عذراً أخى .. ثم عذراً
ما القول أخى .. إن كان !!
وكل الشاردات كذب ...
وكل التائهات صغار زغب ...
وكل الحسنات سيئة الجمال ...
فما القول أخى أكثر من ذاك ...
مقلوع الدواخل غضباً ...
مستور السيئات حيناً ...
وحيناً تلاطفنى الخطوب سعداً ...
فما القول أخى .. أكثر من ذاك !!
فلا يكفى ...
لا يكفى العذر إن بدأ غدراً ...
لا يكفى الود إن لم يكن عتاباً ...
ولا يكفى القول .. وإن بدأ ضحكاً !!
بزمن ما ...
أرشدتنى الدواخل نطقاً ...
أخ ولدته الشمس رفيق ...
خلفه الصبح فجر أنيق ...
إنتسل من معزة ليس دونها طريق ...
وانا كشلو على سفوح قممه ...
أرنو شروقه كل ليل ...
عله يتمم نواقصى ...
على يفضى بى إلى أعالى السفوح ...
على جبله إرتقيت الخطوب ...
سميت به سماوات الرضا ...
ولكن لسانى أرشدته النفس ...
أغوته ضجة الملامح ...
أسكنته بوادى القول إفكاً او .. ضحكاً !!
رمى لسانى بالسوء غمزاً ...
إهتدى سوء لأخى ما إرضته الروح ...
فما القول أخى .. إن كان !!
ما القول أكثر من ذاك ...
ما هديت طريق الخصومة ...
وما سرت درب الأخوة ...
طريق رمت به القرب ...
إستنرت به براحات أخى ليلاً ...
وقذفت بالنعل وصفاً ...
هو أسمى ...
هو اعلى ...
هو امجد سماواتى ...
إستبحت شرفاً لأخى ...
هو عندى أمانة للعهد علقت عنقاً ...
فلا إستوفيت للحب شرطاً ...
ولا كنت من زمر الجاهلين العداء ...
ولا إصطفيت لأخى وداً ...
فعذراً ...
إن كان القول قد سبق أخى ...
فعذراً أرجوه ...
وعفواً لمظلمة راودتنى عن نفسك ...
إن كان القول ذاك ...
فعذراً ثم عذراً أخى ...
فعفواً ثم عفواً أرجوه لمظلمتك ...
قد كنت .. وليس قولاً !!
أخ فى الملمات لا تفتقد ...
سندأ فى الأحجيات لا يموت ...
ولرجائى إغفارك سوءى أمنية ...
وعفوك عن ذكر لسانى هدية ...
وعذرك إن إستبحت فناءك ضحكاً ...
والقصد يعلمه ربى قبل العباد ...
وسرى يرجو لقربك نطق الضحكات ...
فما القول أخى .. إن كان ذاك !!
إن كانت شارداتى بدنياك كذب ...
وتائهاتى سوءاً صغار زغب ...
وحتى حسناتى سيئات للجمال ...