى من الحمى وآلام فى السلسلة الفقرية وعدم القدرة علىتحريك الايادى وظللت على هذه الوضع لمدة اسبوع وكنت اطلب الماء فلا اجدمن يسمعنى ولم تكن هناك وجبات منتظمة فى بعض الاحيان. بدأت اشعر بان كل شيئ محتمل الحدوث. وفى احدى المرات حضر شخص واتكأ على النافذة زطل منى ان ازحف على ركبتى فرجوته ان يتركنى لكنه قال انها تعليمات بان تزحف حتى اراء الدم ينزف وتكرر الوضع عدة مرات وعاودتنى الحمـى نتيجة لذلك حتى اننى لم اســـــتطع الاكل او شرب الماء
–اذا توفر- فاضطروى لأخذى الى مستشفى "القوات البحرية" وقالوا انه ملاريا ولم يهتم الطبيب بما هو ظاهر من آثار التعذيب ثم اعادونى لنفس المبنى وظللت لمدة عشرة ايام مضطجعاً دون حراك وكانوا من قت لآخر يطلون من النافذة.
إفراغ المعدة بالقوة
أثناء احتجازى كنت اسمع اصوات استغاثة وألم وفى احد الايام سمعت صوت ذى لكنه بيجاوية يطلب ويتوسل أن يخلو سبيله وسمعت اصوات آخرين وهم يتصايحون "امسك رجله... امسك يده" ثم اسمعه محذراً زمستنكراً ومستغيثاً ولم اكن مصدق رغم الكلمات البذيئة ان هذه محاولة اغتصاب. ولكن بعد ايام عشت موقفا جعلنى افهم مدى ماوصلوا اليه فى مبانى الامن.
لقد تناولت وجبة سمك وارز ادخلت لى بطريقة خاصة ولم اكن اعلم حتى مصدرها وبعد ساعة حضر رئيس الجهاز فى مرور فرأى آثار الوجبة فارغى وازبد. وبعد ساعة اخذونى لمكتبه واعاد على نفس الاسئلة الأولى ثم سألنى كيف ادخل هذا الطعام الى مكان احتجازى فقلت الحقيقة وهى إنى لاأعرف فطلب مدير الجهاز من رجاله أن يخرجوا الاكل من معدتى بإى طريقه ويحضرونه له فى كيس نايلون ليراه.
أعادونى الى الغرفة بعد ان احضروا خرطوش اسود مقاس 2/1 بوصه.قاموا بضربى غلى معدتى ورأسى وعلى أجزاء متفرقة من الجسد بقصد افراغ معدتى ولما لم ينجحوا فى ذلك احضروا شخصا ثالثاً وقاموابنزع ملابسى وضغطوا بكل قوتهم على جنبى الايسر ثم حاولوا إدخال الخرطوش فى مقعدى لأفراغ مافى معدتى حسب رغبة رئيسهم ووسط جو من الصراع والرفس والركل شعرت بدوار زغبت عت الوعى وفى اليوم التالى وجدت جسدى العارى مليئ بالقروح والدماء ولآلآم فى المقعد واسفل السلسلة الفقرية.
فى اليوم التالى أخذونى للمستشفى العسكرى للقوات البحرية الى طبيب يدعى بابكر كبلو واظنه الآن نائب والى ولاية الجزيره قام الطبيب بالكشف على واعطائى حبوب ربما هى مضادات حيوية عاودتنى الحمي مرة ثانية فطلبت ان اذهب للطبيب فقال لى احدهم "إنشاء الله تموت .. مافائدتك للبلد؟ ونحن مافاضين لامثالك" استمريت فى الحبس دون حمام ودون حلاقه ولقد اصاب جسدى هزال شديد وظللت اعانى من صداع مستمر نتيجة ضربى على الرأسى ومازلت الى الآن اعانى من ذلك.
بعد ايام طلب منى أحد الحرس ان ازحف على ركبتى ثانية فرفضت وقلت له "افضل الموت على" ذلك فتردد قليلا ثم تركنى. وصاروا يعطونى الاكل على شكل فتات خبز يقذفوننى به من بعيد.
التوقيع
فى 23/7/1992 وحوالى السابعه مساء وجدت زملائى كلهم امام مكتب رئيس الجهاز.. كنا جميعا فى زهول. الاشكال اصبحت هزيلةوباهتة وعلى وشك الهلاك خصوصا ثلاثة من الذيت تجاوزوا الخمسين من عمرهم وصاروا على اعتاب المعاش. ادخلونا فرادي وعندما اتى دورى قال لى رئيس الجهاز ستذهب الى مكتب الخطوط البحرية السودانية لعمل تنازل عن القضية وفى حالة عدم التوقيع اقرأ على روحك الفاتحة.. وهكذا وافقت على التوقيع.
اخذونا الى مكتب الخطوط البحرية السودانية –الطابق الثانى- حيث ادخلونا مكتب مدير الاداره والتخطيط فرادى. عند دخولى وجدت ضابط أمن ورئيس ديوان النائب العام لولاية البحر الاحمر محمد سعيد وزان والمستشار القانونى لهيئة الموانى البحرية وضابط أمن الشركة خالد عمر خيال وضابط شئون الافراد حسن محمد صالح وبدون اي نقاش اعطونى ورقة وطلبوا منى التوقيع بالتنازل عن حقوقى فى القضية المرفوعة ضد الخطوط البحرية السودانية فى ميناء انتويرب وفعلا وقعت على الورقة ووقع زملاء التسعة ايضاً.
بعد التوقيع اخذونا الى مكان الاحتجازوبقينا فيه حتى يوم 27/8 وبعد ذلك اخذونا الى منازلنا لثلاثة ساعات ثم اعادونا الى الباخرة. منذ ذلك التاريخ مررةبفترة مريرة اخرى حسمت فى 30/11/1992 حيث استلمت خطاباً بالفصل وفق المادة 6ج من المرسوم الدستورى الثانى.
واخيراً
هذا جانب من المحنة التى مررت بها استثنيت منها وقائع الفترة من خروجى من مكان التعذيب وحتى فصلى ثم الاعتقالات المتتالية التى تعرضت لها بعد ذلك حتى استطعت الخروج من السودان يوم 10/7/1994. آثار التعذيب مازالت واضحة على جسدى تقف شاهداً على وحشية من عذبونى واتمنى ان تقدم شهادتى هذه ما يساعد على وقف التعذيب والوحشية لغيرى من الذين تستهدفهم أجهزة الأمن السودانية.
المصدر "الراصد" نشرة المنظمة السودانية لحقوق الانسان فبرابر 1995 | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:20 am | |
| الثامن والعشرون وصلتنى هذه الرسالة من الصديق والزميل على العوض وقد قام عكاشة بتنزيلها فى احدى البوردات
وسوف نقوم بانزال كل حالات التعذيب فى هذا البورد للتوثيق بدون مقدمات...
فالتجارب المريرة التى سأبدأ بنشرها تباعاً وبأقلام أصحابها تتحدث عن نفسها بأبلغ من أى حديث عنها وعلى الرغم من أنها تعكس صوراً كريهة لمدى الدرك الذى يمكن أن ينحدر اليه بعض من ينتسبون الى عالم البشر عندما يتجردون من إنسانيتهم مطلقين العنان وبلاحدود لقبح ودمامل نفوسهم المريضة تعربد بلاوازع من ضمير. إلاأنها فى نفس الوقت تبرز صمود وبسالة أولئك الكوكبة من الفرسان والفارسات الذين مروا بهذه التجارب، كل زادهم فى تلك الفترات العصيبة أفكاراً يؤمنون بها ويعتقدون بصحتها بمختلف إنتماءاتهم ويحلمون بغدٍ أفضل لبلادنا... ويعملون بقوة من أجل تحقيق هذا الحلم متعلقة أبصارهم به بشكل يصير أمامه أعتى الطغاة اقزاما ا
ومن هنا أوجه النداء إلى كل الرفاق والأصدقاء الذين عاصرتهم فى زنازين جهاز الامن أو فى دار نقابة المحامين "سابقاً" أو فى سجن كوبر أو فى سجن شالا، وإلى أولئك الذين لم أتشرف بمعرفتهم إلى توثيق تجاربهم ونشرها بمختلف طرق النشر المتاحة. وليصبح شعارنا جميعاً العمل على تقديم كل من دبر ونفذ وساهم فى تلك الجرائم البشعة إلى المحاكمة العادلة.
وأبدأ بتجربة صديقى- على العوض.
وغــدا تشــرق الشـمس أفــضل
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
أضاءة
حملت قلمى أمام إصرار بعض الأصدقاء لكتابة تجربتى داخل ما عرف فى السودان " باسم بيوت الأشباح " اماكن التعذيب السرية التى إبتكرها نظام الجبهة القومية الإسلامية فى السودان ... رغم أنها تتواضع فى مشقتها وعنائها أمام الكثير من التجارب التى خاضها العشرات من شباب السودان فى صبر وشجاعة وصلابة ارعبت حتى جلاديهم وفى مقدمة هولاء الشباب الشهيد الدكتور على فضل احمد "سيد الشهداء" ورفاقه الذين واجهوا آلة التعذيب الجهنمية وعيونهم معلقة بسماء الوطن دون أن يرمش لهم جفن او يخبوأ لهم حلم... فاحلامهم باقية كمنارات هدى للسودانيين من أجل هزيمة الفاشية وبناء وطن ديمقراطى ومتسامح وخالٍ من التعصب وضيق الأفق.
الليلة الظلماء
فى ليلة30 يونيو من العام الف وتسعمائة وتسعة وثمانون نفذت الجبهة الإسلامية انقلابها العسكرى وقطعت الطريق امام التطور الديمقراطى لبلدنا واوصدت كل النوافذ امام الحل السلمى لقضايا الوطن والذى لاحت تباشيره فيما عرف بإتفاقية الميرغنى – قرتق ونقلت الصراع السياسى فى بلادنا لدائرة العنف الشريرة. واجه شعبنا الانقلاب العسكرى بالمقاومة الصامتة والمقاطعة الشاملة وادرك بحسه العالى ومنذ الوهلة الاولى حقيقة الانقلاب والقوى السياسية التى تقف خلفه. رغم محاولة قادة الانقلاب التستر خلف شعارات قومية وابتداع مسرحية إعتقال الدكتور حسن عبدالله الترابى زعيم الجبهة القومية الإسلامية فى السودان أسوة بزعماء الاحزاب السياسية السودانية وقادة الحركة النقابية السودانية.
فرسم عمر البشير قائد الانقلاب المشئوم لوحة داكنة السواد مصبوغة بالوان الكذب والخديعة، سمة لازمة نظامه حتى يومنا هذا.
بدأت المقاومة للانقلاب تتصاعد تدريجياً والهمس يتحول الى هتاف وأخذت تلوح فى الأفق تباشير العصيان المدنى والاضراب السياسى وكالعادة كانت النقابات راس الرمح فى المقاومة فبادرت نقابة أطباء السودان بتنفيذ اضرابها الشجاع والذى أفقد السلطة صوابها فبدت كأنها ثور فى مستودع الخزف فشنت حملة هستيرية لإعتقال الالاف من النقابيين والسياسين والطلاب وبدأ الهمس يدور فى الشارع السودانى عن عمليات تعذيب يتعرض لها المعتقلين وبصفة خاصة الاطباء وسادت حالة من الترقب والقلق والانتظار.
حفلة التشريفة
فى ليلة الرابع من ديسمبر من نفس العام دوى طرق عنيف على باب منزلنا أزعج كل الاسرة مما حدا بوالدى الذى تجاوز الستين عاما لان يسرع الخطى ليستجلى الامر. عاد والدهشة والحزن يكسوان وجهه فما توقع ان يعيش ليرى تلك اللحظة... العديد من العسكرين فى زيهم المدنى مدججين بالسلاح يحاصرون منزله الذى سكب العرق والجهد من اجل تشيده ليكون دار أمان له واسرته ولاهل والاصدقاء.
فتقدم نحوى ونظرى لى فى صمت وشفقة فاسرعت نحو باب المنزل فقدم لى احدهم نفسه " عمر الحاج رائد بامن السودان" وقال لى بلهجة صارمة مطلوب حضورك لمبنى جهاز الامن، تتطلعت حوله فشاهدت رجاله منتشرين على طول الطريق مزودين بالسلاح والحقد، فتردد داخلى السؤال والذى ربما راود الكثيرين عند إعتقالهم هل يحتاج اعتقال مواطنين سودانيين لا يحملون سوى افكار لكتيبة مدججة بالعتاد الحربى.؟ وأيقنت ساعتها أن الدولة الفاشية ستقام فى السودان على اجساد الشعب السودانى وكرامته.
أمرت بركوب العربة دون أن يسمح لى بتغيير ملابسى او أخذ اى من إحتياجاتى الضرورية وجلست فى ركن من أرضية العربة يحيط بى رجال القوة الأمنية شاهرين السلاح فى وجهي وعلامات الزهو والانتصار تكسو وجوههم، فسبحت فى بحر متلاطم من الأفكار والتصورات والتخيلات وجالت بخاطرى صور الاهل والاصدقاء والحبيبة والقيت نظرة على الحى الذى تجولت فى أزقته ولعبت فى شوارعه، الحى الذى أرضعنى لبن العشق للوطن واهله فالطريق مجهول والمصير يكتنفه الغموض . أسرعت العربة تنهب الأرض وتسابق خيوط الفجر وتتدثر بالظلام. توقفت العربة أمام العديد من المنازل وبنفس الطريقة الهمجيةواللاإنسانية كان ينتزع محمد الحاج ورجاله الشباب من وسط ذويهم وكانت حصيلة الهجمة الشريرة ثلاثة معتقلين من حي السجانة السيد جعفر بكرى على موظف بادارة المحاكم، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم أعمال حرة، وشخصى ومعتقل من حي اللاماب هو السيد الشيخ الخضر الموظف بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ولا تزال مطبوعة فى ذاكرتى صورة والدته وهى تطارد العربة ولمسافة طويلة تودع إبنها وتواسيه بنظرات الام الرءوم وعندما اوشكت العربة على دخول المكان الذى قصدته طلب منا تحت تهديد السلاح والركل والضرب الإنبطاح على أرضية العربة نفذنا الامر بصعوبة ووضع الجلادين ارجلهم المثقلة بالاحذية الثقيلة على رقابنا، ثم توقفت العربة وسط ضجيج من الجلادين والذين تزايدت اعدادهم واسرعوا بعصب اعيننا بعنف وقسوة بقطع من القماش، وبدأت "حفلة التشريفة" بالضرب بالسياط والتى إنهالت على أى موضع من الجسم والصفع المتواصل والاهانة والالفاظ النابية التى يزخر بها قاموس نظام الجبهة القومية الإسلامية. وبعد أن خيم الإعياء والإرهاق علينا بدأ الفصل الثانى من الحفل تمرين رياضى عنيف " فوق – تحت " حيث طلب منا الجلوس على امشاط الا-رجل والوقوف بشكل سريع ومنتظم مع الضرب المتواصل بالسياط واعقاب البنادق تزداد الضربات فى حالة التوقف او العجز عن الاداء فدخلت فى حالة من الاغماء مع فقدان القدرة على التميز بين الاشياء. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:24 am | |
| التاسع والعشرون هذا الجزء الثانى من شهادة الزميل والصديق على العوض
لحظات الاعدام
تسللت أشعة الشمس من خلال العصابة المشدوده علي عيني وهى ترسم دوائر سوداء وحمراء وقرمزية. وقبل أن افيق من الكابوس واستعيد قدرتى على التمييز بكاملها جذبنى احد الجلادين من ذراعى بقوة حتى ظننتها قد فارقت باقى الجسد وتحت وابل من الصفعات والركلات والاهانات تم وصعى فى مكان عالٍ معصوب العينين وقال لي احدالجلادين: لقد صدر عليك الحكم بالاعدام شنقاً حتى الموت ولقد اعددنا هذه المشنقة التى تقف عليها للتنفيذ وطلب منى اداء الشهادة، لحظتها شعرت أن النهاية قد دنت فطافت امامى الاف الصور ودارت بخاطرى الاسئلة مابين الممكن واللامعقول وتمثلت لى قناعة وخاطرة أن السودان واهله يستحقون كل تضحية فإرتسمت على وجهى إبتسامه عريضة فصفعنى احد الجلادين طالباً منى اداء الشـهادة فــنطقتها صادقـا
"اشهدالااله الاالله وان محمــدرسـول الله"
لكنه ضحك ضحكة خبيثة وردد الشهادة خلفى بطريقة تهكمية، ولا اعلم حتى الآن ان قصد النيل منى ام من الشهادة ام من كلينا.
وعم صمت ثقيل على المكان وانتظرت إن يتدلى حبل المشنقة حول عنقى لينهى هذه المهزلة فالموت فى بعض اللحظات يكون الخيار الافضل، وتعمد الجلادون إن يطول الانتظار وياله من إنتظار، وفجأة إنهالت العشرات من السياط تلهب جسدى المثخن بالجراح وكانت اللسعات تمزق جميع اطراف الجسد بلاإستثناء وكنت أشعر بان الجلادين يتعمدون ضربى فى الاماكن التى يشعرون انها تؤلمنى اكثر من غيرها وسط هذه الضربات المتواصلة والسريعة صاح احد الجلادين لقد حكم عليه بالموت بالرصاص وليس شنقاً وجذبنى بعنف رافعاً يداى على حائط وسمعت صوت قرقعة السلاح لكن ثمة شك قد تسرب لنفسى بشأن جدية مهزلتهم وصدق حدسى فقد تحولت الرصاصات المرتقبة لسياط تنهك الجسد المنهك أصلاً حتى سقطت على الارض فاقد الوعى.
اجتماع داخل الزنزانة
أطبق الصمت على المكان وأًسدل الستار على فصل من فصول المأساة وسادت بعض من الطمأنينة المكان فحاولت رفع العصابة عن عينى لأعرف ما يدور حولى واتحسس موقعى ولكن قبل إن تكتمل المحاولة كانت عشرات من الاكف قد طبعت على وجهى فى حركات قوية وسريعة ومتتالية مع سيل من الشتائم البذيئة كالعادة وبعد برهة من الوقت سمعت صوت اغلاق الباب ومن خلفه طلب منا الجلادون رفع العصابة فوجدت نفسى وآخرين جلهم من المهتمين بالعمل السياسى والنقابى، الباشمهندس هاشم محمد احمد نقيب المنهدسين، د. حمودة فتح الرحمن المدير الطبى لمدينة كوستى دكتور نصر محمود حسين صيدلى، السيد عبدالمنعم محمد صالح ضابط أدارى، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم اعمال حرة، المهندس ابراهيم نصرالدين مهندس بالادارة المركزية، السيد على الماحى السخى نقابى عمالى، السيد قاسم حمدالله مفتش زراعى، السيد الشيخ خضر اقتصادى بوزارة المالية، السيد جعفر بكرى على موظف بادارة المحاكم المدنية في زنزانة مساحتها (3*3) مفترشين الارض المتسخة بالزيوت والغبار واجساد الجميع مضرجة بالدماء والعرق. نظرنا الى بعضنا البعض محاولين التماسك وتحدث قاسم حمدالله بصوت خافت ولكنه جرئ حول كيفية مواجهة هذا التعذيب واقترح الدخول فى معركة ومقاومة الجلادين مهما كان الثمن وكان رأى د. حمودة فتح الرحمن، على الماحى السخى، هاشم محمد احمد التريث والتحمل والخروج باقل الخسائر الممكنة وساد هذا الرأى وبدأت رحلة التحمل الرهيبة والطويلة وقبل ان يُختم الاجتماع دوى طرق عنيف على باب الزنزانة ودخل الجلادون مقنعى الوجوه وبكامل اسلحتهم وطلبوا منا عدم النوم والانتظار وقوفاً حتى اليوم التالى. كان الامر شاقاً بعد الارهاق المتواصل لا سيما لكبار السن والمرضى من المعتقلين فأصبحنا نتحايل على الامر بالجلوس بالتناوب بعد إنشغال الجلادين بامورهم الخاصة وما اكثرها الى ان انقضى الليل وكم كان ليلاً طويلا وحزيناً واغلقت الزنزانة فتنفسنا الصعداء وحاولنا سرقة القليل من الراحة للجسد المنهك والعقل المضطرب ولكن الطرق المتواصل على باب الزنزانة من الخارج بواسطة الجلادين بهدف مواصلة التعذيب بدد هذا الحلم المستحيل.
