| اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:01 am | |
| الحلقه الاولى فقط انا قارى للموضوع وليس كاتبه والحلقات تتوالى |
رئيس جهاز الأمن صلاح قوش يكافىء القتلة والمجرمين مدير بيوت الأشباح ضابط الأمن محمد الأمين محمد الأمين مستشاراً بسفارة دبى مقدمة لابد منها:-
حينما قام لفيف من الصحافيين بتلبية الدعوة التى قدمها لهم رئيس جهاز الأمن والأستخبارات قبل عامين لتناول إفطار رمضان على مائدته الفخيمة وجاءوا صبيحة اليوم التالى يزينون صحفهم بما لمسوه من كرم الضيافة وحسن الإستقبال وما أبداه السيد رئيس الجهاز من الحفاوة والنوايا الطيبة وتصريحاته بأن الجهاز سيفتتح مكتباً لتلقى شكاوى المواطنين وأن جميع الممارسات السيئة ستختفى الى الأبد وأن الجهاز سيسير على هدى تعاليم الإسلام السمحة كنا على يقين تام من أن السادة الصحافيين قد انطلت عليهم هذه الأكذوبة لمعرفتنا التامةّ بالسيد رئيس الجهاز منذ أن كان ضابطاً صغيرأً بالجهاز وما نالنا منه شخصياً من تعذيب وإهانة وإنتهاك لحقوق الأنسان وحرماته وما كان يصرح به لنا أ ثناء إعتقالنا بذات الجهاز الذى يرأسه الآن بأنهم هنا لا يعرفون شيئاً إسمه الإسلام! وأنهم على استعداد لإحضار زوجاتنا وإغتصابهن أمام ناظرينا لإجبارنا على الإعتراف! على الرغم من هذا اليقين ومعرفتنا التامة بالمدعو صلاح قوش إلاّ أننا كدنا أن نكذب أنفسنا ونصدق التصريحات الرمضانية حينما رأينا السيد قوش يقوم بالحج والعمره إلى مقر إدارة الإستخبارات الأمريكية بولاية فيرجينيا مستخدماً طائرات السى آى إيه وبعد أن قرأنا ما كتبته الصحف الأمريكية ذات الصلة الوثيقة بهذا الجهازعن تعاون جهاز المخابرات السودانىمعهم وتجنيده للعملاء بالعراق والصومال وعن تسليم العشرات من الإرهابيين ممن كانوا يطلقون عليهم المجاهدبن الى المخابرات الأمريكية او إلى بلادهم وما صرّح به قوش شخصياً فى تحقيق صحافى أثناء زيارته الأخيرة للجماهيرية الليبية من أن تعاون جهازه اللامحدود مع الولايات المتحدة قد جنّب البلاد كوارث مؤكدة! كِدْنا أن نصدّق الآخرين ونكذّب أنفسنا عندما صرّحت بعض المصادر الموثوقة بأنّ المخابرات الأمريكية تقوم بإعداد السيد صلاح قوش لتسلم رئاسة جمهورية السودان بعد أن يقوم بالإطاحة بالرئيس عمر البشيرعلى قرار ما تم فى تونس وموريتانيا وكثير من الدول الأفريقية واللاّتينية. وقد استشهدت هذه المصادر بتلك الهالة من الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التى احيطت بها زيارة صلاح قوش لمبنى المجلس الوطنى فى الشهر الماضى والتى لا تتم حتى لرئيس الجمهورية او نائبيه! تؤيد هذه المصادر ما ذهبت اليه بما يدور هذه الأيام من إرهاصات بتعيين صلاح قوش وزيراً للداخلية بعد أن صارت الشرطة منافساً قوياً للقوات المسلحة من ناحية التأهيل والتدريب والتسليح وصار أمن العاصمة بيدها بعد تقليص وجود القوات المسلحة بالعاصمة. رغم ما ذكرناه من شواهد توحى بأن هنالك ثمّة تغيير فى سياسة الجهاز بعد ارتماء مديره فى أحضان دولة الإستكبار العظمى وتبشيره برئاسة السودان إلاّ أننا لازلنا عند رأينا بأن جهاز المخابرات تحت قيادة الفريق صلاح قوش لا زال يقوم بنفس الممارسات السيئة والتى لم تتوقف خلال الثمانية عشرعاماً الماضية وما تعذيب معتقلى ما سمّى بالمؤامرة التخريبية ببعيد عن الأذهان. إن العمل بقانون الطوارىء لعقدين من الزمان قد أضفى على التعذيب شرعيّة نسبية فى أوساط أجهزة الأمن سمحت له بأن يستفحل وأن يصبح خارجاً عن السيطرة بمرور الوقت. إن عقلية الطوارىء التى أدمنت إهدار القانون العادى وضماناته وسوَّغت الإعتداء على الحريات العامةهى نفس العقلية التى سوَّغت لجهاز الأمن والمخابرات أن يستنَّ بدعة مكافأة المجرمين من أفراده وتحفيزهم على ما ارتكبوه من آثام والتى بدات فى عهد سىء الذكر المدعو حسن ضحوى بمكافأة السفَّاح العقيد أمن عبد الحفيظ محمد بشيرالمدان والمحكوم بالإعدام لإغتياله المواطن الشهيد عبد المنعم راسخ بتعيينه للعمل كدبلوماسى فى سفارة السودان بالجماهيرية الليبية فى وظيفة القنصل العام. كما تمّ فى عهد المجرم حسن ضحوى أيضاً تكريم المجرم المقدم أمن أحمد محمد على عيساوى بتعيينه نائباً للقنصل بسفارة السودان بالقاهرة والمذكور شارك فى جرائم تقشعر لها الأبدان رغماً عن الإجابة القاطعة على سؤاله للشيخ حافظ الزاكى أثناء ولايته لوزارة العدل فى محاضرة ألقاها على منسوبى جهاز الأمن فى أوائل التسعينات عن مشروعية التعذيب وإجابة الشيخ بأن جميع الشرائع السماوية تحرم ذلك وهى تدعو الى الرفق بالحيوان فما بالكم بلإنسان الذى كرّمه الله ووجه السائل عيساوى بأن يتوب الى الله إذا ارتكب مثل هذا الفعل وأن يطلب العفو من ضحاياه وأن لا ينفذ اى أمر بالتعذيب.فهل ارتدع عيساوى والآخرين؟ لقد استمروا فى غيهم وضلالهم ونالوا المكآفآت وأخيراً ذهب عيساوى الى مزبلة التاريخ. لم يشفع له سجله الشائن فى دعم النظام فقد اكتشفوا بأنه كان تُرابىّ الهوى! توالت مكافآت أباطرة التعذيب والإبتزاز بتعيين المقدم أمن ياسر أحمد محمد نور فى وظيفة المستشار نائباً للقنصل بقنصلية السودان بجدّه ولازال. تلقى المذكور دراسته بالمغرب والتحق بجهاز الأمن ومارس تعذيب المعتقلين بوحشية .صار مديراً لمكتب قطبى المهدى حينما عمل بجهاز الأمن وانتقل معه كمدير لمكتبه بالقصرالجمهورى حينما عيّن مستشاراً برئاسة الجمهورية. بعد إعفاء قطبى المهدى عاد ياسر لجهاز الأمن لممارسة نفس الأساليب الفاسده ممّا مكنه فى فترة وجيزة من بناء ذلك المنزل الفخم بحىّ الفردوس بالجريف وتأجير شققه المؤثثة بالدولارعلماً بأنّه من أسرة متواضعة وقد كان والده عاملاً بسيطاً بمصنع السكّر بالجنيد .فهل يكفى مرتبه منذ تخرجه لبناء مثل هذا المنزل؟ ويتواصل المسلسل بمكافأة العميد أمن محمد مختار حسن عبد الله أول مسئول عن بيوت الأشباح وإبتداع أساليب التعذيب بتعيينه فى منصب المستشار بسفارة السودان بجنوب أفريقيا. تمّ تعيينه بعد أن أكمل بناء منزل فخم من عدّة طوابق بمدينة الفردوس ومنزل مماثل آخر لأسرته بالثورة ولا غرو فسيادته صهر" مقسّم الأرزاق" الدكتور نافع على نافع. وجاءت الطّامّة الكبرى موضوع المقال بتعيين المجرم المدعو العميد "أمن" محمد الأمين محمد الأمين مستشاراً بسفارة السودان بإمارة دُبَى. وهو شخص يتفجر الشر من جميع جوانبه لايفكّر الاّ فى الشر ولا ينوى إلاّ الشرولا يتكلم الاّ بالشر ولا يفعل الاّ شرّاً, فارغ القلب من الإيمان والعاطفة, حُرِم الخشية من الله والحياء من الناس ولشعوره بالنقص الكامن فى ذاته أراد أن يكمله بإدعاء القوّة والظهور على من لا حول لهم ولا قوة من المعتقلين الأبرياء. إننا حينما نكتب عن المدعو محمد الأمين محمد الأمين إنما نكتب عن الممارسات الشاذة والمنحرفة التى قام بها هذا المأجورمن إشاعة للخوف بين المواطنين وتلفيق التهم والقبض والحجز بدون وجه حق والتعذيب البدنى والقهر المعنوى بما يصل الى حد الإعتداءات الجنسية وتلازم كل ذلك مع الفساد المالى والأخلاقى . إننا لنؤكد أن ما قام به المذكور من ممارسات شائنة تجاه المئات بل الآلاف من المعتقلين لتتضاءل أمامها ما قام به المدعو حمزة البسيونى مدير السجن الحربى المصرى على عهد صلاح نصر وشمس بدران والذى كتبت فيه المجلدات! المدعو محمد الأمين ينحدر من أسرة فقيرة من حلّة الشريف بالجزيرة , متزوج من أسرة آل حمدتو الشهيرة ببيت المال بأمدرمان. كان موظفاً صغيراً ببنك فيصل وكان من الشباب المقربين للدكتور حسن الترابى ويقال بأنه كان من القليلين المأذون لهم بالدخول على الشيخ فى خلوته ولكنه بعد المفاصلة آثر الإنضمام الى الجناح الآخرعاضّاً اليد التى أطعمته كما فعل الكثيرون من حوارى الشيخ وخلصائه. بعد إنقلاب الإنقاذ بفترة وجيزة أوكل لمحمد الأمين أمر إدارة المعتقلات وما سمّى ببيوت الأشباح وكان برتبة النقيب أمن. ولا أجدنى فى حاجة للتأكيد بأننى على يقين تام بأن كل من أعتقل فى الفنره من عام1990 وحتى العام1996 لا بدّ وأن يكون على معرفة تامة بالمدعو محمد الأمين "الطويل العواليق" كما كانوا يسمونه! بالإضافة لمسئوليته المباشرة عن إدارة بيوت الأشباح ومعتقلات الأمن فقد كان محمد الأمين هو السئول عن الأعتقالات , هو الذى يقوم بتسور المنازل ليلاً وإرعاب ساكنيها وكان مسئولاً عن تفريق المظاهرات فى الجامعات وإلقاء القبض على الناشطين وتقديمهم للمحاكم ويقوم محمد الأمين بأتيامه من الشاذين والمنحرفين بالكشات على المزارع وبيوت الأفراح وأماكن اللهووصالات الأندية والقبض على مرتاديها وتعذيبهم! كان لدى محمد الأمين من السلطات ما يفوق الوصف فهو يداهم منزلك ويعتقلك ويصادر ممتلكاتك لمصلحته الشخصيه ومصلحة زبانيته. منذ لحظة إعتقال المعتقل فهو تحت رحمة المدعو محمد الأمين. هو الذى يأمر بعصب عينيك وينقلك الى المعتقل ويأمر بالإحتفاء بك ضرباً وركلاً وشتماً حتى دخولك الزنزانة فاقد الوعى. يقوم محمد الأمين فى معظم الأحيان بإصطحاب المعتقلين الى أماكن التحقيق و حضور التحقيق والمشاركة مع لجنة التحقيق فى الضرب والتعذيب والإهانة ويصرف التعليمات لمعاملة المتهم حسب مجريات التحقيق. ويقوم بالمرور على المعتقلات عدّة مرات يومياً للتأكد من أن التعذيب يجرى على قدم وساق! من مسئولياته الإداريةالإشراف على مأكل ومشرب وعلاج المعتقلين ولكنه لم يعط أى اعتبار لهذا الجانب الإنسانى فهو يتلذذ إذا علم بأن المعتقلين لم يأكلوا ولم يشربوا ولم يسمح لهم بقضاء الحاجة ليوم أو يومين. ".
|
ابوتراجى | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:03 am | |
| الحلقه الثانيه فى السبع سنوات الأولى من حكم ألإسلامويين كانت العاصمة المثلثة بضواحيها مستباحة تماماً للمدعو محمد الأمين وزبانيته من الأفراد الذين يعملون تحت قيادته فى بيوت الأشباح وخارجها, فعلى يديه أنتهكت حرمات وأعراض واختطف أناس وعذبوا وماتوا واختفوا فى مدافن مجهولة ولا أعتقد بأن ذلك كان خافياًعلى الجهاز الذى كان يرأسه بكرى حسن صالح اسمياً ويديره نافع على نافغ وحسن ضحوى فعلياً! لقد تمّ إعتقالى شخصياً فى الرابعة مساء ونهب منزلى بواسطة محمد الأمين وزبانيته فى السابعة مساء وكان هذا هو المعتاد لكل من يعتقل. قام محمد الأمين بالهجوم على المزرعة التى كان يتخذها المواطن تاجر الجلود رحمة الشيخ عمر سكناً له بشمبات واعتقلوه ونهبوا ممتلكاته من أموال وأثاث فاخر وعربات وماكينات تصنيع لحوم وقدّموه لمحكمة صوريه, حاكمته بالسجن فمات من الغبن! هل سلّمت أمواله وممتلكاته للحكومة؟ لا .....فقدإستولى عليها محمد الأمين وزبانيته! المواطن رجل الأعمال صلآح الصادق أبو عاقلة كان من ضمن المتفرجين فى محكمة انعقدت لمحاكمة بعض أصدقائه الذين تسوّر عليهم محمد الأمين منزلاً وألقى عليهم القبض بحجة أنهم كانوا ينوون لعب الميسر. لمح محمد الأمين صلاح فى مقاعد المتفرجين , أمر زبانيته بالقبض عليه قائلاً له: " أنا من زمان بفتّش عليك "! أخذوه من محكمة أمدرمان التى كان بها متفرجاً الى محكمة القسم الشرقى بالخرطوم متهماً بممارسة الرزيلة بمزرعته بالخرطوم حكمت عليه المحكمة بالحبس خمس سنوات مع التغريب حسب طلب السيد محمد الأمين بدون سماع شهود أو بينات أو دفاع وفى اليوم التالى قام محمد الأمين بترحيله الى سجن شالا . قاموا بنهب مزرعته وكان مريضاً فمات من الغبن! عندما كنا معتقلين فى منتصف عام 1991 كان المدعو محمد الأمين يحضر لنا يومياً ويهددنا بأننا ذاهبون للإعدام وكان يشتمنا بأقذع الألفاظ وكان يقف يومياً ولمدة طويلة بباب زنزانة الأمير عبد الله عبد الرحمن نقد الله شفاه الله وعافاه ليستفزّه ويتوعّده. كان محمد الأمين وزبانيته يمرون على منازل المعتقلين بحجة أن ذويهم فى حوجة للمال لشراء الأدوية ؤالأكل فيعطوهم كلّ ما تيسّر فيذهب المال لجيوبهم! يقوم محمد الأمين يوميا بالهجوم على المزارع الخاصّة او المنازل وإلقاء القبض على المتواجدين فيها من الشخصيات المعروفة أو رجال الأعمال بحجة السكر أو لعب الميسر أو الأفعال الفاضحة وإبتزازهم وتهديدهم بتقديمهم للمحاكم الطارئة والتشهير بهم فيستجيب الكثيرون لللإبتزاز خوفاً من الفضيحة. لذلك ليس بمستغرب أن يقوم المدعو محمد الأمين محمد الأمين ببناء منزل فاخرمن عدّة طوابق بالحىّ الراقى بمنطقة كافورى ويؤجر شققه المفروشه بالدولار. إننى لأجزم بان المدعو محمد الأمين لو كان يدّخر مرتّبه كاملاً غير منقوص منذ تاريخ تعيينه الى يومنا هذا فإنّه لن يستطيع بناء غرفة من ذلك المنزل الفسيح! إنّ جهاز الأمن بكافة منسوبيه وعلى وجه الخصوص رئيسه الحالى لعلى علم تام بكل الصفات السيئة والإنحرافات والممارسات الشاذة التى كان يمارسها المدعو عميد الأمن محمد الأمين محمد الأمين, فإذا سلّمنا بانّ التعذيب هو ديدن الجهاز وسياسته التى لن يحيد عنها ولايحاسب أفراده عليها ألا يكفى ما نهبه المذكور خلال الثمانية عشرة عاماً الماضية ويقف تطاوله دون خجل فى البنيان شاهدا عليه فيكافأ هذا المجرم اللص بتعييينه مستشاراً بسفارة السودان بإمارة دبى! بعد أن نُقلنا من سجن شالا الى سجن سواكن فى عام 1994 تمّ نقل المدعو محمد الأمين ليكون مسئولاً عن الأمن بمنطقة البحر الأحمر ببورتسودان. تمّ نقله بعد ان فاحت روائحه النتنة وصار اسمه على كل لسان بإبتزازه للمواطنين وبعد أن ظهرت عليه علامات الثراء التى لم يرثها عن أسرته. جاءنا محمد الأمين كزائر بالسجن ولم نكن نعلم بأنه هو واعتقدنا أنه زاُئر عادى. كنا نحن ستة الأمير نقد الله واللواء محمد على حامد والعميد هاشم الخير والأخ عمر محمد عمر الشهيد والرقيب الهادى مكى وشخصى . فوجئنا بأن الزائر هو محمد الأمين شخصياً. وبعد السلام ذكر لنا بأنه قد حضر منقولاً الى بورتسودان وأنه يريد أن يفتح معنا صفحة جديدة لذلك جاء ليقدّم لنا دعوة لقضاء يوم معه بمنزله وأنه سيرتب لذلك مع إدارة السجون. علمنا أن فى الأمر شىء فتصدّينا له ووجهنا له نقدا لاذعاً وذكّره الأمير نقد الله بممارساته السيئة أثناء إعتقالنا وحذرناه من المجىء الينا ثانية وطردناه من السجن شرّ طرد. تمّ ذلك على مسمع من طالبين صغيرين من أقرباء نقد الله جاءا من الجزيرة لزيارته وتصادفت زيارتهما مع مجىء محمد الأمين. فى مساء اليوم التالى صدق حدسنا إذ امرتنا إدارة السجن بتجهيز عفشنا إذ تقرر ترحيلنا الى مكان آخرلم يوضحوه لنا.وفى فجر اليوم التالى حضرت عربة بص يقودها سائق من الأمن يرتدى زىّ السجون ومعه ضابط مرافق آخربنفس الزىّ أخذتنا وحراسنا إلى مسافة 150 كيلومتراً جنوب سواكن حيث بقينا طيلة اليوم جالسين فى احدى مقاهى الطريق وفى منتصف الليل أعادونا ثانية لسجن سواكن فعلمنا أن ترحيلنا كان لإخفاءنا عن مقرر حقوق الإنسان كاسبر بيرو والذى حضر خصيصاً لزيارتنا وعلم بهذه المسرحية سيئة الإخراج وكانت هذه هى أسباب زيارة محمد الأمين ودعوته لنا! كنّا نذهب للعلاج بمستشفى بورتسودان ونعود مشياً على الأقدام الى سجن بورتسودان ليتم ترحيلنا الى سجن سواكن. فى طريقنا نمر على عمارة بالقرب من المستشفى لأخذ مستلزمات يتم تجهيزها لنا بواسطة بعض أصدقائنا. ترصّد محمد الأمين الأخوة نقد الله وهاشم الخير وهم خارجين من المستشفى مع حراسهم يحملون حوائجهم فى طريقهم الى السجن وهجم عليهم بزبانيته واعتقلهم فى جهاز أمنه ثم اعتقل كل اصحاب المكاتب التجارية بالعمارة التى مرُّوا عليها بحجة أن المسجونين السياسيين كانوا يعقدون إجتماعات ضدّ الوضع. أخلى سبيل هاشم الخير وأعيد للسجن وبقى نقدالله لأسبوع بمعتقل الأمن فوجىء أثناءه بوجود الطالبين الذين جاءا من الجزيرة لزيارته معتقلين بإحدى الزنازين منذ ذلك التاريخ بسبب أنهما كانا حاضرين طردنا لمحمد الأمين حينما زارنا بالسجن فقضيا شهوراً بالإعتقال مما أضاع عليهما عاماً دراسياً كاملاً. اعيد محمد الأمين لرئاسة جهاز الأمن بعد أن فاحت روائحه النتنة من ابتزاز للمواطنين ومن تعدى على ممتلكات الناس وأعراضهمم ومن الفساد الذى مارسه فى الميناء على قصر المدّة التى قضاها كمسئول عن الأمن فى منطقة البحر الأحمر. إننا حينما نكتب عن هذا الآبق المأفون إنما نطلب من جميع نشطاء حقوق الإنسان ومن كافة المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات المجتمع المدنى أن يقوموا بالكتابة مناشدين سمو رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة وسمو أمير إمارة دُبى من خلال سفارات دولهم المقيمين بها موضحين الأدوار القذرة التى قام بها المدعو عميد الأمن محمد الأمين محمد الأمين المستشار الحالى بسفارة السودان بدُبى وأياديه الملطخة بدماء الأبرياء وسجلّه المخزى فى إنتهاكات حقوق الإنسان مطالبين بإنهاء إعتماده كدبلوماسى بهذه الدولة التى لا يشرفها اعتماد مثل هؤلاء المجرمين. يظن الكثيرون بأن مثل هذه المناشدات ربما لا تكون ذات أثر لما يترتب عليها من مصاعب دبلوماسية لكننا على يقين من تأثيرها الأكيد فى قضّ مضاجع المجرمين وفضحهم فى الدول التى يمثلوننا فيها ومن مساهمتها البسيطة فى رفع الظلم عن الضحايا بتذكيرهم بأن هنالك من يقف معهم .
