هجوم يستهدف مروحية لـ «يوناميد» في دارفور... الخرطوم تتعهّد محاكمة كوشيب قريباً والصين مستعدة للتعاون لتجاوز اتّهام البشيرالخرطوم - النور أحمد النور الحياة - 12/08/08//تعهّدت الخرطوم محاكمة متهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور قريباً، بينهم القيادي في «قوات الدفاع الشعبي» علي كوشيب الذي كانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة لتوقيفه مع وزير الدولة للشؤون الإنسانية أحمد هارون. وأعلنت الصين أمس استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لتجاوز تداعيات اتهام المحكمة الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب «إبادة جماعية» في الإقليم.
وسيزور نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ السودان قريباً. ودعا السفير الصيني في الخرطوم لي تشنغ ون عقب لقائه نائب الرئيس علي عثمان طه أمس، مجلس الأمن إلى التعامل بصورة جدية مع الموقف العربي والأفريقي من أجل الوصول إلى حل لأزمة اتهام البشير، موضحاً أن الاتهامات ستكون لها آثار سلبية على مساعي تسوية أزمة دارفور. ودعا المجتمع الدولي إلى التمسك بالتعاون مع الحكومة السودانية لتسريع حل الأزمة والحيلولة دون تدهور الأوضاع في الإقليم.
وكان الرئيس الأميركى جورج بوش قال في بكين إنه طالب قادة الصين أثناء محادثاته معهم على هامش دورة الألعاب الأولمبية التي يحضرها، باستخدام نفوذهم للضغط على الخرطوم لإنهاء الأزمة الإنسانية في دارفور. وقال إنه أثار خلال اجتماعه أول من أمس مع الرئيس الصيني هو جين تاو ومسؤولين آخرين الموقف في الإقليم. وأكد أن رسالته لزعماء الصين أن يستخدموا علاقاتهم مع الرئيس السوداني للمساهمة في حل الأزمة. ووصف ما حدث في دارفور بأنه «إبادة جماعية».
وتسلم المدعي العام لجرائم دارفور الذي عينته الحكومة السودانية نمر إبراهيم محمد مهماته رسمياً أمس من وزير العدل عبدالباسط سبدرات. ويُنتظر أن يتوجه إلى دارفور خلال أيام برفقة لجنة من كبار المسؤولين. وقال نمر إنه شرع في التحري في اتهام واحد من جملة 13 قضية تتعلق بجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وأوضح أنه سيراجع الاتهامات المدونة في النيابات قبل إحالتها على المحاكم، بما في ذلك الاتهامات في حق القيادي في «قوات الدفاع الشعبي» علي كوشيب الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في دارفور. وكانت السلطات السودانية أوقفت كوشيب شهوراً قبل أن تفرج عنه، وقالت إنها لم تجد أدلة كافية لإدانته.
وفي موازاة ذلك، أكد «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم وشركاؤه في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» أمس أن الأيام المقبلة ستشهد تفعيل «مبادرة أهل السودان لحل مشكلة دارفور» التي طرحها البشير الشهر الماضي. وكان الشريكان توصلا في اجتماع أمس إلى اتفاق على جوهر المبادرة وآلية تنفيذها تمهيداً لعرضها على القوى السياسية والحركات المتمردة.
وناقش الاجتماع الذي رأسه من جانب «المؤتمر الوطني» الدكتور محمد مندور المهدي ومن «الحركة الشعبية» أمينها العام باقان أموم رؤى الطرفين لآليات تفعيل المبادرة. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية» ياسر عرمان إن الجانبين درسا آليات لعقد مؤتمر قومي لمعالجة قضية درافور بصورة شاملة وعادلة. ورأى أن هذا الأمر يتطلب، إلى جانب الحوار بين المسلحين والحكومة، مشاركة كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
من جهة أخرى، زار المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان ريتشارد وليامسون أمس الفاشر كبرى مدن دارفور. وأطلع على الأوضاع الأمنية والإنسانية. وأجرى محادثات مع المسؤولين هناك وقيادات «حركة تحرير السودان» بزعامة مساعد الرئيس مني اركو ميناوي الذي ترك مكتبه في القصر الرئاسي في الخرطوم واعتصم في مواقع قواته قرب الحدود التشادية منذ أكثر من شهرين احتجاجاً على تباطؤ الحكومة في تنفيذ اتفاق أبوجا للسلام.
ويُنتظر أن يعود وليامسون إلى الخرطوم اليوم لإجراء محادثات مع البشير تتركز على أزمة دارفور وتسريع نشر القوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في الإقليم وإزالة المعوقات التي تعترضها، إلى جانب اتهامات المحكمة الجنائية الدولية للبشير وإمكان تجميد إجراءاتها.
وكان وليامسون زار منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها، والتقى قائد الوحدات المشتركة من الجيش الحكومي و «الجيش الشعبي» ومسؤولي الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات. وقال مسؤول من الأمم المتحدة رافق المبعوث الأميركي إنه لاحظ دماراً واسعاً في البلدة التي خلت تقريباً من قاطنيها بعدما فروا إلى منطقة أقوك القريبة إثر مواجهات طرفي السلام التي أوقعت عشرات الضحايا. وحض وليامسون شريكي السلام على العمل الجدّي لإعادة النازحين إلى مناطقهم والمساعدة في إعمار المنطقة.
ميدانيا، (ا ف ب) أعلنت القوات الدولية الأفريقية المشتركة لحفظ السلام في دارفور أن مروحية تابعة لها أصيبت بإطلاق نار أمس، إلا أن الواقعة لم تؤد إلى إصابات. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة نور الدين المازني إنه «بعد نحو 30 دقيقة من الإقلاع وعلى بعد 90 كلم شمال غربي الجنينة، سمع قائد الطائرة صوت طلقات نارية، فألغى المهمة وعاد إلى الجنينة. ولم تتضح على الفور الجهة التي كانت وراء الهجوم على المروحية التي كانت تقل أفراد الطاقم وراكباً واحداً.