الاستجواب الجماعى
أدمن الجلادون مسلسل التعذيب والاساءات املين الحصول على اقصى ما يستطيعون من ارهاقنا معنوياً ومادياً فبعد حملة من الاهانات والصفع والضرب بالسياط بداوا فى إستجوابنا ونحن معصوبى الاعين، اشتمل الاستجواب على الاسم، العمر، المهنة، مكان العمل، طبيعة العمل والانتماء السياسى ولقد لاحظت ان كلمة طبيب التى كانت ترد عن تعريف البعض لإنفسهم تثير غضب الجلادين فيضاعفون من وتيرةالتعذيب وحاول احدهم تحقير الاطباء ومهنتهم قائلاً " انتو قايلين الطب شنو ما كتابين كتاب المرض والدواء ونحن قريناهم وما دايرين تانى اطباء فى السودان ...!"
وبعد التحقيق الجماعى غادر الجلادون الزنزانة واغلقوا بابها فتنفسنا لصعداء ورفعنا العصابة عن اعيننا وبدأنا التداول حول كيفية مواجهة التحقيق وقدم الذين عركتهم المعتقلات ولاستجوابات امثال القائد النقابى على الماحى السخى خبراتهم وتجاربهم وقدموا النصيحة بمواجهة الاستجواب ببرود شديد وعدم الاستجابة للاستفزاز والتمسك بالاقوال وتفادى عنصر المفاجأة التى يعتمد عليها المحقق. هذه المعينات الاسعافية افادتنا كثبراً واستنهضت فينا روح الثقة بالنفس والقدرة على مواحهة الصعاب.
كسر جدار الصمت
بعد اليوم الرابع للاعتقال بدأنا فى ترتيب الاوضاع الداخلية للزنزانه للخروج من حالة الترقب والقلق والتكيف مع البيئة الجديدة واضعين فى الاعتبار أن اقامتنا فيها ستطول فحددنا فى اولويانتا ضرورة معرفة الموقع واسماء الجلادين واشكالهم وقيادتهم الحقيقية ورتبهم العسكرية.
كانت اصوات حركة القطارات واصوات الحراسات العسكرية الليلية اول دليل وموءشر على ان الموقع قرب القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة. وكنا فى سبيل انجاز هذا الواجب نستفيد قدر المستطاع من مواعيد الخروج لدورة المياه والتى كانت تتم مرة واحدة فقط فى اليوم خلال الفترة الصباحيةوتحت الحراسة المشددة والضرب المتواصل بالسياط من والى دورة المياه مع الطرق المتواصل على ابواب دورة المياه بغرض الاستعجال وتشتيت الذهن. كل هذه المعاملة الوحشية واللاإنسانية كانت توحى لنا بإن تأمين الموقع كان مسألة بالغة الاهمية بالنسبة للجلادين وقياداتهم مما زاد من اصرارنا على معرفة الموقع. وهكذا الانسان الذى يملك فكرة دائماً تسكنه روح العناد والمثابرة خاصة فى اوضاع التحدى و الاوضاع الغير طبيعية. وبعد طول إجتهاد وربط بين الإشياء واستغلال الثقوب بباب الزنزانة ودورة المياه تم تحديد الموقع ومعرفة المكان وهو مقر لجنة إنتخابات للعام 1986 بالخرطوم وإكتشفنا وجود معتقلين آخرين بنفس المقر وذلك من خلال تحركهم من والى دورات المياه المصحوب بالضرب والآهانات. وكان هذا اول انتصار على آلة التعذيب الجهنمية ومن الملاحظات التى كانت مسار تعليق ونقاش المعتقلين أن الجبهة القومية الإسلامية لم تكتف بالاعتداء على الديمقراطية ممثلة فى الاحزاب والنقابات والحريات العامة والافراد بل شمل ايضا مواقع الديمقراطية وتحويلها الى مراكز للاعتقال والتعذيب مثل مقر لجنة الانتخابات ودار نقابة المحامين السودانيين. ومواصلة لكسر حالة الانتظار وجو الكآبة ابتدع بعض المعتقلين لعبة السيجة بعد أن تم جمع الحصى من اركان الزنزانة وتنظيفها من آثار الزيوت والغبار. وبدأت تسود فى الزنزانةروح التحدى والبطولة وتخيم علينا روح المنافسة، فتمسكنا بالحصى واصبحت عزيزة علينا، حافظنا عليها بكل الطرق حتى لا يصادرها اعداء اللهو البرى ولقد علق احدنا "وهكذا الشيوعيون ينتزعون الابتسامة من فم التماسيح وينسجون الامل وسط الاشباح" وتلطيفاً للحياة داخل الزنزانة وجعلها اقل الآماً وعذاباً شرعنا فى حملة أبادة للباعوض من داخل الزنزانة، هذا الباعوض الذى تحالف مع الجلادين وانابة عنهم فى بعض الاوقات فى تعذيبنا وحرماننا ولو من قليلا من استعادة الانفاس لمواجهة القادم المجهول أجهضها الجلادون محذرين قائلين أن الباعوض جزء من العهدة بالزنزانة يجب المحافظة عليها وتسليمها كاملة العدد عند تمام الصباح وفى حالة فقدان باعوضة سيتم تنفيذ حد السرقة على الجميع!!!
تواصل مسلسل التعذيب
حالة من الحزن تخيم على الزنزانة والمعتقلين يتوسدون اذرعهم سابحين فى ذكرياتهم وافكارهم وانا اراجع مسيرة حياتى واتأمل، اتأمل هولاء الرجال المفترشين الارض من خيرة ابناء السودان قدموا عصارة حياتهم للشعب والوطن ولم ينلوا سوىالاعتقال والتشـريد والتعذيب وفجأة انفتح باب الزنزانة بقوة واقتحمها احد الجلادون ويدعى بـدران "اسم حركى" وهو فى حالة غير طبيعية كاشفاً عن وجهه وإنهال علينا بالشتائم المقزعة والاساءة الجارحة والركل والضرب بالسياط ولم يستثنى حتي كبار السن والمرضى. وقام بإختيارى والزميل ابراهيم نصرالدين لممارسه هوايته فى الاستمتاع بتعذيب الآخرين وطلب منى خلع القميص الذى ارتديه والانبطاح على الارض وبدأ فى تمزيق ظهرى بالسياط حتى سالت الدماء، ثم قام بصفعى بتواصل حتى تقهقرت الى الحائط وواصل ضرب رأسى على الحائط، ثم تحول الى الزميل ابراهيم نصرالدين وأذاقه من نفس الوان التعذيب، وارغم الزميل قاسم حمدالله على صب جردل من الماء البارد على الزملاءعبدالمنعم عبدالرحيم وعبدالمنعم
محمد صالح بعد ان اجبرهما على خلع ملابسهما وقام بجلدهما بالسياط وخرج مهدداً ومتوعداً بالمزيد من التعذيب، وسادت حالة من الغضب على المعتقلين، وإنتابتنى حالة من القرف ودار برأسى الكثير من الاسئلة، لماذا كل هذا الصبر والتحمل؟ أليس الدخول فى معركة حاسمة هوالخيار ألافضل؟ماذايريد هولاء الناس؟ وفى منتصف الليل أصيب الزميل جعفر بكرى بمقص حاد يصعب معه الانتظار حتى مواعيد الخروج لدورة المياه فى الصباح فهب المعتقلون لمساعدته وعُثر على كيس نايلون أستخدمه الزميل جعفر لقضاء حاجته.
| |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:25 am | |
| الحلقه الثلاثون الجلاد بدران
ظل الجلادون طوال فترة التعذيب يستخدمون أسماء حركية "بدران، نوح، نبيل، جكس، محمد الحاج، عوض ...الخ وقد ساهموا جميعاً وبنشاط فى تنفيذ عمليات التعذيب ولكن حالة هذا البدران كانت مختلفة، اوصافه قمحى اللون، اجعد الشعر الثغ اللسان يدعى انه من أبناء كسلا بشرق السودان سلوكه ينم عن نفس مريضة ومعقدة كان يعامل المعتقلين بقسوة ويتلذذ بتعذيبهم والاساءة لهم قاموسه لا يحتوى الا على الالفاظ البذيئة والساقطة وظل يفخر بإنه يعمل بجهاز الامن منذ أن كان طالباً بالمرحلة الثانوية العامة، ولقد كنت طوال فترة التعذيب هدفاً له ضاعف لى جرعات التعذيب والاساءة، حاولت قدر المستطاع أن اجد تفسير لهذا الاستهداف ولكن دون جدوى.
المحاضرة
فى اليوم السابع للاعتقال وفى حوالى الساعة السادسة مساءاً تم اخراجنا جميعاً من الزنزانة للاستحمام فى درجة عالية من البرودة وسط إستهزاء الجلادون وإساءاتهم وإستعدادهم غير الطبيعى الامر الذى اشعرنا بإن شخصية هامة قادمة للزنزانة. ولم يدم إنتظارنا طويلاً إذا دخل علينا نقيب بزيه العسكرى بصحبة مجموعة من الجلادين المزودين بالاسلحة والرشاشات والقي علينا محاضرة عن السودان والوطنية وإختراقات الإستخبارات الاجنبية للاحزاب وشم الديمقراطية ثم هددنا وتوعدنا بالتصفية الجسدية وخرج وخلفه خرجت مجموعات الجلادين.
وفى منتصف الليل دوى طرق متواصل على باب الزنزانة وامُرنا بعصب أعيننا والوقوف على الحائط وقام أحد الجلادين بقراءة مجموعة من أسماء المعتقلين وهم هاشم محمد احمد، د. حموده فتح الرحمن، قاسم حمدالله، عبدالمنعم محمد صالح، عبدالمنعم عبدالرحيم، حعفر بكرى على، ابراهيم نصرالدين، الشيخ خضر، وامرهم وهو يتقدمهم بالخروج من الزنزانة متماسكىِ الأيدى معصوبى الأعين وهكذا رحلوا الى المجهول، ثم اُغلق باب الزنزانة علينا. أصابى ومن تبقى معى من المعتقلين الاحباط والحزن والقلق على مصير من قاسمونا أحلك لحظات العمر وأتعس أيام الحياة. وفى صباح اليوم التالى دخل علينا الجلادون "يبشروننا" بان رفاقنا قد تم اعدامهم بمعسكر الشجرة وعلينا أن نستعد لدورنا القادم لامحالة، ثم خرجوا بعد أن قدموا وجبتهم اليومية والمكونة من الضرب والاهانات. دخلنا فى نقاش هامس حول رواية وادعاءات الجلادون وتم الاتفاق بيننا على تجاوز جوء الاحباط والتمسك بالامل
الزائرون الجدد
الزنزانة تتسربل بالظلام ومن تبقى من المعتقلين يتجاذبون اطراف الحديث عن الممكن والمستحيل والامل واللاامل وفجأة انفتح باب الزنزانة وتخيلتُ ان الجلادين قادمون لسحبنا لساحات الاعدام ولكنهم دخلوا علينا ملثمين يقودون معتقلين جدد معصوبى الاعين يبدو عليهم التعب والارهاق وأثار التعذيب ثم خرج الجلادون بعد أن قاموا بتحذيرنا من الدخول فى حديث مع الزوارالجدد, تعرفناعلىالزائرين،محمدالنورالسيدرجل أعمال،صلاح طه مفتش بالتعاون،محمود كمير عامل بالمسبك المركزى، عوص الكريم محمد احمد مهندس واحد قيادات أنتفاضه مارس أبريل، وشرعنا فى التخفيف على ضيوفنا وتضميد الجراح ورفع الروح المعنوية وتحدثنا اليهم عن أساليب وطرق الجلادين وعكسنا لهم تجربتنا التى تجاوزت الثمانية ايام بلياليها الطوال وحدثنا المعتقلون الجدد عن طرق اعتقالهم واساليب تعذيبهم وتداولنا الاخبار بالخارج والتطورات والاحتمالات وكان زميلنا المهندس عوض الكريم ملئ بالتفاؤل ومُصر على أن خلاصنا بات قاب قوسين أوادنى، أضفى الزائرون الجدد جوء من المرح والتفائل على الزنزانة خاصة زميلنا محمد نور السيد الذى أستمال بعض الجلادين بالوعود المالية والخدمات السخية مما أضعف نفوس الجلادين وماأضعفها، الامر الذى أدى الى أنفراجة سمحت بدخول علب السجائر مما مكن الزملاء على الماحى السخى وعوض الكريم محمد احمد من صنع ادوات للعبه الشطرنج من قصاصات علب السجائر ودارت بينهما رحى منافسات كان يعلو فيها الصوت أحياناً مما يستدعى تدخلنا . وهكذا إنتصر المعتقلون رغم أنف البندقية والحراسات المشدده وادوات التعذيب وإنتزعوا الاغنية الباسمه واللعب الشيق الجميل.
لترحيل إلى المجهول
إنطوت صفحات العام 1989 وأشرقت شمس العام 1990 فقام المعتقلون بتنظيف الزنزانة وتبادلوا التهانى والامنيات بعام سعيد للجميع والوطن وأضاء الزميل عوض الكريم عوداً من الثقاب فى عتمة الظلام... وهكذا كان احتفالنا بالعام الجديد رغم الواقفين خلف الابواب مدججين بالسلاح والحقد والشرور. وفى منتصف الليل والجميع يفترشون الارض ويتوسدون اذرعهم أنطلقت الصيحات خلف باب الزنزانة مع الطرق المتواصل على بابها كالعادة تطالبنا بالنهوض وعصب أعيننا والاستعداد لساحة الاعدام، وقفنا متشابكى الايادى معصوبى الاعين وخرجنا بقيادة احد الجلادين وبمساعدتهم صعدنا الى عربة وامُرنا بالانبطاح على أرضية العربة وتمت تغطيتنا بمشمعات سميكة وقال احدهم فى تهكم أنها شحنة يمكن السفر بها الى مناطق العمليات العسكرية، وإنطلقت العربة إلى المجهول، وبعد حوالى نصف الساعة من السير المتواصل توقفت العربة وتم إنزالنا بنفس الطريقة المهينة متشابكى الايدى، معصوبى الاعين، تنهال السياط علينا من كل جانب مصحوبةً بالشتائم ، وتم حشرنا فى زنزانة أخرى اقل حجماً من السابقة وإكتشفنا لاحقاً أن الموقع الجديد يقع بالقرب من سيتى بنك وإن بالموقع عددة زنازين مزدحمة بالمعتقلين ودارت نفس ماكينة التعذيب والاهآنات والآساءات والارهاق النفسى والبدنى مما أدى الى أصابة الزميل محمد النور السيد بمضاعفات منعته من القدرة على الوقوف والحركة وتنفيذ الاوامر وظل يطالب بعرضه على الطبيب بصورة دائمه فإضطر الجلادين الى أخذه معصوب العينين الى شخص يدعى انه طبيب أخذ يستفسره عن الاعراض التى تصيبه دون أن ينزع عنه العصابة او يكشف عليه وذلك حسب رواية الزميل محمد النور السيد واعيد للزنزانة دون أن يتلقى اى علاج وباشر زميلنا محمود كمير وكان اصغر المعتقلين سناً رعايته ومساعدته والاهتمام به، وهكذا تحول حتى الاطباء الموالين لنظام الجبهة الاسلامية القومية الى جلادين يمارسون التعذيب إسوة بزملائهم فى أجهزة الامن ويمتنعون عن تقديم العلاج للمرضى متجاهلين قسم المهنة واخلاقها.
الصمت الرهيب
توقفت عجلةالحياة تماماً،إنقطعت اصوات العربات أحاديث المارة، ضحكات الاطفال، إنقطع الحبل السرى الذى يربطنا بالناس فيمنحنا القوة والقدرة والامل، ماذا حدث بالخارج؟ وماذا يحدث للناس؟. انهكنا التفكير وطالت تكهناتنا، هل حقاً تحققت نبوة الزميل عوض الكريم وإنجلى هذا الكابوس وسنخرج مرفوعي الرؤوس نعانق الاهل والاصدقاء والحبيبة؟
حتى الجلادون تأمروا علينا هذا اليوم فلم يقدموا لنا وجبتهم اليومية المكونة من الضرب والاهآنات، ليتهم يأتون فدوماً نلتفط الاخبار والمعلومات من أفواه الجلادين، وبعد طول إنتظار وقلق دخل علينا الجلادون وبشرونا بالقبض على كل الكادر المختفى للحزب الشيوعى بعد فرض حظر التجوال فى مسرحية ماأسموه التعداد السكانى. سيطر علينا الاحباط فتدثرنا بالصمت والغضب رغم علمنا بإن حديث الجلادين دائماً يسعى للنيل من روحنا المعنوية.
الطلقة الطائشة
الزنزانة تنعم بالهدوء والظلام والمعتقلون ينظفون بإياديهم الارض التى يتوسدونها سابحين مع أفكارهم والامل يتسرب عبر كوة صغيرة دوى صوت طلق نارى زلزل أركان المعتقل ومزق سكون الليل فهب المعتقلون لإستجلاء الامر عبر ثقوب باب الزنزانة ولكن دون جدوى ودارت الحوارات الهامسة بينهم وإحتمالات التصفية والتى ظل شبحها يخيم على الجميع، وفى اليوم التالى إدعى الجلادون بانهم قاموا بتصفية احد المعتقلين أثناء محاولته للفرار وأطلقوا علينا سيل من التحذيرات والشتائم البذيئة، عرفنا فيما بعد ومن احد الجلادين بإن الرصاصة إنطلقت عن طريق الخطأ من احد الحراس وهو يقوم بتنظيف سلاحه بإستهتار ودون مبالاه الا إن الرصاصةالطائشة لم تصب احد
رعب وإنكسار
الايام تتعاقب فى رتابة وحزن والتعذيب اصح غير ذى جدوى فتكراره علمنا كيفية تجاوزه وكيف تصبح مشاعرنا ومقاومتنا له أكثر ثقلاً من وطأته فنرجح كفة الحياة علي كفة الطغيان والقهر وبدون مقدمات أقتحم الجلادون الزنزانة وهم فى حالة من الرعب والارتباك. حاولوا تبرير تصرفاتهم معنا وما قاموا به من تعذيب وسوء معاملة بأنه كان تنفيذا لأوامر عليا لا دخل لهم فيها وإنهم يتمنون خروجنا اليوم قبل الغد، وإنهم ليسوا كما جاء بجريدة الميدان السرية لسان حال الحزب الشيوعى قتلة ومحترفى تعذيب. دوى إسم الميدان كبلسم شافى لكل الجراح والآلآم وتفتحت ملايين الأزاهير وتأكد لنا إن الحركة الثورية السودانية لم تنس إبناءها داخل بيوت الاشباح وإن المعلومات والاخبار تتسرب رغم البندقية والقضبان والسجان، فتفجرت فينا طاقات جبارة كافية لتحمل الصعاب والسير فى دروب الآلآم والمشاق،وقرأنا فى عيون جلادينا الخوف والرعب والانكسار.