| |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:04 am | |
| الحلقه الثالثه خاتمة لا بد منها:- بالأمس القريب أصابتنا الدهشة حينما رأينا وقرأنا عن جهاز الأمن وهويقيم مهرجانً للثقافة ويكرم المبدعين وقرأنا بعض فقرات من خطاب السيد رئيس الجهاز والتى ذكر فيها بانه بالأضافة لمهام الجهازالرئيسية فإنه يعمل على حماية المجتمع وموروثاته الثقافية وقيمه وأعرافه ! اندهشنا لأن ذات الجهاز والذى يكرم الفنانين والمبدعين وفق القيم والموروثات والأعراف هو ذات الجهاز الذى ارسل شخصاً لأغتيال فنان ومبدع هو الفنان خوجلى عثمان ليس لذنب جناه , فقط لأنه بدأ يثرثر للبعض بأن قتلة الرئيس حسنى مبارك أرسلوا معه كعازفين ضمن فرقته الفنية! وهو ذات الجهاز الذى يكرّم القتلة وأباطرة التعذيب أمثال محمد الأمين وآخرين. إننا نقول لصلاح عبدالله قوش رثيس جهاز الأمن والمخابرات لقد رأيناك فى هذا الجهاز فى العام 1991 وانت برتبة الرائد ونالنا منك أبلغ الإهانات والعسف وفى ظرف خمسة عشرعاماً وصلت الى رتبة الفريق والتى لايصلها الضابط العادى فى القوات النظاميه فى الظروف العاديه الاّ إذا تجاوز الثلاثين عاماً من الخدمة ورأيناك بألأمس وأنت تكرم المبدعين وقد زاد وزنك ثلاثة أضعاف ماكنت عليه فى91 وابيضّ جسمك وظهرت عليك النعمة وصار لك عسس وحشم وطائرات تأخذك من الخرطوم الى شانتيلى بفرجينيا وتتطلع الى رئاسة السودان ولازلت تعمل بعقلية 1991 وتأخذك العزّة بالإثم وتكرّم المجرمين إمعاناً فى إذلال الشعب وإستخفافاً بالمواطنين الذين أزهق هؤلاء أرواحهم أو أعيقوا بسبب التعذيب أو فقدوا ممتلكاتهم وماتوا من الغبن! لقد بنى صدام حسين العراق رافعاً نفس الشعارات فانتهكت حرمات وعذّب أناس واختفى الكثيرون وأغدقت الأموال على المحاسيب وعلى الحزب الواحد وأهل الولاء وقارب حكمه الأربعين عاماً وفى طرفة عين وانتباهتها تبدّل الحال من حال الى حال. ففقد الأبناء والأحفاد وتشردت الزوجة والبنات وصاروا تحت رحمة المحسنين ورجعت الأموال التى نهبوها الى أصحابها ثانية ثم اعدم الطاغية بتلك الصورة المهينة! وأنتم سائرون على خطى صدام ولم تسثشعروا خطراً على أنفسكم ألا تفكرون فى ابنائكم واحفادكم وزوجاتكم ؟ ألا تتفكّرون فى إخوتكم الذين كانوا معكم يصولون ويجولون .أين هم الآن؟ أين الزبير وشمس الدين ومجذوب الخليفة؟ ألم تتفكروا فى قوله تعالى:" ولاتحسبنُّ الله غافلاً عماّ يعمل الظالمون,إنّما يؤُخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار0 مهطعين مقنعى رؤوسهم وأفئدتهم هواء." إننا على يقين وإيمان بأن الله يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. إننا وكافة المظلومين سنظل نرفع أيدينا الى العلى القدير راجين أن يقتصّ لنا من مسئولى جهاز الأمن بالسودان ممن عذبوا مواطنيهم وأهانوهم ونهبوهم وشرّدوهم ونالوا المكافآت على ذلك. ”اللهمّ إنّهم قد ظلمونا وما لنا من ناصر الاّ أنت , اللهمّ أحبسهم فى جلّهم وعذّبهم " "اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأرنا فيهم عجائب قدرتك" "اللهم إنهم تقووا علينا بقوتهم على ضعفنا ظلماً فأرنا قدرتك فيهم" "اللهم يارب انتقم من المدعو محمد الأمين محمد الأمين ومن أعانه ومن رفعه ومن سلّطه ,إنتقم لنا منهم فى ليلة لا أخت لها وساعة لاشفاء منها وبنكبة لا انتعاش منها و بعًثرة لا إقالة منها ونغّص نعيمهم وأرهم بطشتك الكبرى ونقمتك المثلى وقدرتك التى هى فوق كل قدرة وسلطانك الذى هو أعزّ من سلطانهم وأغلبهم لنا بقوتك القوية ومحالك الشديد وابتليهم بفقر لا تجبره وبسوء لا تستره وكِلُهم فى أنفسهم فيما يريدون. إنك فعال لما تريد". "اللهم عليك بمن ظلمنا , اللهم أسقم جسده وأنقص أجله وخيّب أمله وأزل ظلمه واجعل شغله فى بدنه ولا تفكّه من حزنه وصيّر كيْده فى ضلال وأمره الى زوال ونعمته الى انتقال وجدّه فى سفال وسلطانه فى اضمحلال وعافيته الى شرّمآل وأمته بغيظه إذا أمتّه وأبقه لحزنه إن أبقيته وق عبادك شرّه وهمزه ولمزه وسطوته وعداوته فإنّك أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:04 am | |
| الحلقه الرابعه المجرم عميد الأمن عبد العال سليمان يحال إلى مزبلة التاريخ
الحمد لله القائل فى محكم تنزيله " إنّى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ". صدق الله العظيم. والحمد والشكر لله مهلك الظالمين بالظالمين ومستجيب دعاء المظلومين. بعد أن قمنا بنشر مقالنا عن المدعو عميد الأمن عبد العال سليمان وأوضحنا ما قام به من تجاوزات رهيبة فى حقنا وآخرين وما قام به من فساد أثناء خدمته الطويلة بجهاز الأمن دون وازع من خلق أو دين أو ضمير ، ظلّ المواطنون يتداولون هذا الموضوع فى مجتمعاتهم طيلة الأسابيع الماضية وعلى الأخص المواطنين الطيبين البسطاء من أهالى حلفاية الملوك والذين لم يخطر ببالهم يوماً ما أن يكون أحد أبناء الحلفايا بهذا السوء من السلوك اللاأخلاقى الوضيع والذى لم يعرف فى هذا المجتمع الفاضل من قبل . هذا التداول أو الونسة كما نسميها بالعامية لم تعجب السيد العميد عبد العال صاحب الصولجان والهيلمان لعقدين من الزمان فصار يتوعد بعض من يتهمهم بترويج المقال بالويل والثبور وعظائم الأمور مستعرضاً قوته وقدرته ناسياً أنّ هنالك قوةً فوق قوته وقدرةً فوق قدرته . بالأمس القريب شاءت إرادة العلىّ القدير أن يستجيب لدعاء المظلومين فجاءت إستجابة المسئولين فصدر القرار بطرد المجرم عبد العال سليمان من الخدمة. لم تشفع له السنوات الطوال التى قضاها فى تعذيب المواطنين وإلحاق الأذى بهم فلحق بسابقيه أمثال حسن ضحوى كيس وأحمد على عيساوى بعد أن استخدموا فى تنفيذ كل العمل القذر بالوكالة فألقوا جميعاً فى مزبلة التاريخ ولعذاب الله أكبر لو كانوا يعلمون. نرجو أن يكون فى مثال هؤلاء عظة وعبرة للمندسين الآخرين فيعترفوا بذنوبهم التى ارتكبوها ويطلبوا العفو والغفران من مظاليمهم على رؤوس الأشهاد ويتوبوا إلى بارئهم من قبل أن يأتوا مهطعين مقنعى رؤوسهم لا يرتدّ إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء. لقد نقلت الأخبار أيضاً خبر أعادة المجرم الآخر المدعو عميد الأمن محمد الأمين محمد الأمين من عمله كمستشار بسفارة السودان بدبى إلى جهاز الأمن بالخرطوم.
والبلاد تستشرف عهداً جديداً يقود الى الديموقراطية وبما نصّت عليه إتفاقيّة نيفاشا فنحن نصبو إلى أن يقوم جهاز الأمن بطرد كل من تلوثت اياديهم بالتعذيب وإهانة المواطنين وكل من أثروا بإبتزاز المواطنين وولغوا فى المال الحرام . كما نطالب هذا الجهاز برفع يده عن حماية هؤلاء المجرمين بما يكفل الحق لضحاياهم من نيل حقوقهم كاملة غير منقوصة. ونقول لهؤلاء المجرمين أن الملف سيظل مفتوحا وأنّه لن يهدا لنا بال وسنلاحقهم حتى نوقفهم أمام قضاء عادل ليقتصّ لنا وللآخرين جرّاء ما أقترفوه من جرائم تقشعرّ لها الأبدان.
أما أنتما يا عبد العال سليمان ومحمد الأمين محمد الأمين وأمثالكما ممن ساموا مواطنيهم خسف العذاب وأثروا من المال الحرام فليس لنا إلاّ أن نقول لكم: " إستمتعوا بالمال الحرام . هنيئاً لكم ولأولادكم " وإنّ الله يمهل ولا يهمل..... ولا نختم إلاّ بقول السلف الصالح :
تفنى اللّذاذة ممّن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء من مغبّتها لا خير فى لذّة من بعدها النّار | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:06 am | |
| الحلقه الخامسه العميد" أمن " عبد العال سليمان من أبناء حلفاية الملوك كان كسابقيه من ضباط جهاز الأمن الذين لطخوا أياديهم بدماء الأبرياء من المواطنين العزّل دون وازع من خلق أو ضمير فأثرى وتطاول فى البنيان ونال المكافأة بتعيينه مستشاراً دبلوماسياً بسفارة السودان بالمملكة الأردنية فقضى بها أربعة سنوات بالتمام والكمال. كان عبد العال سليمان مديراً لمكتب نافع على نافع بجهاز الأمن وبعد إعتقالنا فى أغسطس من عام 1991 تمّ تعيينه وهو برتبة الرائد ليكون رئيساً للجنة التحقيق التى قامت بالتحقيق معى شخصياً فيما ثسب الىّ من إتهامات مزعومة. ضمّت لجنته كلاً من الهالك النقيب أمن عاصم كباشى والهالك النقيب أمن محمد الحاج الشهير بودّ الحاج والملازم ياسر أحمد محمد نور المستشار الآن بقنصلية السودان بجدّة. تمّ تكوين هذه اللجان من هؤلاء الضباط صغار السن والرتبة عديمى الخبرة والتجربة منزوعى الضمائرللتحقيق معنا رغم فارق السن والرتبة إمعاناً فى الإذلال والإهانة متجاوزين لكل الأعراف التى تراعى فى مثل هذه الأحوال.
لما يزيد عن السبعين يوماً كانوا ينقلوننى يومياً عند منتصف الليل وفى بعض الأحايين عند الظهيرة من المعتقل الى مبانى رئاسة الجهاز معصوب الأعين , مقيّد اليدين وملقىً على صندوق عربة بوكس مع آخرين بعضنا فوق بعض بعد تغطيتنا ببطاطين سوداء قذرة وأفراد الحراسة يجلسون على حافة العربة وأحذيتهم على ظهورنا ورؤوسنا! عند الوصول ينزلوننا من العربة حيث ينهال علينا الضرب من كل جانب مع الشتم بأقذع الألفاظ ثم يساق كل واحد منا الى مكتب التحقيق المخصص له وأحوالنا يرثى لها. كانوا يجلسوننى على كرسى ويتركوننى لمدة تقارب الساعة أو الساعتين فى بعض المرات ثم يقوم أحد الحراس بفك العصابة عن الأعين والتى تحتاج لزمن طويل حتى تتمكن من التمييز والعودة للرؤية . وفجأة يخرج من خلف ستائر المكتب السيد الرائد عبد العال سليمان وعصابته عاصم كباشى ومحمد الحاج وياسرمحمدنور وينهالون على ضرباً وشتماً بألفاظ يعجز اللسان عن ترديدها ..! بعد هذا العرض المخزى يقوم المدعو عبد العال بالجلوس على المكتب وعن يمينه عاصم وعن يساره ود الحاج وياسر ويبداون فى توجيه نفس الأسئلة التى ظلّوا يوجهونها لى يوميا وكنت قد قررت منذ اليوم الثالث لإعتقالى أن لا أرد عليها لما تعرّضت له من تعذيب وإهانة وإضطهاد مما لا يخطر على بال بشر. لقد قررت الصّمت نهائياً وسالت الله أن يعيننى على التحمل ولم يكن يساورنى أدنى شك فى أننى ذاهب الى الإعدام وليقينى التام بأن الذين كانوا يقومون بتعذيبنا كانوا هم أنفسهم مطمئنين تماماً بأننا ذاهبون للإعدام وأن أسرار تعذيبنا ستدفن معنا خصوصاً وأن معظمهم قد اشترك فى تصفية شهداء رمضان وآخرون كثر! استمر مسلسل التعذيب معى يومياً على يد المدعو عبد العال سليمان وزبانيته وحينما يفشلون فى إستنطاقى يعيدوننى لبيت الأشباح مصحوباً بروشتة ممهورة بتوقيع المدعو عبد العال سليمان توضح تعليماته لزبانية المعتقل بنوعية التعذيب المطلوب تطبيقه على المتهم من جلد وحرمان من النوم وتعليق وحرمان من الأكل والشرب وقضاء الحاجة فيكون فى ذلك تصريح لهؤلاء الزبانية الصغار بممارسة فنون أخرى ابتدعوها هم لتسلية أنفسهم. وللأمانة فإنى أقر بأن ما نالنى من تعذيب وضرب على يد المدعو عبد العال سليمان شخصياً لم يتجاوز الخمسةعشر بالمائة مقارنة بما نالنى من أعضاء لجنته الهالكين عاصم كباشى ومحمدالحاج وياسر ولكن كل ما جرى كان تحت سمعه وبصره وموافقته. فى أول شهر سبتمبر 1991 حضر الى مكتب التحقيق كلاً من المدعو صلاح قوش والمدعو محمد الأمين محمد الأمين واستفسروا عن سير التحقيق فأجابهم عبد العال بأنّهم لم يخرجوا من ود الريح بأى نتيجة فقام هؤلاء بمعاونة عبد العال وأفراد لجنته بطرحى على الأرض ووضع عصا أتى بها محمد الأمين خلف ركبتىّ مع ثنيهما للخلف ويداىّ مقيّدتان خلف ظهرى وصاروا يتناوبون ضربى باللكمات على البطن فى ساديّة منقطعة النظير حتى تقيأت دماً وهم يضحكون!
فى منتصف ليلة اليوم العاشر من شهر سبتمبر 1991 وأنا بمكتب التحقيق وعبد العال وزبانيته يقومون بإستجوابى وأنا أرد بكلمة واحدة فقط " لا أعلم" خرج الهالك المأفون عاصم كباشى وعاد ومعه ثلةّ من الجنود الصعاليك أمرهم بفك قيدى وسلب جلبابى وإعادة تقييدى من الخلف ثم امرهم بسلب لبسى الداخلى فتكأكا على هؤلاء الصعاليك وتركونى عارياً كما ولدتنى أمّى فخرج عبد العال فى هذه اللحظة وهو يستمع لشتمى لهم وإستنكارى لفعلهم دون أن ينبس بكلمة. كنت أحسب أنهم سيقومون بجلدى عارياً إلى أن رأيت الهالك عاصم كباشى يحمل فى يده قطعة من حديد ويأمر الجنود بمسكى ويحاول ان يقوم بإدخال القطعة فى مؤخرتى وبينما أنا اقاوم بكل ما أوتيت من قوّة صاح أحد الجنود " ياأخوان ده حرام "فتوقف الباقون فتناول عاصم كباشى زرديّة أمسك بها عضوى التناسلى وأخذ يجرّنى داخل المكتب وفى هذا الأثناء دخل المدعو عبد العال ورأى ما يقوم به المأفونين أعضاء لجنته ولم يحرّك ساكناً حتى بدأ عاصم ومحمد الحاج فى الضغط على خصيتى بنفس الزردية وبدأت أفقد الوعى فسمعت سيادته يأمرهم بإيقاف ما يقومون به ويأمر الجنود بإلباسى لملابسى والدم يقطر من أعضائى التناسلية. لقد سألت المدعو عبد العال فى ذلك اليوم هل ما تقومون به يرضى ضمائركم وهل هذا هو شرع الله الذى تنادى به الدولة فردّ على بالحرف الواحد: " ان ما نطبّقه فيكم هو شرع الله أيّها الملحدون" أما ما أجاب به عاصم وود الحاج وياسر محمدنور فهو قولهم : " نحن هنا ما بنعرف الله .بنعرف الناس الضد الإنقاذ وبنطلّع دينهم...!".
لقد ذكر لى عبد العال فى تلك الليلة أن الرائد إبراهيم شمس الدين يتجوّل الآن بدبابته خارج الجهاز فى إنتظار تنفيذ حكم الإعدام الذى صدر بحقّكم الليلة وطلبوا منى أن أكتب وصيتى واصدقكم القول أنه لم يساورنى أدنى شك ِ فى صحة هذا الكلام فكتبت وصيتى ثم سمحوا لى بالغسل وتلاوة القرآن , وفى مسرحية متقنة الإخراج عصبت عينى وتمّ تقييد يدى وأرجلى وأدخلت فى عربة شعرت بأن بها آخرين غيرى. أخذونا فى رحلة طويلة خارج العمران وطبّقوا فينا كل مراحل طابور الإعدام , فقط لم ينفّذوا الضرب. وأعادونا إلى المعتقل مرة ثانية!
لقد علمت لاحقاً بأن المدعو عبد العال سليمان قد شارك فى كثير من لجان التحقيقات والتى كان لها القدح المعلّى فى تعذيب الأبرياء فمنهم من مات ودفن مجهولاً ومنهم من فقد عقله ومنهم من انتحر ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
هذا هو عبد العال سليمان من أبناء حلفاية الملوك قد نال المكافأة من كبير المجرمين صلاح عبدالله قوش على أدائه الممتاز فى تعذيب البشر وإنتهاك حرماتهم وابتزازهم.
اللهم يا قريب يا مستجيب لك الحمد ولك الشكر فقد استجبت لدعائنا وأريتنا الإنتقام من ظالمينا الذين سلطوا علينا زبانيتهم فأهلكتهم وإياهم فأهلكت كمال على مختار حرقاً والزبير محمد صالح غرقاً وإبراهيم شمس الدين حرقاً وأهلكت عاصم كباشى بالإيدز ومحمد الحاج بمرض عضال فاللهم لا شماتة ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
اللّهمّ إنّ عبد العال إبن سليمان قد نال المكافأة عن مكروه أصابنا به, عجزنا عن الصبر عليه وتعمّدنا بشرِّ ضعُفنا عن إحتماله ولم نقدر على الإنتصار منه لضعفنا و الإنتصاف منه لذُلِّنا فوكلناه إليك وتوكلنا فى أمره عليك وتوعدناه بعقوبتك وحذرناه من سطوتك وخوّفناه من نقمتك فظنّ ان حلمك عنه من ضعف وإملاءك له من عجز وتمادى فى غيِّه واستشرى فى طغيانه جرأة عليك يارب. نحن لم نطلب منه ومن رفاقه ومن قادته ورؤسائه إلاّ التوبة والمغفرة والإقرار بالذنب وردّ الحقوق الى أهلها ولكنهم لم يزدادوا إلاّ طغياناً وتجبُّرا. فنحن ياربى أستضعفنا فى أيديهم واستضمنا تحت سلطانهم فتركنا أوطاننا ، مغلوبون مبغىُّ علينا وقد قلَّ صبرنا وضاقت حياتنا وانسدّت علينا الجهات الاّ جهتك والتبست علينا الأمور فى دفع مكروههم عنا وخذلنا من استنصرناه من عبادك فرجعنا يارب إليك عالمين أنه لا فرج إلاّ عندك ولا خلاص إلاّ بك ونعلم أن لك يوماٍ تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ولكن جزعنا وهلعنا لا يبلغان بنا الصبر على أناتك وإنتظار حلمك فقدرتك يارب فوق كل قدرة وسلطانك فوق كل سلطان وقد أضرَّنا يارب حلمك عن عبد العال سليمان وقادته ورؤساؤه وطول أناتك لهم وإجهالك إياهم وكاد القنوط يستولى علينا لولا الثقة بك واليقين بوعدك. فاللهمَّ يا ناصر المظلومين المبغىّ عليهم أجب دعاءنا كما أجبتنا فى سابقيهم وخذهم من مأمنهم أخذ عزيز مقتدر وأفجئهم فى غفلتهم مفاجأة مليك منتصر وأسلبهم نعمتهم وسلطانهم وفضَّ عنهم جموعهم وأعوانهم ومزِّقهم كلّ مُمزق وفرِّقهم كلّ مفرِّق وعرّهم من نعمتك وأقصمهم يا قاصم الجبابرة وأهلكهم يا مهلك القرون الخالية، وأخذلهم وأبتر عمرهم وعفَّ أثرهم وأقطع خبرهم وأطفىء نارهم وأظلم نهارهم وكوِّر شمسهم وأزهق نفسهم وأطرقهم بساعة لا شفاء منها وبنكبة لا انتعاش منها وبعثرة لا إقالة منها وأبح حريمهم وغِّص نعيمهم وأيتم أولادهم وخيِّب أملهم وأرهم بطشتك الكبرى ونقمتك المثلى. فانّك يارب أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً . ألست القائل يارب فى حديثك القدسى " وعزّتى وجلالى لأنصرنّك ولو بعد حين " ونعم القادر الله. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:08 am | |
| الحلقه السادسه الـــبــورداب الأعـــزاء يسعدني أن أنقل إليكم مــســـاهـــمة الــعــمــيــد أ.ح’ معاش هـــــاشـــم الـــخـــيــر
ولمن لا يعرفون الأخ هاشم، فهو من المناضلين المشهود لهم بالمواقف الجريئة ضد نظام حكومة الإنقاد وكان ضمن المجموعة التي حوكمت بالاعدام فيما عرف بتنظيم أنا السودان التابع للتجمع الوطني والديمقراطي. وقد خفض الحكم للسجن مدى الحياة. أرجو أن يضيف الحديث الدي سطره هاشم الخير الكثير لما هو غير معروف من جرائم ارتكبها النظام ضد المواطينن السودانيين.
