............
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

............

حبابك عشره يا زائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور....

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمد عوض النمير
قلم ذهبي
قلم ذهبي
avatar


عدد الرسائل : 926
مزاجك اليوم : دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور.... Pi-ca-51
تاريخ التسجيل : 16/03/2008

دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور.... Empty
مُساهمةموضوع: دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور....   دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور.... Emptyالخميس 01 مايو 2008, 3:36 am

السيره الذاتيهبقلم السر قدور:

)
لم يكن إعجاب سرور بالكاشف وليد مصادفة أو نابعاً من فراغ
فسرور هو عميد الغناء والخبير بفنون الطرب والمؤسـس لمدرسة الغناء الحديث في السودان ،
ولم يكن إعجابه منذ الوهلة الأولى بإبراهيم الكاشف إلا بعد اقتناع بقدرته على الغناء والطرب
وبموهبته الشابة المبشرة ،
وبهذا الاقتناع فإن الحاج سرور اعتبر أن الكاشف سيكون خليفته على عرش الغناء
ولا شك أن الكاشف ظل حتى رحيله أقوى امتداد لمدرسة سرور الغنائية
المدرسة التي تعتمد على قوة الأداء والاستهلال المبهر واستخدام الإمكانيات الصوتية
والتطريب في درجات الصوت العليا.
بل أن الكاشف ارتبط بأشهر شعراء سرور في تلك الفترة
سيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن الذي كان مقيماً في مدينة ود مدني ،
وقد صعد إبراهيم الكاشف سلم الشهرة خطوة ... خطوة ...
وهو ينتمي إلى طائفة النجارين التي قدمت للفن قبل ذلك الشاعر صالح عبد السيد أبو صلاح ،
ثم أحمد وإبراهيم فلاح وكان صبي النجار إبراهيم الكاشف يتجول في سوق ود مدني
يحمل المصنوعات الخشبية الدقيقة ،
وذكر أن إبراهيم العبادي كان يداعبه ويشترط عليه أن يغني له إحدى أغنيات
سرور قبل أن يشتري منه بضاعته ،
وقد نال شهرة كبيرة بصوته الجميل وأدائه العذب وهو لا يزال في مرحلة الصبا
وسرعان ما أصبح نجماً في مدينة ود مدني يردد الأغنيات القديمة المعروفة
ويشارك في بعض الحفلات مردداً ألحاناً وضعها فنان مدني ( الشبلي ) وبعض الهواة ،
وفي فترة أخرى التف حول الصوت الجديد بعض الشباب ومنهم أبناء ود مدني
الطلاب بجامعة الخرطوم فكانوا عندما يعودون في الإجازات يبحثون عنه لمشاركتهم ليالي السمر
وكان من بينهم من تعلم العزف على الآلة الحديثة ...
فكان طلاب الجامعة هم الفرقة الموسيقية الأولى التي تمرن معها الكاشف على الغناء مع فرق الموسيقي
وقد أفادته هذه التجربة في مسيرة حياته الفنية فكان أول فنان يسعى إلى الغناء مع الموسيقى ..
بل يعتبر هو الرائد الفني الذي سعى إلى تكوين اوركسترا
رغم أن الغناء عرف الآلات الموسيقية ولكنها كانت الآلات منفردة مثل
( اكورديون ) وهبة و ( كمنجة ) المرحوم السر عبد الله ، ثم ( عود ) عبد القادر سليمان ،
وبعده الفنان حسن عطية ....
ولكن الكاشف خطى خطوة متقدمة بالبحث عن فرقة موسيقية ...
وكان نادي النيل بود مدني القاعدة القوية التي انطلق منها إبراهيم الكاشف إلى رحاب الفن
لتخرج شهرته من المدينة الخضراء إلى كل أرجاء السودان
.

أبو الفــــن ....