نهاية المطاف
بعد إنقضاء أربعين يوماً من الاعتقال والتعذيب تم إستدعائى وإقتيادى معصوب العينين إلى ضابط التحقيق ودون أن يزيل العصابة من عينيى بدأ التحقيق معىالإسم،العمر،مكان السكن، الإنتماء السياسى. تسألت داخل نفسى كبف يسمح ضابط سودانى لنفسه التحقيق مع معتقل بهذه الطريقة؟ وأي مؤسسة عسكرية يشرفها إنتماء مثل هولاء الضباط لها؟ وزاد إيمانى بإن الرعب وعدم الثقة بالنفس هما السمة المشتركة لجلادى النظام أجبت على الإسئلة بنفس الإجابات السابقة والتى لم ترضى المحقق فإتهمنى بإننى عضو قيادى بالحزب الشيوعى بالنيل الابيض فادركت بان هذا الجهاز ورغم الامكانيات المادية والبشرية المتاحة له مصاب بمرض الأنيميا المعلوماتية، ثم هددنى وتوعدنى بمزيد من التعذيب وتم إرجاعى الى الزنزانة وإستدعاء آخرين وُجهت لهم تهم مختلفة. قضيت الليلة فى حالة من الترقب والانتظار المميت للإنتقام ومعاودة عجلة التعذيب ولم تجدِ محاولة الزميل على الماحى السخى وقفشاته وشعاره الدائم "دي كلو يبقى حكاوى" من إنتزاعى من هذه الحالة، وفى منتصف الليل تم ترحيلنا معصوبى الاعين ودون تحديد للوجهة ولكن كل الدلائل كانت تشير الى سجن كوبر وهو الحلم الذى ظل يراودنا طوال فترة الاعتقال والتعذيب وعند مدخل السجن اُطلق سراح أعيننا فكانت الفرحة طاغية والمشاعر مضطربة وعانق ضحايا التعذيب بعضهم البعض فلقد إنتصروا على آلة التعذيب الجهنمية. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:25 am | |
| الحادى والثلاثون انا النزيل العميد(م) محمد احمد الريح الفكى ابلغ من العمر اثنين وخمسين عاماً تم القبض على بواسطة سلطات جهاز الامن فى مساء يوم الثلاثاء 20 اغسطس 1991 من منزلى، واجبرت على الذهاب لمبانى جهاز الامن بعربتى الخاصة وعند وصولى انتزعوا منى مفاتيح العربة وادخلونى مكتب الاستقبال وسألونى عن محتويات العربة وكتبوها امامى على ورقة وكانت كالاتى:- 1- طبتجة عيار 6.35 اسبانية الصنع ماركة استرا 2- 50 طلقةعيار6.35 بالخزنة 3- مبلغ 8720 دولار امريكى 4- فئات صغيرة من الماركات الالمانية 5- خمسة لستك كاملة جديدة 6- اسبيرات عمره كاملة لعربة اوبك ديكورد 7- انوار واسبيرات عربة تويوتا كريسيدا 8- دفتر توفير لحساب خاص ببنك التجارة الأمانى بمدينة بون 9- ملف يحتوى مكاتبات تخص عطاء استيراد ذخيرة واسبيرات كل المحتويات المذكورة عرضت على فى مساء نفس اليوم بواسطة عضو لجنة التحقيق التى قامت بالتحقيق معى المدعو النقيب عاصم كباشى وطلبت منه تسليمها صباح اليوم التالى الى شقيق زوجتى العميد الركن مامون عبدالعزيز نقد الذى سيحضر لاستلام عربتى. وبعد يومين اخبرنى المدعو عاصم كباشى بانهم قد سلموا العربة زائداً المحتويات للعميد المذكور. وعند خروجى من المعتقل بعد النطق بالحكم لنقلى لسجن كوبر علمت بان العمـيد مامـون نقد قد تم تعينه ملحقاً عســكرياً بواشنطن وسافر لتسليم اعباءه، ومع الاسف علمت منه بعد ذلك بإنه تسلم من جهاز الأمن العربة فارغة من جميع المحتويات المذكورة. لقد تم تقديمى للمحاكمة امام محكمة عسكرية سريعة صورية بتاريخ 23/2/1991 اى بعد شهر من تاربخ الاعتقال. ولقد ذقت فى هذه الشهر الأمرين على أيدى افراد لجنة التحقيق وعلى أيدىالحراس بالمعتقل وتعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسى والجسمانى وقد إستمر هذا التعذيب الشائن والذى يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان حتى يوم النطق بالحكم بتاريخ 3/12/1991م وقد كان الحكم على بالإعدام تم تخفيضه الى الحكم المؤبد حيث تم ترحيلى بعده فى يوم 4/12/1991م من معتقل جهاز الأمن الى سجن كوبر ومنه بتاريخ 10/12/1991م الى سجن شالا بدارفور. لقد ظللت طيلة ثمانية عشر شهراً قضيتها بسجن شالا، أعانى أشد المعاناة من آثار ما تعرضت له من صنوف التعذيب التى لا تخطر على بال إنسان والتى تتعارض كلها مع مبادى الدين الحنيف وما ينادى به المسئولون ويؤكدون عليه من أن حقوق الإنسان مكفولة وأنه لا تعذيب يجرى للمعتقلين. هناك تعذيب رهيب لاتقره الشرائع السماوية ولاالوضعية ويتفاوت من الصعق بالكهرباء الى الضرب المبرح الى الاغتصاب وقد تعرضت أنا شخصياً لأنواع رهيبة من التعذيب تركت آثارها البغيضة على جسدى وتركتنى أتردد على مستشفى الفاشر طلباً للعلاج وقد تناولت خلال هذه الفترة العديد من المسكنات والمهدئات بدون جدوى مما دفع بالاطباء الى تحويلى للعلاج بالخرطوم بعد أن أقرت ذلك لجنة طبية اقتنعت بضرورة التحويل. إن جبينى يندى خجلاً وأنا أذكر أنواع التعذيب التى تعرضت لها وما نتج عن ذلك من آثار مدمرة للصحة والنفس، كما ساذكر لك اسماء من قاموا بها من اعضاء لجنة التحقيق وافراد الحراسات بالمعتقل والذين كان لهم صلاحيات تفوق صلاحيات افراد النازى فى عهد هتلر وألخصها فيما يلى علماً بان الإسماء التى ساذكرها هى الإسماء التى يتعاملون بها معنا ولكنى أعرفهم واحداً واحداً إذا عُرضوا على: 1- الضرب المبرح بالسياط وخراطيم المياه على الرأس وباقى أجزاء الجسد. 2- الربط المحكم بالقيد والتعليق والوقوف لساعات قد تمتد ليومين كاملين. 3- ربط احمال جرادل مملؤة بالطوب المبلل على الايدى المعلقة والمقيدة خارج ابواب الزنازين. 4- صب المياه البارده او الساخنة على أجسادنا داخل الزنازين إذا أعيانا الوقوف. 5- القفل داخل حاويات وداخل دورات المياه التى بنعدم فيها التنفس تماماً. 6- ربط الاعين ربطاً محكماً وعنيفاً لمدد تتجاوز الساعات. 7- نقلنا من المعتقل الى مبانى جهاز الامن للتحقيق مربوطى الاعين على ظهور العربات مغطين بالشمعات والبطاطين، وافراد الحراسة يركبون علينا باحذيتهم والويل إذا تحركت او سُمع صوتاً فتنهال عليك دباشك البنادق والرشاشات والاحذية. يقوم بكل ذلك أفراد الحراسات وهم: كمال حسن وإسمه الاصلى احمد محمد من أبناء العسيلات وهو أفظعهم واردأهم، حسين، ابوزيد، عمر، علوان، الجمرى، على صديق، عثمان، خوجلى، مقبول، محمد الطاهر وأخرون. 8- تعرضت سخصياً للإغتصاب وادخال أجسام صلبة داخل الدبر، وقام بذلك النقيب عاصم كباشى واخرون لا أعرفهم. 9- الاخصاء بضغط الخصية بواسطة زردية والجر من العضو التناسلى بنفس الآله وقد قام ذلك النقيب عاصم كباشى عضو لجنة التحقيق. 10- الضرب باللكمات على الوجه والرأس وقام به أيضاً المدعو عاصم كباشى ونقيب آخر يدعى عصام ومرة واحدة رئيس اللجنة والذى التقطت أسمه وهو عبدالمتعال. 11- القذف بالالفاظ النابئة والتهديد المستمر بإمكانية إحضار زوجتى وفعل المنكر معها أمام ناظرى بواسطة عاصم كباشى وآخر يحضر من وقت لآخر لمكان التحقيق يدعى صلاح عبدالله وشهرته صلاح قوش. 12- وضع عصا بين الارجل وثنى الجسم بعنف الى الخلف والضرب على البطن وقام به المدعو عاصم كباشى والنقيب محمد الامين المسئول عن الحراسات وآخرين لا اعلمهم. 13- الصعق بالكهرباء وقام به المدعو حسن والحرق باعقاب السجائر بواسطة المدعو عاصم كباشى. لقد تسببت هذه الافعال المشينة فى إصابتى بالامراض التالية: 1- صداع مستمر مصحوباً بإغماءة كنوبة الصرع. 2- فقدان لخصيتى اليسرى التى تم اخصاؤها كاملاً. 3- عسر فى التبرز لااستطيع معه قضاء الحاجة الا بإستخدام حقنة بالماء يومياً. 4- الإصابة بغضروف فى الظهر بين الفقرة الثانية والثالثة كما أوضحت الفحوضات. علماً بانى قد أجريت عملية ناجحة لازالة الغضروف خارج السودان فى الفقرة الرابعة والخامسة والآن اعانى آلم شديدة وشلل مؤقت فى الرجل اليسرى. 5- فقدى لاثنين من اضراسى وخلل فى الغدة اللعابية نتيجة للضرب باللكمات. 6- تدهور مريع فى النظر نتيجة للربط المحكم والعنيف طيلة فترة الإعتقال. بعد تحويلى بواسطة لجنة طبية من الفاشر الى المستشفى العسكرى حولت من سجن شالا الى سجن كوبر فى اوائل شهر مايو المنصرم وحينما عرضت نفسى علىالاطباء امروا بدخولى الى المستشفى وبدأت فى اجراء الفحوصات والصور بدءاً باخصائى الباطنية وأخصائى الجراحة تحت اشراف العميد طبيب عبدالعزيز محمد نور بدأ معى علاجاً للصداع وتتبعاً للحالة كما عرضت نفسى على العميد طبيب عزام ابراهيم يوسف اخصائى الجراحة الذى اوضح بعد الفحوصات عدم صلاحية الخصية اليسرى ووجوب استئصالها بعد الانتهاء من العلاج مع بقية الاطباء. ولم يتم عرضى على احضائى العظام بعد. للأسف وانا طريح المستشفى فوجئت فى منتصف شهر يونيو وفى حوالى الساعة الحادية عشر مساء بحضور مدير سجن كوبر الي بغرفة المستشفى وأمرنى باخذ حاجياتى والتحرك معه الى السجن بكوبر حيث هناك تعليمات صدرت من اجهزة الامن بترحيلى فوراً وقبل الساعة الثانية عشر ليلاً الى سجن سواكن. حضر الطبيب المنأوب وابدى رفضه لتحركى ولكنهم اخذونى عنوة الى سجن كوبر حيث وجدت عربة تنتظرنى وبالفعل بعد ساعة من خروجى من المستشفى كانت العربة تنهب بى الطريق ليلاً خارج ولاية الخرطوم. ولقد وصلت سواكن وبدأت فى مواصة علاجى بمستشفى بورتسودان والذى أكد لى الاطباء المعالجون بعد إجراء الفحوصات بعدم صلاحية الخصية اليسرى ووجود غضروف بالظهر ومازلت تحت العلاج من الصداع المستمر وتوابعه.
" المصدر من مذكرة العميد محمد احمد الربح الى وزير العدل" لم يرد وزير العدل او اى جهة على المذكرة حتى الان | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:27 am | |
| الثانى والثلاثون الكلمات الاخيرة للشهيد العميد محمد عثمان كرار قبل اعدامه ------------------ الشهيد كرار احد قادة حركة رمضان والتى قام بها كوكبة من ابناء القوات المسلحة السودانية لرفضهم لانقلاب الجبهة الاسلامية بقيادة البشير ومحاولة تجنيب السودان من مآل اليه.ولكن الحركة فشلت وتم اعدام المشاركين فيه ودفن بعضهم وهم احياء. --------------------- لقد تركت الخدمة العسكرية منذ عهد مضى ولكنى افضل ان اموت برصاصكم اليوم لا ان ارى فتية مثلكم فى القوات المسلحة المؤسسة الوطنية القومية يتحالفون مع تنظيم سياسى قوامه تجار الدين والخائنين والمفسدين. انتم دمى وعار فى جبين القوات المسلحةولابد للقوات المسلحة ان تعود لطبيعتها السمحة كمؤسسة تحمى ولا تبدد تصون ولا تهدد تشد ازر الشعب وترد كيد عدوه . انتم جبناء ولقد كنت طيلة خدمتى العسكرية اخشى العدو الجبان ولا اخسى العدو الشجاع. لقد خدعتم القوات المسلحة حين دبرتم انقلابكم الجبان بالتنسيق مع الجبهة الاسلامية ولن يرحمكم الجيش ولا الشعب . لقد شاهدت بعينى بالامس مراسم دفن الدكتور على فضل الذى عذه زبانيتكم فى السجن حتى فارق الحياة. لقد كانت إستفتاء شعبى يسجل رفض السعب لكم ولحكمكم. لقد سعينا لكى ترجعوا عن غيكم ولكن دون جدوى وأخيراً ايقنا أن لا سبيل لكى يعود للقوات المسلحة وجهها القومى المشرق بدون حمل السلاح واسقاط نظامكم. انا لست الاول ولن اكون الاخير. ------------------ المجد والخلود للشهداء | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:29 am | |
| الثالث والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من أسرة الشهيد علي أحمد البشير
قال تعالى في محكم تنزيله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
صدق الله العظيم أصدرت إدارة شرطة ولاية الخرطوم بيانا حول الحادث الذي راح ضحيته المهندس علي أحمد البشير أعلنت فيه أن ابننا الراحل الذي تعرض لجريمة قتل بشعة إنما راح ضحية اشتباه في العربة التي يقودها وإنه رفض الإذعان للشرطة وقاومها فانطلقت رصاصة أردته قتيلا… نود أن نعبر عن عميق أسفنا أن يلجأ جهاز حساس مسؤول عن حياة المواطن وأمنه إلي تزييف الحقيقة ويدعى ما يعلم أنه باطل للتستر على جريمة نكرة تهز الضمير الانساني وتخالف شرع الله الذي أمر بعدم قتل النفس إلا بالحق وتخالف حقوق الانسان وفق المواثيق الدولية وأن يحدث هذا في وقت يبشر نظام الحكم بعهد جديد من الحرية والديمقراطية ودولة العدل ويدعو للحوار ونبذ العنف ويلجأ في نفس الوقت لتصفية مواطن برئ أعزل من السلاح… ويهمنا هنا أن نؤكد أن ما جاء في بيان إدارة الشرطة يتعارض نفسه مع محضر مجريات البلاغ المفتوح بقسم الدروشاب حول هذه الجريمة اليشعة… وإنه لأمر يحز في نفس الأسرة والأب المكلوم والذي سبق أن استشهد ابنه المهندس منتصر أحمد البشير دفاعا عن وحدة الوطن في الجنوب وتأتي تصفية شقيقه المهندس علي أحمد البشير على يد النظام الذي ظل يعمل في صفوفه ويدافع عنه واستشهد شقيقه من أجله بل ولا يرعوي البيان المغلوط أن يسئ إليه ويضعه في مصاف اللصوص الهاربين من العدالة.. إن وقائع هذه الحادثة تدحض بالدليل القاطع افتراء إدارة الشرطة على المهندس الراحل… والمهندس الشهيد والقتيل على يد الإنقاذ هو من أخلص أبنائها من كوادر الحركة الإسلامية فلقد كان الشهيد في طليعة من جندتهم الحركة لتنفيذ انقلاب يونيو 89 ليكون حيث استجاب لقرار الحركة وتوقف عن مواصلة دراسته في كلية الهندسة بجامعة السودان في السنة النهائية ليتم تجنيده جنديا بسلاح المدرعات قبل أشهر من يونيو 89 ليكون هو أحد الجنود المنفذين للانقلاب وحماة الإنقاذ… وظل الشهيد في خدمة الإنقاذ في أكثر من موقع حتى أصبح من كوادر الأمن الخارجي لتامين الإنقاذ حيث تولى هذه المهمة في أكثر دول الجوار الإفريقية حيث عمل بسفارة السودان في تشاد ولم ينقطع الشهيد عن أداء واجبه إلا عندما كان يلبي حاجة النظام للمجاهدين حيث التحق بكتائب الجهاد عدة مرات في الجنوب مع شقيقه الذي استشهد وكان الفقيد من كوادر الاستراتيجية الأمنية للإنقاذ حيث عمل عن قرب مع السيد وزير الداخلية والذي تجمعه به صلات عميقة وقوية.. هذا هو الشهيد علي الذي اغتالته أيادي آثمة من النظام الذي عمل على أن يستولي على السلطة وعلى حمايتهم والجهاد من أجله ومع ذلك يصدر عن وزارة الداخلية التي يقف على رأسها نفس الرجل يعرفه جيدا ليصوره البيان هاربا بعربة مشبوهة مع أن العربة المعنية معروفة لدى الأجهزة الأمنية لأنها ملكت له من حر ماله بعد خصم قيمتها من حقوقه ما بعد الخدمة وبعد تحديد سعرها في مزاد لبيع عدد من عربات الجهاز.. أما عن الحادث فالحقيقة إن الشهيد علي والذي يسكن مدينة الدروشاب كان على موعد مع ابن عمه في الصافية ولما أخذ مكانه بصحبة زوجته وأطفاله الثلاث في العربة وهم بالتحرك وهو لا يحمل أي سلاح اعترضت طريقه عربة بها 6 من أفراد الجهاز بقيادة ملازم وهبط من العربة ثلاث منهم عملوا ضربا فيه حتى أغمي عليه وسقط وهنا وبلا أدنى رحمة أخرج أحدهم مسدسه وصوبه إلي رأسه تأكيدا لرغبته في الاغتيال والتصفية.. ولقد انعدمت في هذا الطاقم الأمني الانسانية وهو يقذف رأس الشهيد برصاصة الأحمق أمام زوجته وأطفاله الصغار الأبرياء وأمام أكثر من شاهد عيان من المنطقة الذين نجح أحدهم في التقاط رقم العربة التي كانت دليل للوصول إليهم ولم تاخذ الرأفة بقلوبهم التي خلت من الرحمة فقذفوا بزوجته وأطفاله وأخذوا عربته اشتراها بحر ماله… هذه هي وقائع الحادثة التي زيفها بيان الشرطة والأسرة إذ تستنكر هذه الجريمة التي راح ضحيتها خيرة أبنائها لتعلن أنها تطالب بالقصاص وسوف لن تتنازل عن هذا الحق في متابعة البلاغ كما أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من أساء لسمعة الفقيد سواء باذاعة البيان الكاذب او الترويج له وإلا فلتقدم الشرطة السلاح الذي ادعت أن الشهيد كان يحمله وقاوم به. وعملا بحرية النشر وحق الرد فإننا نطالب كل الصحف التي نشرت بيان الشرطة دون التحقق من صحته أن تنشر هذا التوضيح حتى لا تضطر الأسرة لاتخاذ أي إجراءات قانونية ضد كل من روج لهذا الافتراء على الشهيد طاهر السيرة… أسرة الشهيد مهندس/ علي أحمد البشير الحسن توقيع أحمد البشير الحسن والد الشهيد | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:31 am | |