جـــمـــال الـــديـــن بــلال
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ العميد محمد أحمد الريح لك التحايا العسكريه و المدنيه يا ايها الشامخ المصدام الشرس الصامد و القابض علي الجمر. يا من حملت رايه الصمود و المواجهه والتحدي في هذا الزمان الرخو مع بقيه الشرفاء من ابناء هذا الوطن الحبيب منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر حتي تسلمها للاجيال القادمه نبراساً يضئ لهم الطريق، طريق الحريه والكرامه والديموقراطيه. حقاً لقد كان مقالك هذا غلالة مدفعية زلزلت اركان الصمت المخيف حول هذا الجهاز و حرمته التي نالها من القتل و التعذيب والترهيب والتخويف والتشريد لابناء شعبنا الشرفاء. فعلاً لقد كانت فتره الاربعه اشهر التي قضيناها في بيوت الاشباح فترة رعب وتعذيب و تنكيل وإذلال لا قبل لنا بها في مجتمعنا وقيمنا ولا علاقة لها بتطور العمل السياسي و ليس هنا المجال لشرح ما حدث لان ذلك يحتاج مقالات و كتب. ولسوف احصر في مقالي هذا تأكيد و تفصيل ما تم لنا من المستشار سئ الذكر محمد الامين محمد الامين المدير الرسمي لبيوت الاشباح منذ أنشائها حتي عام 1996 وخاصة الذي بالقرب من عمارة Citi Bank . لقد كنت بالزنزانة (9) منذ يوم 22 اغسطس 1991 والأمير نقد الله بالزنزانه (13) وكلنا كبلت أيادينا بالحديد على أبواب الزنازين لأسابيع. كان النقيب المدعو محمد الامين يحضر صباحاً ومساء يكيل علينا السباب و الشتائم و التهديد و الوعيد ما لم نعترف ونقر بأسماء بقية الضباط كل من له صلة بالانقلاب. وما أن يصل إلى زنزانة الأمير نقد الله يكيل له التهديد و السباب و الشتائم، قائلاً: "انت عارف يا نقد الله إنت من هنا ماشي للقبر" فيرد عليه الامير بثبات وقوه: "الكاتبو ربنا بحصل" بعد المحاكمات الصورية و الحكم علينا رحلنا الي سجن سواكن. وبعد بضعه اشهر تم الافراج عن بقية الاخوه ومكثنا بالسجن الأمير نقد الله و شخصي لمده شهر بعدها نقل إلينا اللواء محمد علي حامد وعمر محمد عمر "الشهيد" و العريف الهادي مكي من سجن بورتسودان. كما بعد فترة قليلة أحضر لنا العميد محمد احمد الريح الذي حول من سجن شالا للعلاج بالسلاح الطبي بأم درمان ونقل لسجن سواكن قبل أن يستكمل فترة علاجه. في احدي الايام أخطرنا بأن لدينا زيارة في المكتب وذهبنا و معي اللواء محمد علي حامد, العميد محمد احمد الريح, الاخ عمر محمد عمر الشهيد, كما كان بعض أقارب ألأمير نقد الله متواجدون في زيارة له . دخل علينا فجأة النقيب محمد الامين محمد الامين فتملكتنا الدهشه جميعأ خاصة نحن جميعنا، الأمير نقدالله والعميد محمد علي حامد ومحمد احمد الريح و عمر الشهيد وشخصي، يقف فجأة أمامنا الشخص الذي ذقنا منه صنوفاً من التعذيب والتهديد و الرعب لمد أربعه أشهر قاصداً إنكسارنا ولكن هيهات. بعد السلام قال انه جاء طالباً العفو والتسامح والصلح بقيم الدين والمجتمع السوداني الاصيل. و انه جهز لنا شقه مفروشه ببورتسودان لكي نقضي فيها ما يحلو لنا اعتباراً من الان و كذلك يمكن ان تنزل فيها عائلاتنا حين تزورنا وانه نقل مديراً لأمن البحر الاحمر. رد عليه الامير نقد الله: "نسامحك؟! تذكر لمن كنت بتقول لي انت من الزنزانه 13 الي القبر وانا بقول ليك الكاتبو ربنا بيحصل". رد عليه محمد الامين: "معليش غلطه وانا طالب منكم عفوكم كلكم وعشان كده انا جايب ليكم كرامه" و أمر السائق بإحضار الخروف من البوكس!!! فما كان من الامير نقد الله ومني ان قلنا له ما عايزين خروفك و شقتك وخروفك ده اكرم و اشرف منك و مفروض تنضبح انت مش الخروف فإرتعد وهرول خارج السجن وركب العربه ورجع الي بورتسودان. بعد يوم من هذا اللقاء، أتي فرد من جهاز الامن وقال لنا أن ملف قضيتنا قد فتح مرة أخرى للتحقيق ويجب ان نذهب الي كسلا لبدء التحقيق هناك. ركبنا الحافله نحن الأربعة ووصلنا الي محطه هيا و تناولنا طعام الغداء. بعد اتصال لاسلكي مع سائق العربة أعادنا لسجن سواكن، أما نحن فكنا نعلم الأسباب وراء تمثيليه الشقه وإعاده التحقيق وكلها اعدت لمنعنا من مقابله مقرر حقوق الانسان كاسبر بيرو الذي حضر الي السجن لتفقد أحوال المعتقلين ولكن تم ابعادنا ولم يقابلنا و تلك ايضاً قصةُ اخري!!! لقد كنت اشكو من الام القرحه في المعده و بالمناسبه اذكر انه ونحن في بيوت الأشباح مكبلين الايدي بأبواب الزنازين وقوفا لاسابيع ليل نهار في ذلك الصيف الحار من 1991 كان زبائيه الامن يحضرون جردلاً مليئاً بالماء ونحن عطشي ويفرغون فيه ماده بيضاء و يمررون الكوب و ما كان لنا إلا ان نشرب. أنا اجزم ان هذا المحلول هو السبب الاساسي لاَلاَم القرحه التي تطورت الى سرطان في المعده واحمد الله علي اللجوء للولايات المتحده الامريكيه حيث قمت باجراء عمليه ناجحه لهذا المرض العضال و ما زلت أتابع العلاج. وكذلك الأمير نقد الله، فقد كان يشكو من اَلام في العيون نتيجه لعصب عينيه بشده أثناء التعذيب كما عانى الأمير نقد الله من اَثار ذلك السم الأبيض الذي اشربوه لنا إلى أن اقعده المرض. ربنا اشفه من مرضه هذا ورد عافيته انك علي كل شئ قدير لنرفع الأكف تضرعاً لله ونتوجه اليه لشفاء الامير نقد الله الرجل الصنديد الهمام. كذلك تأثر العميد محمد احمد الريح من نفس ذلك السم الأبيض وما زال يعاني من القرحه والصداع النصفي الاليم. وايضاً لا انسي زميلي البطل الشجاع المناضل عليه رحمه الله اللهم اترك علي شبابيك رحمتك يا ارحم الراحمين واجعل قبره روضةً من رياضك. فقد خرج المرحوم العميد عبد العزيز النور خلف الله من السجن وهو يعاني من اَلام المعده بسبب ذلك السم الي ان توفاه الله. عند التحويل لمستشفى بورتسودان، عاده نتحرك بعربه بوكس صباحاًًًً الي المستشفي و بعد المقابله نذهب سيراً على الأقدام الي سجن بورتسودان ومنها بالبوكس الي سجن سواكن. كان في داخل سجن سواكن رجل فوق الستين من العمرمحكوم عليه بدفع ديه بمبلغ 120 الف جنيه. إتفقت المجموعه للسعي لأطلاق سراحه بجمع هذا المبلغ بالاتصال بتجار بورتسودان ذو المرؤه و الشهامه و الكرامه و الوطنيه. كانت الاتصالات تتم بحضورهم لنا، أو بذهابنا لهم بعد خروجنا من المستشفي. بعد انتهاء زيارتنا للمستشفي، في إحدى الأيام ذهبنا أنا و الأمير و قابلنا بعض التجار كل على حدة. أثناء تواجدي مع التجار داهمتنا مجموعه من رجال الامن وأمروا الحرس الذي كان يرافقني باحضاري لهم. أمرني الحرس بالركوب في العربه!! فرفضت في الوهله الاولي و لكن الحرس اصر علي فركبت العربه و لا ادري الي اين و بالقرب من بنك الادخار قفزت من العربه فلاحقوني مشهرين سلاحهم حتي نهاية حديقه البلدية وأخيراً أسندت ظهري علي جدار، و لا ادري جدار أي مبني و تحت تهديد السلاح قال ادخل هنا فرفضت فقال لي احدهم هذا الجدار بتاع الامن. فدخلت الجهاز وجدت حرس الامير نقد الله سالته اين الامير فرد علي قائلاً: "في الزنزانه" وكان معه بعض التجار في الحبس. إقتداني رجل الامن داخل مكتب فوجدت النقيب محمد الامين فقلت له ماذا تريد منا بعد الاربعه اشهر من التعذيب المتواصل الي أن من الله علينا بحكم الاعدام ومن ثم السجن المؤبد. فقال لي انا جاييكم طالب العفو منكم و جايب معاي خروف كرامه وجهزت ليكم شقه و لعوائلكم. تقول لي انت و نقد الله شيل خروفك والخروف اكرم و اشرف منك و .. و... "
قلت له حسب ما اعلم ان كل تحركات السجين تتم بواسطه مدير السجن حسب اللوائح و التعليمات و الأوامر المستديمه للسجون فكان رده ان مدير السجون و لوائحه و تعليماته و اوامره تحت جزمتي. فصمت برهه و أصبح يتكلم معي و انا صامت قائلاً لي بأننا أصهار و..و..و وأنا لا ادرك ذلك. بعد فتره قلت له هل سابقي معكم ام سأذهب للسجن. فنادي للنوبتجي لاحضار سائق العربه التي احضرتني لاذهب بها الي السجن. فرفضت و رجعت الي السجن سيراً علي الاقدام و تركت الامير نقد الله بالزنزانه ومعه الشابين اللذين زاراه في السجن و لم يرتكبا ذنباً سوى أنهم شاهدا وسمعا الحوار الذي جرى بيننا و بينه. كان أيضاً معه المرحوم طيب الله ثراه احمد الطيب شيخ العرب صاحب مكتب تخليص جمارك و بعض التجارالذين زارهم الأمير وقد حبسوا جميعهم لمده سبعه ايام بسبب هذه الزيارة. عند عودتي، قابلت السيد مدير سجن بورتسودان و شرحت له أسباب التأخير و ما قاله لي النقيب محمد الامين محمد الامين وأخبرته بحبس الأمير نقد الله ومعه حرس السجن. بعد سبعه ايام تم نقلنا الي سجن كوبر، قضينا ليلة في سجن بورتسودان و احضر الامير نقد الله من الزنزانه الي السجن قبل دقائق من اقلاع الطائره الي الخرطوم. هذه الصوره الوحشيه والبشعه واللإنسانية و التي لا تمت لأخلاقنا السودانيه الاصيله ولا للاعراف و اللوائح إحدى المسلسلات التي تمارس يومياً علي كل المعتقلين الشرفاء من ابناء و بنات هذا الوطن. حدث كل هذا ويحدث تحت مسئولية جهاز الأمن تحت ستار الإرهاب والتخويف والتهديد والتصفيات الجسدية لحمل من يواجهونهم للإنكسار أو الهجرة ولكن أن يكرم هذا الرذيل الذليل المدعو محمد الأمين محمد الأمين ليكون مستشاراً لقنصلية السودان في دبي هذا ما لا يمكن السكوت عليه. في ختام كلمتي هذه أرجو أن يسمح في العميد محمد أحمد الريح أن استعير الدعاء الذي سطره في كلمته الجريئة عن المدعو محمد الأمين:
" اللهم إنهم ظلمونا وما لنا من ناصر إلا أنت، اللهم أحبسهم في جلهم وعذبهم" " اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأرنا فيهم عجائب قدرتك" " اللهم إنهم تقووا علينا بقوتهم على ضعفنا ظلماً فأرنا قدرتك فيهم" " اللهم يا رب انتقم من المدعو محمد الأمين محمد الأمين ومن أعانه ومن رفعه ومن سلطه، إنتقم لنا منهم في ليلة لا أخت لها وساعة لا شفاء منها وبنكبة لا انتعاش منها وبعثرة لا إقالة منها ونغص نعيمهم وأرهم بطشتك الكبرى ونقمتك المثلى وقدرتك التي فوق كل قدرة وسلطانك الذي هو أعز من سلطانهم وأغلبهم لنا بقوتك القوية ومحالك الشديد وابتليهم بفقر لا تجبره وبسؤ لا تستره وكلهم في أنفسهم فيما يريدون. إنك فعال لما تريد." "اللهم عليك بمن ظلمنا، اللهم أسقم جسده وأنقص أجله وخيب أمله وأزل ظلمه وأجعل شغله في بدنه ولاتفكه من حزنه وصير كيده في ضلال وأمره في زوال ونعمته في انتقال وجده في سفال وسلطانه في اضمحلال وعافيته في شر مال وأمته بغيظه إذا أمته وأبقه لحزنه إن أبقيته وق عبادك شره وهمزة لمزه وسطوته وعداوته فإنك أشد بأساً وأشد تنكيلاً".
عـــمـــيــد أ. ح. هـــاشــم الــخـــيــر | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:26 am | |
| الحلقه السابعه أين كنتم يوم أختطف الأمن جثمان الشهيد الفريق أول فتحى أحمد على وأخرج من بوابة المطار الخلفية ومنع المشيعون من تشييعه إلى مثواه الأخير. وأين كنتم حينما سخّرت دولة اللإسلام محطات الراديو والتلفزيون الرسالية لشتم الشهيد لعدة أيام متتالية. وأين كنتم حينما كان كلب الإنقاذ يونس محمود يشتم الشهيد ميّتاً صباح مساء فى البرامج الهالك من ساحات الفداء. " كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "
فى عام 1995 وأنا بسجن كوبر صدرت صحيفة أخبار اليوم وعلى صفحتها الأخيرة صورة المجرم الهالك عاصم كباشى بعد طرده من جهاز الآمن بعد ان استنفذ مهامه القذرة. تبشر الصحيفة القراء بأن الهالك كباشى سيكون أحد كتابها. فى يوم زيارة السجناءأحضرت الصحيفة لى زوجتى وإبنتى وهى فى السابعة من عمرهاولاداعى لذكر التفاصيل. قمت بكتابة خطاب للسيد أحمد البلال الطيب ولمدير التحرير آنذاك الأخ عمر محمد الحسن وهو من أبناء مدينتى عطبرة وتربطنى علاقات وثيقة به وبوالده عليه الرحمة.استنكرت فى الخطاب سماحهم لهذا المأفون بالكتابة فى الصحيفة. سلّمت الخطاب للأخ جعفر ياسين الذى زارنى بالسجن بعد أن أطلق سراحه ضمن مجموعة المتفجرات فقام بتسليم الخطاب الى السيد أحمد البلال الطيب الذى طلب منه عدم تسليم الخطاب الآخر إلى عمر محمد الحسن وطلب منه أن يبلغنى بأنه يوعدنى بأن الهالك عاصم كباشى لن يكتب حرفاً فى صحيفة أخبار اليوم وقد كان.
إننا يا سيد عبود عبد الرحيم سنظل نذكر ظالمينا الأحياء منهم والأموات الهالكين بالسوء وسندعو عليهم ما حيينا مستغلّين الرخصة التى منحنا لها الله فى محكم تنزيله بقوله" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلاّ من ظلم"ولم يذكر أحياء أو أمواتاً. واذا قلتم بان النبىّ صلوات الله وسلامه عليه قد قال " أذكروا محاسن موتاكم" فإنه صلّى الله عليه وسلم لم يّذكر ولا تذكروا مساوئهم وترك لنا تقدير ذلك لأن فى عهد النبوّة الكريمة العظيمة لم يكن هنالك أمثال كباشى وضحوى وعبد العال وعيساوى وياسر ومحمد الأمين وآخرين من الماجوربن السّفلة المنحطين الغارقين فى قاع العفن والرذيلة. ونحن لن نكون أقرب للنبىّ من بنى العباس أبناء عم النبى صلوات الله وسلامه عليه ولا أقرب عهداً إليه منهم إذ أنّهم حيتما آل اليهم الأمر نبشوا قبور بنى أميّة وأخرجوا جثثهم البالية وفرشوا فوقها البسط وضربوا الدفوف وطربوا ولنا فى التاريخ عبر! | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:32 am | |
| الحلقه الثامنه لكيلا يفلت المجرمون.. ضابط الأمن ::طارق الشفيع::
بعد ظهر أحد أيام سبتمبر 1991 حضر إلى مكتبى فى مقر لجنة إمتحانات السودان، وزارة التربية.. الأخ الأستاذ أروب دينق، وهو حديث التخرج من جامعة جوبا، حيث تعطلت دراسته فيها لعدة سنوات بسبب الفصل السياسى الذى عاناه هو وعدد من طلاب جامعة جوبا الوطنيين والديمقراطيين، أذكر منهم إنشراح محمد أحمد، محمد عبدالرحمن حلا، مارتن، عبدالطيف، وهالة الكارب.
أحضرت كوبين من الشاى وجلست مع أروب نتبادل الحديث والأخبار.. عرفت أنه تم تعيينه معلما ًفى مدرسة الشيخ لطفى الخاصة بالنازحين الجنوبيين فى منطقة رفاعة بالإقليم الأوسط، وأنه حضر للوزارة للمكتب المختص بمتابعة هذه المدارس، وأنه قضى غرضه وهو بصدد العودة.. سألنى إن كان لدى شيئاً للإضطلاع.. بحثت فى درجى وناولته مقال مصور من مجلة قضايا فكرية، توادعنا على أمل اللقاء عند عودته مرة أخرى.
توجه أروب دينق صوب محطة بصات البرارى وكان عليه المرور فى الشارع الفاصل بين داخلية البركس جامعة الخرطوم ومستشفى العيون.. فى ذلك الشارع إعترضته عربة بوكس نزل منها مسلحين فى ملابس مدنية، تم إعتقال أروب دينق بتوجيه مباشر من ضابط الأمن طارق الشفيع الذى كان يعمل فى جوبا فتعرف على وجه أروب وهو يمشى متجهاً صوب محطة بصات البرارى حيث أن أروب كان من القيادات الطلابية المحترمة والمعروفة فى جامعة جوبا، قبل نقل مقرها إلى الخرطوم.
تعرض أروب الى تعذيب بدنى رهيب.. مارسه وباشره ضابط الأمن طارق الشفيع معه ثلة من عساكر الأمن. كان المقال المصور الذى أعطيته لأروب هو الخيط الذى توصل به طارق الشفيع الى عدلان أحمد عبدالعزيز، فكان أن تم إعتقالى من مكان عملى، عصر الخميس الموافق 26 سبتمبر 1991 . . . نواصل.. أدوها الصبر.. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:32 am | |
| الحلقه التاسعه تم إقتيادى إلى مكاتب الأمن القسم السياسى، فى المبنى الأبيض المواجه لطلمبة جكسا ومبانى الهيئة العربية للإستثمار من ناحية الشمال، وشرقه -قطع شارع الظلط- البوابة الرئيسية للقيادة العامة، بدأت التحقيقات الأولية التى باشرها طارق الشفيع بالسؤال عن البيانات الشخصية، العنوان، الإنتماء السياسى إلخ.. مع التلويح بالمسدس وتصويبه تجاه وجهى بطريقة صبيانية، فلم تتزحزح عيناى عن عيناه، فأرسلنى مصحوباً بالحرس إلى بئر السلم المؤدى إلى الطابق الثانى، وكان ماتحت السلم مغطى بحاجز خشبى مع باب صغير، وكان يستخدم للحفظ المؤقت للمعتقلين، فوجدت هناك الأخ الصحفى، الزين الشين -كما كنا نسميه أيام الجامعة- وكان الزين وقتها يعمل فى وكالة الأنباء السودانية "سونا" كانوا يستدعونه يومياً ليأخذ نصيبه من الجلد بالسياط صباحاً ثم يقضى بقية اليوم فى بئر السلم ذاك، ليطلق سراحه مساء مع أمر بالحضور صباح اليوم التالى.. وهذه ممارسة سافلة درج جهاز الأمن على إستخدامها بقصد تحطيم نشاطات المناضلين، والإدعاء بعدم وجود معتقلين فى نفس الوقت!