مدينة ود مدني إحدى ثلاث مدن سودانية كانت بوتقة انصهرت فيها قبائل السودان ،
وتشكلت على أرضها خميرة المجتمع السوداني الحديث مجتمع المدينة الموازي لمجتمع القبيلة ،
فأم درمان عاصمة دولة المهدية ، ومدينة عطبرة المدينة الصناعية ،
وود مدني عاصمة الإقليم الزراعي الأكبر هذه المدن الثلاث اجتمعت فيها ملامح المجتمع السوداني الحديث
بعاداته وفنونه وآدابه وكانت هذه المدن صورة رائعة لنماذج الثبات والقبائل والثقافات السودانية المختلفة
.
وتميزت ود مدني بأنها نشأت في إقليم عريق الحضارة
هو إقليم المملكة السنارية وكانت دولة سنار الإسلامية معلماً حضارياً وثقافياً
ظل يرسل إشعاعاته حتى عام 1821م
.
وفي هذا الإقليم احتشد العلماء والفقهاء ورواد الصوفية
ومشايخ الطرق الصوفية وإلى جوار هؤلاء ازدهرت الأنغام والأناشيد الصوفية والمدايح النبوية ،
فقد تمايلت قرى ومدن هذا الإقليم على أنغام أحمد ود سعد ،
ود نميم وأبو شريعة ، وطيفور الدقوني ،
وسمعت أقوال الشيخ فرح ود تكتوك وتمايلت في حلقات الذكر الصوفية
.
في هذا الإقليم وبين هذه المدينة ود مدني ومدينة المسلمية
كانت بداية حياة إبراهيم الكاشف ينتقل بسمعه من أناشيد الصوفية والمدائح النبوية
إلى دوبيت البطانة والأهازيج الشعبية ...
ولم يكن غريباً أن يندمج الكاشف أبن الأسرة القادمة من سيناء في شرق مصر
مع هذا الجو الفني الشديد الثراء ...
وذلك للتشابه الشديد بين فنون سيناء في الغناء والرقص والفنون السودانية
فكلها عميقة الارتباط بالتراث العربي وكلها تنتمي إلي فنون القبائل العربية التي عاشت على جانبي البحر الأحمر واندماج الكاشف مع فنون الجزيرة دليل على صدق الرأي
الذي يقول بأن حركة الفنون تسير مع سواحل البحار لا مع شواطيء الأنهار ...
ودليل على ارتباط الفنون الشعبية السودانية بأصولها العربية القديمة مع ما حدث لها من تأثير البيئة الأفريقية
.
وعندما شب إبراهيم الكاشف وأصبح يرتاد حفلات الغناء والطرب
كان الثلاثي سرور وكرومة والاستب برهان ملء السمع والبصر
ونشأ في السودان لون جديد من الطرب والغناء وهو الذي أسميناه فيما بعد حقيبة الفن
.
وعند بدأ هذا اللون من الفن على يد الحاج محمد أحمد سرور عام 1914
كان الكاشف دون العاشرة ولكن بعد سنة 1924 كان هذا الفن قد أصبح يغطي رقعة واسعة من أقاليم السودان
وبرز في الساحة بعد هؤلاء الفنان الخالد خليل فرح
ذلك الشاب المستنير الذي جدد في معاني الغناء وفي اساليبه ،
وفي البداية اتجه الكاشف إلى ترديد الأغاني المشهورة في عصره
وكان ميالاً إلى ترديد أغاني الحاج محمد أحمد سرور وأتاحت له قوة صوته وحسن أدائه
شهره كبيرة في إقليم الجزيرة حتى أصبح مطربها المميز ...
وأتجه إلى أن يكون له أغانيه الخاصة
.
وشاء القدر أن يكون بمدينة ود مدني أحد شعراء العامية البارعين
وهو الشاعر علي المساح
وهو ينتمي إلى نفس البيئة التي ينتمي إليها إبراهيم الكاشف
وكانت البداية أغنية زمانك والهوى أعوانك ..
وهي مجاراة لأحد قصائد الشاعر سيد عبد العزيز
.
ثم أنفرد الكاشف بلحنين صارا فيما بعد من أشهر ألحانه
بل من أشهر الألحان السودانية وهما : (الشأغلين فؤادي) .... ( وأنت بدر السماء )....
وهما أيضاً من كلمات علي المساح
.
وهكذا أصبح هناك مطرب ذو شخصية هو الفنان ( إبراهيم الكاشف ) .