| تعليقى فى حالة الشهيد م /على احمد البشير الحسن بالرغم من ان القتيل كان احد الركائز الاساسية التي ساهمت في تثبيت دعائم انقلاب الانقاذ واحد الذين عملوا في اجهزة امنه الا اننا ومن حيث المبدأ ندين اي انتهاك لحقوق الانسان وعلي رأسها حق الحياة وعدم تعرضه لاي نوع من انواع التعذيب والمعاملة غير الانسانية وضمان حقه في محاكمة عادلة وعلنية ابوتراجى | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:32 am | |
| الرابع والثلاثون الاستاذ عدلان احمد عبدالعزيز عدلان احمد عبدالعزيز 34 سنة، معلم ثانوى، متزوج وله ثلاثة اطفال. اعتقل ثلاث مرات، الاولى فى 26/9/1991م، والثانية فى 16/5/1993م، والاخيرة فى 2/9/1995م، واطلق سراحه فى ابرايل 1996م، يتحدث عن فترات اعتقاله بقوله: فى 26/9/1991م، تم اعتقالى من مكان عملى بوزارة التربية والتعليم، واحتجزت بمكاتب الامن، وفى مساء نفس اليوم تم تفتيش المنزل بواسطة فربق مسلح بالرشاشات والمسدسات، قاموا بحصر افراد اسرتى فى جزء من المنزل، واستـــولوا على كل متعلقاتى الشـخصية " صور عائلية، اشرطة كست، كتب متفرغة...الخ وصحبونى معهم لحضور التفتيش، ثم عدت معهم... هناك تم استجوابى بشكل مبدئى حول علاقتى بالتجمع والحزب الشيوعى والمعارضة، فنفيت ان لى اى علاقة بهذه التنظيمات السياسية... اقتدت مرة اخرى الى زنزانتى ومكثت فيها لمدة ثلاثة ايام كنت اتعرض فيها لاستفزازت وتحرشات من بعض رجال الامن... فى مساء 29 سبتمبر جاءتنى مجموعة بقيادة ضابط يدعى طارق الشفيع واربعة آخرين، بدأوا بسرعة فى تقيد حركتى وتبادلوا ضربى بخراطيش المياه والعصى والكم ولوى الذراعين، والخنق وضرب الرأس مع الارض، واستمروا هكذا لمدة اربعة ساعات، فى الساعة 12 مساء أوقفت ويداى مربوطة فى شجرة حتى الصباح، مع صب الماء البارد على رأسى وتوجيه السباب المتواصل، ثم ارجعونى مرة اخرى للزنزانة. مساء اليوم الثانى كرروا معى نفس الصورة من التعذيب، الا أن الضرب هذه المرة كان بخرطوش المياه وسوط العنج، بعد تربيطى على الشجرة وصب الماء البارد، وظللت على هذه الحالة من الساعة 12 مساء حتى صباح اليوم التالى. فى صبيحة يوم 1 اكتوبر 1991م، ابلغتهم أننى أعانى من نزول دم مع البول والتهاب فى اللوز نتيجة للخنق المستمر، فى الساعة 11 صباحاً نقلت الى مستشفى الشلاطة ببحرى واجريت لى صورة أشعة وتحليل للبول، بعدها نقلونى مرة اخرى الى سطح العمارة- مع تعليمات مشددة بأن اظل واقف، دون اى فرصة للجلوس على الارض او النوم، وأستمريت على هذه الحالة لمدة الابعة ايام واقفاً ماعدا فترات الصلاة والاكل فقط، او تعاطف بعض دوريات الحراسة وسماحهم لى بالجلوس لفترات بسيطة فى غياب الآخرين، الا ان هناك آخرين من رجال الامن كانوا يطلبوا منى رفع يدى واجراء تمارين عنيفة أثتاء الوقوف... نتيجة لهذا أصبحت اعانى من تورم فى اليدين والرجلين. فى مساءاليوم الخامس جاءتنى زيارة سريعة من الاسرة لمدة دقيقتين، وصباح اليوم السادس زارنى احد ضباط الامن وكان زميل دراسة، أدعى أنه لا يدرى شيئاً عن تعذيبى، وامر بوقفه، ثم اكملت شهر تخلله تعذيب على فترات متقطعة ثم اودعت ببيت الاشباح فى شارع على دينار ملاصق لجنة الاختيار للخدمة العامة، ومكثت هناك لكدة اربعة شهور ثم اطلق سراحى. مرة اخرى اعيد اعتقالى فى مساء 16 مليو 1993م وتعرضت لضرب شديد للغاية، كان يبدو تشفى وانتقام أكثر منه محاولة للحصول على معلومات، زقد تك اعتقالى فى مقر الامن المركزى، واودعت القسم السياسى، ومنذ هذه الامسية عاودوا معى نفس الاسيوب السابق، الوقوف لفترات طويلة مع التعرض للضرب بخراطيم المياه وصوت العنج وصب الماء البارد. فى يوم 17 مايو 1993م، اوقفت لمدة خمس ساعات، بعد ذلك اقتادونى واخرين الى الفناء ورشونا بخراطيم المياه وتراب لمدة ساعة ثم ارجعنا الى الزنزانة مع الحرمان من المكيفات والجرائد... الخ فى اليوم الثانى اودعت ببيت الاشباح وقضيت هناك 99 يوماً الى ان تم اطلاق سراحى... وبإيعاز من جهاز الامن تمت اجراءات نقلى ، فرفضت قرار النقل وتقدمت باستقالتى بإعتبار أنه غير روتينى ومبنى على تقدير سياسى، ورفضت وسارت اجراءات النقل مع محاولة لترقيتى ووعود بحل المشكلة، الا ان الحال ظل كما هو عليه فتركت العمل. فى مساء السبت 10 كساء من شهر سبتمبر 1995 أعتقلتمرة اخرى ونقلت الى مكاتب الامن فى بحرى، أوقفت على الحائط مع الضرب من الخلف فى اجزاء مختلفة من الجسم والكم حتى الساعة الثانية صباحاً، بعد ذلك ادخلونى زنزانة مع 19 آخرين، وفى الصبح نقلت الى زنزانة اخرى واوقفونى لمدة ساعتين مع الضرب، فى يوم الاثنين عادوا معى التحقيق مرة اخرى، وتكرر وقوفى لمدة اربع ساعات مع الضرب المستمر.. وفى يوم الثلاثاء تم نقلى الى بيت الاشباح لمدة يومين، بعدذلك تم ترحيلى الى سجن كوبر ومكثت هناك لمدة ثمانية شهور، بعد اسبوعين أمضيتهم هناك، جاءنى ثلاثة ضباط وادعى كل منهم انه سوق يقيم على الحد بـ 60 جلدة وبالفعل جُلدت 120 سوطاً مرة واحدة حتى صار الدم ينزف فى معظم اجزاء جسمى، ثم جلدونى 30 سوطً اضافية "زيادة خير كما قالوا". فى شهر ابرايل 1996م أودعت فى زنزانة فى رئاسة الامن مترين فى متر ونص وكنا حوالى 13 فرداً فى زنزانة زنك، بالاضافة الى حرارة الجوء والحرمان من قضاء الحاجة والاكل بكميات قليلة ثم اطلاق سراحى فى ابريل 1996م.
المصدر كتاب سيكولوجية التعذيب فى السودان | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:33 am | |
| الخامس والثلاثون القتل خارج نطاق القضاء
فى اكتوبر 1995 واصلت السلطة ارتكاب درائم القتل خارد نطاق القضاء * باغتيالها الطالبة سهير محتار من جتمعة الخرطوم . الشهيدة كانت تتمتع بصحة جيدة وقتلت تحت وطأة التعذيبفى رئاسة جهاز الامن فى الخرطوم . وقامت السلطات بارسال الجثمان مدعية سبب الوفاة مرض فى القلب .
تلقت المنظمة السودانية لحقوق الانسان فرع القاهرة معلومات تفيد بأن * حالات عديدة من القتل خارج نطاق القضاء فقد قام فصيل من فصائل الجبهة الاسلامية بمنطقة مايو الواقعة جنوب الحزام الاخصر باغتيال مواطن من ابناء النوبة اسمه احمد مسلم ويبلغ من العمر 45 عاما وتم الاغتيال رميا بالرصاص يوم 21-8-1995 ويذكر ان فصيل من الجبهة الذى عملية الاغتيال يقوم بمهام شرطية فى المنطقة وقد حاول النظام اخفاء جريمته لكن اهل المواطن تمكموا من الحصول على جثمانه من مشؤحة الخرطوم وفتحو بلاغا ضد القتلة
ورصدت المنظمة رصدت بعض الحالات * قتل محمد محمد صالح ومحمود عثمان من منطقة البجة يعمل راعيا مطنقة قرورة وقد اعتقلته دورية للامن وتعرض للتعذيب اثناء اعتقاله تحت اشراف الملازم عبد حسب الرسول مما ادى لوفاته وقامت اجهزة الامن بدفنه قرب معسكر للجيش بمدخل قرورة المصدر دورية حقوق الانسان السودانى ديسمبر 1996 | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:34 am | |
| السادس والثلاثون عبدالرحمن الزين محمد على عبدالرحمن الزين محمد على 37 سنه، محام، من مواليد منطقة الجزيرة بوسط السودان، اعتقل مرة واحدة، يحكى عن هذه التجربة فيقول: فى صباح الاربعاء 3/12/1989م، وفى حوالى الساعة الواحدة والنصف حباحاً، جخلت علينا محموعة من رجال الامن مكونة من ثمانية افراد يرتدى بعضهم ملابس عسكرية، والبعض الاخرى يرتدى ملابس مدنية، اقتحموا المنزل بالبنادق الرشاش، وقتها كنت نائماً، وإستيقظت فوجدت هذه المجموعة تحيط بى من كل جانب، وسالونى مباشرة عن "شخص" يبحثون عنه، رددت بإننى اعرفه غير أنه غير موجود معنا الان طلبوا منى ان اتحرك معهم، ولم يسمحوا لى بتغير ملابسى، واقتادوا كل من كان بالمنزل "كان معى وقتها المهندس عبدالله السنى، اقتصادى، عبدالجليل محمد حسين، وضيفنا الاستاذ الصادق الشامى المحامى، وبالخارج وجدنى عربة بها شخص مدنى من كوادر الجبهة الإسلامية، اعرفه جيداً أصدر اوامره للمجموعة بان يعصبوا اعيننا جميعاً، وتحركت بنا العربة فى اتجاه وسط الخرطوم، واُخذونا مباشرة لمنزل عرفت فيما بعد انه مقر الجهة القومية للانتخابات سابقاً. عند دخولنا تعرضنا لضرب بإعقاب البنادق وشتائم وإهانات بذيئة، واتهامات باننا نعقد اجتماعات للتجمع الوطنى الديمقراطى بالمنزل، وتخفى بعض الهاربين...الخ وبينما نحن نتعرض لهذا الاعتداء الوحشى صاح احدهم طالباًان "نُحد"وسمعنا ان نصيب كل واحد منا ثمانون جلده ثم اخذنا الى حمام مساحته 160 متر مقفل بباب حديد، وليس به أضاءةوالناموس يغطى كل المكان، ومقعد الحمام مزال حديثاً وتنبعث منه راحه كريه، والأرضية مغمورة بالمياه، كنا أربعة وفى طريقنا لهذا الحمام تعرضنا للضرب من كل من يقابلنا فى الطريق، ونسمع شتائم وسباب متواصل، بعد دخولنا الحمام مباشرة رمينا بقطع من الثلج وصُبت مياه باردةعلى أجسادنا، وظللنا على هذه الحالة هتى يوم الاثنين، وفى صباح الثلاثاء نقلنا الى حمام آخر، وجدنا به ثلاثة أشخاص آخرين طيلة هذه الفترة مُنعنا من الخروج الى دورة المياه، وأضطر أثنين منا للتبول داخل الحمام وكان كان واحدمنا يُعطى سندوتش فول فى الصباح وآخر مساء وظلوا يضربون على الابواب بشكل مزعج كل نصف ساعة. فى هذه المدة حققوا معى مرة واحدة، أكتفوا بسؤالى فقط عن اسمى، وعنوانى ومهنتى، ولمن عوت فى الانتخابات الاخيرة، فى يوم 12/12/1989م تورمت رجلى نتيجة المياه، ولم توجه لنيا أى اتهامات، ولم يحقق معنا، بعد ذلك نقلت الى غرفة داخل المنزل، فوجدت بها عديل الشيخ على عبدالرحمن، ود. عبدالرحمن الرشيد مدير الامدادات الطبية، وباشمهندس بدالرين التوم "مهندس فى الاسكان الشعبى تعرض لتعذيب مبرح حتى فقد صوابه، بعد خروجه من المعتقل قتل زوجته وحماته، وحاول قتل طفليه"، وظللت طزال هذه الفترة معصوب الاعين. فى هذه الغرفة كان رجال الأمن ياتون الينا ويطلبون منا سماع حجوة "أم ضيبينا" حيث يبدأوا فى سرد قصة طويلة ليس لها معنى او نهاية وتُجبر على الانصات، بعد ذلك تُومر بتقليد صوت إحدى الحيوانات او مشيته، وعند الاعتراض يكون نصيبك الضرب، مكثت على هذه الحالة 31 يوماً، بعدها جمعنا حوالى سبعة اشخاص خارج الغرفة، وأُجلسنا على الارض، وأتى ضابط يدعى "محمد الحاج" وإستفسر عما إذا تعرضنا لصعق كهربائى ام لا... أجبنا جميعاً بالتفى، تكلم بلهجة تشير بأن ذلك ما سوف نتعرض له، بعدها أتوا بعربة مكشوفة، طرحنا على سطحها جميعاً بعضنا فوق بعض، وضع علينا غطاء من فوقنا، وركب أكثر من خمسة أفراد من قوات الامن فوق أجسادنا، وتحركت بنا العربة وسارت لمدة نصف ساعة ثم ادخلنا بعد ذلك الي منزل اخر (منزل مأمون عوض ايو زيد) منذ ان وطئت قدماي هذا المنزل كنت اتعرض للضرب باستمرار وبجميع اجزاء جسدي وكنت اجبر علي اداء تمارين عنيفة حتي اسقط علي الارض وكان اخرون معي كبار السن يغمي عليهم ثم نوءمر بالوقوف مع رفع الايدي لساعات طويلة في مساء احد الايام كانت مجموعة من ضباط الامن في الصالة يستمعون الي نشرة اخبار ال بي بي سي والتي كانت تبث تقريرا عن انتهاكات حقوق الانسان في السودان وعن التعذيب في بيوت الاشباح بعدها مباشرة سمعت النقيب محمد الحاج يخاطب رجاله بأن موضوع التعذيب انكشف وعليهم توخي الحذر وطلب منهم ان يأخذوا مجموعتناالي معتقل بالغرفة مجاورة لنا يدعي (عوض) كان مريضا للغاية لنرفع معنوياته تمهيدا لاخراجه حتي لا يحدث لهم اضطرابات داخلية في مساء اليوم أخذنا الي غرفة عوض الذي اتضح انه الصديق الزميل عبد الباقي عبد الحفيظ الريح المحامي كان ملقي علي الارض لا يستطيع الحركة او الكلام وفي حالة صحية سيئة ظلت اعيننا معصوبة نتعرض للضرب منذ الصباح الباكر ونوءدي التمارين العنيفة ونقف بالساعات الطوال رافعين ايدينا والغرفة مضاءة حتي الصباح مع تواتر الضرب علي الابواب الشبابيك في يوم 7-2-1990 نقلت الي سجن كوبر في حالة صحية سيئة في يوم8-2-1990 تقدمت ومعي اخر بشكاوي رسمية بواسطة مأمور السجن لوزير الداخلية وصورة لوزير العدل والنائب العام نطالب فيها بالتحقيق حول التعذيب الذي تعرضنا له ومحاكمة من قاموا به نتيجة لذلك صدر قرار بترحيلنا الي سجن شالا بغرب السودان تم ذلك في يوم 14-2-1990 وحرمت من روءية اهلي او اي شخص اخر كان سجن شالا منفي ليس به ماء وملئ بالحشرات والقاذورات ومكثت به حتي اطلق سراحي في 22-10-1990 ومنذ حضوري للخرطوم قيدت اقامتي وطلب مني الا اغادر الخرطوم الا باذن مكتوب اسلمه لااقرب نقطة بوليس في المنطقة التي اذهب اليها وعند العودة اخذ ما يفيد العودة من النقطة التي تحركت منها بشرط الا اغادر الخرطوم الا مرة كل شهر ونتيجة لذلك اعيق عملي كمحام حتي توقف تماما بعد 4 اشهر الامر الذي دفعني للتفكير لمغادرة السودان في 14-6-1990م | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:35 am | |
| السابع والثلاثون محمد مجدى عبد الرحمن محمد مجدى عبد الرحمن 35 سنه، محام، من مواليد مدنى، متزوج وله طفلين، يحكى عن تجربة إعتقاله فى 2/7/1995م قائلاً: كنت أعمل فى المساء فى مكتب محاماه فى مدنى، عندما حضر رجال الامن الى المنزل حوالى الساعة 11 مساء، وكانت زوجتى حامل وعلى وشك الوضوع، سألوا عنى وطلبوا تفتيش المنزل، وفتشوا كل المنزل، حتى دولاب زوجتى وملفات القضايا وهى سرية...وعندما حضرت فى المساء قبضوا على، وأدخلونى زنزانة صغيرة خالية من اى فرش، وارضيتها خرسانية مليئة بالنمل والحشرات الزاحفة، أغلق على باب الزنزانة حتى اليوم التالى، وفى الظهر استدعيت للتحقيق، وكان هنال اربعة افراد دخلت عليهم وقلت السلام عليكم فكان ردهم سيل من السباب والشتائم بدأه مدير جهاز الامن انذاك عقيد هجو يعقوب، ومعه مقدم يدعى احمد فضل، واثنين آخرين لا اعرف اسماءهم. بدأوا أستجوابى عن نشاطى السياسى، وبالتحديد علاقتى بالحزب الشيوعى، وعندما نفيت كل أتهاماتهم... طلبوا منى أن ارجع الى الزنزانة وافكر فى هذا الموضوع، وإذا تجاوبت سيطلقون سراحى فى المساء. وفى حوالى الساعة السادسة جاءنى احد رجال البوليس وأخذ يشتمنى وهددنى بأنه لن يجعلنى أنام ابداً... فى حوالى الساعة 11 مساء طلب مني الوقوف لأداء بعض التمارين الرياضية العنيفة والقاسية، ثم اوقفنا على الحائط حتى صباح اليوم التالى... بعدها جاء آخر وطلب منى الجلوس مع عدم النوم، وفى الساعة 11 ظهراً أقتدت الى التحقيق مرة اخرى.. وسألنى المقدم هجو إذا كنت فكرت فى كلام الامس ، ثم قام ومعه آخر ورفعونى فى اعلى التربيزة على ظهرى، ثم قام زميله برفع رجلى وظهرى على حافتها، وكتفى مسدل على الاض مع الضغط الشديد، وفى هذه الاثناء كان يسألنى بعض الآسئلة عن اصدقائى فى المدرسة الابتدائية وأسماء المعلمين... الخ بعدها بنصف ساعة أغمى على، وعندما استيقظت وجدت نفسى فى الزنزانة أعانى من الآم الرهيبة فى الظهر، لا ازال اعانى منها حتى الان. أثناء فترة اعتقالى وضعت زوجتى وحرمت من رؤية المولود الجديد وتم أطلاق سراحى بعدها.
