بين الأمس و اليوم
جلست ذات مرة في منزل أخينا الفاضل بدر عبد الماجد ومعنا بعض الأخوان حيث أكرمنا الاخ عبد الرحيم حطي بمشاهدة شريط فيديو مسجل فيه ليلية بالطيب الغزالي بمناسبة الذكرى السنوية لعمنا المرحوم – عبد العزيز منصور . لقد نبهنا عبد الرحيم الى الاشخاص الذين حضروا هذه الليلية فوجدنا أن عدد كبيرمنهم قد انتقل الى الدار الاخرة ، لهم الرحمة .
منذ تاريخ مشاهدة الشريط و حتى اليوم فقدنا عدد كبير من أحبائنا في كل الاعمار و كل بيت قد مرت عليه فترة حزن . مضى الكبار بتجاربهم و رجاحة عقولهم و راح الصغار بعنفوان شبابهم .
فى الذكرى ملامح و مواقف و أشخاص و أسماء و في الحلم أمل أن نلتقي و نرى و نسمع و نثامر ، فمن مضى ليس لنا إلا أن ندعوا له بالرحمة و من بقى فألامل أن نراه .
و كان حيين بنتلاقى ، مصداق ذلك أنني قابلت أخونا عوض إسماعيل الذي كان يسكن في منزل العاقب عبد الحليم ، بعد خمس و عشرين عاما في مخرج سبعة هنا بالرياض . جلست معه فعادت بنا الذكريات ، سألني عن بعض الاشخاص الذين عرفهم في تلك الفترة . و كلما مرة أقول له رحمه الله فتأثر جدا لأنه عاش معهم أيام طيبة ، وهذا يدل على طيب معدنه و سلامة قلبه لتذكره كل تلك الأسماء .
و هناك الكثير من الذين لهم ذكريات تحكي عن حياة أمضوها في ربوع الجريف . من أمثلة ذلك أخونا علي الحضري الذي إمتحنه الله بفقد إبنه البكر بشير الذي حدثت وفاته في هذا الشهر فله الرحمة و أن يدخله الله فسيح جناته . فهل منا من لا يعرف علي الحضري إبن المادح الشهير بشير الحضري ؟
و بين الأمس و اليوم عالم و تاريخ و ذكريات و أحلام و آمال فهل هناك من يوثق و يؤرخ ، فحياتنا تاريخ من حقه أن يحفظ .
وكم سعدت عندما كان يناديني الاخوان من خارج الجريف بعلي الجرافي . و علينا أن نفخر كما قال الاستاذ – عمر بشير في حضرة أبونا الخليفة عثمان ( جعلى و الحمد لله ) ، ونقول جرافي و الحمد لله .