رائد تلحين الأغنية الحديثة
مثلما كان التيجاني يوسف بشير أساس التجديد في القصيدة السودانية ،
كما كان محمد بشير عتيق جسراً انتقلت عليه القصيدة الغنائية من عصر إلى عصر
فإن إبراهيم الكاشف كان هو الذي انتقل باللحن السوداني من عصر الحقيبة إلى العصر الحديث ...
وكان بحق أستاذ التجديد في مجال اللحن الغنائي
وأثر الكاشف في الغناء الحديث يعادل أثر كرومه في الغناء القديم
.
وقيمة دور الكاشف في الغناء
أنه مزج بين القديم والجديد وحقق بذكاء خارق معادلة الأصالة والتجديد ...
فكان أسلوبه في التجديد نابعاً من أرضية الغناء القديم وليس منفصلاً عنه ...
وقد كانت أولى خطوات التجديد عند الكاشف في أغنيتين يؤرخ بهما لتطور الغناء السوداني
(( الليل ما بنومه )) لعبيد عبد الرحمن ( وفي الشاطئ ) لسيد عبد العزيز ....
وفي الأغنيتين بدأت بوضوح ملامح الأسلوب الجديد للفنان إبراهيم الكاشف
.
وهذا الأسلوب يستند على ثلاث ركائز أساسية
الأولى أن يعبر اللحن عن الإحساس متجاوزاً مرحلة المعاني المجردة ...
وعبر الكاشف عن هذا المعنى عندما قال الشعراء يكتبون المعاني ...
ونحن نغني الأحاسيس....
وبمعنى آخر فإن الكاشف عندما يلحن فإنه يبحث عن الأحاسيس التي دفعت الشاعر لكتابة الأغنية
وربما وجد قصوراً في تعبير الشاعر فأكمله باللحن والتطريب ...
وأسلوب الكاشف قبل التلحين أن يفهم بالضبط ما يريد الشاعر
ولذلك فقد كان كثير الجدل والإستفهام مع شعراء أغانيه
وبطول المعاشرة والصداقة أصبح يدرك وللوهلة الأولى ماذا يريدون في تعابيرهم
.
الركيزة الثانية في أسلوب الكاشف الاعتماد أساساً على اللحن الكلاس الميلودي ...
فهو يؤمن بأن أساس اللحن الغنائي هو الميلودي الذي يؤديه المطرب
ويظهر فيه قدرته الصوتية وقوته في التعبير الصوتي عن الإحساس
.
أما الركيزة الثالثة في أسلوب الكاشف فهو اشتراك الحضور في الغناء
أي أن يضع اللحن الميلودي بحيث يتيح للحضور مشاركته في الغناء
وترك مساحات للجمهور للمشاركة في ما يسمى بين الموسيقيين بغناء الباص ،
أي الغناء الذي يشاركه فيه الجميع بدون غناء
.
وهذا الأسلوب أتبعه الكاشف في معظم ألحانه التي تلت فترة الحقيبة
ففي كل أغنية كان يترك مساحة المشاركة للجمهور مثال ذلك
:
في أغنية ( الجمعة في شمبات )
يشارك الجمهور في غناء بيننا أوجه جميلة .. وجلسة ما منظور مثيلة ... وترنو عيناكي الكحيلة ....
وفي أغنية ( فتنة) ... يشارك الجمهور في غناء يا ملهمي القوافي ولكل معنى وافي
وفي ( الزيارة ) يشارك الجمهور في غناء .. قصور في خدود يهفون وخدود بدون أمارة ،
وليسه نونو وفي ( رحلة طيارة ) يشارك الجمهور في غناء ... حبيبي عاتبني ، وقالي المس قلبي ذاب ،
وفي ( أنت عارف ) يشارك الجمهور في غناء ... يا حبيبي زرني مرة
....
وهذه مجرد أمثال ولكن المستمع الواعي
يجد في جميع أغنيات الكاشف مساحة للمشاركة في الغناء
وقد تطور هذا الأسلوب عند الكاشف في السنوات الأخيرة
وأصبح يعطى مساحة لجمهور المسرح للمشاركة في الغناء ....
وكان ذلك في أغنية وين .. شكلك ظريف .. أيوه .. دمك خفيف .. أيوه
.
وهذه الركائز الثلاث في أسلوب الكاشف اللحني
هي التي جعلت أغانيه حية حتى الآن يرددها شباب الغناء الحديث وليالي الطرب السوداني
.