المصدر – كتاب سيكولوجية التعذيب فى السودان | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:36 am | |
| الثامن والثلاثون د.مضوى الترابى الجو يميل الى البرودة فى احدى امسيات الخميس فى النصف الثانى من اكتوبر وبالتحديد 19 اكتوبر 1989م كنت افـكر ان اذهب لقضـاء عـطلة نهاية الاســبوع فى قريتنا – حلة حمد الترابى – بمنطقة شمال الجزيرة. كما هى عادتى دائماً ولكن نقص الوقود فى محطات البنزين جعلنى اغير رأيى وأبقى فى منزلى بضاحية الصافية شمال الخرطوم بحرى. فى الواحدة والنصف صباحاً سمعت طرقاً عنيفاً على شباك غرفة نومى، توقعت ان يكون من رجال الأمن فقد شعرت فى الاسابيع الثلاثة الاخيرة السابقة لهذا اليوم أن حركتى ومنزلى قد وضعا تحت المراقبة. كان عددهم حوالى 7 أو8 أشخاص وكانت العربة "البوكس" التى اقلتهم تقف غير بعيدة من المنزل محروسة أيضاً باثنين من عناصر كتبية المظلات رقم 142. اكملوا تفتيش المنزل فى الرابعة صباحاً، وتم اقتيادى لمبنى لجنة الانتخابات السابق الواقع بين المصرف العربى ومبنى قيادة الخرطوم المركزية وهنال وجدت صديقى وزميلى الشريف الصديق الهندى وبعد ساعة تم احضار نصرالدين حسين من وزارة المالية وضعنا كلنا فى مبنى أصم الجدار مساحة 3*3 متر ولا توجد به شبابيك وبابه من الحديد "الصاج" السميك وأرضه من الاسمنت – أظنه كان مبنى حفظ صناديق الانتخابات او مخزن للسلاح. بدأ ذلك المسلسل المضحك المبكى الذى مر به كل من أصبح نزيلاً فى بيوت الاشباح بالشتائم البذيئة، الحرمان من النوم، عدم الاغتسال او السواك, الذهاب لدورة المياه مرة واحدة فى اليوم، أو مرتان فقط، مرة فى الصباح ومرة فى المساء، عدم تغيير ملابسى نهائياً، ملء الغرفة بالماء القذر حتى لا نجلس او ننام، الضرب بخراطيش المياه فى الامسيات وهكذا بقينا حتى ذهبنا الى سجن كوبر بعد مدة، ولم يصدق من كانوا بسجن كوبر وقتها ماقلناه لهم لولا أنهم رأوا بعيونهم الحالة المزرية التى وصلنا بها الى السجن فى الحادية عشر ليلاً، لأننا كنا أول مجموعة تتعرض لمثل هذه المعاملة وتدخل فيما عرف لاحقاً بـ "بيوت الأشباح" كنت وقتها اعانى من مبادئ قرحة نازفة، كما أرتفع عندى ضغط الدم بصورة ملحوظة، كما لاحظت أن الزيارة التى كان من العادة يسمح فيها للمعتقل باستقبال أهله وذويه بعد اسبوعين لم يسمح لى والاخ الشريف الصديق الهندى بها وقد قرر الطبيب المشرف على السجن أن نحول الى السلاح الطبى لعمل منظار للمعدة ، وكذلك اقر الموضوع طبيب آخر زائر كان برتبة مقدم بالسلاح الطبى. وبقيت منتظراً حتى تم الافراج عنى من سجن كوبر دون ان يُسمح لى بزيارة السلاح الطبى بامدرمان . تطورت القرحة النازفة فى هذا الوقت بعد اربعة اشهر فى سجن كوبر دون ادوية اوعلاج الى ورم بالمعدة وهبط مستوى الهموقلوبين فى الدم الى أقل من 40% نتيجة للنزيف وكنت لا ادرى لذلك سبباً. بعد الخروج من كوبر، وكما هى عادتهم مع بعض المعتقلين، تعرضت الى مراقبة مستديمة تكاد تكون على مدار الساعة وهى من العوامل التى تؤدى الى زيادة التوتر وازدياد معدل ضغط الدم وتفاقمت القرحة والنزيف. تقدمت باكثر من طلب للسفر للخارج اولاً لمواصلة عملى بالخارج حيث لا عمل لى ثانياً للعلاج ولم يستجب لطلباتى أخيراً قررت الخروج وبطريقتى الخاصة وأفلحت فى ذلك وأجريت فحوصات فى المانيا والمملكة العربية السعودية وأجريت عملية جراحية لإستصال الورم فى المعدة وكللت والحمد لله بالنجاح، ولكن تم إستصال نصف المعدة والاثنى عشر والمرارة معها. وأخضع الان لعلاج مستديم من ضغط الدم. أثناء وجودى بالخارج التقيت بالطبيب المقدم الذى قرر ان يتم علاجى بالسلاح الطبى ومارس بعض الضغوط وكتب بعض التقارير عن حالتى. علمت منه أنه قد فصل من العمل بواسطة زميله الطيب ابراهيم محمد خير لأنهم رأوا منه تعاطفاً معى او مع حالتى وأخبرنى أن المجموعة العسكرية المكونة من عبد الرحيم محمد حسين وبكرى حسن صالح والطيب ابراهيم محمد خير وابراهيم شمس الدين كانت تتمنى أن يتم علينا القضاء بالمرض طالما أن هنالك ظروف سياسية تحول دون تقديمنا الى محاكمة أيجازية او صورية. الشخص الذى أ شرف على الاعتقال والتعذيب والمتابعة فى كوبر والمراقبة فيما بعد، فى حالتنا وغيرها من الحالات الكثيرة جداً هو ضابط أمن أسمه الحركى "عمر ود الحاج" وأسمه فى الجهاز محمد احمد، كان قد تعرض الى حادث حركة فى صيف 1990م ولزم الفراش فى السلاح الطبى لمدة طويلة لاصابته بكسر مركب فى رجله اليسرى وحوضه. يتقلد الان رتبه امنية قنصلية فى جنوب افريقيا.
المصدر كتاب سيكولوجية التعذيب فى السودان | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:37 am | |
| التاسع والثلاثون رسالة الى الشهيد طيار مصطفى عوض خوجلى افتقدك كثيراً ... وافكر فيك باستمرار.. اليوم نستقبل المولود الخامس.. الفرح بقدومك كان كبيرا .. كما كان الفرح بوجودك.. اتذكر ذكريات بعيدة .. ولكن كثير من الوان تفاصيلها ما زال في مخيلتي.. طفولتك الهادئة جداً ونومك في السابعة مساء .. وحديثك الطفولي عن احلام المستقبل وآمالك حين تكبر .. اتذكر سنوات الشقاوة .. وسواقة العربية( بالدس) والغنماية حينما دهستها.. وعلى الرغم من ان أحداً لم يرك إلا أنك بشجاعتك المعروفة عنك .. ذهبت لأهلها لتخبرهم بنفسك .. فأضحك مرة اخرى لذكرى الضحكة الاولى .. اتذكر .. اصرارك منذ صغرك على دراسة الطيران .. وعندما لم يتم قبولك بمعهد امبابة بالقاهرة لصغر سنك .. اصررت اكثر وبعزيمة اكبر على ان تدرسه بامريكا .. فأرسلك الوالد وكل امله ان يحقق لك آمالك. خطاباتك وصورك في ولاية اوكلاهوما .. ما زالت مطبوعة في الذاكرة.. اتذكر واعيش الذكرى كلحظتي هذه .. الفرحة بتخرجك وعودتك مصطفى الطيار، وفرحة أبي برجوعك مصطفى الطيار .. وهو يرى ثمار تعليمه لك .. وفرحة أمي بتخرجك وخوفها الشديد عليك من الطيران وحوادثه.. التحقت بالكلية الحربية وكان هذا قدرك وليس خيارك وبسرعة انطلقت سريعا لتحقيق أملك في ممارسة الطيران. • ما اقرب الأمس .. بالأمس البعيد!!! تأتي الاحداث وتعيد الذكريات حتى قبل ان نستوعبها .. ثم تتجدد الذكريات بأحداث اخرى .. تجدد الحزن الدفين بالفقد وبمعنى الحياة .. اكثر ما اتذكر يا أخي وحبيبي مصطفى .. ساعة الظهرية .. وكل راجع من عمله .. وكلنا في نفس الاتجاه .. المطبخ أولاً .. ثم ماذا هناك على الغداء؟ والبحث عن الوالدة للاطمئنان .. حتى حاج عوض يتصرف بنفس الطريقة؟؟ ثم اجتماعنا جميعا على الغداء .. الونسة التي تتحول الى نقاش يهداً ويسخن حسب الموضوع .. الوضع في البلد .. الكهرباء والموية .. الكورة فوز الهلال أو المريخ .. لم يعد يهم من يفوز الآن .. الوطن كله اليوم مضرج ببقايا دمائكم انتم الثمانية وعشرين فارساً وشهيداً قامت عناصر الجبهة بتصفيتكم في جبن .. لتبقوا ابداً ثأرنا الخالد. اتذكر زياراتك لي ببورتسودان .. عندما كنت تحضر من كسلا في مهمات رسمية .. كنت تبدو سعيداً جداً بعملك كطيار خاص للعميد الشهيد محمد عثمان كرار .. كنت فخوراً بوظيفتك وبعملك في ادارته عندما كان حاكماً للاقليم الشرقي في عهد الديمقراطية .. وكأنك ايها الشقيق الحبيب تعلم ما يخبئه لكما القدر معاً .. فيالها من صدفة تاريخية عظيمة كان لها ما بعدها. وفي البال قصصك عن اهل كسلا .. وطيبتهم .. كنت اكبر من عمرك كثيراً .. تتحدث عن المصاعب التي تقابلك دون خوف .. حينها يخاف حاج عوض فيذبح الكرامة لنجاتك. اتذكر .. ولا املك غير الذكرى .. ذلك اليوم المشئوم 30/6/1989 احبطنا جميعاً .. واحبطت والحزن يغمرك ويغمرنا جميعاً .. كنت اول من قال بعد سماعك لبيانهم بأنهم جبهجية!! تغيرت حياتنا جميعاً منذ ذلك اليوم والى الأبد .. طعم الحياة اصبح مراً .. ملأ اليأس قلوبنا .. وتلون كل شيء بلون اسود اجرب وكريه .. اصبحت حياتنا اليوم عبارة عن كابوس .. تبدأ بشتائم منهم .. من وسائل الاعلام .. تهديدات .. وعساكر تتغطى ملامحهم بالكراهية لكل السودانيين .. كلماتهم حقد وسموم ينفثونها كل صباح .. وفي الكباري دبابات .. ومظاهر الارهاب تنبيء عن خوفهم وقدرتهم البالغة على الاجرام.. كيف كان للحياة ان تستمر تحت هدا التسلط؟! وبرنامج حياتنا كان مؤسساً على حرية وديمقراطية اقتلعناها قريباً ولم نهنأ بها .. كيف تنهار احلامنا بهده السرعة وكيف نقضي الوقت بدون هواء نظيف .. ندوات متعددة واحتجاج عندما نريد؟ .. نعم قل لي ايها الحبيب الشقيق الشهيد كيف فات على عناصر الظلام ان تعلم ان شعبنا عاشق للحرية والديمقراطية ولا يمكن ان يقبل الاستكانة مهما كان الثمن؟!! اتذكر وامتليء غضبا هنا .. رجوعك اليومي .. من سفرية .. او من المكتب .. او من المطار .. والاشمئزاز يسكن بداخلك .. يوم شاق طويل وسط كم من عملاء الجبهة .. وتربصهم بك وبمن معك من الشرفاء. اعتراضك على الحرب في جنوب البلاد وعلى ارسالك لها باستمرار .. احتجاجك على اقحام الجيش في هذه المهزلة الجبهجية وفي الاعتداء على الديمقراطية. وعلى الرغم من اننا جميعا في الاسرة لم ننضم الى اي حزب سياسي الا اننا جميعا كبرنا ووعينا ان الديمقراطية هي الحل الامثل لكل مشاكل السودان .. نحن نعشق الحرية .. والهواء النظيف .. نكره ان نتلقى الاوامر المريضة ونرفض تنفيذها، ما اجمل تمردنا السوداني .. اتذكر .. وتعذبنى الذكرى بتفاصيلها القاسية ذلك اليوم في رمضان عندما رجعت ظهرا .. اتذكر كيف كان حالنا وحالك.. الحزن يكسو كل الملامح وانت حزنك الغاضب يجبرك على ان تستلقي على الارض ووجهك في اتجاه الحائط .. اليوم كانت جنازة الشهيد دكتور على فضل .. عذب حتى الموت .. وبموته تفجر غضب كل السودان وزاد الاحساس بالظلم .. مجدي .. جرجس .. واليوم علماً آخر من اعلام الحرية .. خرج السودان في موكب التشييع .. لم يمنعك عملك من ان تذهب وتشارك في الالم الجماهيري .. صيامنا ذلك اليوم كان صياماً عن الونسة في ساعة الافطار .. والجو مليء بالتوتر وكلنا في حالة عميقة من الاحساس بالفشل والحزن والغضب .. واتذكر افطار ذلك اليوم .. صلاة المغرب وخروجك بعدها مباشرة .. بحجة تدريب الطيران الليلي ومكالمتك التلفونية في منتصف الليل .. حديثك معي بعد ردي عليك وما زالت كلماتك الشقية في اذني .. طلبك للحديث مع أمي كعادتك دائما من العمل .. ثم الحديث مع ام احمد منار زوجتك ثم وعدك بالرجوع في الصباح الباكر .. وعندما افكر اليوم بانك لم ترجع .. في هذه اللحظة تغيم الدنيا .. وتعصر يد غليظة قلبي فأغيب في نوبة بكاء حارقة.. • أخي الشهيد مصطفى الاحساس بالظلم قاتل .. ولا ادري كيف اتجاوز هذا الاحساس .. اجلس في مكاني بالساعات الطوال .. افكر في طرق مختلفة لتعذيب من قتلوك وقتلوهم .. اتخيل الغد .. والاحساس في التخيل يقفز بي فوق الاستحالة .. فأرى نفسي في شوارع الخرطوم تارة أعذب ابراهيم شمس الدين لآخذ ثأرنا منه نحن أسر الشهداء وتارة أعذب باقي مجموعة الجلادين الذين نحتفظ بقائمة اسماءهم .. اعذبهم بطرق مختلفة ويشارك في تعذيبهم الآخرون بطرق كثيرة .. ابتدعوها هم في السودان .. وخلقوا فينا القدرة على ابتداع طرق ابشع منها .. نقطع اوصالهم مرة .. نعلقهم من اطرافهم .. نغرز المسامير في رؤوسهم .. نتبارى في جرهم على اسفلت الشوارع في هجير أيام يوليو .. وفجأة أصاب بالخوف .. وماذا اذا حدثت الانتفاضة ولم احضرها فقام ابناء الشعب بكل هذا ولم اشارك انا؟ وفجأة يتحول خوفي إلى احباط عميق .. ويأس سخيف.. ومرات اخرى اشعر يا ابن أمي .. بأن ما أفكر فيه مدمر .. وليس هو ما كنتم ترغبون فيه .. كنتم ترغبون في تحقيق سلام بدون دماء ولذلك كانت حركتكم بيضاء نقية كنقاء ذكراكم .. فيتغير حلمي دون ان اشعر .. واحلم هذه المرة بمحاكمة عادلة لمجرمين ظلمة .. محاكم علنية يحضرها الجميع .. ويتوفر فيها قضاء نظيف .. عفواً أيها الحبيب الشقيق الشهيد فالقضاء العادل يا مصطفى يضمن لنا ثأرك وثأر كل من قتل وعذب وما اكثرهم .. واكثر من ذلك يزيد ويثبت ايماننا بالديمقراطية التي نكافح من اجلها باستمرار .. والقضاء العادل يمجدكم اكثر وبدونه ستصبح شوارع كل السودان سلخانات .. تعلق فيها ثورة الغضب اجساد المجرمين كما تعلق البهائم المذبوحة .. هي صورة تكررت في منامي كثيراً في السنوات الماضية.. استشهادك يا مصطفى طور كثيراً في شخصيتي .. بعد ان غير كثيراً في تفاصيل حياتنا . • اخي الشهيد مصطفى تبعثرنا جميعاً .. لم نعد نعيش في مكان واحد كما كنا .. نحلم ونضحك .. نتشاجر ونرقص كما كنا .. نتقاسم ما في الجيب .. لا يشغلنا الغد كثيراً .. فماذا يهم ما دمنا جميعاً معاً .. اطفالنا يتشاجرون ويشتكون .. حاج عوض يوزع حنانه ودعواته بالتساوي علينا عقب كل صلاة .. الحاجة ام الكل المعطاءة بلا حدود تحتج على صوت اطفالنا .. اصبح تجمعنا بدونك مستحيلاً .. تركنا الوطن لأن الظلم كان اكبر من تحملنا .. والمجرمون يزدادون اجراماً .. حاج عوض رغم ايمانه العميق وصبره .. الا ان الدموع المرة قضت على بصره .. يبكي كما يبكي الاطفال دون انقطاع.. امي ترجمت حزنها عملاً .. سعدت كثيراً عندما قهرتهم في المظاهرات فسجنوها .. فانفضح ضعفهم .. تعيش أمي في المنفى وتتحرك في كل اتجاه يعمل على اسقاط حكومة الخونة .. وبين كل عمل وآخر .. يغلبها الحزن فتبكي حتى تمرض .. ويمرض معها أبي نحن هنا في لندن .. يمر يومنا ولا ندري انه قد مر .. مجبرين على الغربة الباردة .. نعيش احداث وتفاصيل يومية ضائعة في اغلبها لأنها تبحث عن ماضي كنت فيه انت بيننا .. فنجتمع جميعاً من الظهر وحتى آخر الليل .. ترى ما معنى الحياة .. هم في القاهرة ونحن في لندن وباقينا في مدن امريكا؟ الم اقل لك اننا قد تبعثرنا؟ افتقدك كثيرا يا مصطفى .. كنا نحلم بأبناءنا جميعاً يكبرون معاً كما كبرنا نحن معاً .. احمد ابنك هو ابني .. اتذكر ايها الاخ الحبيب كيف ارضعته مع آية .. اشتاق له كثيراً ولكنه في مكان وانا في مكان آخر .. صورته في تصرفاته كما سمعت تقول انه صورة منك .. يذكرك كثيراً ويقول كباقي اطفال الشهداء .. بابا شهيد بابا بطل .. ترى هل سيفخر ابناء القثلة بآبائهم كما يفخر ابناءكم بكم الآن؟ لا اعتقد .. اراهم وهم الاطفال الابرياء.. يمشون في الشوارع ورؤوسهم منكسة مما فعله آباءهم القتلة! استشهادك طور في كثيراً .. خلقنا تنظيم أسر الشهداء في ثلاثة أيام .. فكان نواة جديدة لحياة مختلفة، مدفوعين بالغضب والظلم والفقد .. كونا تنظيم أسر شهداء ابريل رمضان .. 