الأخ والصديق الغالي صديق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
شاهدتُ أخي وصديقي الغالي فيلماً سينمائياً جسد بطولته الفنان الراحل أحمد زكي منذ سنوات طوال,وقد رجعت بي الذاكرة للوراء وما أذكره من أحداث الفيلم أنه كان فقيراً وبسيطاً ولكنه أحبَ
فتاةً تفوقه حسباً ونسباً ومالاً,وكما نعلم جميعاً أن المجتمع المصري لا يختلف كثيراً عن مجتمعنا السوداني عن جميع المجتمعات الشرقية وربما الغربية في هذا الجانب,فما كان من بطل الفيلم إلا إتخاذ الكذب وسيلةً للظهور بوصورة مشرفة ومشرقة أما ناظري محبوبته,فكان يستعير الثياب التي يرتديها عند مقابلتها وكان يدعي بأنه يسكن شقة فخمة في إحدى البنايات الراقية التي كانت توصله إليها محبوبته بسيارتها الخاصة.وكان يشعر بالسعادة الزائفة أمامها,وكانت هي المسكينة تصدق كل ما يقوله وتعيش على وهم الحقيقة إلى أن كشفته مرةً عندما تغيب عن موعد معها وذهب بكل ثقة تسأل عنه بواب البناية وعن شقته وأخبرها بأنه لا يوجد أحد من بين سكان البناية بهذا الإسم أو هذه الأوصاف,وصدمت بعد أن توالت الحقائق تترى لها شيئاً فشيئاً حتى تصدع قلبها وهوت تلكم الصورة الجميلة التي كانت في مخيلتها عن حبيبها الكاذب المتجمل.وأخذ يصرخ "أنا لا أكذب ولكني أتجمل"
الأخ الغالي والصديق العزيز صديق النعمة
من منا من لم يكذب ولو مرةً واحدة ليتجمل في أي منحى من مناحي الحياة المختلفة؟
علماء النفس يفرقون بين الكذب والتبرير ويقولون كل تبرير يشوبه الكذب.
فربما كان بطل قصتنا يبرر لنفسه سبب ما عاشه من حرمان.