فى المساء تم إقتيادى مصحوباً بقوة مسلحة من أربعة أفراد يقودهم طارق الشفيع إلى منزلنا فى السجانة، جنوب قشلاق القسم الجنوبى، وتم حصر سكان المنزل فى مكان واحد يحرسهم عسكرى أمن مسلح ببندقية كلاشنكوف وفى ذلك الجو المكهرب والمتوتر بدأت صغيرتى الرضيعة مها، فى الصراخ المتواصل بينما كان طارق الشفيع وباقى قوته معى يفتشون ويقلبون فى غرفتى.. صراخ إبنتى أصاب المدعو طارق بالتوتر، فذهب وصرخ فى أهل الدار أن يسكتو البت.. تم إرجاعى وتحويلى إلى مكان إعتقال وهو سطح إحدى العمارات الأربعة الحمراء داخل حوش القيادة العامة، ، كانت التعليمات المشددة والمستديمة لطاقم الحراسة أن المدعو عدلان يجب ألا يخلد إلى الجلوس أو النوم أبداً، إلى حين إشعار آخر.
وجدت المكان غاصاً بالمعتقلين وعدد كبير منهم كانت التهمة الموجهة له هى التخطيط والإشتراك فى محاولة قلب نظام الحكم والمتهم الرئيسى فيها كان الأمير عبد الرحمن نقد الله -لم يكن معنا فى معتقل السطح- بدأ طاقم الحراسة تنفيذ تعليمات ضابط الأمن طارق الشفيع بتوقيفى فى مواجهة الحائط مع رفع اليدين إلى أعلى.. بعد قليل شاركنى فى هذا الوضع، الأخ مجوك مدينق مجوك وكان يعمل مستشاراً قانونياً فى ديوان النائب العام، تم إعتقاله بالتهمة المعروفة.. التعاون مع الحركة الشعبية.. فى الطرف الآخر شاهدت أروب دينق واقفاَ أيضا، فى لحظات إبتعاد الحرس كنا ننزل أيادينا سريعاً ونلوحها لمصلحة جريان الدورة الدموية، كما كنا نتبادل الحديث همساً، أما إذا ضبطت متلبساَ فلن تسلم من عدة صفعات على القفا.. بعد ساعة تقريباً تم صرف مجوك، وأتى للوردية عسكرى أمن يدعى خليفة وهو جبهة إسلامية من أبناء النوبة النجمن، الزول التقول محلفينو قسم على.. نازل فينى تمارين رياضية مجهدة أنصاص الليالى مع طوابير عسكرية سمجة ثم مواصلة الوقوف مع رفع اليدين.. يبدو أننى أصبحت مصدر تسليته فى ورديته الليلية تلك، ولم يحلنى إلا آذان الفجر، حيث إكتشفت أن أفضل وسيلة لتخفيف تواتر التعذيب هى أن تتمحرك فى دورة المياه، ثم الوضوء، ثم الصلاة مع الدعاء الطويل.. حتى ذلك التكتيك لم يكن يجرى على اللئام من عساكر الأمن أمثال المدعو طوكر.
إستمر ذلك الحال من مساء الخميس ثم الجمعة إلى السبت، إلى صباح الأحد، وقد كان السبت عطلة إسبوعية بجانب الجمعة، فى بدعة من بدع الإنقاذ التى لم تستمر طويلاَ. حضر أثناءها الضابط المدعو طارق الشفيع مرة واحدة يوم الجمعة، إلى مكتب الأمن المسؤول عن المعتقل ليلتقى طاقم الحراسة ويتأكد من أن تعليماته بخصوصى يتم تنفيذها.. هذا ما قاله لى عسكرى الأمن المسمى دكين وهو جبهة إسلامية، شخص بسيط لا يخلو من طيبة وكان يظن أن مايقوم به هو واجب إسلامى.. مسكين يادكين! يبدو أن طارق الشفيع لم يكن فى عجلة من أمره فلم يستدعينى لمواصلة لتحقيق والتعذيب الما خمج إلا مساء الأحد. . ونواصل . | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:34 am | |
| الحلقه العاشره عرفت أن الأستاذ أروب دينق قد تم إطلاق سراحه، إرتحت للخبر لكننى لم أتفائل فيما يخصنى..
حوالى الثامنة مساء بدأ التحقيق الذى يقوده الضابط المدعو طارق الشفيع، وبعد عدة أسئلة سريعة.. نادى على أربعة جلاوزة كانو منتظرين بالخارج.. بدأ الحفل.. تم الإستهلال بجملة وسيل من الشتائم.. بعدها ماتسمع إلا لط.. لط.. ثم لب.. لب.. شئ بونية وشئ رأسك بالأرض، شد من الأذن والشعر.. وبعد ماحيلهم إتهدَ قليلاً لجاؤا للضرب بعصى المكانس وخراطيش الموية ذات اللون الأسود تلك التى تستخدم لتوصيل الماء بدلاً عن الأنابيب المسماة "قالفنايزد" كانت أشد أدوات التعذيب إيلاماً.. بعد فترة لم أعد أحس بالألم، بل فقدت الإحساس تماماً بيدى اليسرى.. الزبانية نفسهم أصابهم الأعياء فجرونى جراً الى الحوش ورمونى لوردية الليل التى كانت تتسلى بجلد المعتقلين الذين ساقهم سؤ حظهم للمبيت فى الحوش، لم يكن الصيد وفيراً ذلك المساء، كما أن الوردية يبدو عليها قد أصابها الملل لحسن حظنا نحن القلائل المتواجدون ذلك المساء، فكانت المناوشات خفيفة.. نوع أقيف ووشك على الحيطة، وعندك ساعة واحدة نوم فيها لكن لو إتقلبت جاى وله جاى.. شيل شيلتك.. جبط.. جبط.. ومرت الليلة طويلة طويلة، وفى الصباح الباكر تم أخذ التمام.. عساكر، على مدنيين، على معتقلين.. أدخلونا بعد التمام، غرفة بئر السلم.
مازال الأستاذ الزين يتم إستدعاؤه، واليوم إنضم إلينا شخصين أحدهم سورى الجنسية وكانا متهمين فى قضية تزوير شيكات! القضايا التى يكون فى أطرافها مصالح تخص ناس الجبهة الإسلامية كانو بيحولوها للأمن حيث الحسم سريع، بعيداً عن ساحات القضاء! حوالى منتصف النهار حضر ضابط الأمن طارق الشفيع وأمرنا بالوقوف بما يشبه طابور الشخصية، ثم خرج ليعود بعد لحظات ومعه شخص أعرفه ويعرفنى جيداً، ويبدو أن هذا الشخص قد تعرض لبعض الجلد الساخن مع التهديد المروع.. سأله ضابط الأمن طارق الشفيع أمامنا: عدلان منو فى الناس ديل؟ فأشار على بيده وكنت أنظر إليه فى عينيه المتسعتين قليلاَ، فلعنت إبن سلسفيل الأمن و ضابط الأمن طارق الشفيع -فى سرى طبعاً- وشعرت أن الأرض غير ثابتة تحت قدمى وأشفقت على ذلك الشاب الذى كان يرتدى قميص أبيض محشك فى بنطالاً أزرقاَ مع قلم حبر جاف "بك" مشبك فى جيب القميص. ذلك الشخص كان دائم الإنتقاد لخط الحزب الشيوعى، وكان من رأيه أن الحزب الشيوعى يجب أن يتبنى خط الكفاح المسلح فى مواجهة سلطة الجبهة الإسلامية الفاشية.. ربما كان محقاًفى رأيه ذاك، ربما.
هذه الليلة بدأ الحفل متأخراً قليلاً، حوالى التاسعة مساء.. وبدأ الإستهلال ب: يازول ماتقوى رأسك ساكت، قضيتك بالنسبة لينا أوضح من الشمس.. يازول خلاصك بإيدك، نحن ماشغالين بنبيع ترمس!.. شايف الكابينت داك.. مليان بإعترافات قيادات حزبكم.. أوريك ليها؟ ماتعمل فيها بطل.. نحن عندنا أساليبنا البنطلع بيها منك الكلام.. ووالله تجى براك تدشو دش.. إنت يظهر عليك ماعرفتنا كويس.. جيبو الأسلاك ديك.. طآآآآآخ.. طآآآخ.. لب..لب.. دُج.. دُج.. لبخ.. لبخ.. تظاهرت بالإغماء وفقدان الوعى.. سمعتهم يقولون جيبو جردل الموية الباردة.. وبدأ أحدهم بمسك شعرى ثم رفع رأسى إلى أعلى عالياً ثم تركه ليسقط، ولما كانت ردة فعلى الطبيعية هى مقاومة عجلة الجاذبية للسقوط الحر ودق الدلجة.. فقد نجحت حيلتهم لكشف إستهبالى.. فتضاحكو وبدأو الإنسحاب من الغرفة، وكنت أسمع فى الغرفة المجاورة أصوات تعلو وتنخفض، فعرفت أن هناك تحقيقاً ما كان جارياً.. عرفت بعد خروجى من المعتقل لاحقاً، أن ذلك التحقيق كان مع عضو هذا البورد.. الباشمهندسة الأخت العزيزة سامية قسم.. كانوا يحاولون إخافتها عن طريق إسماعها أصوات التعذيب الصادرة من الحجرة المجاورة!
. ونواصل | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:36 am | |
| الحلقه الحادى عشر الحوش كان عامراً وحفل بعد منتصف الليل كان قد بدأ عندما أخرجونى من المكاتب وسلمونى لوردية الليل. كان هناك أربعة معتقلين جدد، كانو واقفين فى صف واحد وبطريقة منظمة حيث المسافة بين أحدهم والآخر حوالى ثلاثة أمتار.. سرعان ماعرفت سبب المسافات بينهم، فهى تتيح لعسكرى الأمن تلويح سوط العنج -من طراز سيطان البقر- ثم نزوله على ظهور المعتقلين دون عوائق!
لما كانت حالتى لاتسمح لى بالوقوف مستقيماً كالآخرين فى الصف.. فقد خربت الرصة بأن تداعيت متكوماً، وفشلوا فى جعلى أقف عن طريق ضربى المتواصل بالسوط.. ما قلت ليكم الجلد خدر! فجرونى وربطوا يدى معلقة على فرع شجرة نيم لإجبارى على الوقوف، ثم واصلوا عرضهم مع باقى المعتقلين، فكان العسكرى الممسك بسوط العنج يتوقف عند كل واحد ويبدأ فى إلقاء محاضرة سمجة عن أنه سيخرج الشياطين من رأس كل واحد فى المعتقلين، ثم جبطك.. جبطك..
فى الصف كان صاحبنا بتاع الشيكات المزورة.. أيضاً تعرفت على الأستاذ معاذ خيَال، فقد كان برليم فى الكلية عندما كنا سناير، بالإضافة إلى أنه كان خطابياً ممتازاً ويدير أركان نقاش متعددة فى الجامعة. عجبت لوقوفه شامخاً وصامداًً كالحمار أمام الجلد المتواصل بسوط العنج، وسبب عجبى أنه من صغرى إرتبط فى ذهنى أن الحلب لايحتملون الجلد بالسياط! لا أدرى من أين أتتنى تلك الفكرة العجيبة.. ومعاذ من حلب الأبيض إقليم كردفان وهو مثل صاحبنا الحلبى التانى صديق الزيلعى.. صفة حلبى تطلق على أصحاب البشرة القريبة لبشرة سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط.
الشاب أبوشنب كبير مثل شنب على مهدى الممثل -داعبته مرة وقلت ليهو ساوى شنبك الزى العشميق ده- كان لايهتز له رمش ويتلقى ضربات السوط وكأنها لاتعنيه، هو فردتى فى زنزانة بيت الأشباح لاحقاً الباشمهندس عصام الفكى.. وكان يعمل فى دار الهاتف، تم إعتقاله ذلك اليوم ومعه إثنان من زملائه.. الأخ عبدالله يوسف، وهو الآخر كان صامداً أمام سوط العنج ومعاها نضمى ومحاججة مع عسكرى الأمن فى أن مايقومون به غير إنسانى.. وغير إسلامى.. و..و.. أما ثالثهم فتح الرحمن فلم يكن فى ذلك الصف حيث عرفت لاحقاً أنه أصيب ب أزما وأغمى عليه.
قضيت نهار اليوم التالى فى مستشفى الشرطة، حيث كنت قد ألححت بالشكوى لكل عسكرى أوضابط صادفته فى الصباح أثناء التمام من أننى أعانى من نزيف فى البول وضيق فى التنفس بسبب تضخم اللوزتين وكنت أمشى كما يمشى ود الطهور! فى الطريق إلى المستشفى هددونى بأننى لن أتلقى أى علاج وسيتم إرجاعى لمكاتب الأمن فوراً إذا لم أتبع تعليماتهم بأن إدعى أننى ضابط شرطة وماحدث أننى سقطت من عربة بوكس أثناء سيرها! لكن يبدوا أن حظهم كان جيداً إذ وجدو أن الطبيب من عينتهم.. فلم يكلف نفسه سؤالى عما حدث لى، وبعد إجراء التحاليل اللازمة تم صرف أنتى بايوتك ولزمت أحد الآسرة حتى المساء حيث عاد ضابط الأمن المدعوا طارق الشفيع لأخذى مباشرة الى معتقل السطح داخل القيادة العامة. . ونواصل | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:38 am | |
| الحلقه الثانى عشر عند تفتيش غرفتنا فى منزل السجانة مساء يوم الإعتقال الأول.. عثر ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع وإستولى على دفتر أجندة يومية أخضر اللون مما تصدره الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعى، حيث كانت زوجتى نازك خريجة كلية الزراعة تعمل، وقد كانت مديرة لقسم الصادر فى الشركة العربية للخضر والفاكهة ، إحدى شركات الهيـئة للإستثمار، عند تركها العمل فى 1996.
الصفحة الأولى فى ذاك الدفتر كانت به بيانات نازك ثم بيت من شعر أيمن أبوالشعر القائل: علَمٌنى لون الجرح النازف.. أن الأحمر أشرف من كل الألوان.. وفى الصفحات الداخلية كان هناك تلخيصاً فى شكل نقاط لإحدى دورات مداولات اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى المنعقدة قبل إنقلاب الجبهة الإسلامية المشؤوم، فقد درجت اللجنة المركزية على تلخيص مداولات دورة إنعقادها وطباعتها فى شكل كتيب يتم توزيعه ونقاشه وسط أعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعى من الديمقراطيين.
ضمن ماعبث به المدعو طارق الشفيع، كان جواز سفر أمريكى خاص بزوجتى نازك وعليه صورتها عندما كان عمرها أقل من عام! نازك ولدٌت فى مقاطعة فرزنو بولاية كاليفورنيا عندما كان والدها البروفسور محمد سعيد القدال مبتعثاً لتحضير الماجستير هناك. عادت الأسرة عقب الفراغ من الدراسة إلى السودان وكان عمر صغيرتهم نازك لم يجاوز العام وقتها. لم يجرؤ ضابط الأمن على أخذ الجواز معه فتركه وهو حائر ومتردد.. تم إستدعاء نازك للحضور لمكاتب الأمن صبيحة الأحد 29 سبتمبر، فأوصلها خالها محمد أحمد صالح باعبود ولم يسمحو له بالدخول أكثر من مكتب الإستقبال الخارجى.
لما كان كلب حراسة نظام الجبهة الإسلامية المتعفن، المدعو طارق الشفيع مدعياً أجوفا ًلايعرف إلا القليل جداً عن الحزب الشيوعى، فقد صور له عقله الصغير أن تلك المرأة الجالسة أمامه عضو لجنة مركزية.. بما أن هناك تلخيصأ -فى شكل نقاط- لمداولات اللجنة المركزية.. قد وجد فى دفترها. لابد أنه كان يحلم بترقية ترفعه فوق زملائه.. دبورتان، أو واحدة، أو إنشاء الله زيادة متين جنيه فى الراتب.. بعد أخذ البيانات الأولية بدأت أسئلته لنازك عن عضويتها -كما صورها خياله- فى اللجنة المركزية، وإنتهى بأن جعلها تقسم بأنها ليست عضو لجنة مركزية! طارق الشفيع الذى يدعى أن كل ملفات الشيوعيين محبوسة فى أدراج الكابينت الموجود فى مكتبه، لايعرف أن كل أعضاء اللجنة المركزية دون أستثناء مكلفين بتقديم دفاع سياسى.. لذا لاينكرون عضويتهم فى اللجنة المركزية، وقد كان ذلك هو الممارسة الفعلية والمنهج المتبع لكل أعضاء اللجنة المركزية اللذين سبق أن تم إعتقالهم. الأمر الآخر الذى يكشف جهل كلب حراسة نظام الجبهة الإسلامية المتعفن، المدعو طارق الشفيع بأساليب الحزب الذى تصدى لمحاربته بذلك الإسلوب الجبان.. أن مداولات اللجنة المركزية متاحة لكل العضوية كماهى متاحة للديمقراطيين أصدقاء الحزب، وهى الآن يتم نشرها فى الإنترنت.
سأل ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع، سأل نازك عن الجواز الأمريكى الذى شاهده أثناء التفتيش، فأوضحت له مصدره، فقال لها أحضريه.. ردت عليه أنها لن تحضره، وإذا كان عاوزه ليه ما شالو بنفسه وهو قد شال حتى الصور العائلية! إستشاط كلب الحراسة غضباً ونزع شنطة اليد التى كانت نازك تحملها وبدأ فى تفتيشها بعصبية فوجد أوراق بها بعض الآيات القرآنية كان جد نازك، الحاج أحمد صالح باعبود -رحمه الله- قد سلمها لها قائلاً خذيها معك عساها تحميك فهؤلاء ملاعين.. حمل كلب حراسة نظام الجبهة الإسلامية الأوراق وقال مخاطباً نازك.. إنتِ قايلة دى بتحميك مننا.. أعقبها بصفعتين.. لم تهتز نازك ولاذت بالصمت التام. نادى على عسكرى ليأخذها إلى الخارج ثم سلمها أمر إستدعاء للحضور صبيحة اليوم التالى.
وجدت نازك أن خالها محمد أحمد مازال فى إنتظارها فى مكتب الإستقبال.. عند وصولها منزل الأسرة وجدتهم مجتمعين فحكت تفاصيل يومها فثارت ثائرة الجميع، وكتب والدها مذكرة شديدة اللهجة لخصمه مدير الأمن فى ذلك الوقت -العارف والمسئول عن كل ممارسات التعذيب- د. نافع مطالبأ بالتحقيق فيما جرى ومحاسبة المسئول. لاتتوفر لدينا المذكرة الآن ولكننى سأنشرها حال حصولى عليها. أيضاً تطوع د. عصام صديق زوج خالة نازك بالذهاب لمقابلة من يعرف من مسئولى جهاز الأمن فطلب من نازك وصف ذاك الضابط، حيث أنه لايعرف نفسه بل يحرص كل ضباط الأمن على إخفاء هوياتهم -خوف الملامة والندامة- فوصفته نازك بأنه أميل إلى القصر ممتلئ الجسم نوعاً ما وملامحه تنبئ بأنه من جهات غرب السودان..
كلب حراسة نظام الجبهة الإسلامية فوق تجرده من القيم الإنسانية الفاضلة بإعتداءاته وتعذيبه للمعتقلين السياسيين العزل والمجردين من أى وسيلة دفاع، كلب الحراسة ذاك لاتمتد يده إلا إذا ضمن أنه داخل حصنه الحصين ووسط عدد من أمثاله من المجردين من كل شئ عدا أسلحتهم النارية.. فوق كل صفات الخساسة التى يمتلكها ذاك المدعو طارق الشفيع -وكأنها لاتكفيه- فى نفسه عنصرية بغيضة تزين خلل دواخله.. فأول ما سأل عنه نازك عند مقابلتها صبيحة اليوم التالى.. تقولى على بشبه الغرابة؟ ردت عليه بأن ذلك وصف وليس شتيمة! كان بادى الحنق وغير راغب فى غير إنهاء الموضوع فدعا نازك لأن تتعهد بأن لاتمارس عمل سياسى مضاد للإنقاذ.. ففعلت وأخلى سبيلها.. لكن تم حرمانها من زيارتى طوال فترة إعتقالى..
. تأخرت على الشغل.. بجيكم صاد.. ونواصل | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:39 am | |
| الحلقه الثالث عشر عند البوابة إستلمنى عسكرى الأمن المسمى نفسه كرار.. وهو شاب يبدو وكأنه مجبور على تأديه دوره، فلا يخفى تعاطفه مع المعتقلين فى أحيان كثيرة.. سآءه منظرى وهيئتى..
كان الإجراء المتبع أن المعتقل يمشى فى الأمام، بينما الحارس خلفه على بعد خطوات يوجهه.. لِف يمين.. أكسِر شمال.. أمشى عديل.. وهكذا حتى يتم توصيلك للجهة المقصودة.. أثناء المشوار من البوابه إلى العمارة المستخدم سطحها كمعتقل، دار بينى وبين كرار الحوار التالى.. - لاحول الللَلآه.. يازول مالك؟ - ...! - الناس ديل مالُم معاك؟ إنت سارِق ليك قُندران؟ - متهمنى شيوعى.. - طيب.. الناس الفوق فى العمارة ديك.. ماكلهم شيوعيين! إنت الظاهر عليك بتاع كفاوى، ورأسك كبير.. لكن.. ودينى وإيمانى.. إلا نخلَِىِ ليك زى السِمسِمة.. لم أتمالك نفسى من الضحك.. وإلتفت ناحيته، حيث أننى لم إعتاد مخاطبة الناس ووجهى ليس ناحيتهم.. بدا لى الوضع غريب أن أتحدث إلى شخص يمشى ورائى! - يازول.. قبل عديل قدامَك.. قلبك ميت.. الله!
