الكل يتحدث و الكل يتكلم و يسود منطق العقل النظري و لا بأس في ذلك فكل الأعمال الخالدة لا بد أن تسبق بالتنظير و لكن يبقى السؤال أين منطق العقل العملي، الذي من شأنه أن يحول هذه الأقوال إلى أفعال، الكل يتحدث عن الوطنية و سمعنا من الأشعار ما ضاهى المتنبئ و أبو العتاهية، و لكن سؤال بسيط ما هي الوطنية؟
و كيف أكون مواطناً ذو حس وطني و كيف أخدم وطني و كيف يتسق سلوكي في عمومياته مع أهداف و تطلعات و رؤى وطني.
كيف أعيش حياتي بكل تلقائية و أخدم وطني في الوقت ذاته كل هذه الأسئلة لا بد أن تلقن لكل سوداني منذ نعومة أظفاره و بعدها فليكتب من الأشعار ما شاء، للأسف الشديد كل الكلمات التي نحفظها لا ندري مضمونها أو مفهومها و لا يوجد تحديد للمعاني و تجسيد لهذه المعاني في الحياة اليومة..
هل أخدم وطني كما يقول آدم سميث )Individuals seeking their economic self-interest actually benefit society more than they would if they tried to benefit society directly بمعنى أن الأفراد في سعيهم لتحقيق أهدافهم الإقتصادية يخدمون الوطن أكثر من لو خدموا الوطن مباشرة.
هذه رؤية قد نتفق أو نختلف معها و لكن يبقى المجال لكل من يملك أن يقذف بفكره العملي القابل للتنفيذ و كفانا هتافات و شعارات لا تسمن و لا تغني من جوع.