هل جربت هذا الحب؟ (شارك برأيك)
كلما جاءت الأيام وحملت معها مناسبة عيد الحب الذي احتفى به البعض دون الآخرين!.. أجد نفسي أمام حب من نوع آخر ربما نسيه البعض أو تناسوه.
حب جمع بين دفتيه كل صنوف الحب قاطبة.. فلوَّنها بكل ألوان الطيف الزاهية.. ومزجها بالإخلاص والتجرد.. وعطَّرها بروح الأخوة والإيمان.. ونسجها بعود الود والتفاني.. حتى أضحت فيه كل صنوف الحب في بوتقة واحدة عبّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
"يا أيها الناس! اسمعوا، واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله، فجثا أعرابي على ركبتيه، ورمى بيديه، ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم، من هم؟ فسُرّ وجه النبي بسؤال الأعرابي، ثم قال: "هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها، فيجعل وجوههم نورًا، وثيابهم نورًا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
إنه الحب في الله.. السلعة النادرة التي لم ولن يشتريها إلا أصحاب القلوب النفيسة النقية، بيد أنها لا تشترى بالمال؛ لأن الله ثمَّنها بقوله تعالى: "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
لقد كان منطقيًّا جدًّا أن يجعل الله هذا النوع من الحب سببًا للنجاة من النار ودخول الجنة، والظلة والستر يوم القيامة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم عن السبعة الذي يظلهم الله يوم القيامة: "... ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه".
ولا عجب أن يوجب الله حبّه لهؤلاء الناس كما ورد في الحديث القدسي: "حقت محبتي على المتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيَّ، وحقت محبتي على للمتباذلين فيَّ، إنهم على منابر من نور، يغبطهم النبيون والصديقيون والشهداء".
ولا غرابة في أن ينادي الله على هذه النوعية يوم القيامة دون غيرهم بقوله: "أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" رواه الإمام مسلم.
لهذه الأسباب ولغيرها أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل من أحب في الله أن يخبر من أحب كما يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه".
تواصل معنا حول هذا النوع من الحب وماذا يعني لك؟ واحكي لنا هل جرّبته أم لا؟ وكيف تشعر به؟ ومن أحب الناس إليك؟ وكيف تحبهم ويحبونك؟ عسى أن ينتفع برأيك الآخرون، وتؤجر عليه من الله تعالى.