ما هو حجم
الإنترنت ؟
التقديرات حول حجم
الإنترنت تختلف ، حيث أنه لا توجد
أية وسيلة يمكن إعتبارها مؤكدة حول
حجم الشبكة وكل الأرقام التي تُنشَر
هي مجرد تقديرات ، ويرجع السبب في
ذلك إلى كون الإنترنت عبارة عن محيط
مفتوح موزع حول العالم بشكل طبيعي
دون أن يكون لأية جهة سلطة التحكم
فيه بشكل كامل .
الأرقام التالية المتعلقة بنمو
الإنترنت تم إستقاؤها من جهات
مختلفة تعتبر جميعها مرجعاً يُعتّد
به في مجال إحصاءات الإنترنت ،
وجميع هذه الجهات تذكر في تقاريرها
بأن أرقامها هي تقديرات وأنه من
الصعوبة بمكان كما هو مذكور أعلاه
إعطاء أرقام ثابتة ومؤكدة عن نمو
الإنترنت .
عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم (مليون)
التاريخ
|
العدد
|
المصدر
|
اكتوبر 1994
|
13.5
|
MIDS(
www.mids.com )
|
ديسمبر 1995
|
16
|
(www.idc.com) IDC
|
ديسمبر 1996
|
37
|
(
Jupiter.com)
Jupiter
|
ديسمبر 1997
|
101
|
(
nua.com) Nua
|
ديسمبر 1998
|
150
|
Nua
|
سبتمبر 1999
|
201
|
Nua
|
نوفمبر 2000
|
407
|
Nua
|
ديسمبر 2000
|
414
|
(etforcast.com)
EtForcast
|
ديسمبر 2002
|
673
|
( Predicted)
EtForcast
|
ديسمبر 2005
|
1.174
|
( predicted )
EtForcast
|
جدول 3.1 : عدد مستخدمي الإنترنت سوف يتجاوز البليون مستخدم عام
2005
نمو الإنترنت السريع لم
يقتصر بطبيعة الحال على عدد المستخدمين حيث نمت أيضاً أعداد الكمبيوترات المضيفة (
Internet Hosts)
من عشرة ملايين جهاز في يناير
1997 إلى
100
مليون جهاز في يناير 2001م وفقاً لتقرير صادر عن
شركة تلوكورديا تكنولوجيز.
وفي تقرير أخر
لشركة سيفيلانس فإن عدد الصفحات الموجودة على الإنترنت بلغ في يوليو
2000. أكثر من
2.1 بليون صفحة ، وأنه يتم إضافة سبعة ملايين صفحة جديدة كل يوم. وذكر
التقرير أن الإنترنت سوف تستمر في النمو وأنه سيكون هناك أكثر من
4 بلايين صفحة على الإنترنت في بداية العام
2001، كما أشار التقرير إلى أن
84,7%
من تلك الصفحات موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن معدل حجم كل صفحة هو
10KB، وتحتوي الصفحة على معدل
23 نقطة ربط داخلية و
5.6 نقطة ربط خارجية و
14.4 صورة .
الإنترنت لازالت تنمو
بشكل سريع جداً سواءً من حيث عدد مستخدميها أو من حيث تنوع الخدمات التي تقدمها
ومن ذلك مثلاً إن الإنترنت قبل سنوات قليلة كانت قادرة فقط على توفير المعلومات
التي تعتمد على مجرد النصوص إضافة إلى القليل من الصور ، أما اليوم فإن بإمكان
مستخدم الإنترنت أن يجد عليها ليس مجرد النص والصورة ولكن أيضاً الصوت والفيديو في
الوقت ذاته ، وهو من ناحية أخرى قادر على وضع المعلومات التي يريدها على الشبكة
بشكل سهل لا تعقيد فيه.
هذا الإنتشار الكبير
للإنترنت إضافة إلى سهولة إستخدامها وتنوع مصادرها وخدماتها جعلت شركات صناعة
الإعلام تتهافت على إيجاد مواقع لها عليها حيث يوجد (حتى بداية عام
1999 ) أكثر من
6772 جريدة على الإنترنت من مختلف أنحاء العالم (أنظر الشكل رقم
3.2 )، إضافة إلى الكثير من محطات الراديو والتليفزيون وشركات الإنتاج
السينمائي.
وسائل الإعلام هذه
– وبشكل خاص الصحافة
– أدركت أن الإنترنت تمثل تهديداً كبيراً لها نظراً لقدرتها على إختراق
أهم مصادر دخلها ألا وهو الإعلان. إن الإنترنت بتلك المزايا التي تتمتع بها تعتبر
مكاناً ملائماً للإعلان ، فالمستهلك بإمكانه أن يبحث عن الإعلانات بشكل سهل وسريع
كما أن بإمكانه تحديد مواصفات وسعر السلعة أو الخدمة التي يبحث عنها لتكون أمامه
وفي ثوان قائمة بأفضل الخيارات التي تتناسب مع طلبه ، وإن لم يكن هناك أي بدائل
مناسبة فإن بمقدوره وضع عنوانه البريدي ليصله وبشكل أتوماتيكي المنتج الذي يرغب
فيه فور الإعلان عنه على الشبكة. إن جوهر خطورة الإنترنت على الصحف هو أنها بدأت
في إختراق قطاعات محددة من الإعلانات مثل الإعلانات الشخصية أو طلبات التوظيف أو
إعلانات السيارات والعقارات. وفي نفس الوقت الذي مثلت فيه الإنترنت خطراً على وسائل
الإعلام فإنها فتحت أمامها باباً واسعاً لتحقيق الإنتشار وجني الأرباح (سيتم تناول
هذا الموضوع بالتفصيل في فصول تاليه).
