صـلاة الجمعـة
إن كثيرا منا لا يعرفون من آداب الجمعة إلا الإغتسال فقط ، وربما يفعله بعضهم لمجرد النظافة ، أو لأنه تعود منذ صغره عليه ، وما علم أن هناك آدابا لو فعلها بعد الإغتسال لأصبح يعب من الحسنات عبا ، ولحاز على خيري الدنيا والآخرة ، والآداب خمسة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ( من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الامام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجـر صيامها وقيامها ) رواه احمد .
والمعنى : أن من إغتسل يوم الجمعة وذهب في أول الوقت ماشيا على قدمية إلى المسجد وليس على السيارة ونحوها ، وادرك أول الخطبة واستمع إليها بإنصات ، وكان جلوسه في المسجد قريبا من مكان الإمام ، حصل على الثواب المذكور في الحـديث .
القليل هم الذين يتحلون بهذه الآداب ، فيكسبون بكل خطوة يخطونها عمل سنة نموذجية كاملة ، ثواب صيامها وقيامها حتى لو لم يصوموا يوما واحدا ولم يقوموا ليلة واحدة ، فالخطوة الواحدة تعادل عمل سنة فكيف إذا مشى العبد عشرات الخطوات ، فإنه سيحصل على أجر عمل سنين بعدد هذه الخطوات وبعمل يسير جدا ، فيا له من فضل عظيم فرط فيه كثير من عباد الله ، ولا حول ولا قـوة إلا بالله .
فتخيل معي يا أخي لو طبقت هذه السنن في جمعة واحـدة ، وكانت المسافة بين منزلك وبين الجامع 1000 خطوة فسيكتب لك بإذن الله عمل 1000 سنة أجر صيامها وقيامها ليس فيها سيئة واحدة ، هذا في جمعة واحدة ، فكم سيكتب لك في أربع جمع ( شهر واحد ؟ ) إنك ستحصل على عمل 4000 سنة ( 4 جمع × 1000 خطوة = 4000 سنة ) ، واذا داومت على ذلك عام كاملا { 12 شهرا أي 48 جمعة تقريبا } فسيكتب لك علم 48000 سنة { 48 جمعة × 1000 خطوة = 48000 جمعة تقريبا لك عمل 48000 سنة } هذا في سنة واحدة . ولنفرض أن الله سيطيل في عمرك بحيث تطبق هذه الآداب اربعين عاما على الاقل { 480 شهرا أي 1920 جمعة } فسيكتب لك عمل 192000 سنة { 19200 جمعة × 1000 خطوة = 192000 سنة } مليون وتسعمائة وعشرين ألف سنة بصيامها وقيامها ، ولنفرض ان الله سيعطيك على عمل السنة الواحدة 1000 حسنة فسيكتب لك في عمل مليون وتسعمائة وعشرين ألف سنة ( 1000 حسنة × 1920000 سنة = 1920000000 حسنة ) مليار وتسعمائة وعشرين مليون حسنة .
فكيف لو كانت خطواتك أكثر من ( 1000 ) خطوة واذا مدة الله في عمر أكثر من ( 40 ) سنة ؟؟؟ وصدق الله القائل في كتابة العزيز { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } سورة النحل 18 .
فقـد اعطانا الله عز وجل ما نملأ به صحيفتنا من الحسنات بعمل يسير ، وهذا مثال ، فدعونا ألا نفرط ، وأن نقتنم الفرصة من بقية عمرنا ، وأن لا نأتي للمسجد متأخرين ، او مهرولين أو متكاسلين إلا بالعربية .
نفعني الله واياكم لما فيه الخير والثواب ، وأن يعيننا جميعا على فعل الطاعات لنيل الدرجات ، وأن نعمل صالحا وأن يتقبلنا قبولا حسنا .
ونسألكم صالح الدعوات .