28 ضابط وعدد غير معروف من العساكر .. في قبر جماعي .. خرجنا اعلنا ثورتنا الهادرة .. ضربونا ونحن عزل .. سجنونا حاولوا وما زالوا يحاولون قهرنا .. ولكن .. نحن امهات وزوجات واخوات وابناء الشهداء من يستطيع قهرنا للنهاية؟! ومن يستطيع ايقاف ذلك النزيف الداخلي من ان يظهر مطالبنا واضحة لكنها مخيفة لهم؟! • اخي الشهيد الحبيب حتى قبركم الجماعي يا مصطفى لا ندري اين هو رسمياً .. نتمنى ان نزوركم .. فتخفف الزيارة من هذا الحزن قليلاً .. اتمنى كثيراً ان ازورك .. واواصل معك حوارا جاداً او هظاراً .. اتمنى ويعصر قلبي التمني .. ان ازورك ابكي بجانب قبرك اسألك .. او اعرف اي منهم تحتضن؟ ابكي ويطول بكائي .. واحلم بأنك تسمعني وتستجيب لمشاعري .. ويستجيب معك زملائك لي فارتاح قليلاً .. ماذا كانت جريمتكم؟ وكيف جاءوا هم للحكم؟ نوط الجدارة .. كورسات التأهيل .. وسام الشجاعة .. طيران مستمر .. اكرم اعز اصدقائك .. زواجكما معاً .. موتكما معاً .. تفاصيل تعذبني كثيرا .. ننظم المظاهرات في الذكرى .. حفلات التأبين .. اطفالكم يفتتحون برامج التأبين .. اناشيد اسر الشهداء .. نخرج نوزع بياناتنا التي كتبناها بدم القلب .. نوزع صوركم فيصلوا هم والخوف يعميهم والغضب يقودهم وكما ارهبتموهم انتم عند الاعدام نرهبهم نحن بمطالبنا واحتجاجنا .. سبعة سنوات مرت منذ استشهادكم ولكنها كالأمس القريب.. • حبيبي مصطفى الحزن هو نفس الحزن .. والدموع مراراتها قاتلة .. نحن حول الراديو نترقب البيان كما اخبرنا ان نفعل وفي خوف مرعب نسمع بوعي وبدون وعي .. اسماء واحكاماً .. نصرخ .. نجري في الشوارع .. اصروا ان يعذبونا كما فعلوا معكم فعرفنا باعدامكم من الراديو !! اي ظلم اكبر من هذا؟!! مرت السنوات وزملاءك هناك .. يواصلون الخلاص .. كل يختار طريقه في الكفاح .. يعرضون حياتهم للموت من اجل السودان .. والبعض يعري النظام ويفضح جرائمه .. أما انا فقد اخترت العمل في مجال حقوق الإنسان .. احاول من خلاله اضفاء معنى جديد للحياة .. والدفاع عن قضايانا .. احاول من خلاله تطوير فهمي للعدالة .. واصدقك القول .. احاول اكثر واتعب في المحاولة .. لايجاد الحلول لكثير مما يحدث وترسيخ مفاهيم لما سوف يحدث .. واقول لك انني احبك كثيراً وانكم معشر شهداء الحق مع اخوتك الميامين كرار وصحبه ستبقون ابداً في سويداء قلوب شعبكم الوفي .. وان الثأر قريب .. هكذا احلم .. فأعيش وانا احلم. _________________ 30 ابريل 1997 – جريدة الخرطوم منى عوض خوجلى شقيقة الشهيد نقيب طيار مصطفى عوض خوجلي | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:39 am | |
| الحلقه الاربعون المؤتمر الوطني الشعبي بيان مهم قال تعالى: ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) صدق الله العظيم يطل علينا نظام القهر والتسلط والخيانة كل يوم جديد بسقوط جديد في القيم والممارسات وتتكشف سوءاته يوما بعد يوم، والراصد لتجاوزات الأجهزة الأمنية بعد أن وضع لها النظام إطارا جديدا من حرية القهر والضرب والتعذيب بتعديل قانون الأمن الوطني القاضي برفع الرقابة القضائية وتمديد فترات الاعتقال، أدخل ضباط الأمن سياسات وفنون جديدة بعد الاستعانة بالخبرات (الفرعونية) تتجلى في السباب واللعن لأفواج المجاهدين المعتقلين والدعاة المصفدين بالإضافة لاعتقال النساء وضربهن، وقد أصبح همهم الشاغل هو إغلاق المساجد ومطاردة السيارات والتعدي على حرمات المنازل ومراقبة الهواتف، وتحول جهاز الأمن من مهمة حماية الدولة وأمن المواطنين حسب ما نص عليه الدستور إلى جهاز حزبي يعمل وفق قرارات فئة معينة لحماية نظام متهالك وحزب غير موجود، وتأتي نهاية السقوط تصفية للأبرياء وقتلا للذين أرسوا دعائم دولة الإيمان في أيامها الأولى (الشهيد علي أحمد البشير) أمام زوجته وأطفاله وتحت مرأى ومسمع قيادة الدولة وحمايتها، ويحصد رصاص رجال الأمن شهيد جامعة شندي (الأفندي عيسى) في محاولة يائسة لإيقاف ثورة التغيير التي انتظمت البلاد.. ويأتي اليوم الذي ارتقى فيه الشهيد الثالث المجاهد/ حسن محمد عمر أبو الريش الذي اعتقل صباح يوم 17/3/2001 بمدينة كوستي وهو أحد كوادر المؤتمر الوطني الشعبي الطلابية النشطة ومن أوائل المجاهدين الدبابين الذين دحروا التمرد في مدينة ركن عام 1997م.
لقد تعرض الشهيد حسن أبو الريش لصنوف التعذيب البشع على يد النقيب أمن إسماعيل الناير مدير أمن محافظة كوستي سابقا مما أحدث له أذى جسيم نتج عنه استئصال الطحال وظل طريح الفراش بمستشفى كوستي ثم مستشفى ساهرون بالخرطوم حتى استشهد صباح اليوم مؤكدا نازية جهاز الأمن وزبانيته، ذلك في الوقت الذي لم يحاسب فيه الضابط المذكور وأعوانه فيما اقترفوه في حق الشهيد بل تمت ترقيته بتسليمه ملف المؤتمر الوطني الشعبي بالإدارة السياسية حتى ينفذ المخطط في بقية أخوان الشهيد أبو الريش. جماهير شعبنا الأبي إن مصادرة حريات التعبير والصحافة والانتقال والانتماء وتسليط جهاز الأمن على رقاب الأبرياء من أجل حماية حزب الحكومة وحماية الفساد والمفسدين في حين تضرب المجاعات ولايات غرب السودان وتطحن الحرب أهله في الجنوب والشرق والتي امتدت حتى المناطق الآمنة. فوق كل هذا وذاك يطل علينا رئيس النظام عبر إعلام الحكومة وبأموال الخزينة العامة مبشرا بحملة بناء حزبه المتهالك وينشغل عن قضايا المواطنين وهموم الأمة والوطن مهدد من جميع النواحي والاتجاهات.. فلا بد أن تكون هنالك وقفة قوية من كل الحادبين على مصلحة البلاد والعباد لإزاحة هذا الكابوس الجاثم على صدر أمتنا. جماهير شعبنا الأبي: إننا نتساءل: هل سيتم تقديم الضابط المجرم للمسائلة أو المحاكمة والجزاء العادل حفظا للنفس التي كرمها الخالق سبحانه وتعالى، أم سوف يكرم مثل رفاقه الذين أراقوا دماء الشهيد علي أحمد البشير تحت حماية نائب مدير جهاز الأمن الداخلي؟؟؟!! إننا نناشد الأجهزة العدلية والقضائية وجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان بالسودان وخارجه أن تضطلع بأدوارها التاريخية ليسود حكم القانون، ونذكر بأنه لا بديل ولا سبيل سوى القصاص العادل (ولكم في القصاص حياة يا أوالي الألباب) ونشهد الله أننا لقادرين على رد العدوان والضرب بيد من حديد، وأننا نحذر الذين يقحمون أنفسهم في مثل هذه الأعمال التصفوية تنفيذا لمخططات الخونة والانقساميين... و(إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) والله أكبر والخزي والعار لأعداء الله المؤتمر الوطني الشعبي 12 مايو 2001م
وفاة مسؤول التعليم العام للمؤتمر الوطني الشعبي نتيجة للتعذيب توفي فجر الثلاثاء 12/6 بمستشفى ساهرون التخصصي بالخرطوم الأخ حسن محمد عمر أبو الريش مسؤول التعليم العام للمؤتمر الوطني الشعبي بمدينة كوستي بولاية النيل الأبيض وطالب بالسنة الأولى كلية الشريعة والقانون بجامعة أمدرمان الإسلامية، وذلك نتيجة للمضاعفات الناتجة من جراء الضرب والتعذيب الذي تعرض له على أيدي أفراد الأمن بكوستي وذلك في أثناء أحداث التظاهرات في المدينة والتي تلت اعتقال الشيخ حسن عبدالله الترابي وإخوانه في شهر مارس السابق، حيث تم اعتقاله يوم 16/3 من منزله بمدينة كوستي وتعرض للضرب والتعذيب حتى تدهورت صحته وتم إجراء عملية جراحية عاجلة له لاستئصال الطحال الذي تمزق من كثرة الضرب. وواصلت حالته الصحية في التدهور حتى وصل الأمر لنقله لولاية الخرطوم يوم 23/4/2001 ليلزم فراش المرض بقسم العناية المركزة بمستشفى ساهرون التخصصي، ومنذ ذلك الحين واصلت صحته في التدهور حتى دخل في غيبوبة ليلة الأحد 10/6 وعلى أثرها توفي فجر 12/6 عن عمر يناهز السابع والعشرون عاما ليحتل مكانه مع شهداء الحركة الإسلامية ويكون شاهدا على أن أرخص ما في السودان هو الإنسان. تقبله الله قبولا حسنا وإنا لله وإنا إليه راجعون. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:40 am | |
| الحادى والاربعون محاكمة مقترفي جرائم الإرهاب
لجنة تسيير المنظمات السودانية بالخارج، القيادة الشرعية للقوات المسلحة السودانية وأخرى
في عام 1999، دعت لجنة تسيير المنظمات السودانية في الخارج، والتي تضم أكثر من 30 منظمة غير حكومية، الى النضال من أجل محاكمة عمر حسن البشير وحسن دفع الله الترابي بمجرد تأسيس الحكومة الانتقالية القادمة لقضاء مستقل في السودان. في ذات الوقت، قدمت اللجنة شكوى الى المحكمة الجنائية الدولية طالبة محاكمة البشير والترابي. وكما تم النص عليه بوضوح في شكوى اللجنة، فإن البشير، رأس انقلاب الانقاذ العسكري في يونيو 1989، والترابي، مستشاره، قد تعاونا من أجل تدمير الدولة والمجتمع السوداني بجرائم بشعة يعاقب عليها القانون. مبكراً في عام 1992، أصدرت القيادة الشرعية للقوات المسلحة السودانية بياناً رسمياً بأسماء مقترفي الجرائم ضد ضباط وجنود القوات المسلحة. وتضمنت الأسماء على أسماء لأعضاء في المجلس العسكري الحاكم، ومسئولين في الاستخبارات وأمن الدولة. وجرى نشر ورقة القيادة الشرعية ضمن ورشة حقوق الانسان، صندوق دعم الديمقراطية، 1992. وضمت القائمة التي نشرتها القيادة الشرعية للقوات المسلحة السودانية أسماء هؤلاء المجرمين: العميد كمال علي مختار (الاستخبارات العسكرية)، العميد عبد الرازق الفضل (الاستخبارات العسكرية)، العقيد بكري حسن صالح (رئيس جهاز الأمن الوطني، عضو مجلس قيادة الانقلاب)، العميد د. نافع علي نافع (الأمن الà6طني)، ابراهيم السنوسي (قيادي بالجيهة القومية الاسلامية)، الرائد ابراهيم شمس الدين (عضو مجلس قيادة الانقلاب)، العقيد محمد الخنجر (القوات المسلحة السودانية)، العقيد سيد فضل كنه (القوات المسلحة السودانية)، العقيد عبد الرحيم محمد حسين (القوات المسلحة السودانية)، المقدم ياسر حسن عثمان (الأمن الوطني)، المقدم محمد عبد القادر (الأمن الوطني)، المقدم معتصم الأمين (الأمن الوطني)، الرائد صلاح بوش (الأمن الوطني)، الرائد عاصم كباشي (الأمن الوطني)، الرائد كمال شقيق (الأمن الوطني)، النقيب صلاح الدين محمد (الأمن الوطني)، النقيب محمد الأمين محمد (الأمن الوطني)،الملازم أسعد الجليدي (الأمن الوطني)، والملازم أيمن حسين طاهر (الأمن الوطني). ولقد وثقت مطبوعة المنظمة السودانية لحقوق الانسان بعنوان "التعذيب في السودان" أسماء مقترفي جرائم التعذيب من أعضاء الجبهة القومية الاسلامية والذين أورد أسماءهم مكتب القاهرة للحزب القومي السوداني (يتزعمه الأب غبوش)، وتضمنت القائمة: المساعد بله، عمر النور، حسن ابو النور، حسن تمساح، احمد م_cdمد فرح، مساعد عبد الرحمن، وداعه محمود، السيد الرضي، ياسر أحمد حامد، صديق، ابوالقاسم حامد، احمد مسيد، علي كمبو، الفاتح، سمان الجقر، الطيب حمه، علي خميس، خميس شاويش، صالح، سالم الجفيل، احمد خميس، احمد عبد الله، عثمان، ياسر حسن بترول، يونس الحمير، الزيبق، عثمان دقنة. ومقترفو الجرائم الذين أورد الحزب القومي أسماءهم متهمون بقتل العديدين من أبناء النوبة، وكان ضمن هؤلاء الضحايا: دلدوم صابون، بله احمد فضل، العوله، جمعه ابو، كباشي ناصر، حليمه ديوم، قردود خليل، اسماعيل حمدون بريمه التوم، كوكو حامد، حمد ابراهيم، بيمه بدوي، عبيد جابر، ام جمعه رقيق، هاجر مو_d3ى، نرجوك مرسال، ديفيد كوروم، حمد المشاوي، ازرق حمدين، التوم نمر بدوي، فضل بوبي، حمدان علي، دفع الله بوتي، بدوي دقره، غبوري ابو، ديمن حرومه، عبد الفضيل، ادم النور، عز الدين الزبير، شايب حمد، فضل وخسه، عبد الرحمن جابر، علوي رقيق، مكه بارا، حقار مرسال، علي محمد، كباشي، بعشوم، بريمه كاد، تك 'edلا، خميس حمدان، بيتر كسو، الأمين عبد الله، ادم احمد فضل المولى. لقد نشرت نقابة الأطباء السودانيين في الدورية (صيف 1995) أن د. الطيب ابراهيم سيخه، أحد قادة انقلاب الجبهة القومية الاسلامية، قد التزم بـ "تولي مسئولية جهادية باعتقال علي فضل، إرغامه على الاعتراف، ودفنه حياً". وكان سيخه قد تلقى في وقت أسبق تقريراً كتبه محمد الحسن أحمد يعقوب، أحد عناصر الأمن والذ_ed مثل فيما بعد كمتهم أول في القضية الشهيرة الخاصة بالفساد في توزيع القطع السكنية ضمن مشروع الإسكان الشعبي. وذكر تقرير يعقوب أن علي فضل كان العقل المدبر لإضراب الأطباء احتجاجاً على انقلاب الجبهة القومية الاسلامية. وشارك في تعذيب د. علي فضل نقيب الأمن عبد العظيم الرفاعي، العريف العبيد من مدàdنة الكوة، ناصر الدين محمد، والعريف الأمين الذي كان يقطن في مدينة الفتيحاب بامدرمان. وضمت أسماء مقترفي جرائم التعذيب داخل بيوت الأسباح، وكان من بين ضحاياها البروفسير فاروق ابراهيم، كلاً من: محمد الأمين، عادل سلطان، احمد جعفر المواطن، عادل احمد عبد الله، انس، وعمر الحاج. ولقد أورد العميد محمد احمد الريح في افادته لدورية المنظمة السودانية لحقوق الانسان (1996) أسماء أخرى ضمت ك_e1اً من: النقيب عاصم الكباشي، كمال، حسن (واسمه الحقيقي احمد محمد وهو من منطقة العسيلات)، حسين، ابوزيد، عمر، الوان، الجمري، علي، صديق، عثمان، خوجلي، محمد، الطاهر، واخرين ممن شاركوا في تعذيبه. وكان العقيد عبد العزيز جعفر محمد عثمان، أحد الضباط السابقين بأمن النظام القائم، قد أفاد بأنه تم تعذيبه من قبل الرائد صلاح عبد الله، والنقيب محمد الأمين. وأشار عبد العزيز أيضاً الي عادل سلطان، حسن علي (واسمه الحقيقي احمد جعفر)، عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (واسمه الحقيقي علي احمد عبد الله)، ان_d3 من شرطة الدروشاب، نصر الدين محمد، الرقيب الأمين من مدينة الفتيحاب بامدرمان، الرقيب العبيد من مدينة سوبا وهو عضو بالجبهة القومية الاسلامية، إضافة الى ضباط اخرين من جهاز الأمن الوطني. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:42 am | |
| الثانى والاربعون اضطهاد الأقباط السودانيين - ناجي عبد السيد (مقتطف عن مقال هجرة الأقباط السودانيين المنشور بصحيفة الإتحادي الدولية في 7 يناير 1997)