أنهى عسكرى الأمن المسمى نفسه "مهدى" وهو المسئول المباشر عن المعتقل، لايتطرق إليك الشك لحظة فى أنه جبهة إسلامية.. وأظنه فى رتبة صول، أنهى إجراءات إستلامى فى عهدتهم كإدارة معتقل.. الأمن مقسم إلى إدارات وأقسام متعددة منها القسم السياسى، القسم الإقتصادى، الأمن الخارجى، والقسم المسئول عن إدارة المعتقلات، إلخ.. وكان واضحاً لى منذ الأيام الأولى أنهم لايتبادلون المعلومات إلا فى حدود ماهو ضرورى.. وتوصلت إلى أن مسئولى المعتقل لايعرفون عن تفاصيل إعتقالى إلا ماهو عام.. كتصنيفى السياسى، والتعليمات المصاحبة عند تسليمى لهم.. مازالت التعليمات كما هى.. يُمنع من النوم أو حتى الجلوس.. الغرض من ذلك كان إصابة الذهن بالإرهاق والتشتت.. ومن ثم محاولة إستخلاص المعلومات.. كما هى أيضاً وسيلة لإصابة المعتقل بحالة من الإجهاد البدنى وتحطيم قدرته على المقاومة..
لاحظت حالة الوجوم التى أصابت سكان معتقل السطح حينما وصلتهم.. لم أكن أدرى أن منظرى بذلك السوء إلا عندما لاحظته فى وجوه زملائى المعتقلين.. معتقل السطح كان عبارة عن صفين من الزنازين الصغيرة المتقابلة تتوسط سطح العمارة، والسطح مسور بسور لايزيد إرتفاعه عن المتر.. كل صف كان به حوالى خمسة إلى ستة زنازين.. الزنازين الجنوبية كانت مخصصة للعسكريين -فى الخدمة أو المعاش- المتهمون بالتخطيط لإنقلاب المتهم الرئيسى فيه الأمير عبدالرحمن نقدالله، أذكر منهم العميد على التجانى، الرقيب التجانى، المقدم عادل، المقدم م. عبدالمعروف، وهذا الأخير كان يقضى شهر العسل مع زوجته فى مدنى عندما تم إعتقاله..
الزنازين الشمالية كان فيها معتقلين سياسيين من أحزاب الشيوعى، الأمة، الإتحادى، وبينهم من حركة الطلاب المستقلين الأخ محمد محمود.. وتربطه صلة قرابة بالمخلوع نميرى.. أيضاَ من حركة الطلاب المحايدين فى جامعة الخرطوم -والتى كانت حديثة النشأة وتسحب فى البساط من تحت أقدام مؤتمر الطلاب المستقلين- تعرفت على الأخ والصديق إبراهيم باخت.. وهو شاب هادئ قليل الكلام، توثقت معرفتى به فيما بعد، تقابلنا فى ندوة كبرى كان قد أقامها التجمع الوطنى قبل عامين فى واشنطون خاطبها الدكتور جون قرنق وياسر عرمان وعدد من قيادات الحركة الشعبية الزائر آنذاك، وكان هناك هاشم بدرالدين.. علق لى إبراهيم باخت أنه لايود الإحتكاك بهاشم بدرالدين.. فإستفسرته.. قال لى فيما معناه أنه قبل مجيئه الولايات المتحدة كان فى كندا وصلها طالباً اللجؤ من القاهرة، وأن هاشم بدرالدين قد إتهمه بأن له علاقة بنظام الجبهة! بعد يومين إتصل بى ممثل التحالف الديمقراطى فى واشنطون طالباً منى مقابلة الدكتور جون قرنق مع وفد تجمع واشنطون لآن قرنق سيسافر بعدها.. المهم إلتقيت بهاشم بدرالدين قبل حضور قرنق فى بهو الفندق وتحدثت معه فى شأن إبراهيم باخت فى وجود وفد التجمع.. فبدأ هاشم بدرالدين حديثه.. إنتو ياالشيوعيين ديل الواحد يجى يضرب معاكم كأس ولا كأسين.. تقولو عليهو زول كويس.. قاطعته وقد تملكنى الغضب، أنه هاشم بدرالدين لم يضرب معى كأس أو أربعة.. وأن إبراهيم باخت معرفتى به كانت فى جولات الصراع مع نظام الجبهة، وكان صوتى قد بدأ يعلو.. توتر الجو، وتدخل الحاضرون، براحة يإخوانا.. براحة.. إنتهى الموضوع بأن أعطانى الأخ هاشم رقم تلفونه وأعطيته رقم تلفونى على أمل التحدث لاحقاً، فلم تتح لنا الظروف ذلك بعد.
إن أشد الأمور ألماً فى نفس المناضل الإتهام بالخيانة.. تتضآئل كل آلآم التعذيب بجانبها، خاصةً إذا ماكان المرء مازال على عهده ملتزماً خط الشعب ومصالحه.. صحيح أن الناس قد تتغير والمناضلين قد لايعودوا مناضلين، فقد رأينا كيف أن البعض القليل قد باع وإنحدر إلى أسفل سافلين.. ولكن يجب علينا الحذر فى إطلاق الأحكام والنعوت.. فالخيانة والإنتهزاية ليست مسلك أو موقف عابر أو نزوة.. ولا يمكن نعت أمروءٍ بها إلا إذا كانت مسلك مستمر يميز شخصية المرء وتصرفاته فى مجملها.. حتى وإن كبا رفيق، نمد له يدنا ليتمكن من الوقوف وتصحيح وضعه، ولا يجب التخلى عنه.. إلا إذا إستمر فى منهجه. أزعم أن هذا هو منهج الحزب الشيوعى وهو معبر عنه فى الوثيقة التاريخية الفذة التى كتبها الأستاذ عبدالخالق محجوب فى 1963 "إصلاح الخطأ فى العمل وسط الجماهير"، كما يعبر عن هذا المنهج السلوك الذى إتبعته سكرتارية الحزب الشيوعى فى مديرية العاصمة القومية، حيث ورد فى البيان الذى تم فيه إعلان فصل كامل عبدالرحمن الشيخ: "قيادة الحزب في المديرية لم تتسرع بناء على هذه المعلومات لاتخاذ قرار إداري أو تنظيمي تجاهه في محاولة منها لمنحه الفرصة الكاملة للعودة إلى وعيه ورشده واكتشاف ان ما يقوم به ضار به وبعمل الحزب إضافة إلى سعيها الحثيث للتأكد من هذه المعلومات والممارسات حتى لا يضار عضو الحزب نتيجة لمعلومات قد تكون غير صحيحة وذلك من خلال مراقبة حركته ومناقشته وفي كثير من الحالات اللجوء إلى التحقيق معه. ولكن الزميل لم يساعد نفسه ولا الحزب فقد ظل طيلة هذه الفترة سادر في ممارساته وتضليله للحزب بمده بمعلومات ثبت عدم صحتها." لما لمثل هذه التهم من آثار مدمرة فى نفوس المناضلين.. يجب علينا الحذر.. ثم الحذر.. ثم الحذر، قبل إطلاق النعوت.. ذلكم داء قديم ذكره القرآن فى الآية التى توصى المؤمنيين أن يتبينوا أن يصيبوا قوماً بماليس فيهم بناء على معلومات مستقاة من فاسق!
إستقر بى المقام فى زنزانة أذكر من ساكنيها الأستاذ عدنان زاهر المحامى، وأنور عباس "ود الحوش" والإثنان من أولاد الموردة الشِفُوت! سارع أنور ودالحوش بالبحث عن سُكر ممن يعرف أن لديهم بعض منهمّ، وبذل جهداً مقدراً إلا أن تمكن من صنع عصير تانك بسكر مُركَز ملاء به جك ألومنيا حتى منتصفه.. رغم أننى لاأشرب السُكَر -خِلقة ربنا!- إلا أننى قرطعته مسروراً. أنور ود الحوش وعندنان زاهر كانا يرسمان عندى إنطباع أنهم إذا رمتك الأقدار خصماً لهما فى لعبة الكوتشينة فى عشرة وست، فشيل شيلتك من السيرة والتقريق.. ولم يخب ظنَى، ففى الإسبوع المنصرم كنت خصماً لعدنان زاهر فى عشرة وست فى شقتهم العامرة فى ضواحى تورنتو.. وكان زميله الفاضل هاشمى وهو غياظ لايشق له غبار وليس أقل من أنور ودالحوش فى ذلك! من معتقلى السطح من البورداب، تعرفت على الشاب عادل الوسيلة "أمبدويات" حينها لم تبدأ صلعته فى الزحف، كما أن بصره مازال حديد وقتها!
. ونواصل.. . | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:41 am | |
| الحلقه الرابع عشر ألفت الناس والمكان.. عرفت كيف أنوم وأنا واقف! وفى وردية منو.. عرفت أن الحرس ليس له صبر مراقبتك طول الوقت.. بعضهم كان يكتفى بأن أكون واقف، وأخر حتى وأنا واقف يجبرنى على حمل طوبتين ورفعهم عالياً.. مرت أربعة أيام وأنا على ذلك الحال.. اليوم الخامس تركونى أنوم وقت الظهر وفى المساء طلبوا منى إرتداء ملابسى كاملة والخروج معهم.. توجست وبدأت فى تهيئة نفسى لجولة أخرى من التعذيب بالضرب وما إليه.. عند وصولى مكتب الإستقبال وجدت فى إنتظارى ضابط فى الأمن يعمل فى إدارة المعتقلات إسمه أيمن.. تعرفت عليه على الفور فهو قد درس معى فى فصل واحد فى مدرسة الخرطوم الثانوية القديمة.. أيمن ذاك -وهو من أصول تركية- جبهة إسلامية معروف وكان يعمل فى مركز الفيحاء قبل إنقلاب الجبهة فى 89 هو عرفنى أيضاً وبعد السلام والتحية قال أنه قرأ الإسم ولكنه لم يكن يتوقع أن أكون نفس الشخص! ذكر لى بسرعة أن أحد أفراد أسرتى ينتظر بالخارج وأنهم عادة لا يسمحون بأى زيارة لمعتقل مهما كانت الأسباب طالما التحقيق ما زال مفتوحا ولم يتم إكماله.. قال لى أن تعليمات عليا صدرت لهم بشأن هذه الزيارة على ألا تتجاوز مدتها الدقيقتان! خرج معى من الباب الآخر لأجد إبن عمتى وزوج أختى الأخ طه أبوالقاسم فى إنتظارنا.. فضمنى طه بقوة وتحسس جسدى، سألنى.. كويس يازول؟ أجبت.. الحمدلله.. أعلن أيمن أن الزيارة إنتهت!!.. ونحن نبتعد.. أبلغنى طه تحيات الأسرة وأن الوالدة، زوجتى والأطفال كلهم بخير.. أعطانى تلك الزيارة العجيبة أملاَ دافقاً وجمعت أشتات روحى وجسدى.. عرفت من طه لاحقاً أنهم مارسوا كافة الضغوط الممكنة فقط ليقتنعوا أننى فعلاً مازلت حياً! طه بوالقاسم كان سفير السودان فى سوريا لحظة وقوع إنقلاب الجبهة الإسلامية، وتعرف على المدعوا بكرى حسن صالح أثناء زيارة الأخير إلى سوريا فى شهور الإنقلاب الأولى.. وفى الكشف الأول لمجزرة الدبلوماسيين، كان طه أبوالقاسم من المحالين للصالح العام.. لكنه وظف معرفته للمدعو بكرى وبقا ليهو فى حلقو لغاية ما ظفر بتلك الدقيقتين.. فى الحقيقة أنا هو من ظفر!
اليوم التالى تم إستدعائى لنفس مكتب أيمن.. لأجد فى إنتطارى ضابط أمن آخر إسمه إبراهيم وكان زميلى فى المرحلة الأولية عندما كان والده يعمل فى الشرطة ويسكونون فى القشلاق الجنوبى.. إبراهيم كان ضابط شرطة وتم إنتدابه للعمل فى الأمن قبل إنقلاب الجبهة.. بعد حق الله بق الله.. أقسم لى أنه لم يكن يعرف بأمرى إلا أن أخبره بــلة.. وبـلة ذاك ترزى فى حِلتنا.. سألنى ماذا أشكو.. قلت ليهو ماشايف كُرعينى وإيدينى وارمات كيف؟ قال لى ماذا حدث؟ قلت ليهو تعذيب!! وهسع مازالت التعليمات المستديمة ألا أنوم أوإرتاح.. أعطانى كيس صغير فيهو فرشة أسنان ومعجون وصابونة لكس! -كملها منى الصحفى محمد محمد خير- ونادى على الحرس وخاطب أيمن.. الزول ده تانى مافى زول يسألوا.. عند رجوعى سألنى زملائى المعتقلين عما جرى، حكيت لهم.. عدنان زاهر محللاتى كبير فى شئون المعتقل.. فسرَ ما جرى بأنه مقصود ليكون مخرج لضابط الأمن. . صاحب الملف، فهو قد إقتنع من لاجدوى الإستمرار وفى نفس الوقت لا يودَ الظهور بمظهر أنه قد تراجع!! تم إستدعائى مساء اليوم السابع فقابلت ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع.. بدأ معى تحقيقاً مكتوباً بحضور شخص آخر حرص على ألا يرينى وجهه.. فكان يأتينى من الخلف وأنا جالس أمام ضابط الأمن المدعو طارق الشفيع، ويقول لى إنت لسع ماشفت حاجة ويقرُص فى أذنى ويعركها عركاً.. فى ختام التحقيق قالو لى أننى لن أرى الشمس ثانية.. وأننى بعد سنوات قليلة فى المعتقل سأحضر لهم جاثياَ مستجدياً إعطاؤهم المعلومات!!
وردى صالح حسن، فنى عدادات يعمل فى الإدارة المركزية للكهرباء، قارب عمره الستين عاماً.. وهو إبن عم الفنان محمد وردى.. تعرفت عليه فى معتقل السطح وكان عند إعتقاله أن جمع عساكر الأمن من منزله كرتونة مليانة بأعداد الميدان السرية والعلنية وبيانات مختلفة للحزب الشيوعى.. فى إحدى الليالى فى معتقل السطح صادف المقدم م. عبدالمعروف خارجاً من الحمام نظيفاً وكنت مع وردى فى الصف ننتظر دورنا لدخول الحمام، إستوقف وردى.. عبدالمعروف.. - إنت مُتنضف لشنو؟ + يمكن يجينى إفراج.. - إفراج!! إنت آخر زول هاتطلع من هنا.. + ليه، أنا قالو ليك شيوعى؟.. - إنت ياخ نزلوك من راس دبابة.. + أيوه.. أنا نزلونى من راس دبابة.. لكن إنتَ الراكب رأسك ده.. ينزٌلوك كيف؟
حكى لى مجوك مدينق مجوك ذات ليلة.. أن أروب دينق حكى له كيف أنه تم إعتقاله فى الطريق بين البركس ومستشفى العيون وهو فى طريقه لموقف بصات البرارى.. وكيف تم تعذيبه، وقال لى مجوك أن أروب كان يبكى بكاءاً حاراً ويقول لمجوك أنه تسبب فى إعتقال عدلان وهو صاحب أسرة وعندو أتفال صغار.. تأثرت بما حكاه لى مجوك، فكنت أعرف أروب شاعراً رقيقاً مرهف.. وله شعر بالإنجليزية وبلغته الأم لغة الدينكا.. بعد أيام قليلة من خروجى من المعتقل يوم 12 فبراير 1992 حيث قضيت شهر فى معتقل السطح إلا أن تمت تصفيته أواخر أكتوبر ليتم تحويلنا كلنا لبيت الأشباح المجاور لمكاتب لجنة الإختيار للخدمة العامة، حيث قضيت أربعة أشهر ونصف الشهر.. بعد عدة أيام على خروجى ذهبت لمنزل الأخت هالة الكارب فى منطقة مزاد جبرة جنوب الخرطوم.. فقد كنت مهموماً بشأن أروب.. أريد أن ألقاه وأوٌضح له أن ماحدث كان تبعات طريق إخترناه واعين بمخاطره.. وأن لايترك نفسه نهباً لأى وساوس.. لم أكن أعرف طريقاً يدلنى على أروب سوى أصدقاءه زملاؤه إنشراح، هالة، أو مارتن.. ولم أكن أعرف سوى منزل هالة.. بعد التحيات العادية والسؤال العام عن الصحة.. أوضحت لهالة سبب زيارتى وقلت لها أن الجنوبيين يتعرضون لتعذيب أشد قساوة بمراحل عننا نحن.. لأن ضباط أمن الجبهة غالباً عنصريون حتى فى ممارسات التعذيب.. أجابتنى بحزن عميق.. أن.. أروب قد مات.. أطرقت حيناً فحكت أنه بعد إطلاق سراحه هاجر إلى ليبيا.. بعد شهور قليلة تعطلت كليتاه فتم نقله ألمانيا حيث توفى فى إحدى مستشفياتها.. خرجت مودعاً، ولم أجد ما أعزى به هالة.. لأننى كنت فى حاجة للتعزية..
عاش شهداء الحرية والسيادة الوطنية..
فى غياب المحاسبة تتكرر المآسى، التشريد، التعذيب، الإغتصاب، التطهير العرقى..
لكيلا يفلت المجرمون فتتكرر الجرائم.. نلاحقهم بالحق. | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:45 am | |
| الخاس عشر كنت احاول ولفتره محاشاة الدخول لبوستك الخاص بضابط الأمن طارق لأنه يذكرني بفتره من حياتى احاول ركلها جانبا الى حين . وللحقيقه فاني ضعيف الذاكره فيما يخص الأسماء ولذلك لم أتبين اسمك من الوهله الأولى ولكني اليوم كسرت حاجز التهيب وقرأت البوست ومن ثم تداعت الذكريات واصبحت المشاهد تترى وان انسى لم ولن انسى منظرك وأنت ترفع جلابيتك في الكنيسه لكي نشاهد اثار الضرب والتعذيب فلم نتمالك انفسنا من البكاء وإن كان في صمت مهيب مهابة شخصك العالي.