من ناحية أخرى فقد
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ما يمكن أن يطلق عليه "ثورة إنترنت" تسعى
من خلالها إلى إبرام إتفاق دولي من شأنه تغيير الطريقة التي تتاجر بها دول العالم
مع بعضها البعض وبحيث تكون الشبكة منطقة حرة لا تفرض ضرائب أو رسوم على السلع
المباعة من خلالها. وقد كلف الرئيس الأميركي بيل كلينتون الممثلة التجارية الأميركية
ووزيرة التجارة ومستشار الرئيس للتنمية بالعمل مع منظمة التجارة العالمية للتوصل
إلى إتفاق دولي بعدم فرض الضرائب والرسوم الجمركية على السلع والخدمات التي تباع
عبر الإنترنت والتوصل إلى إتفاقات حماية الملكية وخصوصيات الأفراد وإيجاد بيئة
قانونية دولية مناسبة لإزدهار التجارة الإلكترونية. ودعا الرئيس الأمريكي الذي
أعتبر التجارة الإلكترونية وسيلة لزيادة النمو وخلق الوظائف الحكومات في العالم
إلى إدراك أن إجراءاتها ستؤثر سلباً أو إيجاباً على نمو هذه التجارة عبر الإنترنت
وأن المسئولين الحكوميين في العالم ينبغي عليهم إدراك الطبيعة الفريدة لهذه
المتاجرة الإلكترونية، وأن السوق المستقبلية ستكون طبيعتها تنافسية ولصالح
المستهلك الذي ستتاح له خيارات واسعة. لكن الرئيس كلينتون أشار إلى أن التجارة
الإلكترونية تحمل مخاطر عديدة حالياً قد تعيق نموها حيث لا توجد إتفاقية دولية حول
هذه التجارة ولا توجد إجراءات حماية ملكية فكرية ، ولذلك فقد أقر الرئيس الأميركي
تقريراً يتضمن أربع مبادىء رئيسية تطالب بمعالجة هذه الأمور على مستوى دولي ،
والمبادىء الأربعة التي تضمنها التقرير الذي جاء بعد دراسة إستغرقت عامين هي تشجيع
كل دول العالم
على تجنب فرض ضرائب
تمييزيه أو رسوم أو قيود بيروقراطية على التجارة الإلكترونية. وتشمل المبادىء أن
القطاع الخاص يجب أن يقود ، وأن تدخل الحكومات مطلوب في مجال توفير البيئة
القانونية اللازمة لإنتعاش التجارة الإلكترونية بينما تمتنع عن أي عمل من شأنه الحد
من نمو هذه التجارة. ويشير التقرير إلى أن الإنترنت لديها إمكانية أن تصبح أكثر
أدوات التجارة الأميركية أهمية خلال عشر سنوات وتؤدي إلى خلق ملايين الوظائف، كما
أنها ستقوم بثورة في مجال البيع بالتجزئة حيث يمكن لكل شخص أن يتسوق وهو جالس في
منزله ويشتري منتجات وخدمات متنوعة من مختلف دول العالم
لقد حققت شركات توفير
خدمة الإنترنت مثل أميركا أون لاين وبرودوجي نجاحاً كبيراً في ضم ملايين
المشتركين، هذا النجاح كان نتيجة لقدرة تلك الشركات ليس فقط على توفير كم هائل من
المعلومات والترفيه لمشتركيها ولكن وبدرجة أهم لتمكنها من عرض تلك المعلومات بشكل
جذاب وشيق إضافة إلى السهولة الكبيرة في الإستخدام والدخول على المعلومات المطلوبة.
هذا النجاح الذي حققته
شركات توفير الخدمة رغم أهميته إلا أنه لا يمثل سوى جزء بسيط من عدد مستخدمي
الكمبيوتر المحتملين ، وبالتالي فإنه سوف يكون عائقاً أمام تلك الشركات للقيام بأي
عمليات إستثمار وتوسع في المستقبل. المعادلة الصعبة هنا تكمن في أن شركات توفير
خدمة الإنترنت سوف تحجم عن الإستثمار في تطوير أجهزتها وخدماتها ما لم يكن هناك
عدد كاف وتنام من المشتركين (Mass audience) ، ومن ناحية أخرى فإن المشتركين سوف يحجمون عن الإشتراك
دون تحقق درجة كافية من سهولة الإستخدام ، وإنخفاض السعر.
دايزرد
(Dizard, 1997)
يرى
أن حل هذه المشكلة يكمن في إستخدام عمليات التسويق المبتكرة ، فخلال السنوات
الأولى التي تلت الحرب العالمية الثانية لجأت صناعة التليفزيون إلى جذب المزيد من
المشاهدين وذلك من خلال وضع أجهزة تليفزيون في المقاهي والمطاعم وملاعب البولينق
وغيرها من الأماكن العامة. بالنسبة لتكنولوجيا الإعلام الجديد فإن بإمكانها أن
تلجأ إلى وسائل مماثلة من خلال التواجد في الفنادق ومقاهي الإنترنت وبشكل أكبر
وأهم في المدارس بدءاً من الروضة وحتى الجامعات.
