مهرها غالي
لقد كان صاحب مال لكن لم يكن له أولاد عكس أخيه إذ كان له أولاد لكن مال قليل يكفي أن تمضي به الحياة في عيش كريم . أخذ أحد أبناء أخيه و هو صغير و تربى معه حتى شب و صار يد عمه و ساعده الايمن و لأحسانه لإبن أخيه أكرمه المولى جل جلاله ببنت واحده كان الفرق بينها و بين إبن عمها في العمر عشرة سنوات .
صارت البنت عروسة تجذب الخطاب ، فأشار إليه أحد أصحابه بأن يزوجها لإبن عمها فهو أولى من الغريب و هو أقدر على صونها و إكرامها و حفظ حقها و مكانتها ، فرحب العم بهذا الرأي ، بعد تفكير قرر إنفاذ الفكرة . طرح الأمر على إبن أخيه فسعد جدا وشكر عمه على هذا التكريم . بقى أن يعرض الأمر على الأم و البنت . بدأ بالبنت التي أبدت الموافقة . بعدها تحدث الى الأم قائلا أن إبن العم طلب يد بنتها للزواج ، كان ردها تعجيزيا حيث سألت عن حاله و ماله و ما عنده ؟ عجبا أليس هذا الذي تربى فيي بيتها ؟ أليس هذا هو الشاب الذي يدير كل أعمال عمه دون أن يشتكي أو يطالب بتعبه ؟ لقد كان يعتبر نفسه إبن يخدم أباه . لقد غالت في المهر و طلبت أشياء هو لا يملكها حقيقة
و بحساب ما قدمه لعمه هو شريك في المال بالمجهود.
رجع الى صديقه و أخبره بكل الذي دار و طلب منه المشورة . إنعقد الأمر على أن يزوجوهما دون علم الأم . تم العقد بحضور الماذون و الشهود . في المساء نادى الأب إبنته و طلب منها أن تأخذ العشاء إلى أخيها ، ثم شغل زوجته بالحديث حتى نامت و ظلت العروس مع زوجها . تكرر الامر حتى بدأت تظهر أعراض الحمل على البنت . و لما تأكدت الأم من حمل إبنتها و صمتها عن ذكر الفاعل شرحت للأب حالة البنت و لابد من إيجاد حل لهذه المشكلة .
بعد مشاورات أشارت الأم لان يزوجوها لإبن عمها حتى يستر عليها . طلب الأب أن يأخذ رأي إبن العم . بعد فترة عاد إليها الأب قائلا أنه موافق بشرط أن تنفذ مطالبه . قالت ما هي ؟ قال لها : المطالب مكتوبة في هذه الورقة . قرأتها لتجد ضعفين ما طلبته منه في بداية الامر . وافقت على كل المطالب و أحضرتها كلها من حر مالها . تم تحديد موعد الزفاف . في يوم الزفاف حضر كل المدعويين و الماذون ، لم يتم أي إجراء بل طلب الأب من صديقه أن يتكلم ، فأخبرهم بحقيقة أنهما متزوجان منذ فترة و أخرج القسيمة و قرأها حيث ذكر التاريخ و الشهود ، و الأن هي حامل من إبن عمها و زوجها . أليس أقلهن مهرا أكثرهن بركة ؟