والآن انا عزالدين محمد عثمان من ناس الطيران وقد تم اعتقالي ضمن مجموعه من المراقبين الجويين بمطار الخرطوم وذلك بسسب قرار الجمعيه العموميه للاتحاد بتقديم استقالات جماعيه . وكنت حينها رئيس الاتحاد وقد تم اعتقالنا يوم 1/1/1992 انا والأخوان المامون محمد طه والعم خليل ادريس والأخ الأصغر مكي جميل صالح واثنين اطلق صراحهم نفس اليوم وهما ابوالقاسم محمد الشيخ وسليمان عبدالرحيم واخذنا لبيت الأشباح المعروف باسم الواحه بعد الساعه العاشره ليلا ونحن معصوبي الأعين وموجهة فوهة الكلاشينكوف على رؤسنا والمهم مكثنا في الزنازين حوالي الشهر ومن ثم تم تحويلنا للبيت ووضعت انا ومامون معك في الكنيسه وعمنا خليل ومكي كانا في عبدالعزيز وانا كنت اخر واحد في صفك قرب النقابي العطبراوي وقد سالتك من اهل زوجتي لأنهم كانوا يسكنون السجانه وقد تعرفت عليهم ولن انسى عمنا العمده قطب حزب الأمه الذي كان يؤمنا في جميع الصلوات وكذلك الأخ سفيان مهندس المساحه وجملته الشهيره ( هذه القرية الظالم اهلها وطبعا لن نتنازل عن القصاص من هؤلاء المجرمين المأفون مهدي والدموي عادل سلطان وطوكراوي ودكين وخليفه وكرار و علوان ومحمد وصاحب قصة الفأر نورين أنا سعيد جدا بالعثور عليك وبالرغم من عدم اشتراكي في البورد الا انني من المداومين على قراءته بصوره منتظمه الآن انا اخدت لجوء في كندا ولي اكثر من ثلاثه سنوات وساحاول الكتابه عن ذكرياتنا في الواحه وغيرها -##مقطع غير ذا صلة## اخيرا والى ان نلتقي في رساله اخرى تحياتي لك وللاسره والأولاد ودمت لامانع لدي من نشر هذه الرساله في البورد أخوك عزالدين | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:46 am | |
| السادس عشر لك التحيه والتقدير ان الشجى يبعث على الشجى , لم يستطع الانذال كسر صمودك وكسر ارادتك وثباتك لأنهم لا يعرفون معدنك ويظنون ان معادن الاحرار رخيصه مثلهم , ان كتابتك هى نار فى اجسادهم تحرق نفوسهم وتوثيق مهم للتاريخ لكى لا ننسى ولكى لا يفلت المجرمون من العقاب مهما طال الزمن وأنا من انصار كتابة أسماء جلادى الامن والجبهه كامله حتى يلاحقهم العار والشنار والخذى وتكون وصمه لهم أبد الدهر خاصه ان البعض منهم بدأ يحاول ان يدعى موقف المطالب بالحريه والديمقراطيه وينادى منظمات حقوق الانسان الدوليه ومنظمة العفو الدوليه لكى تراقب حقوق المعتقلين فى السودان اليوم وكانوا يومها يسمونها بالمنظمات الكنسيه والغربيه ولى قصه مع هؤلاء احكى طرفا منها هنا :- تم اعتقالى فى بداية عام 1994 بعد منتصف الليل حضرت عربة بوكس بها مجموعه من البشر مدججى الاسلحه يقودهم النقيب امن آنذاك نبيل الصادق وهذا اسمه الحقيقى لا الحركى وهو من ابناء ودرملى لكن اسرته سكنت الدروشاب وعرفت قبل فتره انه يسكن كوبر . دخلت هذه الكوكبه حجرتى وبدأوا فى تفتيش الحجره تحت المراتب ومساند الكراسى ثم انزلوا كل مكتبتى على الارض وكانوا يتهموننى اننى انتمى لجمعيه تهتم بحقوق الانسان والحريات الاساسيه وقالوا اننى مصيغ بيانها الذى يرصد الانتهاكات على ايديهم وبصفهم البيان بكلاب الامن وقال لى احدهم نحن كلاب مش كده ومسك يدى وعضاها ولما لم يجدوا ضالتهم بعد التفتيش حيث انهم كانوا يبحثون عن مسودة البيان او اى ماده تديننى , وجد المدعو نبيل من ضمن الكتب فى المكتبه كتاب هادى العلوى التعذيب فى الاسلام فأخذه وقال لى عشان لما نعذب نعذب بمنهج , ثم اقتادونى معهم الى مكاتبهم وبدأوا التحقيق معى عن المعلومات الاوليه دراستى واصدقائى فى الجامعه ومن معى فى لجنة حقوق الانسان بالطبع لم افدهم بشىء وكانوا طوال الوقت يهددونى بالويل والثبور وعظائم الامور واننى لن اصمد وكان يقود التهديد نبيل وجمال ودحلوه ( من مواطنى الحيصاحيصا ) وصديق عبد المطلب ( من مواطنى المناصير غرب المسلميه وهذا له قصه اخرى سوف احكيها عندما يحين موعدها عن تعذيبه وضربه للمعتقلين امامنا خاصة حمزه من اربجى وكان وقتها طالبا والآن صار موظفا واكمل نصف دينه ) وله قصه ايضا تحكى عن دوره فى تعذيب الشهيد عبد المنعم رحمه حتى الموت هو ونبيل وسوف تحين الذكرى العاشره لاستشهاده فى سبنمبر 2004 ونرجو كل معارفه ورفقائه فى المعتقل ان يكتبوا عنه وعن لحظاته الاخيره وعن شهادتهم لتعذيبه واخص بالذكر هنا عبد القادر احمد عبد القادر من اهالى الحلاوين مصطفى قرشى اذا كان يطلع على هذا لبورد وهو كما اعلم يعمل فى دبى كما اخص ذلك الشاعر الرقيق والفنان التشكيلى والمصور عفيف اسماعيل لكى يكتب ذكرياته عن الاعتقال وانا اعرف كم تعذب وكم عانى وقاسى الامرين واعتقد ان له ذاكره حديديه احسن منا فى تذكر الاسماء واللحظات الدقيقه فى المعتقلات . المهم فى كل ذلك انى لا اود ان اذكر التفاصيل هنا حيث المجال لا يسمح ولا الوقت وكنت اود ان اذكر اننا اقتدنا الى معتقلات الامن فى ودمدنى وفى اليوم الاول اقتادونى من الزنزانه التى كنت احبس فيها انفراديا باعتبار انى راسى ناشف ولا اتجاوب معهم وانى رأس الامر اقتادونى بعد منتصف الليل وكان البرد قارس واحضرونى فى منتصف الحوش وبدأ احدهم يستجوبنى ويقول لى مع الضرب الشديد انتو يا المحامين جنكم حقوق الانسان وين حقوق الانسان فى البوسنه وين حقوق الانسان فى فلسطين وين حقوق الانسان فى الصومال وكان يأمرنى بأن اعمل ارنب نط مائة مره واعمل بوش أب مائة مره ثم بعد ذلك حضر ثلاثه اشخاص اثناء استجوابه لى وبدأوا فى ضربى من الخلف فى الرأس والظهر ويقول للا لا تلفت الى الخلف وبعد ما فتروا اقتادنى الى مكان فى الحوش به كشافه كهربائيه تتجمع حولها حشرات كثيره وامرنى ان اقف تحتها وقال لى ( نحن هنا عندنا حقوق البعوض اهم من حقوق الانسان اذا قتلت بعوضه ما تلوم الا نفسك ) وكان قبلها من الضرب على يدى لم استطع ان ارفعها ففقال لى هذا المأفون ( شايف يدك اليمين بدت تتشل وسو تتبعها رجلك الشمال واذا ما اعترفت لنا سوف نوديك حجرة الكهربا وهناك ما حاتصمد دقيقه ) المهم بعد ذلك اعادونى للزنزانه وكنت فى غاية الاعياء والتعب والالم وبمجرد دخولى الزنزانه وكنت امنى نفسى براحه من هذه السهره والحفله المؤلمه الا انه خاب املى اذ احضر احدهم وهو شخص قمىء دقيق القامه احضر جردل ملىء بالماء ودلقه داخل الزنزانه وتخيلوا معى زنزانه مترين فى مترين والبرد كان فى اشده فى ذلك الشهر فوضت امرى لله واتكلت على الجدار وظللت واقفا حتى اشرقت الشمس وجاء ميعاد خروجنا للحظات معدوده وكنا ننتظرها كل صباح بفارق الصبر . لا اريد ان اطيل واردت ات اعطى عينه ليوم اعتفال فى زنازين الامن بودمدنى فى البيت المقابل لادارة الكهرباء ناحية مائه واربعة عشر . لقد شحذ ذاكرتى الاخ عدلان يسرده المميز وطريقته فى الكتابه المشوقه ولذلك اتمنى من كل الذين لهم تجربه ان يكتبوا وان يفضحوا دعاة الحريه الجدد والذين اياديهم ملطخه بدماء الشرفاء . التحيه لك ياعدلان والتحيه لنازك نتمنى ان نلتقى فى السودان وهو اكثر حريه وديمقراطيه والسلام يعم ربوعه والتحيه لكل الشرفاء الذين فى تلك الاوقات العصيبه من تاريخ السودان عندما كانت المشاعر ملتهبه وكانت النشوه فى ذروتها عند كلاب الجبهه والامن فعربدوا ايما عربده فصمد الناس وتحدوهم رجالا ونساء ففشل مشروعهم الحضارى وذرته الرياح وتمزق شملهم وتفرقوا وتنكست اعلامهم ويبحثون الآن عن ما يحفظ لهم ماء الوجه اذا بقيت لهم ماء فى الوجه . | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:49 am | |
| السابع عشر هكذا عذب فاشست الجبهة الإسلامية النقابي على الماحي حتى الموت إنها مقتطفات قليلة من حفلات التعذيب التي نظمتها الجبهة الإسلامية القومية في بلدي السودان بعد انقلابها على الديمقراطية وتكريسها لأقذر أنواع الحكم عرفته بلادنا في تاريخها ، انقلها شهادات حية من الكتاب الذي روى فيه النقابي علي الماحي السخي هول التعذيب الذي وقع عليه في سجون الإنقاذ وبيوت أشباحها الرهيبة ، والكتاب أصدرته المجموعة السودانية لضحايا التعذيب بالقاهرة وقام بتحريره الدكتور حسن الجزولي . وكما جاء في التقديم : هذا المزيج من دقة المؤرخ وسماحة الفكر والروح يجعل من هذا الكتاب وثيقة هامة في كتابة تاريخ السودان الحديث كما يجعله مساهمة حية في التربية السياسية والروحية للشباب السوداني .
إهداء : إلى الشعب السوداني البطل.. اقدم ما وقع علي وعلى زملائي دون زيادة أو نقصان علي الماحي السخي مقتطف أول : بعد فترة حضروا واقتادوني وأنا معصوب العينين والدماء تسيل من مختلف أنحاء جسمي إلى غرفة وأجلسوني على كرسي ، وكانت أمامي على ما يبدو طاولة يجلس عليها شخص ما وقد طلب مني أن احكي له كل شئ عن نفسي وحياتي بالتفصيل وأيضا عن آخرين الذين اعرفهم ! ، قلت له انه ليست لدي أي أشياء خاصة بي أو بآخرين اعرفهم لكي أقولها لك . قال لي تحدث عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي ، قلت له بأنني لا اعرف اكثر مما تعرفون عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي بالإضافة إلى إنني لا يمكن أن أتحدث مع شبح بالنسبة لي وأعيني معصوبة ومن الأفضل أن يفك العصابة عن عيني حتى أستطيع أن أحادثه ويحادثني وجها لوجه ! فقال لي ( ما تتفاصح وما عايزين كلام كتير أنت حا تتكلم عن ناس اتحاد العمال ) فقلت له ناس اتحاد العمال بشر معروفين لديهم اتحادهم الشرعي وهم يمارسون نشاطهم بشكل قانوني ـ كما إن رئيسه وأعضاءه معروفون لديكم فلماذا تسألني عنهم ولعل هذا موضوع يحتاج لمعرفة وفي إمكانكم الوصول إليهم ؟ فقال لي انهم يريدون الجانب لآخر من نشاطهم .. الجانب السري ( في معلومات عن نشاطهم ما عرفتها وأنت بالذات ملم بيها .. خاصة الفترة السارح فيها أنت وجماعتك في فترة الجاهلية ) ! . وكان يقصد بالطبع الفترة الديمقراطية التي قضوا عليها بواسطة انقلابهم ويطلقون عليها الآن فترة جاهلية ! .. قلت له لم يكن لاتحاد العمال نشاط غير معروف في الفترة الديمقراطية ، وبمجرد أن ذكرت كلمة ديموقراطية لا اشعر الا بأحد عناصر الأمن من المشرفين على التحقيق معي يصفعني بعنف على وجهي حتى وقعت على الأرض قائلا لي ( وكمان مصر تقول ديموقراطية .. دي كانت فترة جاهلية ! ) .. المهم من جانبي قلت لهم ان أردتم ان تحققوا معي فيجب عليكم ان تفكوا العصابة عن عيني لكي أعرفكم كما تعرفوني .. كان المحقق في هذه اللحظة يضرب الطاولة بواسطة مسطرة أو عصا طويلة على ما يبدو ويقول لي ان هذا الحديث لا يفيدني في شئ وعلي أن أدلي بكل ما اعرفه وأنا معصوب العينين .. وفي النهاية وعندما لم يجد أي إمكانية في التحقيق معي وانتزاع ما يطلبه من معلومات قال لحراس الأمن ( ياخي ده زول لميض وقليل أدب وراجل كبير صعلوك ساكت وعلى أي حال سوقوه طوالي للتنفيذ . عندما خرجت مع الحراس قالوا لي انهم سيتوجهون بي إلى الإعدام حيث سيلقون بي داخل بئر عميقة وهذه طريقة الحكم التي كلفوا بتنفيذها .. ذهبوا بي وأنا معصوب العينين إلى مكان يبدو انه بعيد ونائي ثم أجلسوني على الأرض واحضروا لي بعد قليل ورقة وقلم وطلبوا مني كتابة وصيتي لأسرتي التي ستستلمها بعد تنفيذ حكم الإعدام . قلت له ليس لدي أي وصية ولن اكتب شيئا ، فرد علي أحدهم قائلا ( عنك ما كتبت ) ! ثم أوقفوني واقتادوني وبعد فترة وجيزة طلبوا مني أن أتوقف ففعلت ثم فتحوا بابا اعتقدت أن به البئر ( الموعودة ) .. سادت فترة من الصمت وكنت احبس أنفاسي واحسب الثواني والتقط آخر الأنفاس وأنا اردد في سري ( الشهادة) .... فجأة دفعوني بعنف إلى الأمام بحيث ظننت بالفعل انهم يدفعون بي إلى داخل البئر وقد أحسست أن أمعائي قد انقلبت رأسا على عقب وان ارجلي ليست موجودة في جسمي فلم اعد اسمع أي شئ من حولي فضلا عن إنني لست قادرا على رؤية أي شئ بسبب العصابة التي ربطوها بإحكام على عيني ! ... فإذا بي اندفع بقوة على الأرض فوق مجموعة من الأجساد ودون أن اعي وجدت نفسي انتزع العصابة بعنف وهلع من فوق عيوني لاكتشف إنني في نفس الزنزانة التي تم اقتيادي منها للتحقيق ! .. كان حراس الأمن بعد أن دفعوا بي إلى داخل الزنزانة قد احكموا قفلها من الخارج ومضوا لحال سبيلهم ، فانتزع جميع المعتقلين العصابات من أعينهم بعد مضي اكثر من عشرين ساعة قضيناها سويا ، وخلال حفلات التعذيب ما بين الثانية عشر والخامسة صباحا كان قد أضيف لنا خمسة من المعتقلين وهم كل من المحاسب علي العوض والاقتصادي نصر الخضر والمهندس محمد نصر الدين والتاجر عبد المنعم بسوق السجانة ومعتقل آخر يعمل كاتب محكمة لا استحضر اسمه للأسف . تعرفنا عليهم بعد أن انتزعنا العصابات عن أعيننا وبدأ كل منا يروي ما مر به ظروف طيلة الأيام السابقة . ونواصل | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:50 am | |
| الثامن عشر الجزء الثاني وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباح اليوم التالي تم اقتيادنا جميعا وعددنا أحد عشر معتقلا ونحن معصوبي الأعين إلى زنزانة ضيقة لا تزيد مساحتها عن مترين ونصف x مترين تقريبا .. بحيث إننا عندما ننام على البلاط يستلقي بعضنا فوق البعض الآخر فاستمرينا على هذه الحالة لمدة أسبوع كنا نضرب خلالها يوميا وتعصب أعيننا لساعات طويلة ، وكانوا خلال كل ربع الساعة يضربون بعنف على أبواب الزنزانة ليطير النوم عن أعيننا ولا نستطيع بعدها أن نستمتع بأي إغفاءة إلا بعد صعوبة بالغة يعودون خلالها ليطرقوا مرة أخرى على الباب ، وهكذا استمر موال الضرب والإهانة والتهديد بالتصفية والطرق على الأبواب طيلة فترة مكوثنا في تلك الزنزانة . بعد يومين من وجودنا في تلك الزنزانة طلبنا منهم السماح لنا بالخروج لقضاء الحاجة لان الإرهاق قد أصابنا والتعب قد بلغ منا فرفضوا طلبنا إلى أن اضطر أحدنا إلى أن يتبرز ويتبول على ملابسه تحت ظروف مرضه والإرهاق الذي ظهر عليه ، فلجأنا إلى الطرق على باب الزنزانة بعنف فحضروا بعد فترة طويلة وكان الغضب يتطاير من أعينهم فيبدو إننا أيقظناهم من النوم فاستفسروا عن أسباب طرقنا لباب الزنزانة فأوضحنا لهم إن أوضاعنا قد أصبحت في غاية الخطورة وقد يؤدي عدم ذهابنا إلى دورات المياه إلى التسمم ، خاصة إن أحدنا بحاجة إلى لإسعاف سريع الا انهم في مقابل هذا المطلب الإنساني العادل والبسيط واجهونا بالمزيد من الضرب حتى تركوا بعضنا بين الموت والحياة ولم يستجيبوا لمطلبنا !.. عادوا بعد فترة طويلة وطلبوا منا الخروج بالدور فاجبرنا على الذهاب إلى دورة المياه ونحن معصوبي الأعين عن طريق تحسس الحائط كالعميان تماما ، وما أن يصل الواحد منا إلى دورة المياه وقبل قضاء حاجته بالكامل حتى يفاجئونه بالقرع على الباب ويجبرونه على الخروج والعودة سريعا إلى الزنزانة حتى دون إتاحة الفرصة له لكي يغتسل !.. وهكذا استمر هذا الوضع لعدة أيام كان وضعنا الصحي يزداد سوءا والعقاب والتعذيب ينهال علينا في كل لحظة ، ولم نذق للنوم طعما حتى صرنا نعتاد على ذلك ، بالإضافة إلى أن الطعام الذي يقدم لنا كان رديئا للغاية وهو عبارة عن وجبة واحدة في اليوم تقدم دون زمن محدد بل حسب الأمزجة وكان يتكون من مياه عادية مسخنة وبها فتات ( القراصة) المملحة فقط .. أما مياه الشرب فيحدث أن نحرم منها ليوم كامل . شعرت بتعب شديد جدا لأنني أصلا مصاب بأمراض في المجاري البولية فطرقت الباب بشدة حتى حضر شخص يدعى حسن كلابيش ، وقد أطلق عليه المعتقلون هذا الاسم لان مهنته كانت تعليق المعتقلين بالأصفاد على أبواب الزنازين بحيث يظل المعتقل معلقا دون أن يستطيع الوقوف على أرجله حتى صباح اليوم التالي !.. سألني حسن كلابيش عن سبب طرقي لابواب الزنزانة فشرحت له بكل أدب واحترام إنني اشعر بإرهاق وأعراض حمى ودوار لأنني أصلا مريض وطلبت تحويلي إلى طبيب .... نظر نحوي مدة طويلة وبعدها طلب من بقية المعتقلين أن يتجهوا نحو الحائط على أن تكون العصابة على أعينهم ففعلوا ، ثم طلب مني أن انزع العصابة ففعلت فإذا به ينهال علي بقبضته اليدوية القوية بالضرب ، ضربني على وجهي وعلى رأسي وبين أضلعي وكافة أجزاء جسمي حتى وقعت على الأرض وأنا بين الإغماء واليقظة ، بعد ذلك هددني بالتعليق على باب الزنزانة أن فعلت لك مرة أخرى أو طلبت معاينة طبيب أو إسعاف ! حسن هذا شاب صغير السن وقد جعلني تصرفه هذا أحس حقيقة بالمهانة والاستغراب لمثل هذا التصرف الذي لا يليق ولم نسمع به مطلقا بين أوساط شعبنا وتربيته ، خاصة إن هذا الشاب يقارب عمره عمر أبنائي فكيف يسمح لنسه بمثل هذا السلوك مع رجل في مقام وعمر والده ؟!! . بعد فترة حضر أحد عناصر الأمن ويدعى (جيكس) وطلب منا الخروج صفا واحدا إلى دورة المياه بنفس طريق سير العميان وهو يوجه لنا سيلا من الإهانات والشتائم المقذعة علينا وعل أسرنا وعلى الذين أنجبونا ، ثم عاد بنا بنفس سرعة ذهابنا وهو يسبنا ويركلنا . !! ونواصل | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:51 am | |
| التاسع عشر الجزء الثالث