نزح الأقباط السودانيون الي السودان من مصر. إنهم أحد الشعوب القديمة في وادي النيل. وتعتبر اللغة القبطية اللغة القديمة لمصر والتي كتبت بحروف اغريقية كما وجدت في الكنائس القبطية القديمة في مصر وشمال السودان. دخلت المسيحية السودان في القرن السادس الميلادي عن طريق مصر. وتكونت ثلاث ممالك مسيحية هي: مملكة دنقلا في الشمال ومملكة سوبا القريبة من الخرطوم والثالثة بشرق السودان قريباً من دولة اثيوبيا. وفيما بعد، غزا العرب المسلمون مصر وتوسعوا منها جنوباً داخل السودان. أنشئت السلطنة الزرقاء في عام 1504. وأضيف غرب السودان الى السلطنة في عام 1916 عندما أخضع البريطانيون دارفور لسيطرتهم ضمن مناطق السودان الأخرى. هاجر الأقباط الى السودان في هجرات كبيرة مع بدء الحكم التركي المصري للسودان في عام 1820. وشغل الأقباط العديد من المهن فكانوا تجاراً وأطباء ومحاسبين ومعلمين 'e6أيضاً موظفين في الحكومة الجديدة. ومع حلول الحركة المهدية في 1882 هاجر العديد من الأقباط مرة أخري الي مصر. تحول البعض منهم الى الإسلام وكان بعض الأقباط يساهم في قيادة الحركة المهدية جنباً الى جنب مع الخليفة عبد الله ومن هؤلاء اسحق المقدم وابراهيم بيه خليل وهو الجد الثاني لمطران كرسي الخرطوم الحالي للأقباط الارثوذكس الأنبا د_c7نيال. بعد سقوط دولة المهدية عاد كثير من الأقباط الى السودان مرة أخرى. كثيرون ممن كان تحولوا للاسلام عادوا لاعتناق المسيحية وعاشوا في منطقة المسالمة بامدرمان. منذ تولى الحكم الثنائي الادارة في السودان شارك الأقباط في الحياة العامة بانسجام تام مع بقية أبناء السودان غير أنهم تجنبوا الدخول في الحياة السياسية. لاحقاً شارك الأقباط بفاعلية في الحركة الاتحادية التي قادها الحزب الاتحادي الديمقراطي. أصبح العديدون منهم أعضاء في الأحزاب السياسية دون أن يشار الى أنهم أقلية دينية أو يتم تصنيفهم على أساس طائفي ديني. ومنذ أن أطبق نظام حكم الجبهة القومية الإسلامية على السلطة في يونيو 1989 اضطر الأقباط الى هجر وطنهم السودان. كثيرون منهم تم إبعادهم من الوظائف العامة. وتم تصنيفهم كمواطنين من الدرجة الثانية لا تقبل شهاداتهم أمام المحاكم. رحبت الحكومة الاصولية بالهجرة الواسعة للأقباط الي خارج السودان. تم اجبار العديدين منهم على بيع ممتلكاتهم بأبخس الأسعار. وصدرت تعليمات لسلطات مطار الخرطوم بمصادرة أية ممتلكات قيّمة لدى الأقباط المغادرين. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:43 am | |
| الثالث والاربعون صورة الى : السيد /النائب العام السيد/ رئيس القضاء السيد رئيس القضاء الخرطوم السيد وزير الداخلية : بواسطة السيد مدير السجن العمومى - كوبر- الخرطوم
الموضوع : مذكرة حول التعذيب اتقدم الى سيادتكم بهذه المذكرة املا ان تاخذ طريقها للتحقيق العادل. وذلك انطلاقا من ثقتى فى عدالة القضاء السودانى الذى كان دائما مفحرة للشعب السودانى وصونا لحقوقه : لقد انتهكت حقوقى المنصوص عليها فى الدستور أو القوانين المدنية والاعلان العالمى لحقوق الانسان وانا مواطن فى الخمسين من عمرى _ من جانب اجهزة رسمية واشخاص . واطالب بالتحقيق معهم ارساء لقواعد العدالة وصيانة حقوق الانسان السودنى وتتمثل تلك الانتهاكات فى الاتى : 1- تم اعتقالى بواسطة شخصين ذكرا انهما من جهاز امن السودان بتاريخ 22/11/1989 وتم اقتيادى الى مبانيه والتى مكثت فيها لفترة اثنى عشر يوما ومن ثم تم ترحيلة مع مجموعة من المعتقلين يبلغ عددهم سته اشخاص حيث اقتدنا معصوبى الاعين الى مكان مجهول لا شك فى ان تحرياتكم سوف تصل اليه وهو المكان الذى تم تعذيبى فيه . 2- لقد مكثت فى هذا المكان قرابة الواحد وخمسين يوم زج بنا ونحنوا اثنى عشر شخصا فى غرفة مساحتها 3م ×3م رديئة التهوية لا منافذ لها ولا تصلح لسكن حيوان ناهيك عن انسان تعرضت فيها للتعذيب الجسدى والنفسى والتهديد بالقتل ويمكن تلخيص ذلك فى الاتى : أ- التعذيب الجسدى 1- الضرب بالسياط واللكمات والركل بالارجل وانا معصوب العينين لفترة اربعة ايام ذلك لفترات طويلة وكان ذلك يبدأ فى منتصف الليل اوالصباح الباكر 2- الصفعات المتلاحقة امام مراى من بقية المعتقلين 3- اجبار على اداء بعض الحركات الجسدية الشاقة وذلك بان اظل واقفا على رجل واحدة لفترة كويلة من الوقت او الجلوس على امشاط اصابعى لفترة تمتد الى ساعات وانا رجل ابلغ الخمسين من عمرى 4- الحرمان من النوم لفترات طويلة 5- اجبارى على اتيان بعض الحركات الصبانية امعانا فى اذلالى ب- التعذيب النفسى 1- حرمت من التبول وقضاء الحاجة بشكل طبيعى وانا شخص اعانى التهابات الكلى 2- حرمانى من الماء لفترات طويلة 3- حرمانى من الاستحمام وتنظيف الاسنان 4- حرمانى من المكيفات التى اعتدتها شاى قهوة 5- الطعام يفتقد اهم المقومات الاساسية لبقاء الانسان ناهيك عن قلته وردائته ج- التهديد بالقتل 1- تم تهديدى بالقتل والتصفية وذلك بان حضر الى شخص فى تمام الساعة الرابعة صباحا وامرنى بان اتهيا للموت وذلك لان حكم الاعدام قد صدر بحقى ولم يحضر بعد ذلك 2- فى يوم 14/1/1990 تم اقتيادى معصوب العينين الى جهة غير معلومة حتى فوجئت بوجودى امام سجن كوبر والذى بقيت فيه معتقلا حتى هذه اللحظة اعانى من مرض فى المثالك البولية والكلى اضافة الى الام فى الصدر نتيجة للتعذيب الحسدى الذى تعرضت له رغم ان ملفات الامن تعلم بانى اعانى من مرض فى القلب . السيد رئيس القضاء السيد النائب العام اتقدم اليكم بهذه المذكرة واثقا فى عدالتكم واستنادا لماذكرته اعلاه التمس من سيادتكم الاتى 1- التحقيق فى ماجرى لى من تعذيب مع تقديم كل من تثبت ادانته الى القضاء 2- تقديمى الى محاكمة اواطلاق سراحى فورا 3- عرضى للعلاج الفورى وتوفير كل مايتطلبه هذا العلاج 4- الاحتفاظ بحقى فى اى تعويض لاحق ولسيادتكم جزيل الشكر على الماحى السخى المعتقلين الذين كانوا مع استشهد بهم على وقوع هذا التعذيب هم السيد هاشم محمد احمد حمودة فتح الرحمن قاسم حمد حمد الله جعفر بكرى نصر محمود
المصدر : الانقاذ الاكذوبة الوهم اسماعيل احمد محمد والراحل وديع ابراهيم | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:44 am | |
| تنبيه ملاحظة استشهد على الماحى السخى بلندن وهذه المذكرة لرحلته الاولى من التعذيب بعد وصولة القاهرة ومتابعة علاجة بمتابعة المجموعة السودانية لضحايا التعذيب وبعد عودته تعرض لابشع انواع التعذيب وخرج مرة اخرى للعلاج وارتحل عنا فارسا نقابيا حزن لانه بقى فى الخارج لفترة بعيدا عن رفاقه العمال | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:45 am | |
| الرابع والاربعون تصفيات وعمليات ابادة جماعية فى محافظة رجل الفولة - ولاية كردفان الاسماء التى يرد ذكرها ابيدت بصورة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ السودان حيث جزت الرؤوس وبقرت البطون واحرقت المنازل والمحاصيل والماشية .. وتؤكد المصادر ان هذه الاسماء هى فقط التى امكن التعرف عليها ورصدها... بينما توجد اعداد كبيرة لم تتمكن المصادر بعد من رصدها وحصرها: دلدوم صابون واسرته كباشى نصر واسرته بدوى دكره واسرته حليمة دينق واسرتها جبورى ابودقن واسرته قردود خليل واسرته حمدان على واسرته بله احمد فضل المولى واسرته دفع الله وجمعة ابو واسرتيهما ازرق بونى واسرته حرومة عبد الفضيل واسرتها اسماعيل حمدان واسرته ادم النور واسرته بريمة المقدم واسرته عزالدين الزبير واسرته كوكو وشايب حامد واسرتيهما حماد ابراهيم واسرته فضل دقه واسرته رحمة بدوى واسرته عبد الرحمن وعبيد جاد واسرتيهما علوى رفيق واسرته بريمة كرتو كيلا واسرته فله برمة واسرته حقار موسى واسرته ترجوك وحقارمرسال واسرتيهما على محمد واسرته ديفد كرتم واسرته كباشى بقسوم واسرته حماد الاحيمر واسرته ام جمعة رفيق واسرتها القيل مشاور واسرته خميس وازرق حميدان التوم واسرتيهما بيتر كمبو واسرته نمر بدوى واسرته الامين عبدالله واسرته فضالى جولى واسرته ادم فضل المولى واسرته العملية تمت فى اطار التطهير العرقى واشرف عليها اللواؤ سيد الحسينى والى كردفان سابقا المصدر المنطمة السودانية لحقوق الانسان القاهرة- 1996 - الرابع | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:47 am | |
| الخامس والربعون تأصيل جهاز الأمن السوداني
اضاءة سودانية، بقلم: د. حيدر ابراهيم علي
استقبل السودانيون ظهور صلاح عبدالله مدير جهاز الامن السوداني في المناسبات العامة مثل الندوات وأخيرا ادلى بحديث اعتبر نادراً اوردته «البيان» بتاريخ 11 يناير الماضي. هذه حقيقة ظاهرة سودانية فريدة لا أظنها تظهر في العراق او سوريا او ليبيا، فمن اين يأتي هذا التفرد؟
تذكرت فجأة اثناء قراءة الحديث قصة رواها احد الكتاب السوريين اثناء تأليف كتاب عن الحركات الاسلامية ـ صدر عن مركز البحوث العربية دمشق ـ قال فيها بان الترابي في نقاش مع اخرين ذكر بانه سيكون اول من يحكم السودان اسلاميا قبل رصفائه السودانيين وذلك لأن السودانيين خوّافين ونسايين «أي ينسون سريعاً» اظن ان الترابي استولى على السلطة بهذا التصور. بأن ينشر رعبا وفزعا بين السودانيين يشل حركتهم ويفاجيء الجميع لانهم لم يتعودوا على هذه الافعال وليس لانهم جبناء. ثم سرعان ما ينسى السودانيون كل شيء بسبب طيبتهم ـ بالمعنى المصري ـ وذاكرتهم الضعيفة التي لا تسجل ولا توثق.
اعتقد ان كل ممارسات جهاز الامن في بداية الانقاذ لم تكن عملية فنية او مهنية بل ايديولوجية بحتة من صميم فكر نظرية الترابي ورفاقه القدامى بالذات يس عمر الامام واحمد عبدالرحمن «وزير الشئون الداخلية في عهد النميري» لذلك فهي ليست مسئولية مباشرة للعاملين في الجهاز، مثل صلاح وغيره الا بمقدار بما يقومون به من تجاوزات او اجتهادات مبالغة، فقد كان في امكان الشيوخ التدخل في وقف هذه التجاوزات، هذه المسئولية الاخلاقية خاصة وقد عاشوا تجارب ديمقراطية واستفادوا من تطوير حركتهم خلال الديمقراطية، ولا أقصد اي مسئولية قانونية.
تحدث عبدالوهاب الافندي بصدق عن هذه التجربة وكان جهاز الامن هو السوبر تنظيم وكان الجهاز الوحيد الذي كان له من التماسك والانتشار مما جعل الحكومة بكاملها عبارة عن جهاز علاقات عامة لاجهزة الامن وقد سادت العقلية الامنية على حساب الفكر والتنظيم فقد كان الجهاز هو التنظيم الحاكم «كتاب الثورة والاصلاح في السودان، الفصل الخامس: السياسة عبر اجهزة الامن ص46 وما بعدها» وهذه حقيقة غابت في الحديث «النادر» لمدير الجهاز. وكانت ستفسر ان «التجاوزات» كانت مقصودة وليست القصص خيالية ألفها المعارضون، بل كان الهدف الترويع.
وحتى الان يمكن فتح التحقيق في هذه التجاوزات على الاقل اعرف حالة الدكتور فاروق محمد ابراهيم وقد طالب بالتحقيق ثم تنازل عن حقه الشخصي. وهذا ما فعلته جنوب افريقيا حيث كونت لجان الحقيقة والتصالح او التعافي. ولكن الانقاذ تقفز على كل «التجاوزات» وتريد ان تعتبرها عادية او مبالغاً فيها. والمسألة يجب ان تكون مبدئية لان حالة تعذيب واحدة لا تنتهك حقوق الانسان بل تنتهك مبدأ اسلامياً مهماً وهو تكريم الله للانسان. ومن المفروض ان تكون دولة المشروع الحضاري الاسلامي هي الاسرع في نفي التهمة بالادلة وتطلب من كل مدع بأنه تعرض للتعذيب ان يتقدم بشكوى. والا ما هي الحكمة من هذا الظهور المفاجيء لمدير الجهاز وهذه التصريحات إذا لم يكن لتصحيح اوضاع او حتى صورة غير طيبة؟
السؤال: هل تخلو ممارسات جهاز الامن من تجاوزات الان؟ ونؤمن مع المدير بأن الاجهزة الامنية «هي قناعتنا الدينية لان امن المواطن مرتبط بأمن الوطن» وليس هناك اي عاقل يرفض وجود أمن للمجتمع وللفرد وحتى للدولة وان اختلفنا معها سياسياً. ولكن التحفظ ليس حول الأهداف بل حول الوسائل. هل الامن يعني بالضرورة اهانة المواطن ناهيك عن اضطهاده وتعذيبه جسمانيا ونفسياً؟ لا أقول ذلك من ضمن القصص الخيالية بل هي تجربة شخصية نتجت عن استدعاءات ـ توقفت الان ـ ولكن كنت آخذ على الابناء ـ وهم بالفعل ابناء لانني درست بعض رؤسائهم ووزرائهم ـ طريقة التعامل التي تتعارض مع الدين ومع قيم السودانيين التي توقر وتحترم الكبير.
القضية ليست ادانات او مغالطات من اي طرف كان، ولكننا مقبلون على مرحلة جديدة تماما والدليل عليها هذه التصريحات من صلاح عبدالله مدير جهاز الامن، فهذا الظهور خطوة نحو توضيح ظروف حقبة قديمة ولا يخلو من نقد ذاتي جاء بالطريقة السودانية والامنية، وهما يعتبران الاقرار بالخطأ تنازلاً وتراجعاً لا يليق بالرجل القوي والشجاع. مع أن العكس صحيح تماماً الشجاعة في الاقرار والاعتذار اما المكابرة والاصرار على الخطأ، ففيها بعض جاهلية | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:48 am | |
| السادس والاربعون المنظمة السودانية لحقوق الانسان - القاهرة
13 يوليو 2002
من أم الشهيد الى عمر البشير، قاتل إبنها
تلقت المنظمة السودانية لحقوق الانسان -القاهرة- رسالة أصدرتها السيدة/ جارة عثمان الحسين من منفاها في لندن، معنونة الى عمر البشير، رئيس الدولة في الخرطوم.
- وتدعو المنظمة حكومة السودان، من خلال نشرها هذه الرسالة الهامة، الى احترام القوانين الدولية ولوائح القوات المسلحة السودانية وقانونها الذي يعاقب على تزييف حقوق الشهداء أو التصرف الخاطىء بشأنها.
- إن اغتيالات شهداء حركة رمضان 1990 يشكل خرقاً صريحاً لحقوق الانسان. وإذ تتبنى المنظمة شكوى السيدة جارة، أم النقيب طيار مصطفى عوض خوجلي، تطلب المنظمة أن ترفع الدعوى الرسمية لتقديم المتهمين بقتل إبنها، بمن فيهم عمر البشير رئيس الدولة في الخرطوم، الذي تتهمه ومعاونيه، أمام القضاء العادل.
عمر حسن البشير
القصر الجمهوري
الخرطوم، السودان
الموضوع:
(1) انني أرفض تآمرك الخبيث الذي استخدمت فيه فورمات الجيش لتقديم تعويض مالي عن اغتيالك الشهيد النقيب مصطفى عوض خوجلي لممثل مزيف لأسرته.
(2) الأمهات لا يأخذن مالاً ممن يغتالون أبناءهم.
(3) محاكمتك أمام القضاء العادل مطلب حياتي.
انني أكتب اليك هذه الرسالة ولكل زملائك الذين قتلوا إبني النقيب مصطفى دونما محاكمة في شهر رمضان المقدس الموافق 24/4/1990
الى ضابط الجيش، عمر:
لقد قمت باغتيال إبني، النقيب (طيار) مصطفى، في انتهاك بالغ لقانون القوات المسلحة السودانية الذي يكفل للمتهم الحق في تسلم عريضة الاتهام ليتمكن في وقت كاف من تحضير دفاعه، والاستعانة بالاستشارة القانونية من صفوف الجيش أو نقابة المحامين، ويترافع أمام الشهود أمام محكمة عسكرية غير سرية.
إنك خرقت عمداً وبالنوايا السيئة كل هذه القوانين في ابريل 1990.
وقد قتلت إبني بعد أن عقدت اجتماعاً سرياً مع معاونيك وهم من المعروفين دولياً، وعلى سبيل المثال، العميد الزبير صالح، والرائد ابراهيم شمس الدين، والعقيد الخنجر، والعقيد كنه، وغيرهم من القتلة.