رائد الغناء والموسيقى
في عام 1958 أقام الكاشف حفلاً ساهراً في حديقة سينما النصر
بشارع الجمهورية بالقاهرة وكانت الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا عنصراً مهماً
في نجاح تلك الحفلة من الناحية التنظيمية والناحية الفنية ،
كان اهتمامها بنجاح الحفل دليلاً على علاقة الزمالة القوية بينها وبين إبراهيم الكاشف ..
وقال الكاشف عن صلته بالفنانة تحية كاريوكا
أنها تعود إلى منتصف الثلاثينات وترتبط بأهم حدث في حياته الفنية ،
وذلك عندما تخلى لأول مرة عن الشيالين ( الكورس ) ليغني وصلة كاملة مع الفرقة الموسيقية
.
وكان ذلك عندما زارت فرقة منوعات مصرية السودان
وكان على رأس الفرقة الفنان الكبير نجيب الريحاني والفنانة تحية كاريوكا ،
وذهبت الفرقة بعد برنامج الخرطوم إلى مدينة ود مدني لتقيم حفلاً ساهراً هناك
وعندما طلب جمهور المدينة اشتراك نجمه المحبوب إبراهيم الكاشف في الحفل ......
أجرى الكاشف بروفات مع الفرقة المصرية
وصعد إلى المسرح وقدم لأول مرة وصلة غنائية بمشاركة الفرقة الموسيقية ...
وكان نجاح هذه التجربة هو بداية الطريق الجديد
وكانت نقطة هامة في تغيير مسار الأغنية السودانية
.
والغناء السوداني عرف الآلات الموسيقية الحديثة في فترة مبكرة
فكان وهبة يعزف مع مطربي الغناء القديم على الأكورديون
وكان السر عبد الله يصاحب سرور بالكمان
وكان عبد القادر سليمان زميل خليل فرح يعزف على العود
وتتلمذ على يديه شباب الجيل الجديد حسن عطية وأحمد المصطفى وغيرهم ...
كانت في الخرطوم فرق موسيقية تتبع الجاليات الأجنبية في الخرطوم
مثل الجالية الإيطالية واليونانية والسورية تعزف موسيقاها في الميادين العامة
في المناسبات المختلفة
.
ومع كل هذا فإن الموسيقى في الغناء كانت قبل الكاشف مجرد لمحات وجلسات ( من العزف المنفرد )
وعلى يد إبراهيم الكاشف دخلت الأغنية السودانية العصر الحديث للموسيقى
.
وإذا كانت الموسيقى مجرد ترديد ( للميلودية ) في الغناء القديم
فإن الكاشف هو الذي إبتدع الجملة اللحنية المعبرة عن المعنى ،
وهو أول من وضع المقدمة الموسيقية لأغانيه أو ما يسمونه ( لونجا ) في الغناء العربي
وهو تمهيد للمطرب قبل الغناء وأشهر مقدمات إبراهيم الكاشف هي مقدمة أغنية ( رحلة
) .
الكاشف وأنا
عام 1952 تسلقت مع مجموعة من الصبيان سور نادي الموظفين بمدينة الدامر