في اليوم التالي اذكر انهم فتحوا باب الزنزانة ودخلوا علينا ، ودون أن يتحدثوا معنا اختاروا أصغرنا عمراً وهو ابننا علي العوض حيث القوا به أرضا وانهال عليه المدعو جيكس بالضرب وأوسعه تنكيلا وظل يطلب منه الاعتراف بأنه ( شيوعي ) كان علي العوض بمثابة بطل حقيقي وهو يتلقى الضرب بطل صلابة ورجولة رغما عن الدماء التي سالت منه وهو يقول لجيكس انه لم يتعود على الكذب ولن يقول انه شيوعي لانه ليس شيوعيا بل ديمقراطيا وعضوا في الجبهة الديمقراطية ، بينما كنا نشاهد ما يجري أمامنا بكل دهشة واستغراب .. استمر جيكس يضرب علي العوض وكانوا يصبون عليه الماء البارد ليواصل جيكس التنكيل به ، بعد فترة من الضرب تركوه على الأرض والدماء تسيل منه وخرجوا ، وعادوا بعد ربع الساعة وطلبوا منا الوقوف وأجبرونا على أداء تمارين رياضية شاقة وعنيفة ومتنوعة . اذكر إننا كنا أثناء ذلك نسمع ( حفلات ) تعذيب وتنكيل بأحد المعتقلين المعروفين لدينا في الزنزانة المجاورة لنا ويبدو إن هذا المعتقل قد انهار بعد اشتداد الضرب عليه فلم يحتمل التعذيب وبدأ في ذكر مجموعة من أسماء الأشخاص النشطين نقابيا من التي طلبوها منه !... وكنا نسمعه يردد بصوت عال اسمي واسم حسن كنترول وآخرين .. ويبدو انهم طلبوا نته ذلك عن قصد حتى اسمعه وهو يردد اسمي في محاولة أخرى منهم لإجباري على الانهيار ! وللتاريخ اذكر إن هذا النقابي وعلى الرغم من كل الذي بدر منه في لحظة ضعف إنساني طبيعي الا انه صحح مواقفه فيما بعد ، خاصة بعد أن اغتالت عناصر جهاز الأمن والجبهة الإسلامية ابنه ، وهو حاليا في المواقع المتقدمة للمعارضة السودانية المسلحة بالأراضي المحررة وفي الصفوف الأولى للتجمع الوطني الديمقراطي يزود عن الشعب ويناضل من اجل عودة الحياة الديمقراطية . بعد فترة نقلوا منا مجموعة كبيرة من المعتقلين إلى مكان آخر وقد ذكروا لنا تنهم سينفذون عليهم جميعا حكم الإعدام ! . ولم يتبق بالزنزانة سوى كل من علي العوض ودكتور نصر محمود حسنين بالإضافة إلى شخصي حيث ظللنا في ذلك المكان لمدة تزيد عن الستة والثلاثين يوما كانت فيها حفلات الضرب والتنكيل والإهانات البذيئة مستمرة علينا إضافة إلى إجبارنا إلى تأدية التمارين الرياضية العنيفة على الرغم من إنها قلت كثيرا عما سبقها في الأيام الأولى ، وذلك بعد أن اكتشفوا انهم لن يحصلوا على ما يطلبوه منا ! انضمت إلينا خلال تلك المدة مجموعات جديدة من المعتقلين السياسيين من كافة الأحزاب السياسية . وفي تلك الفترة قد اكتشفنا إننا معتقلون داخل أحد المنازل الحكومية التي أدخلت عليها بعض الإضافات والتعديلات ليتحول إلى معتقل سري خاص وهو ضمن منازل أطلق عليها فيما بعد بيوت الأشباح والتي سيرد ذكرها كثيرا في هذه المذكرات ! في أحد الأيام احضروا إلينا مجموعة من المعتقلين كان من بينهم كل من المهندس عوض الكريم محمد احمد النقابي المهني البارز واحد قيادات التجمع النقابي الذي قاد انتفاضة مارس / أبريل ثم محمد نور السيد رجل الأعمال الذي عرف بالظرف وخفة الدم واذكر له واحدة من طرائفه التي بددت عنا وحشة الاعتقال انه كان يستفسر بخوف وهلع بدأ لنا حقيقيا عن الفترة قضيناها في هذا المكان وعن المكان نفسه واصله وأشكال التعذيب التي مورست علينا ، وعندما روينا له ما مر بنا في ظروف اعتقالنا تلك بدأ يندب حظه ويستنكر وجوده معنا والأسباب التي تجمعه بنا وبأمثالنا وقال ما معناه إننا جميعا ضمن سياسيين محترفين ومعتادين على ( البهدلة ) ومن قاع المجتمع وليس له أي علاقة بالحركة العمالية أو المهنية أو أي نشاط سياسي عام ، وقال إن علاقته بالحزب الشيوعي كانت مع الشهيد عبد الخالق محجوب باعتباره صديقا له ، وان العلاقة انتهت باستشهاده ، وقال إن الشيوعيين لم يأتوا له في طيلة حياته معهم سوى بالمشاكل و ( التلاتل ) مما أثار استنكارنا واندهاشنا من غرابة حديثة ، حتى إن بعضنا تحفز للاعتداء عليه ، حتى اكتشفنا خلال سير ذلك إن الرجل لم يكن جاداً فيما يقول بل كان يداعبنا وقصد بروح الدعابة إخراجنا من أجواء الوحشة التي عشنا فيها بعد أن استمع لرواياتنا وما واجهناه من مصاعب لتبديد الكآبة التي وجدنا بالفعل نعيش فيها علما بان الرجل في الأصل ليس من نوع الذين ينكسرون ! وبالفعل استطاع محمد نور السيد أن يخفف عنا قليلا من وطأة الاعتقال وان ينسينا الجراح حملتها أجسادنا وارواحنا ويعيد ولو قليلا البسمة إلى شفاهنا ، وللغرابة لم يتعرض محمد نور السيد في ذلك الاعتقال للضرب مطلقا وربما كان لروح الدعابة والمرح والبسمة الدائمة على شفتيه والتي أوحت لأعضاء عناصر الأمن تاجر كبير يعيش في بحبوحة ومن الممكن ابتزازه ، وبالفعل حدثنا فيما بعد إن بعض عناصر الأمن طلبوا منه مساعدات مالية وانه ظل يعدهم بذلك حتى خرج من المعتقل دون أن يقدم مليما واحدا لأي منهم ! أما الباشمهندس عوض الكريم فقد اكتشف لنا طريقة لتزجية الوقت بصناعة قطع شطرنج صغيرة وجميلة من فتات الخبز وقد كنت أتبارى معه تحت البطانية ! ونواصل في الجزء الرابع ونستعرض بالتفصيل الأساليب والطرق التي اتبعتها الجبهة الإسلامية في التعذيب | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:51 am | |
| العشرون الجزء الرابع أساليب الجبهة الإسلامية في التعذيب أدخلت الجبهة الإسلامية أساليب اكثر تطورا وبصورة حديثة في انتزاع الاعتراف أو المعلومة كالصعقة الكهربائية حيث يتعرض المعتقل لجهاز مصمم خصيصا لتفريغ شحناته الكهربية التي تؤثر على المعتقل لدرجة انه يفقد وعيه أو يحدث له شلل مؤقت في كل أجزاء جسمه ، بالإضافة إلى أساليب التعليق على سقف الحجرة بواسطة المروحة التي تظل دائرة بكامل قوتها ، أو اسلوب تعليق المعتقل على حديد أبواب الزنزانة المعرضة لأشعة الشمس بحيث لا يستطيع المعتقل المقيد من يديه احتمال حديد أبواب الزنزانة الساخن عندما تشتد حرارة الشمس ، وهناك اسلوب تعليق المعتقل من أرجله على مروحة الغرفة كالشاة لحظة سلخها ثم تدار المروحة ببطء أحيانا وبشدة أحايين أخرى ! أو أن يجبر المعتقل على الاستلقاء على سرير من حديد خالي من الفراش ويتم تقييد أرجله وأياديه ثم يغذى السرير بشحنات كهربائية يتلقى المعتقل ضرباتها بعنف حتى يغمى عليه ، وما إلى ذلك من انتزاع أظافر الأصابع بواسطة آلات معينة أو اللجوء إلى الخصي وكي أطراف الأرجل وهما مقيدتان . ثم أشكال الاعتداء الجنسي على المعتقل بواسطة جنود أو رجال أمن أفظاظ دربوا خصيصا على مثل هذا النوع من الاعتداء وضرب أي معتقل بغض النظر عن عمره وصحته ويتم التركيز مناطق حساسة في الجسم كالمثانة ومناطق الجهاز التناسلي والرأس والرقبة وعلى الوجه وبقية المناطق الأخرى الضعيفة في الجسم ، أو إجبار المعتقل على أداء أشكال عنيفة من الرياضة لمدة ساعات طويلة أو إجبار على رفع يديه لمدة طويلة قد تصل إلى اكثر من ثمان ساعات ويعاقب بالضرب عليها بعنف في أي لحظة يحاول فيها المعتقل إنزال يديه للراحة ولو لقليل ! هذا خلافا للشتائم والإساءات البذيئة للمعتقل ولكافة أفراد آسرته ومعارفه ، هذا فضلا على التهديد المستمر باغتصابه أو اغتصاب أحد أفراد الأسرة أمام عينيه وفي بعض الحالات يتم هذا بالفعل كما حدث للعميد محمد احمد الريح . من طرق الإذلال الأخرى إجبار المعتقل على تقليد أصوات الحيوانات أو طريقة سيرها أو صفاتها الأخرى كما يجبر المعتقل على الركوب فوق ظهر زميله الآخر الذي يجبر على تمثيل وضع الدابة في سيرها ! أو إجبار المعتقل على الإتيان بحركات وتمثيل أوضاع هزلية إمعانا في السخرية والإهانة ، بالإضافة إلى إطلاق حرية عنصر الأمن المشرف على التعذيب في تقدير ما يراه مناسبا من أساليب التعذيب والمعاملة والعقاب الأخرى كإجبار المعتقل على نقل مياه بركة آسنة كاملة من مكانها إلى مكان آخر بواسطة علبة صلصة عليها ثقوب متعددة أو إلقاء المعتقل في حفرة بعد أن تعصب أعينه ويدفع بعنف إلى تلك الحفرة بعد أن يبلغ أن ساعة إعدامه قد حانت ! أو اللجوء إلى طريقة أخرى تجعل المعتقل يدخل في أجواء الإعدام ومتابعة طقوس الإعداد له وهو معصوب الأعين بان يبلغ مثلا قرار إعدامه قد صدر ويمنح ورقة وقلم لكتابة وصيته الأخيرة ثم يأخذونه ويلقون به في مؤخرة العربة ويغطونه بكمية من البطاطين بحيث لا يستطيع رؤية شئ فتتحرك العربة إلى حيث تنفيذ الإعدام ، واثناء الساعات الطويلة لسير العربة يحس المعتقل انهم بالفعل يتجهون به إلى مكان بعيد ونائي بينما في واقع الأمر لم تبارح مكانها أصلا بل تظل تدور في نفس المنطقة وحول المكان فقط لإيهام الضحية ليس الا ! وفيما بعد ينزل المعتقل من العربة وهو معصوب العينين وبعد لحظات وبينما هو يتابع ويسمع حركة عدد من الجنود حوله وأصوات تعبئتهم للجبخانة فإذا بهم يدفعون به فجأة نحو حفرة عميقة ويتبعون ذلك بإطلاق رصاص في الهواء الأمر الذي يوهم الضحية بان ما يجري هو حقيقة فيرتعب ويعيش في دوامة الاعتقاد بالرحيل الأبدي فيواجه مصيره وهو مغلوب على أمره بتلاوة الآيات القرآنية وترديد الشهادة ! وقد حدث هذا بالفعل معي شخصيا داخل بيوت الأشباح كما حدث للعشرات من زملائي المعتقلين الذين اعرف بعضهم ولا اعرف بقيتهم من الذين زاروا تلك البيوت المرعبة كما سأروي لاحقا !! ومن الأساليب الأخرى للتعذيب البدني والنفسي حرمان المعتقل من الخلود للراحة ولو لدقائق حيث يحرم من النوم لفترات طويلة أو الحرمان من الأكل أو الشرب لساعات قد تمتد ليومين وحرمانه من قضاء الحاجة لفترات طويلة حيث تؤدي به حتما إلى الوفاة ، ثم اللجوء لحبس المعتقل في أماكن غريبة وشاذة كالمراحيض أو الحمامات الضيقة لأيام طويلة وأحيانا لشهور عديدة بعد أن يملئون أرضيتها بالماء البارد أو المتسخ بحيث لا يستطيع المعتقل الخلود للراحة بالنوم أو الاستلقاء أو حتى الجلوس ! إضافة إلى أشكال أخرى من التعذيب أطلقوا عليها أسماء أصبحت مشهورة في أوساط المعتقلين السياسيين والذين طبقت عليهم داخل بيوت الأشباح ومن اشهرها ( أرنب نط) ، ( ست العرقي ) ، ( الطيارة قامت ) ، ( دروق واستعد ) ! وقد علمت بان هذه الأسماء متداولة داخل معسكرات المجندين كأشكال للجزاء العسكري والعقاب لبعض مستجدي ومجندي القوات النظامية ! هذا بالإضافة إلى إرغام الضحية على الزحف بطنه على الحصى الحارة في الشمس دون استخدام أياديه أو وقوف المعتقلين حفاة لساعات طويلة على إحدى مساطب بيوت الأشباح الإسمنتية تحت الشمس الحارقة بدون أية حركة أو ململة وإلا فان العقاب سيطال المعتقل من الخلف بواسطة العصي الغليظة أو مؤخرة البنادق أو قطع خراطيم المياه ! وبالنسبة لإجراءات الاعتقال نفسها فهي جزء من التعذيب النفسي حيث من الممكن أن يطالك هذا الاعتقال دون إذن من قاضي بحيث يتم تفتيش منزلك تفتيشا دقيقا من عناصر من جهاز الأمن اقل ما يوصفون به انهم حاقدون حيث يتعمدون استفزازك أمام أفراد أسرتك من نساء وأطفال وأقارب وجيران مما يسبب لهم إزعاجا ويترك رعبا في نفوس الأطفال منهم . وأحيانا يلجا أفراد الأمن إلى العبث في محتويات المنزل حيث يأخذون أوراقا لا قيمة لها ! أو كتبا لا علاقة بها بموضوع الاعتقال أو الاطلاع على الرسائل الشخصية بدافع الفضول المريض ! أو مصادرة الأملاك الشخصية كالعربة والأموال أو المقتنيات الأخرى كالذهب أو خلافه . كما أن هناك أنواعا أخرى من الاعتقال كاختطاف الأشخاص من الشوارع واعتقالهم في أماكن غير معلومة لدي أسرهم لمدة طويلة وغالبا ما تكون داخل أحياء بعينها في العاصمة وداخل منازل تابعة لأجهزتهم وهي ما يطلق عليها بيوت الأشباح مما يعرض المعتقل وأسرته إلى متاعب وصعوبات متعددة وظروف نفسية قاسية وغالبا ما ينكر جهاز الأمن معرفته بمكان المعتقل وفي أحايين كثيرة ينفي واقعة اعتقاله . وقد برزت ظاهرة أخرى في نظام الجبهة الحالي وهي اعتقال أحد أفراد الأسرة كالشقيق أو الابن أو الأب كرهينة في حالة عدم وصول أجهزة الأمن للشخص المراد اعتقاله كوسيلة ضغط عليه ليسلم نفسه كما حدث في واقعة اعتقال الشهيد د.علي فضل الذي اعتقل شقيقه بدلا عنه حتى اضطر الشهيد لتسليم نفسه !! . ونواصل | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:54 am | |
| الحادى والعشرين الجزء الأخير
أخذت أساليب التعذيب منحى آخر في هذه الفترة حيث لجأوا إلى أنواع أخرى اذكر على سبيل المثال إجبارنا على الاستماع لنوع من المحاضرات كان اسمها ( كلام فارغ ) وهي بالفعل اسم على مسمى وقد كان يقدمها أحد عناصر الأمن ويدعى نوح واعتقد إن هذا الاسم حركي وللتمويه فقط كأغلب أسماء عناصر الأمن في هذا البيت ، كان نوح هذا يتحدث لمدة ساعتين عن أي شئ يخطر على باله في تلك اللحظة ، نحن مجبرون على متابعة محاضرته ( القيمة ) والاستماع إليها وقوفاً !! وقد لاحظنا إن نوح يتعرض أثناء حديثه لفترة دراسته الجامعية بالفرع بطريقة فيها بعض المرارة ! في هذه الفترة من الأيام الأخيرة التي قضيناها في بيوت الأشباح بالمبنى الذي يقع غرب المصرف العربي بالخرطوم اذكر أن حضرت إلينا مجموعة كبيرة من رجال الأمن ومعهم شخص آخر يرتدي زيا عسكريا برتبة نقيب الا إننا لم نتعرف عليه ، وقد قدرنا فيما انه ربما يكون في الأصل مدنيا ولكنه يرتدي الزي العسكري للتمويه فقط ، وهو أمر يمكن ان تفعله كوادر الجبهة الإسلامية بالطبع ! طلب منا هذا الشخص ان نزيل العصابات عن أعيننا ففعلنا ثم تحدث إلينا طويلا عن انقلابهم وأهدافه التي جاءوا من اجلها وبداية التصحيح لما ( خربناه ) طيلة فترة الديمقراطية السابقة والتي أطلق عليها صفة ( جاهلية ) وتحدث عن ( مكارم الأخلاق ) الجديدة التي جاءوا من اجل إرسائها في المجتمع السوداني وأكد ان الانقلاب قد استقر الآن وان الجيش على استعداد لحمايته ، وقد أعلن نهاية فترة وضع الأقنعة على الوجوه والعصابات عن الأعين بالنسبة لنا كمعتقلين وبالنسبة للحراس لان النظام قد تعدى مرحلة الخطورة تماما وانهم لن يخافوا من أي شئ بعد الآن وعلينا ان نعي ذلك جيدا ثم غادر المكان ! بعد أيام معدودة جاءوا وطلبوا منا النهوض والذهاب معهم ، ولم يعصبوا أعيننا ساروا بنا مسافة طويلة كانت ابعد مسافة نسيرها منذ ان اعتقلنا ، حيث كانت المسافات محصورة ما بين دورات المياه والزنزانة التي نعتقل بداخلها ، وعند بوابة المنزل من الداخل وجدنا حافلة بانتظارنا وكان بها عدد من المعتقلين حالتهم في غاية السوء مطأطئي الرؤوس على الأرض كما أمروهم بذلك ويبدو انهم كانوا أيضا معنا داخل هذا المنزل ، امرنا بالركوب على ان تكون رؤوسنا مطأطأه ، وكان من حسن حظي ان جلست بقرب إحدى نوافذ الحافلة وقد أتيحت لي فيما بعد ان اختلس النظرات لتمعن جنبات وملامح بيت الأشباح ، أول ما وقع نظري عليه هو مجموعة زنازين متعددة رأيت بداخلها عدد من المعتقلين مقيدي الأيادي معصوبي الأعين ، بعد خروج الحافلة رأيت أيضا ولاول مرة المنزل الذي كنا فيه طيلة هذه المدة من الخارج ، فقد كانت جوانب حوائطه محكمة بحيث لا يستطيع الإنسان من خارجه ان يرى ما يجري بداخله ، وكان تصميمه من تصميمات المنازل الحكومية الحديثة التي يسكنها رجال الخدمة المدنية . سارت بنا الحافلة وعناصر الأمن يهددونا بعدم رفع الرؤوس وبعد مسافة قطعت بنا الحافلة إحدى كباري العاصمة ومن خلال نظرة خاطفة على ملامحه اتضح انه كبري النيل الأزرق الجديد مما يعني ان الحافلة تتجه بنا إلى سجن كوبر وبالفعل وقفت الحافلة أمام البوابة الرئيسية للسجن العمومي ، وهناك لاحظنا ان استقبال إدارة السجن لنا ضباطا وجنوداً كان فيه حرارة ومودة ! أما عناصر الأمن من الجبهة الإسلامية فقد كانوا حتى لحظة دخولنا إلى بوابة السجن يسيئوننا بألفاظ بذيئة ، حتى ان بعضنا هددوا بإعادتهم مرة أخرى لبيوت الأشباح لانهم تصدوا هذه المرة بجرأة لتلك الإهانات !، واذكر ان إدارة السجن العمومي بكوبر أنجزت إجراءات التسليم والتسلم بسرعة فائقة وكأنها كانت متخوفة من إعادتنا مرة أخرى إلى بيوت الأشباح . داخل السجن تعرفنا على الكثير من المعتقلين الذين اتضح انهم قد زاروا تلك البيوت وقضوا فيها فترة من التعذيب وحفلات التنكيل فتم تبادل المعلومات حول حقيقة ما يدور في تلك الأماكن والتي تم تسريبها إلى خارج المعتقل لتنظيم الحملة العالمية التي كشفت وعرت ما يدور حقيقة داخل بيوت الأشباح وكل السودان . وقد علمت ان المهندس هاشم محمد احمد قد تطوع مع مجموعة من الوطنيين السودانيين لاعداد ملف يتعلق ببيوت الأشباح وكتابة تقرير حول كل المعلومات التي توفرت حول تلك البيوت لوضعها أما الرأي العام محليا وإقليميا ودوليا لفضح ممارسات الجبهة الإسلامية في هذا الخصوص ، خاصة ان تلك المجموعة قد مرت بتجربة الاعتقال والتعذيب داخل البيوت المشبوهة . ضمن المعتقلين كان يوجد في أحد أقسام السجن كافة زعماء وقيادات الأحزاب وفي مقدمتهم مولانا محمد عثمان الميرغني الذي أبدى شجاعة فائقة وصبرا على المكاره على الرغم من انه يواجه ظروف الاعتقال لاول مرة في حياته ، كذلك كل من الصادق المهدي ، ومحمد إبراهيم نقد ، والذي وبما عرف عنه من شهامة واصالة يقف شخصيا على خدمة هؤلاء جميعا ويشرف على راحتهم تماما كالابن البار حيث حاز على احترامهم وتقديرهم رغم الاختلاف في المواقف والآراء مؤكدا على أهمية تناسي الخلافات في هذه المحنة الجديدة التي ألمت بالبلاد وذلك في نفس اللحظة التي كان فيها الدكتور حسن الترابي ( معتقلا ) مع زعماء الأحزاب الآخرين وكان يقوم بمحاولات ماكرة من اجل إثنائهم عن معارضة النظام الجديد تحت دعاوى ان يمنحوا فرصة ! وقد وضح للجميع الآن ان اعتقال الترابي لم يكن سوى مسرحية من مسرحيات الجبهة الإسلامية الركيكة والتي حاولا بها إخفاء توجه انقلابهم في أيامه الأولى ، وهنا أشير إلى إحدى طرائف الأستاذ نقد في هذا الخصوص والتي شاعت في أوساط المعتقلين وهو الذي عرف في أوساط زملائه وأعضاء حزبه بخفة الدم رغم مظاهر الجدية والصرامة التي تبدو عليه ! فقد قيل انه التفت يوما ناحية الترابي في تلك الأيام الأولى داخل المعتقل وقال له ( كفاك ... جاملتنا ) !!!