ونفذ معاونوك الإعدام على إبني ورفقائه من الضباط والجنود، بنفس الطريقة الخاطئة. وقمتم مع معاونيك بتعذيب الشهداء وإهانتهم، وهم من خيرة شجعان الجيش السوداني، قبل أن تطلق النار على ظهورهم وهم صيام ثم دفنهم في مكان غير معروف.
العميد عمر، قاتل إبني النقيب مصطفى:
لقد خرقت خرقاً صارخاً دستور السودان لأنك نصبت نفسك قائداً للجيش السوداني في حين أن أعلى رتبة كان بوسعك بلوغها لا تعدو رتبة العميد العادية وفقاً لما أفتى به خبراء الجيش بحسب أدائك قبل الإنقلاب الخائن ومن بعده فيما صار أمراً معلوماً لأسر الشهداء.
أساء شخصك لقوانين القوات المسلحة بعد احتلالك لموقع القائد العام، وذلك لأنك قتلت أبناء القوات المسلحة غيلة ومعهم عدد كبير من المدنيين الأبرياء، مما يعد أبشع جريمة بحق الجيش وقوانين الدولة الأخرى، وكل ذلك من أجل أن تبقى في دست الحكم. وليس في ذلك شىء مما تنشأ الجيوش من أجله في كل دول العالم المحترمة على الأرض. وتصرفت دون تحضر أو إنسانية وأنت تشغل رتبة القائد العام عندما أمرت في خبث ونذالة بقتل إبني ورفقائه في شهر رمضان المقدس الذي يعلم كل المسلمين، بل وكثير من غير المسلمين، أنه شهر لا يجوز فيه قتل الناس.
ثم أرسلت شرطتكم السرية لتضايقني وأسرتي بالزيارات البوليسية الاستفزازية اليومية ولفترة طويلة كل صباح ومساء تتوعدنا حتى لا نسير التظاهرات إحتجاجاً على الجرائم الإرهابية التي قمت بارتكابها ضد السودانيين.
وبعد ذلك، زججت بي وببناتي وأطفالهن، ومن بينهن طفل وليد، في حبس غير قانوني داخل سجن أم درمان في أحوال سجنية رديئة، بلا سبب. وبكل هذه الخروقات لحقوقنا كمواطنات، جعلت أنت وحكومتك اللادستورية من حياتنا في وطننا جحيماً لا يطاق.
لقد أرغمتنا أيها القاتل الظالم على إيجاد لجوء خارج بلادنا ليأوي أفراد أسرتنا من كبار السن والمرضى والصغار، نعاني صعوبات النزوح واللجوء القاسي بينما أنت متربعاً على الحكم تمارس في تفاهة القمع والإضطهاد لأمتنا الطيبة.
منذ ذلك الحين قررت أن أعيش في المنفى، برغم مرارة اللجوء، أناضل في عزم لا يلين لتقديمك وكل القتلة الآخرين للمحاكمة العادلة لأنك لست قاتلاً متوحشاً وحسب. ولكنك تصرفت وزملائك القتلة كقادة جبناء لا تجسرون على تحمل نتائج أعمالكم الخاطئة، وأقلها المثول أمام القضاء العادل والمستقل للحساب والجزاء المستحق.
تراجعتم في ذعر أمام تظاهراتنا السلمية في شوارع الخرطوم، لتعتدوا علينا نساء وأطفال الشهداء بالضرب والإساءة، والخرطوم هي عاصمة بلادنا التي جعلت منها عاصمة للإرهابيين الدوليين، ومحترفي القتل، وتجار الحرب، وحثالة اللصوص. وبهذه الجرائم التي لم يسبقها مثيل جللت بلادنا بالعار.
ما سمحت لنا، نحن أسر شهداء حركة رمضان من الضباط والجنود، باستلام وصايا الشهداء، ومعرفة مكان قتلهم وقبورهم خارج نطاق القضاء، وممتلكاتهم الخاصة قبل إعدامهم مما يكفله القانون، والدين، وأخلاقيات السودانيين السمحة.
إنك ضابط بالقوات المسلحة، لا يحترم قانوناً، لا يملك عقيدة، ولا يحس إلتزاماً بخلق.
وبهذا، لا تستحق أن تعمل ضابطاً بالجيش السوداني، دع عنك أن تنصب من نفسك قائداً أعلى للقوات المسلحة.
ولقد قررت كأم للشهيد النقيب طيار مصطفى عوض خوجلي أن أرفض استلام أي مال أو مكافأة مستحقة للنقيب مصطفى نظير خدمته كضابط بالقوات المسلحة السودانية، وقد أدى خدمته العسكرية بالشرف والشجاعة ورصع صدره وهو لما تمضى على خدمته سنتين بأعلى وسام للشجاعة والولاء يمنحه الجيش السوداني لأبنائه.
العميد القاتل عمر:
منذ أيام خلت، تلقيت أنباء من السودان مفادها أنك قمت عمداً بتخطيط وتنفيذ مؤامرة رخيصة شريرة دست فيها على معايير الشرف والأخلاق وتقاليد القوات المسلحة، وذلك بأن أغريت أحد أقرباء إبني الشهيد ممن يعملون مع مخابراتكم العسكرية ليتقدم بطلب مزور باسمي وأسرة الشهيد للحصول على تعويض عن اغتيالك للشهيد، من وراء ظهر أسرتنا المناضلة ضد جرائمكم وحكمكم الوحشي.
وقد أصدرت تعليمات لفرع القضاء العسكري للتصديق على الإجراء ومن ثم تماديت ومخابراتكم في تزوير الأوراق لتمكين ذلك الشخص من استلام التعويض كرشوة مثيرة للبلبلة بقصد إثناء أسرة مصطفى وغيرها من أسر الشهداء عن مواصلة المطالبة بمحاكمتكم كقتلة ومسيئين لسلطة الجيش.
العميد عمر البشير، قاتل إبني:
إنني بهذا اؤكد لك أن مؤامرتك الرخيصة لتشويه نضال أسرتنا قد انكشف أمرها وأصبحت معلومة للشعب وجماعات حقوق الانسان في السودان وفي المنفى، وهي التي تدعم قضية شهداء رمضان النبيلة وتدعو لكفالة حقوق أسرهم.
أم مصطفى ترفض بهذا أي تعاون معك أو مع عناصركم القاتلة في الجيش أو الحكومة في أي مستوى كان.
إنني أترفع عن تلقي أي مال مما قمت في نذالة بسرقته من خزانة الجيش ومنحه لأحد أقرباء مصطفى ممن تعاون في خسة مع مخابراتكم وفرع قضائكم العسكري، واستلم بالفعل تعويضكم المرفوض عن اغتيال مصطفى.
إنني اؤكد بكل ما عندي من عزم أن شرف إبني وشجاعته لن تباع أبداً بأعمالكم الخسيسة وجرائم نظامكم الإرهابي.
كأم للشهيد، أتعهد في إيمان بأنني سأواصل نضالي لتقديمكم جميعاً للمحاكمة أمام القضاء العادل متى توفر داخل السودان أو خارجه ما بقيت على قيد الحياة.
توقيع
جارة عثمان الحسين
سودانية في المنفى (لندن)
أم الشهيد النقيب طيار مصطفى عوض خوجلي | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:49 am | |
| السابع والاربعون مجزرة المساليت تقرير المجلس الاستشاري للمساليت (1999)
في 18 فبراير من عام 1999 قام المجلس الاستشاري للمساليت، وهو عبارة عن منظمة طوعية، بنشر تقرير حول هجمات حكومة الجبهة القومية الاسلامية ضد مواطني المساليت في دارفور. وتنشر المنظمة السوداني لحقوق الإنسان هذا التقرير كدليل دامغ على الممارسات الإرهابية للنظام الحاكم. تمثل قبيلة المساليت المجموعة الرئيسية الكبري\ى في اثنين من الأقاليم الستة لغرب دارفور المتاخم للحدود التشادية وهما: الجنينة وهبيلة. ويبلغ تعداد المساليت الإجمالي في السودان نحو مليونين. كانت دار المساليت عبارة عن مملكة مستقلة ألحقت بباقي السودان على أساس اتفاقية 1919 التي تم توقيعها بواسطة البريطانيين والفرنسيين وسلطان دار المساليت، بحر الدين (اندوكه). ومنذئذ بقيت دار المساليت في تعايش سلمي مع سائر القبائل عن طريق تمثيلهم في الادارات الأهلية التي حازت على قبول قبائل المنطقة. ولكن، وفي عام 1994، أحدث الحاكم السابق لغرب دارفور السيد محمد أحمد الفضل تغييراً كبيراً في الإدارة الأهلية للمنطقة. وكان مفهوماً أن المقصود بذلك التغيير تمثل في رغبة الحاكم في تقوية القبائل العربية على حساب المساليت. قام الحاكم بتعيين 13 من الأمراء (الزعماء المحليين) العرب في حين كان نصيب المساليت ثلاثة فقط إضافة الي تعيين واحد من المساليت رئيساً للأمراء. وحيث كان على الأمراء أن يختاروا بشكل جماعي سلطان دار المساليت، فقد كان واضحاً أن السلطان التالي لن يكون من المساليت. ويجدر الإشارة الى أن سلطان المساليت كان قد قام سابقاً بتعيين 10 من العرب أمراء علي مجموعاتهم القبلية بهدف تسهيل التفاعل مع السلطات المحلية. وكان الجديد في قرار الفضل أن الأمراء العرب العشرة تم تعيينهم في أراضي المساليت والمجموعات غير العربية. وأثار هذا الأمر توتراً على الفور، وسرعان ما بدأت النزاعات المسلحة. كانت المرحلة الثانية تصفية أهل المساليت جسدياً. وقع الحادث الأول من هذا النوع في 12 أغسطس 1995 عندما تم قتل 50 من المساليت من بينهم نساء وأطفال واحراق ثلاث قرى للمساليت على مساحة 114 كيلومتراً بواسطة العرب المرتدين للزي العسكري الحكومي. وقام هؤلاء أيضاً بنهب نحو 300 رأس من الأبقار. السلطات الحكومية المكونة من العرب بشكل رئيسي أكتفت بمشاهدة ما حدث، ولكنها في بعض الحالات قامت بمساعدة الغزاة. ومنذئذ، أصبحت أعمال حرق القرى ونهب الماشية والممتلكات سلوكاً منتظماً. قبل المجازر الوحشية التي وقعت في 17 يناير 1996، قتل نحو 500 من المواطنين كما تم حرق 73 قرية فيما تم نهب 14000 رأس من الماشية. وتم تقدير تلك الخسائر بنحو 50 مليون دولار. قررت الحكومة اعتبار الأمر قضية نزاع قبلي. تم عقد مؤتمر صلح قبلي في الجنينة، عاصمة الاقليم في نوفمبر 1996. وعقب المصالحة بوقت وجيز وقعت سلسلة جديدة من أعمال القتل، حرق القرى ونهب الممتلكات بطريقة منظمة. وقع الإعتداء الأخير في ابريل 1998 في منطقة عيشه بارا على مسافة 20 كيلومتراً من الجنينة، حيث تتمركز الحامية العسكرية. في ذلك الهجوم، جرى حرق 40 قرية وقتل 40 مواطن خلال يوم واحد. كما تم أيضاً حرق 30 قرية على بعد 10 كيلومترات من الجنينة وقتل 101 من المواطنين في يوم واحد. ورغم هذه الخسائر الجسيمة أكتف السلطات بالمشاهدة وفق إفادة العديد من أبناء المساليت. في عام 1997 جري انتخاب السيد ابراهيم يحي عبد الرحمن، أحد أبناء المساليت، حاكماً لغرب دارفور. ومنذ انتخابه نشط مسئولو الشرطة والأمن والجيش، الذين كان ينبغي عليهم إعانة الحاكم المنتخب، في وضع العراقيل لإسقاط الحاكم. لم تقدم الحكومة المركزية أي دعم للحاكم. ونشطت عناصر الأمن في وضع التقارير ضد المساليت. وفي ذات الوقت، كانت الشكاوى التي تقدمها الأقلية العربية تلقى اهتماماً بالغاً من السلطة المركزية. يأتي الرعاة العرب عادة من اقليم شمال دارفور بحثاً عن المراعي لقطعان ابلهم نحو نهاية فبراير من كل عام. ويكون ذلك الوقت في العادة موسماً للحصاد بالنسبة للمزارعين. وفي عام 1999 جاء الرعاة في نهاية ديسمبر، مبكرين شهرين عن الموعد المعتاد. دخلت أعداد كبيرة من الشباب المسلح جيداً الي الاقليم دون أن يكون في صحبتهم أسرهم أو كبار السن. وإثر خلاف حول أبل أتلفت الغلال التي لم يتم حصدها بعد في مزارع المساليت، جرح خمسة من المساليت توفى إثنان منهم. الى ذلك قتل اثنان من زعماء العرب وثلاثة من الحراس في 18 يناير 1999. قدم مئات من العرب المسلحين من الجنينة والمناطق الأخرى لقتل المساليت وحرق قراهم. في 19 يناير، وضمن سلسلة من الهجمات أخرى، أحرقت خمس قرى وقتل 11 شخصاً. جرى وضع الجنينة تحت السيطرة الكاملة للقبائل العربية الذين فرضوا حظراً دائماً على التجول في عاصمة الاقليم. في استجابة لنداء عاجل من قبل الحاكم وصل وزيرا الدفاع والداخلية المركزيان الى المدينة بصحبة قوات لإستعادة النظام فيها. وبدلاً عن معاونة الحاكم أعلن الوزيران أنه ينبغي إبعاد الحاكم بمجرد عودتهما الى الخرطوم. في 20 يناير عاد الوزيران الى الخرطوم. وفي تلك الأثناء كان قد تم إشعال النيران في دار المساليت. في 21 يناير، تحدث وزير الداخلية عبر الإذاعة والتلفزيون الحكوميين مديناً المساليت على اعتبارهم "مجرمين" قاموا بقتل القادة الوطنيين من العرب في الجنينة. وقال إن قوات الأمن تطاردهم لإحضارهم أمام العدا 'e1ة. كذب وزير الداخلية في شأن الزعيم حامد ضوي الذي وصفه بكونه شهيداً. وفي الواقع كان السيد ضوي يرزق بالحياة في محل إقامته على بعد 200 كيلومتراً من الجنينة. في 4 فبراير 1999، عطل رئيس الجمهورية السلطات الأمنية لحاكم غرب دارفور استناداً لقانون الطواريء. ومنح الرئيس للفريق محمد أحمد الدابي تفويضاً رئاسياً حتى يعيد النظام الى الإقليم. وجرى وضع دار المساليت تحت الإحكام العسكرية. نتيجة لهذا الأمر, هرع الجيش للاستيلاء على أسلحة المساليت، ولضربهم واعتقالهم وتعذيبهم. تم قصف الجبال الواقعة جنوب الجنينة لمدة أربعة أيام لإخضاع ما سمي بمليشيات المساليت. وفي هذا المسعى تم نبش قبور للمساليت بحثاً عن الإسلحة. وأصبح المساليت من ثم منزوعي السلاح تماماً ودون أي دفاع أو حماية _e3ن قبل السلطات. في 5 فبراير قام نحو 2000 من الخيالة العرب والراكبين على الإبل، ممن تم إعدادهم وتسليحهم جيداً، بغزو دار المساليت من جهة الشمال الشرقي فيما كان الجيش يقوم بقصف الجبال. نحر العرب الذكور من المساليت بمن فيهم الإطفال. جرى قتل 500 من المساليت وحرق 150 من قراهم. وكان ضمن القري التي تحيط بالجنينة قرى مجمرة، 'dfرينك، جوكر، هبيلة، ومستيري. وتم بالتالي أزاحة المساليت من دار المساليت. هاجر كثيرون منهم الى تشاد. الذين اختاروا البقاء في الاقليم تواصلت معاناتهم مع تحولهم الى مواطنين دون مأوى في داخل موطنهم. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:50 am | |
| الثامن والاربعون بيان من المنظمة السودانية لحقوق الإنسان - القاهرة
31 يناير 2003
تابعت المنظمة السودانية لحقوق الإنسان - القاهرة بإهتمام بالغ الحملات الأمنية التي إستهدفت يومي 28 و29 يناير الجاري مجموعات كبيرة من المواطنين السودانيين اللاجئين في مصر. وحسب متابعات المنظمة فقد طالت الإعتقالات نحو مائتي مواطن يقطنون في أحياء جنوب القاهرة، وبصفة خاصة منطقتي المعادي والبساتين. وينحدر الذين إستهدفتهم الحملات من مناطق الحرب الأهلية في جنوب السودان.
وقد أجرت المنظمة إتصالات عاجلة بمنظمات ومجموعات حقوق الإنسان العاملة في مصر وإستنفرتها للتدخل لدرء مزيد من الحملات والعمل لإطلاق سراح المعتقلين. كما ناشدت المنظمة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في القاهرة التدخل لدى السلطات المصرية لذلك الغرض.
وبفضل الإستجابة الفورية من قبل كافة الأطراف جرى إطلاق سراح معظم المعتقلين، وما تزال تتواصل الجهود لإطلاق نحو 50 مواطناُ تحتجزهم السلطات لعدم حصولهم على أذون رسمية بالإقامة.
ومع تفهم المنظمة لحق السلطات المصرية في إنفاذ قوانينها الخاصة بالإقامة والتحقق من سلامة الأوضاع القانونية للأجانب الموجودين في البلاد، فإنها تتطلع إلى أن تتفهم السلطات السياسية والأمنية المصرية للأوضاع المأساوية التي تسببت في هجرة هؤلاء المواطنين وللأخطار التي سيتعرضون لها في حال ترحيلهم قسراً لبلدهم.
وتعرب المنظمة عن تقديرها العميق لمنظمات حقوق الإنسان المصرية التي بادرت للتدخل العاجل، وتشكر بصفة خاصة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والبرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان.
وتعرب المنظمة أيضاً عن تقديرها العالي للدور الذي قام به مكتب مفوضية شؤون اللاجئين، ولتدخلها الفوري لإطلاق سراح غالبية المعتقلين. وإذ تشير المنظمة إلى إتفاق سابق كانت قد توصلت له المنظمة مع مكتب المفوضية حول حماية السودانيين المسجلين كلاجئين لدى المكتب، واولئك الذين ينتظرون إجراء مقابلات مع مسؤولي مكتب المفوضية لتقييم أوضاعهم إضافة للذين تم رفض قبول طلباتهم الأولى للحصول على حماية المكتب بإعتبار أنهم يملكون حق الإستئناف وإعادة النظر في أمرهم، فإنها تدعو المفوضية لإيلاء إهتمام خاص للسودانيين المنحدرين من مناطق الحرب الأهلية. كما تأمل المنظمة قيام مكتب المفوضية بجهود مع السلطات المصرية لتوفير الحماية للاجئين السودانيين الذين يحملون بطاقات اللجوء وتجنيبهم ساعات طويلة من الحجز بدعوى التحقق من صحة البطاقات | |
|
| |
| اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام | |
|