لنشاهد الفنان إبراهيم الكاشف الذي حضر لإحياء حفلة ساهرة في النادي
وشاهدته لأول مرة على المسرح وهو يغني ( يا من أحبك وأصطفيك .. أنا لي روح مفتونة بيك )
وبعد هذه الحفلة شاهدت الكاشف للمرة الثانية مع أستاذنا الراحل خالد عبد الرحمن أبو الروس
وكنت قد اتجهت عام 1954 إلى التمثيل
مما وثق صلتي بالأستاذ خالد وأصدقائه مع شعراء الأغاني
عبيد عبد الرحمن وسيد عبد العزيز وإبراهيم العبادي وعمر البنأ ،
وكان الكاشف صديقاً لهؤلاء رحمهم الله جميعاً
.
وفي عام 1956 كنت أجلس معه ومع العم عبيد عبد الرحمن في نادي الفنانين
واسمعتهم أغنية خفيفة تقول كلماتها ( قوليهو – قلبي انشغل بيهو ونسيتها دنيا الناس ما كنت ناسيهو
) .
وأثنى عبيد على الأغنية
وأعجب بها الفنان الكاشف وطلب أن يسمعها مرة أخرى
وعندما سمعها للمرة الثانية كان قد حفظها ..
وأبدى بعض الملاحظات كعادته وبدل كلمة هنا وكلمة هناك ..
وبعد هذا اللقاء بفترة بسيطة لم أصدق أذني وأنا أسمع أغنيتي بصوت الفنان الكبير إبراهيم الكاشف
.
وكانت هذه الأغنية هي بداية التعاون بيني وبين إبراهيم الكاشف
الذي كان يتذوق الشعر الغنائي وينقده نقد الخبير المحنك ...
وأذكر أنني نشرت قصيدة عن مهرجان الأحفاد أسميتها ( يوم المهرجان )
وفي نفس يوم النشر اتصل بي تليفونياً وطلب أن أذهب إليه
ووجدته يحفظ القصيدة ولكنه طلب مني أن أغير شطرة واحدة ،
ولأنني كنت أعتقد أن القصيدة لا تصلح للتلحين لأنها مكتوبة بأسلوب الشعر الحديث ...
فإن الكاشف قال لي أنت شاعر ..
وأنا ملحن وكل واحد يشوف شغله
.
ثم كانت بعد ذلك رحلة من التعاون
أثمرت مجموعة من الأغنيات هي ( الشوق والريد ) ( عودة الربيـــع ) ( يا صغير )
( أنا راضي ) ونشيد ( أنا أفريقي أنا سوداني ) وغيرها
.
وكان الكاشف من ذلك الجيل الذي يعرف بيت القصيد ...
ففي أغنية يوم المهرجان اختار جملة ( أحتار أنا ) وجعلها جملة أساسية في الأغنية
كذلك في أغنية ( أنا سوداني ) جعل كلمة أنا سوداني هي الأساس ..
وفي أغنية ( يا صغير ) جعل الارتكاز كلمة ( يا صغير ) فقط
.
وفي بعض الأحيان كان الكاشف يحذف مقطعاً كاملاً
لأنه لا يضيف جديداً للمعنى ، وأنا سعيد الحظ ..
لأنني من أولئك الذين تعلموا الأسلوب الصحيح لكتابة الأغنية على يد إبراهيم الكاشف
.