وعليه فأنني ارصد في هذا الجزء أسماء بعض الذين اشرفوا واعتقلوا ومارسوا التعذيب في بيوت الأشباح ، بما توفر لي من أسماء بواسطة معاصرتي لبعضهم داخل بيوت الأشباح :ـ 1/ نافع علي نافع : يملك مزرعة مسجلة باسمه واسم شريك آخر يدعى عمر زين العابدين تبرع بها لجهاز الأمن كمركز للاعتقال والتعذيب 2/ الطيب إبراهيم محمد خير ( سيخة ) وهو معروف . 3/ العميد فيصل علي أبو صالح ، وهو معروف 4/ أسامة مختار : رئيس قسم النقابات بجهاز الأمن وهو الذي اشرف وشارك في ضربي والاعتداء علي وعلى كل من الحاج عثمان ومؤذن الجامع ، قريب زوجة المهندس علي الخليفة . 5/ سيد عابدين : أحد قيادات الجبهة الإسلامية بمنطقة سكنه وعميل لجهاز الأمن وقد شارك في اعتقال سليمان صعيل . 6/ مقدم عبد العظيم الرفاعي : مدير جهاز الأمن في الفترة التي استشهد فيها د. علي فضل ، وهو المسؤول المباشر عن تنفيذ الاغتيال . 7/ رقيب العبيد : المشرف على بيت الأشباح الذي كان يعذب فيه الشهيد علي فضل وهو من أبناء الكوة ويسكن حاليا في منطقة سوبا غرب الصهريج مع خاله ويعمل بجهاز الأمن . 8/ نقيب أمن الطيب محمد احمد : اشرف على اعتقال الطاهر محمد عبد السلام نائب السكرتير العام للنقابة العامة للبنوك . 9/ عوض محمد محمد خير : معلم بالمرحلة المتوسطة ويسكن الدروشاب ، وعضو بالجبهة الإسلامية وقد شارك في تعذيب د. نصر محمود حسين نائب السكرتير العام للنقابة العامة للصيادلة . 10/ العميد بكري حسن صالح ، وهو معروف . 11/ رائد أمن صلاح عبد الله : مهندس معماري تم استدعاؤه من بنك التضامن الإسلامي للعمل بجهاز الأمن وقد اشرف على اعتقال وتعذيب العقيد استخبارات عبد العزيز جعفر محمد عثمان وهو من عناصر الجبهة الإسلامية . 12/ النقيب أمن محمد الأمين : اشرف على اعتقال وتعذيب العقيد استخبارات عبد العزيز جعفر محمد عثمان ، وهو من كوادر الجبهة الإسلامية والمشرف على التعذيب في أحد بيوت الأشباح التي توجد بالخرطوم شرق . 13/ جندي أمن احمد جعفر المواطن : اسمه الحركي حسن علي ووالده أحد كوادر الجبهة الإسلامية بشرق النيل ويسكن الفتيحاب وقد تزوج في عرس جماعي يوم 14/10/ 1991 ، نفذ عملية الاعتقال في عدد من أبناء الإقليم الجنوبي . 14/ رائد إبراهيم شمس الدين : عضو مجلس قيادة الإنقاذ وقد اشرف على إعدام شهداء حركة 28 رمضان . 15/ رائد استخبارات عمر الحاج : اعتقل د. حمودة فتح الرحمن نقيب أطباء جنوب النيل الأبيض من مدينة كوستي مع خمسة معتقلين آخرين ورافقهم إلى الخرطوم حيث سلمهم لرئاسة جهاز الأمن . 16/ محمد الحسن احمد يعقوب : متهم في قضية فساد في الأراضي ، وهو عميل للأمن ابلغ عن الشهيد علي فضل . 17/ الرائد أزهري باسبار : نقل الشهيد علي فضل قبل وفاته بساعات من بيوت الأشباح وهو في حالة غيبوبة واحتضار إلى المستشفى العسكري بامدرمان . 18/ د. بشير مختار : شرح جثمان الشهيد علي فضل ولفق تقريرا عزا فيه الوفاة بسبب حمى الملاريا وهو معروف باسم بشير (كندة) . 19/ د. احمد سيد احمد : رائد بالمستشفى العسكري ونائب قسم الجراحة ومن العناصر الموالية للجبهة الإسلامية وقد عاون في تشريح جثمان الشهيد علي فضل وشارك في تلفيق التقرير . 20ـ جندي نصر الدين محمد : شارك في تعذيب الشهيد علي فضل . 21/ رقيب أول أمين : من سكان الفتيحاب وشارك في تعذيب الشهيد علي فضل . 22/ الرقيب يونس الاحيمر : شارك في إعدام الشهيد حمدان حسن كوري المحامي ووالده وقد شارك في عملية الإعدام كل من العريف الزيبق والعريف علي كمبو في منطقة جبال النوبة . 23/ عبد الوهاب عبد الرحمن : محافظ جنوب كردفان : مسؤول عن استشهاد عدد من أبناء كردفان ببيوت الأشباح في جبال النوبة . 24/ مقدم بالاستخبارات العسكرية اسمه الحركي عوض هتلر : تخصص في إحراق القرى واغتيال عدد كبير من مواطني جبال النوبة . 25/ بله : من أبناء محافظة الجزيرة وشارك في تعذيب د. عبد الرحمن الرشيد مدير الإمدادات الطبية حتى أغمى عليه . 26/ جندي أمن عادل احمد عبد الله : اسمه الحركي عبد الوهاب محمد عبد الوهاب ، يسكن جبل أولياء ومشهور باسم ( بوب ) . 27/ جندي أمن انس : اسمه الحركي ( أيد) من أبناء الدروشاب وانتدب من الشرطة حيث كان يعمل بشرطة الدروشاب ويعمل بجهاز الأمن حاليا ، والدته تعمل كاتبه بمجلس بلدي امدرمان . 28/ جندي أمن عادل سلطان : من كوادر الجبهة الإسلامية ، قام بتعذيب المعتقلين السياسيين في بيت الأشباح في منطقة الخرطوم شرق ، شارك في اغتيال أربعة مواطنين من أبناء الإقليم الجنوبي . 29/ حسن كلابيش : الاسم الحركي ، مشرف على تعذيب المعتقلين في أحد بيوت الأشباح جوار سيتي بنك ، اعتدى بالضرب علي وعلى كل من علي العوض وعلي العمدة ، اسمه الأصلي ميرغني . 30/ صديق : اسمه الحركي نبيل ، شارك في اعتقال سليمان صعيل وتعذيبه . 31/ السر : اسمه الحركي عصفور وشارك في تعذيب صعيل . 32/ الجزولي : اسمه الحركي (جكس ) أو جكسا : ضرب وعذب اغلب المعتقلين السياسيين في بيوت الأشباح خاصة البيت الرئيسي . 33/ بدران : الاسم الحركي ـ شارك وعذب المعتقلين 34/ نوح : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين 35/ ادهم عوض : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين 36/ عوض : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين 37/ حامد عبد المعطي : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين .
وبعد خروج السيد علي الماحي السخي من المعتقل بدأت رحلته للعلاج من آثار التعذيب في كل من القاهرة وباريس واخيرا لندن التي اسلم روحه الطاهرة فيها وهو يتلقى العلاج ... قبل ان تتحقق رغبته للعودة إلى ارض الوطن الذي ناضل من اجله طويلا . | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:58 am | |
| الثانى والعسرون الشهيد عبد المنعم سليمان اعتقل الشهيد في مطلع ديسمبر 1989 في 21 يناير 1991 استشهد الاستاذ عبد المنعم سليمان العمر 60عاما من الرعيل الاول للمعلمين السودانيين احد القادة البارزين لنقابة المعلمين اعتقل في مطلع يناير 1989 واقتيد الى احد بيوت الاشباح حيث تعرض برغم كبر سنه لاسوأ انواع التعذيب الوحشي وهو مصاب بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين في اواخر ديسمبر 1989 تقرر نقله الى سجن كوبر بعد ان تعرض لكل انواع التعزيب لما يقارب شهر في 16 فبراير 90 تقرر ترحيله لسجن شالا في غرب السودان والذي لا تتوفر فيه ابسط مقومات الرعاية الصحية وعلى الرغم من اعتراض السلطات المختصة في سجن كوبر على ترحيله الا ان الاجهزة الامنية رفضت ذلك تم ترحيله ضمن مجموعة من المعتقلين في اول ابريل 1990 م في سجن شالا ساءت حالته الصحية وتعرض لنوبات متكررة من اغماءات السكر وفقدان البصر نقل الى مستشفى الفاشر حيث بقى تحت عناية طبية شحيحة ، وقرر القومسيون الطبي بالفاشر ضرورة ترحيله للخرطوم وذلك في مايو 1990 ، الا ان السلطات الامنية ظلت تماطل هذا القرار نقل في سبتمبر 1990الى مستشفى السلاح الطبي وبقى تحت المراقبة الطبية الدقيقة ومن ثم قرر اطباء السلاح الطبي سفره الى الخارخ للعلاج الا ان السلطات الامنية قررت فجأة في يوم 18 نوفمبر 1990 إرجاع جميع المعتقلين السياسين المرضى الى سجن كوبر في حوالي الساعة الثانية من صباح 21 يناير 1991 بدأ الشهيد عبد المنهعم سلمان يشعر بصعوبة في التنفس والم بالصدر ، قام الاطباء المعتقلون بمعاينة حالته وهم : د. عبد المنعم حسن الشيخ د. سعد الاقرع . د. حمودة فتح الرحمن ولما لم يكن متوافرًا أي اجهزة طبية او أي دواء داخل السجن ، فلم تكن الجهودة التي بذلوها مثمرة ، فقام المعتقلون بإخطار ادارة السجن عن طريق الصياح والمناداة على الحراس والضرب على الابواب الحديدية لاقسام السجن بالايدي والحجارة ولكن دون جدوى ، حيث كان المعتقل المخصص للسياسيين مفصولا عن الادارة وكان مكانه بعيدًا عن حراس السجن والذين حال البرد الشديد دون ان يستمروا في طوافهم العادي فوق سور السجن ولم تفتح ابواب السجن ( الداخل ) الا في الساعة السادسة صباحًا حيث كان الشهيد قد اسلم الروح قبلها بدقائق معدودة المرضى الذين تم تحويلهم مع الشهيد ضمن السلاح الطبي : د. خالد حسين الكد ، مريض بالقلب – قرر القمسوين الطبي سفره في سبتمبر 1990 . عقيد (م) مبارك فريجون ، مريض بالسكر . محمد الامين سر الختم ، مريض بالقلب ، قرر القمسيو ن سفره في سبتمبر 1990 حسين شقلبان ، مصاب بقرحة المعدة والتهاب البنكرياس ثم تم استئصال جزء من معدته د. محمد حسن باشا ، ربو متكرر ويحتاج لاكسجين باستمرار . ابراهيم الخليل ، قرحة بالمعدة اجرى عملية في اكتوبر 1990 د. معاز ابراهيم ، قرحة في المعدة – التهاب الركبتين . د. حمودة فتح الرحمن ، التهاب الركبتين مع عدم القدرة على الحركة . عمر الامين، قرجة بالمعدة . ورفض الاطباء المعالجون مبدأ إرجاع المرضى خاصة الاستاذ الشهيد عبد المنعم سليمان ولكن قائد السلاح الطبي اللواء محمد عثمان الفاضلابي ، قرر تحمل المسئوليين تنفيذ قرارات السلطات الامنية وتم ترحيل الشهيد مع ( 11 ) معتقلا اخر الى سجن كوبر ، ووضعوا في احد الاقسام العادية دون توفير أي متطلبات للرعاية الطبية . دخل المرضى الذين تم تحويلهم بما فيهم الشهيد عبد المنعم سلمان في اضراب عن الطعام لمدة يوم بتاريخ 20 نوفمبر 1990 ، ورفعوا مذكرة جماعية لسلطات السجون ووزير الداخلية ، يؤكدون حوجتهم للرعاية الطبية بالسجن حيث كان المكان المعد لاقامتهم خاليًا حتى من ماء الشرب العادي ولا يوجد اطباء او ممرضون ولا توجد ادوية على الاطلاق ولما لم تستجب السلطات لنداءات المرضى قرر بقية المعتقلون السياسون في كل اقسام السجن الاضراب والاحتجاج على وضع المرضى ورفعوا مذكرة للسلطات نفذ الاضراب لمدة ثلاثة ايام ، ونتج عن ذلك الاضراب ان اخذ الى بيوت التعذيب عددًا من المعتقلين واعيدوا مرة اخرى الى سجن كوبر بعد ان تم تعذيبهم وتعرضوا للحبس الانفرادي ومن بينهم د. حسين حسن موسى ود. معاذ ابراهيم ولما بد\أ الشعيد يحس بوطأة المرض وتدهور حالته الصحية بدأت المطالبة بضرورة نقله للمستشفى للعلاج ومتابعة الفحوصات ، ورفع في هذا الخصوص ثلاث مذكرات شخصية اخرها كان بتاريخ 14 يناير 1990 أي قبل اسبوع واحد من استشهاد ه ، والتقى مدير السجن بالانابة ( العقيد حجازي ) لمرتين شارحًا له حرج موقفه الصحي وكذلك قدم ( الدكتور امير) طبيب السجن تقريرًا لحالة الشهيد وقام برفعه لادارة السجن الا ان ادراة السجن تجاهلت كل ذلك و كذلك جهاز الامن حاول الاطباء المعتقلون جهودهم في شرح الموقف الصحي للمرضى الذين تم نقلهم من السلاح الطبي – حيث قدموا تقريرًا وافيًا لكل حالات المرض مع التركيز على حالة المعلم الشهيد عبد المنعم سلمان
طبت حيًا وميتًا عبد المنعم سلمان القصاص آت يا قتله
والى حالة تالية | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 2:59 am | |
| الثالث والعشرون في يوم 6/9/1996 م تم اعتقالي وذلك اثر متابعة من اعضاء جهاز الامن العام بمساندة جهاز الامن الطلابي ، وفي ذلك الصباح عند حضوري الى الجامعة ( النيلين ) في الثامنة صباحًا احسست بأن هناك مراقبة لصيقة من قبل جهاز الامن وحاولت تمويههم ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل ، وانتظرت داخل الحرم الجامعي حتى منتصف النهار وكان خلال تلك الفترة يأتي اعضاء الجهاز ويتوعدونني بالعذاب وبممارسات اخرى غير اخلاقية ، وبعد منتصف النهار حاولت الخروج من الحرم الجامعي فإذا بسيارة هايلوكس موديل 90 ( رقمها لا اذكره الان ولكنه موجود بدفاتري الخاصة ) وبها عدد 7 أشخاص من اعضاء الجهاز ، بينما هناك اثنان يسيرون خلفي ويتابعونني ، لم احاول الرجوع الى الحرم الجامعي وواصلت طريقي الى السوق العربي وتابعتني سيارتهم وعند اول منعطف يمين اذا بعربة اخرى بكس موديل 95 مظللة بها عدد 10 افراد منهم 5 من افراد جهاز الامن العام و 5 من الامن الطلابي وهم : معاوية ابو القاسم ، يسكن جزيرة الفيل بمدني ، دنقلاوي الاصل وهو قائد تيم الامن الطلابي نميري حسين من ابناء بربر ، يسكن الدروشاب جنوب ( أحول العينين ، له سنة فضة ) . عائد الفاضل من حوش بانقا ، يسكن الدروشاب جنوب له صلة قرابة بالسفاح البشير . علاء الدين ، من ابناء حلفا الجديدة ، درس بخور عمر ، خريج كلية القانون ، كان المسئول الاول لتجنيد الطلاب للامن الطلابي ومسئول في الحركة الاسلامية عن حلقة الكادر السري . يوسف حمد دفع الله ، من ابناء الكمر الجعليين بالجزيرة ، كان يسكن الكلاكلة القبة اول محطة جوار حلواني ود الباشا ، حاليًا يسكن امبدة . وبجوار حلويات سلا تم اعتقالي على مرآى المواطنيين بقيادة وارشاد المدعو معاوية ابو القاسم ، وتم اقتيادي الى مكاتب امن المديرية ( بشرطة القسم الشمالي ) وطلب مني خلع قميصي وعصبوا عيني بالقميص ، وفي الولاية تم تعذيبي لفترة اربع ساعات بالسياط والخيزران والحرق باعقاب السجائر في مناطق متفرقة من الجسم ، بالاضافة للتعذيب النفسي والالفاظ النابية وبينها سب الوالدين . وبعد ذلك دخل المدعو حسب الرسول ابراهيم ( حسبو الطويل ) يسكن الكلالكة القلعة محطة الزريبة ، ومعه مجموعة من كوادر الامن الطلابي وطلبو من اعضاء جهاز الامن العام اخزي للتحقيق في الامن الطلابي ، ثم ارجاعي مرة اخرى الى الامن العام ، فوافق الاخير وتم اقتيادي الى ما يسمى بجمعية القران الكريم التي يحدها من الشرق الصندوق القومي لدعم الطلاب ومن الغرب مواصلات ام ضوًا بان وسينما الخرطوم غرب ومن الشمال بنك فيصل الاسلامي .وتم هناك تعذيبي بالضرب المبرح في الكلية اليسرى علمًا بأنني اعاني من الام حادة بها وكان يفترض ان تجري لها عملية جراحية وحاولوا اغرائي باجراء العملية التي كانت تكلف في ذلك الزمن 850 الف جنيه ولكن دون جدوى ، ثم الحرق باعقاب السجائر وبادوات ساخنة صلبة ، وصب مواد كيمائية عرضوها علي في زجاجات كانوا يسألونيي بأنها متفجرات تابعة لتنظيمكم السياسي وبعد صب المواد الحارقة تم حلق الرأس والشارب والحاجبين وطوال هذه الفترة وانا معصوب العينين حتى لحظة الافراج عني في اليوم التالي ليلا .حيث تركوني فاقدًا للوعي ملقى بالطريق على الاسفلت خلف تفتيش نقطة الشجرة جوار سلاح الزخيرة ( الطريق المؤدي الى الصحافة شرق .. كما ذكر لي الشباب الذين وجدونني على هذه الحالة واخذوني الى المنزل فيما بعد . وقد حملتني اسرتي الى نقطة بوليس الكلاكلات ، ثم نقطة الشجرة ،ثم القسم الجنوبي ، ثم نقطة تفتيش الحوادث الذين رفضوا جميعًا اعطائي اورنيك ( 8 ) كي اتمكن من تلقي العلاج بالمستشفى معللين بأنهم لا يستطيعوا فعل شيئ طالما ان هناك جهاز الامن في الموضوع ، الا ان النقطة الاخيرة منحتني الاورنيك بأمر من جهاز الامن المتواجد بالمستشفى . وجاء بالتقرير الطبي ما يلي : جرح غائر بالرأس ، تورم الجسد ، نزيف حاد بالكلية اليسرى ، حالة استفراغ من اثر شرب الماء المخلوط بالبنزين الذي اجبروني عليه . الصادق ابراهيم عثمان ( الجيو ) | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:03 am | |
| الرابع والعشرون ظللنا وسنظل نعري الافعال اللا اخلاقية لجهاز أمن الجبهة الاسلامية تحت أي مسمى ويناشد احزب الشيوعي السوداني والمنظمات الحقوقية كل من تعرض لحالة تعذيب ان يكتب تجربته ويتقدم للقضاء وهناك مئات المحامين الوطنيين مستعدين لتبني الحالة وايضًا الكتابة للشرطة ولمدير الجهاز نفسه ولوزارة العدل ورئاسة الجمهورية وغيرها
تصحيح التجربة اعلاه في البوست الثاني مر بها الاخ العزيز الصادق ابراهيم
وليست تجربتي الشخصية ، سأسجل تجربتي الشخصية لاحقًا ليس من باب الفخر ولكن من باب التوثيق واذكر انني في ثاني تجربة لي بالمعتقل كنت معصوب العينين وبغرفة انفرادية سمعت صوت والد صديقي يحققون معه وقد قال لي فيما بعد انه رآني عندما ادخلوني امامه وقد كتب مذكرة من 8 صفحات عن حالتة بالتفصيل وما شاهدة بداخل المعتقل وقد ارفق نسخة من المذكرة لاكثر من 15 جهة حكومية وحقوقية والزم بها ابنه يسلمها ويستلم توقيع بالاستلام من تلك الجهات التي من بينها مكتب رئيس الجمهورية ووزير العدل ورئيس القضاء والنائب العام - النيابة العامة - مكتب غازي سليمان وغيرها وغيرها التحية للدكتور بروفسور مهندس عبد المنعم محمد عطية وللاسف يا قرشو في بداية عهد الانقاذ شارك العديد من قيادات الجبهة والانقلاب في تعذيب عدد من المعتقلين البارزين دع عنك انهم يعلمون او لا يعلمون
العزيز kofi أطيب تحية وثق لتجربتك وافضح الجرائم اللا انسانية لهذا الجهاز ، مثل هذه التهم لا تسقط بالتقادم ، لا تقلل مما عانيته معهم فمجرد الاعتقال لخلاف في الرأي هذا ضد القانون وتستحق النشر على اقل تقدير | |
|
| |
ابو تراجى قلم ذهبي
عدد الرسائل : 903 مزاجك اليوم : تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام الجمعة 27 يونيو 2008, 3:05 am | |
| الخامس والعشرون آه لو آه تفيد مجروح
عقب إنتفاضة أبريل تم حل أجهزة الأمن القومي التابعة لنميري وتسريح كوادرها من طرف بدون فرز الصالح من الطالح..فانا أذكر إبان إنتفاضة شعبان تم إعتقالناعلى أساس أننا نظمنا الخروج في مظاهرات وأقتادونا إلى مباني الأمن في شارع السيد عبدالرحمن ووزعونا على زنزانات أربعة بدون أن نتعرض لأي إستجواب أو إهانات وتركونا حتى اليوم التالي عندما إستدعونا للتحقيق حيث أخذت أقوالنا وكان التحقيق يدور حول كيف خرجنا في المظاهرات ومن هم وراء تحريكها..وبالجد بالجد أنا قلت ليهم والله لقيت المدرسة طلعت في مظاهرات وطلعنا معاهم وبعد داك كنا قاعدين في مظلة الباصات جنب عيادات عبدالمنعم هجموا علينا ناس الأمن وجابونا هنا..المهم إنتهى التحقيق على كدا واستدعوا أبهاتنا ووقعنا على إقرارات ورجعنا بيوتنا
وعندما حدثت الإنتفاضة وتم حل أجهزة الأمن وتصفية كوادرها..وهم محترفون ومؤهلون في معظمهم في علوم الأمن والمخابرات..وكان ذلك الإجراء هو السبب الأساسي في إنهيار الديمقراطية الثالثة حيث تم تسليم الخبز لغير خبازينه في مجال الأمن..وكانت الثغرة الأولى التي إستطاع منها ناس الجبهة الوصول إلى الحكم في السودان ووأد الديمقراطية..وتولى زمام أجهزة الأمن عناصر التزمت والحقد ومن الغريب أنه يروى عن نافع على نافع أنه إبان تحضيره للدكتوراة في أمريكا هامت به إحدى الفتيات وتوددت اليه لعله يسوي معاها شغل الحب ولكنها تمنع وأستعاذ من الشيطان ولم يحقق لتلك الفتاة ما تريد..ثم تدور الأيام ويتولى نافع مقاليد أجهزة الأمن في البلاد ويقوم زبانيته بممارسة عملهم مستخدمين الأيرات وزجاجات الكوكا كولا وغيرها ما لم يدر بخلد عمر محمد الطيب نفسه
هذا التحليل أستقيته من حديث لأحد الأفراد الذين عملوا في أجهزة أمن مايو وتم تصفيتهم بعد الإنتفاضة
:نقول تاني
من أين أتى هؤلاء | |
|
| |
| اوسمه وانواط فى صر الانقاذ 19 عام | |
|