الإبن الغالي مصعب..
يا سلام عليك إبننا مصعب وقلبك وفكرك صافي .عشان كدة كلامك سمح وجميل ويدخل القلب .
وطبعا يا مصعب وبما أنك في السعودية وعشت طفولتك هنا في السعودية عرفت بأن الناس إغتربت بحثا عن العمل و"لقمة العيش، وعرفت صعوبة الغربة في البعد عن وطنك وأهلك ، إضافة إلى الحياة في مجتمع تختلف تقاليده وعاداته ونظامه الاجتماعي وكيف يختلف عن بلدك السودان .
وطبعاً المقيمين في السعودية كانوا حريصين على قضاء الإحساس بالغربة بتحقيق التواصل بينهم، فلجأوا إلى تكوين "جمعيات" تحمل أسماء بلادهم، وتضم في عضويتها أبناء المدينة الواحدة .
وخصوصاً أنهم مجتمع يحرص على التكافل والتواصل بين أبنائه.. وهكذا فعلنا نحن أبناء الجريف
وطبعاً منذ نشأتك يا مصعب شاهدت بنفسك بأن الجمعية تهتم بالمناسبات والأنشطة الرياضية، والرحلات للترفيه لتحقيق التواصل بين أبناء الجمعية الواحدة وتعميق الصلات الطيبة في جو من الترابط الأسري. . وبالتاكيد لاحظت ان هذا الأمر يزداد في المناسبات الدينية، مثل شهر رمضان المبارك حيث تقام موائد افطار جماعي في مقر الجمعية، حيث تتشارك الاسر في اعداد وتقديم الإفطار، وعودتنا أنت دائماً منذ صغرك وأنت داخل دار الجمعية خلف والدكم وتحمل بيدك ما هو حسب وزنك إلى أن أصبحت ما شاء الله تدخل علينا وأن تحمل ما لذ وطاب.. ووالدك خلفك .
طبعا لا يستطيع الإنسان أن يعيش بمفرده فالناس يجتمعون في كل مكان وزمان ليقوموا بأعمالهم ويربط بينهم السعي لتحقيق هدف معين .. ونحن هدفنا الجريف
وأحيانا نرى أن هناك مقاومة أو معارضة من بعض أعضاء الجماعة لا لشئ سوى أنهم غير مدركين للأهداف الإيجابية.
والإنسان بطبيعته كائن اجتماعي لا يمكن له العيش بمفرده لذا نجده يسعي للعيش في جماعات والمجتمع هو المكان الذي يجتمع فيه كل كائن إنساني بما يحتوي من قيم وعادات ونظم اجتماعية وعلاقات ومهارات و آراء وأفعال.
ونحن دائما في حاجة إلي أن نعمل معا ونحتاج إلي أن نتأثر ونؤثر في الآخرين وبس بعيد عن التحيز .
لذا عليكم يا مصعب أن تحافظوا على هذا المنهج وتؤمنوا بالأفكار النيرة وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح .. وأتمنى أن يسمع دعوتك الجميع وخصوصاً من هم غائبون عن ركب الجماعة.
وطالما أبناؤنا وأنت واحد منهم تؤمنون بهذا الفكر والمبدأ وتعرفون أهداف الجمعية ومعنى الجماعة ..عليه نحمد الله بأن جيلكم سوف يحمل الراية سواء كان في السودان أو خارج السودان..
تحية لك ولأفراد السرة
عمك وخالك عصام