طرائف وأغنيات
من أغنياتي التي قدمها الفنان الكاشف ثلاث أغنيات
ارتبطت بمواقف طريفة الأولى كانت أغنية ( الشوق والريد ) وكان ذلك في بداية الستينات ..
وكان الشعر الحديث قد أصبح موضة بين شباب الجيل الجديد
وقد ظن أولئك أننا نحن الذين نكتب بالأسلوب التقليدي نعجز عن مجاراتهم في هذا الميدان ...
فكتبت أنا عدداً من القصائد المرسلة بعضها بالفصحى وبعضها بالعامية ..
وذات صباح كنت أجلس مع الفنان الكاشف في المحل المجاور لجريدة " صوت السودان "
حضر إلينا المرحوم أحمد سنجر وهو يحمل صحيفة يومية ولوح بالجريدة في وجهي
ثم شن علي هجوماً عنيفاً واتهمني بالعجز والتقليد الأعمى
واستنكر أن أساهم في إفساد الشعر بهذه البدع ..
ولكي يشارك الكاشف في النقاش طلب أن نقرأ له القصيدة
وعندما قرأتها له دافع عنها دفاعاً مجيداً وقال أنها شيء جديد في شعر العامية .
وهنا صرخ فيه العم سنجر .. طيب يا إبراهيم روح غنيها لو فالح ..
وانتهى الجدل بهذا التحدي
ومن الطريق إلى أم درمان ونحن في العربة طلب مني الكاشف أن أقرأ عليه القصيدة مرة أخرى ..
وقرأتها ثم قرأتها مرتين
وعندما وصلنا إلى جوار سينما أم درمان حيث أسكن أوقف العربة .
وقبل أن أنزل قرأت له القصيدة للمرة الرابعة ..
ثم وضع رأسه على عجلة القيادة وأسمعني القصيدة كاملة .. وقال لي مع السلامة ..
وفي اليوم الرابع من هذا الموقف كان الكاشف يغني في حفلة ساهرة
في المسرح القومي الأغنية الجديدة ( الشوق والريد )
إستجابة لتحدي صديقه الشاعر أحمد سنجر رحمهما الله
.
يا صغير
كنت أعود معه بالقطار بعد حفلة أحياها بمدينة شندي
وعندما تحرك القطار من المحطة ذهبنا إلى عربة البوفيه ..
وعند جلوسنا لفت نظري هو إلى فتاة وشاب يجلسان إلى مائدة على الجانب الآخر
ولم يكن هناك سواهما عند دخولنا
ولاحظت أن الإرتباك قد بدأ واضحا عليهما وكانا كما يبدو من طلاب الجامعة
وقال الكاشف همساً ( قصة حب جديدة ) وعلقت أنا بأن الحيرة تبدو عليهما معاً ...
وألهمني الموقف بيتاً من الشعر كتبته على هامش صحيفة في يدي ..
( يا صغير يا محيرني ومتحير أنا عمري غرامك أنت وغرامك عمره قصير .. )
وقرأت له المطلع فحفظه للوهلة الأولى ثم راح ينقر على المائدة وبعد لحظات كان يغني المطلع ..
وطلب مني أن أكمل ..
ورحت أكتب شطرة ثم شطرة وظل هو يحفظ ويغني ...
وعندما وصل القطار محطة الخرطوم بحري
كانت هناك أغنية خفيفة نالت شهرتها بعد رحيل الكاشف بأكثر من عشر سنوات ..
هي أغنية ( يا صغير ) التي رفضتها الإذاعة السودانية
وسجلها الكاشف لإذاعة ركن السودان عام 1964 وقدمتها الإذاعة السودانية عام 1983
بعد طلب محمد خوجلي صالحين وزير الإعلام حينذاك
نقلها كهدية من إذاعة القاهرة لإذاعة أم درمان
.
اتصل بي الفنان الكاشف في مكتبي بجريدة " الناس "
وطلب مني أن أذهب إليه في المحل حالاً وذهبت إليه ..
وعندما وصلت طلب لي ( جبنة ) وأدخلني البرندة إلي مكتبه بالداخل
وجلس وأعطاني ورقة وقال لي أنه سيشارك مساء اليوم في حفل لمناصرة ثورة الجزائر ..
وانه اكتشف صباح اليوم أن بعض المطربين جهزوا أناشيد خاصة لهذه المناسبة ..
وطلب أن أكتب له لذلك نشيداً عن ثورة الجزائر
فبدأت أكتب ( يا ثوار الجزائر ) فقال لي الأفضل أن تقول يا شعب الجزائر فكتبت المطلع
:
يا عملاق وثائر ... يا شعب الجزائر
سلاحك صباحك ... مليان بالبشائر
[size=12]وبقينا حتى الساعة الرابعة
وقبيل ميعاد الحفل بساعات قليلة ..
ولم نتحرك من المحل إلا بعد أن أكتمل نشيد ( شعب الجزائر ) تاليفاً ولحناً
وفي الساعة العاشرة مساء كان النشيد يذاع على الهواء مباشرة من الحفل الساهر
الذي أقيم لمناصرة ثورة الجزائر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بدر عبد الماجد
مشرف
مشرف
avatar


عدد الرسائل : 606
مزاجك اليوم : دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور.... Mondah10
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور.... Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور....   دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور.... Emptyالثلاثاء 06 مايو 2008, 11:49 pm

وين الناس
؟ smart
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دور الكاشف فى الغناء .....بقلم السر قدور....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
............ :: المنتديات الرئيسية :: ساحة الخواطر-
انتقل الى: