دعوة للتواضع
عندما كان سيدنا سلمان الفارسي أميرا على المدائن ، مر ذات يوم في السوق فرأه رجل لا يعرفه فطلب منه أن يحمل متاعه فلم يتردد و حمل المتاع على ظهره و مضى فلما رأه أول رجل قال له : يا والي أمير المؤمنين دعني أحمل عنك فرفض . توالى الناس تباعا يطلبون منه حمل المتاع عنه لكنه أقسم أن يبلغه مكانه الذي يقصده . أخذ صاحب المتاع يبكي و يطلب منه أن ينزل المتاع و هو يرفض .
هذا نموذج من مدرسة المصطفى صلى الله عليه و سلم يصور قمة التواضع الذي نحن كمسلمين مطالبين به فمن تواضع لله رفعه . الذي حدث من سيدنا سلمان ليس هناك ما يلزمه لأدائه لكنه قام به عن طيب خاطر . فأين نحن اليوم من صور التواضع التي نفتقدها كثيرا .
من القصص التي وقفت عندها حدثت في احد المؤسسات الخاصة . في يوم أتى المدير و هو في الحساب يعتبر صاحب المؤسسة تلك و كان يحمل في يديه كراتين بداخلها أجهزة وضعها على الارض ، عندما رأه العاملون الذين كانوا موجدين لحظتها قاموا جميعا لإحضار باقي الكراتين و كان من ضمنهم مدير أحد الأقسام قام بدوره لمشاركتهم رغم إصرار المدير عليه أن لا يذهب . كان هناك مهندس جديد طلب منه الاخوان مشاركتهم لكنه رد عليهم أنه مهندس لا يحمل كراتين ولم يكتفي بذلك بل ذهب إلى مكتب المدير و أعاد عليه نفس الكلمات . رد عليه المدير أنت رأيتني و قد حملت الكراتين مع العلم أنني صاحب المؤسسة و أيضا رئيسك المباشر قام و شارك و لم يطلب منه ذلك ، فهل أنت أفضل منا جميعا ؟
و لكم أن تعقدوا مقارنة بين الإثنين و أحكموا . اللهم زدنا تواضعا و أجعلنا من أهل التواضع و ارفعنا عندك مكانا عليا .